جامع القصبة (تونس)
بُني جامع القصبة بأمر من مؤسس الدولة الحفصية بعد إعلانه الاستقلال عن الدولة الموحدية بمراكش، وذلك بداخل القصبة التي كانت تضم أيضاً مقر الحكم والقصر.
وكانت البناية في الأصل عبارة عن مسجد صغير لحي، لتتحول إلى جامع تقام فيه صلاة الجمعة، في الوقت الذي كانت فيه هذه الوظيفة تقتصر على جامع الزيتونة. وانطلاقاً من القرن 16م، إبان الفترة العثمانية، أصبحت الصلاة تقام فيه حسب المذهب الحنفي الذي هو مذهب الحكام الجدد لبلاد إفريقية.
تنقسم قاعة الصلاة العميقة إلى سبع بلاطات وتسع أساكيب، وهو شيء نادر في المساجد الإفريقية، ويحتل رواقان يرتكزان على أعمدة ويطلان على صحنين، الجهات الشمالية والشرقية، ويغطي الجدران طلاءٌ جيري وألواحٌ حجرية وأخرى رخامية.
وقد شهد المسجد عدة أعمال للإصلاح والتجديد، كما تشهد على ذلك التذهيبات التي تغطى تيجان المحراب، وخلال تلك الفترة (سنة 992هـ / 1584م) وضع منبر من الطراز العثماني ملبس بالرخام، مكان المنبر الخشبي الحفصي.
المصدر: إضغط هنا