غويانا الفرنسية (Guyane française): أحد أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، يقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، وله حدود مع دولتي البرازيل وسورينام.
تبلغ مساحة غويانا الفرنسية حوالي 83,534 كلم2، ويقطن حوالي نصف سكانها (البالغ إجمالي عددهم 294,071 نسمة) في الضواحي المحيطة بمنطقة المدينة الرئيسية، وقد أضيفت صفة "الفرنسية" إليها إبان الاستعمار الفرنسي، حين كانت توجد ثلاث مستعمرات متشابهة الأسماء: غويانا البريطانية (غويانا)، وغويانا الهولندية (سورينام)، وغويانا الفرنسية.
وتتميز هذه الدولة بتنوعها البشري، فقد سكنتها - عبر العصور - شعوب مختلفة، اختلطت مع بعضها لتشكل أصل الشعب الغوياني الحالي، وأول من سكنها هم الأمريكيون الأصليون (مثل الهنود الحمر)، تلاهم الأوروبيون الذين أحضروا بدورهم الزنوج الأفارقة ليعملوا عبيداً في مزارعهم، وبعد إلغاء فرنسا للعبودية تم تحريرهم ليسكنوا الأدغال الفاصلة بين مناطق السكان الأصليين والأوروبيين، فاختلطوا معهما مع مرور السنوات، وفي وقت لاحق قدمت إلى غويانا الفرنسية أعداد من الآسيويين من الصينيين والهمونغ (مجموعة عرقية في شرق وجنوب شرق آسيا) والهنود الشرقيين، واستقرت في العاصمة كايين، وعمل معظم هؤلاء بالتجارة.
ومما يميز غويانا الفرنسية أيضاً تنوعها الأحيائي، ففيها أشجار ونباتات وحيوانات كثيرة جدًّا، على الرغم من أن تربتها فقيرة بالمغذيات الضرورية لنمو الغابات، ويعيد البعض سبب نمو الأشجار والنباتات بهذه الكثافة إلى أنشطة إنسانية زراعية قام بها السكان الأصليون القدماء، أدت إلى تخصيب مساحات شاسعة من الأراضي.
مناخ غويانا الفرنسية استوائي، ويبلغ الحد الأدنى لدرجات الحرارة 22 درجة مئوية، والأقصى 36 درجة مئوية، وهي تعتمد اعتماداً كبيراً على الإعانات الفرنسية والتبادل التجاري للسلع مع فرنسا، وتعتبر الصناعة الغويانية ضعيفة إجمالًا، ويشكل صيد الأسماك التجارة الأساسية فيها.
وعلى الرغم من الصلات الثقافية بين غويانا الفرنسية وبين الأقاليم الناطقة بالفرنسية في منطقة الكاريبي، فإن غويانا الفرنسية لا تعتبر جزءًا من هذه المنطقة الجغرافية، لأن البحر الكاريبي يقع على بعد مئات الكيلومترات غرباً إلى ما بعد قوس جزر الأنتيل الصغرى، وتتكون غويانا من منطقتين جغرافيتين رئيسيتين: الشريط الساحلي حيث تعيش غالبية السكان، والغابات المطيرة صعبة الاختراق.
تاريخيًّا، وصلت إلى هذه الدولة موجة قديمة من مسلمي إفريقيا، وعاشت في ظروف غير إنسانية، حيث استُعبد الأفارقة في المستعمرة الفرنسية أيام تجارة الرقيق، وأجبروا على قطع الصلة بدينهم وبلادهم وأهاليهم وعاداتهم، ثم وصل إليها عدد من المنفيين والمسجونين المغاربة والجزائريين عندما كانت فرنسا تحتل بلدان المغرب العربي، (ارتبطت غويانا الفرنسية تاريخيًّا بكونها مستعمرة عقابية بعد وصول نابليون الثالث)، وهاجر إليها في النصف الأول من القرن العشرين 4000 مسلم من لبنان وسوريا وفلسطين، وعندما ألغت فرنسا معتقل كايين كان عدد المسلمين الذين أفرج عنهم حوالي 2500 مسلم، وتقدر المصادر عدد مسلمي غويانا الفرنسية اليوم بـ6000 مسلم، وتقدر مصادر أخرى نسبتهم بـ1.3% من إجمالي السكان (2020).
معظم المسلمين في هذه الدولة من أصل جزائري ومغربي، إضافة إلى المسلمين العرب والأفغان ممن استوطنوا البلاد وهاجروا إليها، وهناك أيضاً مسلمون جدد من الأفارقة وغيرهم، ويعيش أفراد الجالية المسلمة بغويانا في كل من كايين وكورو وسان لوران دو ماروني، وهي المدن الرئيسية في هذا البلد.
أما غالبية سكان غويانا الفرنسية فهم نصارى كاثوليك، وهناك القليل من المارونيين، ونسبة من الملحدين تقدر بـ3.9%، وأتباع للديانات الشعبية تقدر نسبتهم بـ8.6% من إجمالي السكان.