جامع القرويين
جامع القرويين من أهمّ الجوامع التي تقع في المغرب العربي، وبالتحديد في مدينة فاس، بأمر من العاهل الإدريسي يحيى الأول، وتطوّعت فاطمة الفهرية ببناء هذا الجامع، ومنحت جميع ما تملك من ميراث ورثته لإنجاز هذا الجامع.
يتميّز جامع القرويين بوجود صومعة ذات شكل مربع وواسعة، وهي لا تزال موجودة وقائمة، وتعدّ من التوسّعات التي قام بها الزناتيون الذين يتبعون لعبدالرحمن الناصر، وهي من أقدم وأجمل المنارات الموجودة في المغرب العربي، ويحتوي المسجد على عدة أبواب، بالإضافة إلى جناحين يتمّ التقاؤهما في أطراف الصحن الموجود في وسط الجامع، وكلّ جناح من هذه الأجنحة يوجد فيه مكان مخصّص للوضوء من المرمر، حيث صمّم بطريقة مشابهة للتصميم الموجود في الصحن الأسود في قصر الحمراء بالأندلس.
وبعد الانتهاء من بناء وتجهيز جامع القرويين، سارع العلماء لإنشاء العديد من الحلقات الخاصّة بطلبة العلم، كما ضمّ مكتبة زاخرة ناسبت أنشطة القراءة والتعلّم آنذاك، مما أدى إلى اعتبار مدينة فاس من المدن الثقافية والعلمية المهمة على مستوى المغرب العربي، وزاد قدرتها على منافسة العديد من المراكز العلمية والثقافية المشهورة في العديد من المدن كمدينة قرطبه ومدينة بغداد.