المسلم الجديد هو كل من عاد إلى أصل فطرته بعد انحرافه باختياره دون إكراه، على بصيرة وعلم، اعتقادًا: بتحقيق أركان الإيمان، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وقولًا: بالنطق بالشهادتين باللسان إن استطاع، وبالقيام بسائر ما خوطب به من أركان الإسلام، حتى استقام على ذلك، فإذا ما استقام على الدين، وظهر منه العمل بمقتضياته؛ لم يعد جديدًا، وهذا يختلف من شخص لآخر، بحسب الإمكانيات العقلية والثقافية والبيئية والظروف المحيطة به.
إن دخول المسلم الجديد في الإسلام يعد بمثابة ميلاد جديد له، وهذا المولود الجديد يواجه العديد من التحديات والعقبات المالية والنفسية والاجتماعية، وسنتحدث عن سمات وخصائص ذلك المولود الجديد من خلال العقبات التي يواجهها :
كما أن قد يواجه مشاكل في تحصيل فرصة مناسبة في البيئة الجديدة، ومشاكل في الرعاية الصحية، وفي التعليم.
ولذلك كله فإننا نرى أن أهم سمة من سمات المسلم الجديد أنه عرضة لكثير من العقبات والتحديات، التي قد تؤدي به إلى الردة، أو انطفاء الدافعية نحو العمل للإسلام والدعوة إليه، مما يستوجب على الداعية البصير أن يكون ملمًا بتلك العقبات والتحديات، ويسعى لإيجاد الحلول لها، فإن المسلم الجديد يجب أن يتجاوز تلك العقبات لينطلق في مجال الدعوة الرحب، فيصير داعية في مجتمعه وموجهًا، بدلًا من أن يغدو مثقلًا بأعباء وأحمال تمنعه من الانطلاق، فضلًا عن تؤدي به إلى النكوص والارتداد.
جاء في ترجمة غازان بن آرغون سلطان التتار، وحفيد جنكيز خان، وكان على طريقة جدِّه الأعلى جنكيز خان - أنَّ جلوسه على تخت الملك كان سنة 693 هـ، فحَسَّن له نائبه نوروز الإسلام، فأسلَم سنة 694 هـ، ونثَر الذهب والفِضَّة واللؤلؤ على رؤوس الناس، وفَشَا بذلك الإسلامُ في التتار، وقيل له بعدَ إسلامه: إنَّ دين الإسلام يُحرِّم نكاحَ نساء الآباء، وقد كان استضاف نساءَ آبائه إلى نسائه، وكان أَحَبَّهُنَّ إليه بلغان خاتون، فَهَمَّ أن يرتدَّ عن الإسلام، فقال له بعضُ خواصِّه: إنَّ أباك كان كافرًا، ولم تكُن بلغان معه في عَقْد صحيح، إنما كان مسافِحًا بها، فاعقدْ أنتَ عليها، فإنَّها تَحِلُّ لك، ففعل، ولولا ذلك لارتدَّ عن الإسلام، واستُحْسِن ذلك مِن الذي أفتاه به لهذه المصلحة.
قال الشوكاني رحمه الله:
(بل هو حسَن، ولو كان تحتَه ألفُ امرأة على سِفاح، فإنَّ مثل هذا السلطان المتولِّي على أكثر بلاد الإسلام في إسلامه مِن المصلحة ما يُسوِّغ ما هو أكبرُ مِن ذلك، حيث يؤدِّي التحريج عليه، والمشْي معه على أمْر الحقِّ إلى ردَّته، فرحم اللهُ ذلك المفتيَ).