• الرمز الدولي BG
• رمز الاتصال الهاتفي 359
• العلم
• العاصمة Sofia

جمهورية بلغاريا: تقع في جنوب شرقي أوروبا، وتطل على البحر الأسود من جهته الغربية، تحدها رومانيا من الشمال، وتركيا واليونان من الجنوب، وصربيا ومقدونيا من الغرب، وعاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة صوفيا التي تقع في جهتها الغربية، والعملة الرسمية لبلغاريا هي الليف البلغاري.
تبلغ مساحة بلغاريا 110910 كم²، أما عدد سكانها فقد بلغ 6.899 مليون نسمة عام 2021، مقابل 7,35 مليون نسمة في 2011، ويعود هذا التراجع الكبير في عدد السكان إلى وفاة وشيخوخة جزء من السكان، وهجرة كثيرين إلى الخارج، لا سيما الشباب في سن العمل، وحسب إحصاءات عام 2001 فإن حوالي 83.9% من سكان بلغاريا هم بلغاريون، مع وجود أقليتين كبيرتين هم الأتراك (9.4%) والغجر (4.7%)، كما أن هناك أقليات أخرى صغيرة، مثل الأرمن والروس والتتار وغيرهم.
اللغة الرسمية لهذه الدولة هي البلغارية، ويتحدث بها حوالي 84.8% من السكان، وهي إحدى اللغات السلافية الجنوبية، وينطق بها حوالي 10 ملايين نسمة في بلغاريا وأجزاء من اليونان ورومانيا ومولدوفيا وأوكرانيا، ويتبع 81% من البلغار الديانة النصرانية، أما المسلمون فتصل نسبتهم في بلغاريا إلى 14.2% من إجمالي السكان، وهناك أتباع لديانات أخرى ولادينيون وكاثوليك وبروتستانت أيضاً، فيما تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أن النسبة الفعلية للمسلمين تقترب من 25% من إجمالي السكان، وهم ينقسمون إلى ثلاث مجموعات: الأكثرية من أصول تركية بنسبة 60%، يليهم المسلمون البلغار بنسبة 25%، ثم المسلمون الغجر بنسبة 15%، ومسلمو بلغاريا يتبعون المذهب الحنفي، ويلاحظ وجود نسبة ليست بالقليلة من الشيعة والعلويين البكتاشيين ضمن هذه الإحصائية، وتختلف هذه التوزيعات العرقية للمسلمين عما ذكر في مصادر أخرى، فمنها ما يشير إلى أن نسبة الأتراك بينهم هي 75.3%، والبلغاريين 13.5%، والغجر 10.5%، وغيرهم 1%، ومنها ما يذكر أن نسبة المسلمين ضمن الغجر تصل إلى الثلث، أما سمة إسلام الغجر البلغار الغالبة فتخلط بين الشعائر الإسلامية والعادات والتقاليد الغجرية، وبالنسبة لعلويي بلغاريا البكتاشيين فقد بلغ عددهم حوالي 84000 علوي وفق إحصاء 1992.
وقد تسبب هذا التشتت وعدم التجانس المذهبي ضمن المجتمع العرقي الواحد، ثم ضمن مجتمع بلغاريا عموماً، في حدوث أزمة هوية للمسلمين هناك، ويعتبر ذلك أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في بلغاريا، إضافة إلى التمايز الاجتماعي الناجم عن تأرجح هذه الأقلية بين الريف والمدن، رغم أن الغالبية تقطن الريف والأماكن الحدودية، وفي السياق ذاته فإن الأقلية المسلمة هناك ليست متجانسة اقتصاديًّا، فبينما يحيا قطاع ليس بالكثير حياة مرفهة، ويقطن أماكن ذات خصوبة زراعية واقتصادية جيدة، كما هو الحال في دوبرودجا المعروفة بإنتاجها الغزير من القمح، يعاني قطاع آخر من الفقر الزراعي كسكان منطقة الرودوب؛ الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على قوة وثقل وجود المسلمين في بلغاريا.
وقد عرف الإسلام طريقه إلى بلغاريا عن طريق الدولة العثمانية التي سيطرت على منطقة البلقان نهاية القرن 15م وبداية القرن 16م، وظلت بلغاريا تنتمي إداريًا إلى أوروبا الشرقية تحت الحكم العثماني لمدة 500 عام، وما إن أطبق الشيوعيون أيديهم على السلطة في بلغاريا بمساعدة الروس، حتى مارسوا كل أنواع التنكيل بالأقليات الدينية وفي مقدمتهم الأقلية المسلمة، الأمر الذي دفع مئات الآلاف من المسلمين إلى النزوح للجبال، وقد وُصف ما واجهه المسلمون تحت سيطرة الشيوعيين في بلغاريا بأنه الأشرس في تاريخ أوروبا الشيوعية، وأن تلك الحملة العنصرية استهدفت العقيدة الإسلامية في المقام الأول، فدمرت المساجد وأغلقت الكتاتيب ومُنع المسلمون من ممارسة شعائرهم الدينية كالصوم والصلاة.
ورغم أن المسلمين اليوم يمثلون ركناً أساسيًّا في النسيج المجتمعي البلغاري، فإن العنصرية والكراهية تهيمنان على الخطاب الرسمي الموجهة لهذه الأقلية، ولكن لم يستسلم مسلمو بلغاريا لحملات التنكيل والتهجير الممنهجة، إذ نجحوا في الصمود وعبور تلك المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، واستطاعوا مع مرور الوقت أن يكون لهم حضورهم الداخلي والرسمي، وأن يكونوا اليوم رقماً صعباً في خريطة السياسة البلغارية؛ لما يمثلونه من ثقل وكتلة تصويتية ذات تأثير كبير.