جمعية بشائر الخير
نحن في جمعية بشائر الخير لا نبني المساجد، ولا نحفر الآبار، ولا نطبع المصاحف، وإن كانت هذه من أجلَ الأعمال الخيرية وشرف عظيم لمن يقوم بها ، لكننا هنا نقوم على صناعة الإنسان، وإعادة ترميمه، وإزالة جميع الركام المتجمع في داخله ومن حوله، ثم نقوم بعملية صقل مضنية ليستعيد بريقه وأصالته، حتى يتحول هو إلى مصحف يتحرك داخل المجتمع بدلاً من قيامنا بطباعة مصحف ...
ونحن في جمعية بشائر الخير لسنا الأكبر، ولكننا في مجال عملنا نحن الأفضل، فإذا كانت النظرة التجارية المادية الحديثة تقوم على مبدأ ( الأكبر هو الأفضل)، فإننا ولله الحمد قد ركبنا المركب الصعب، وارتقينا المرتقى الأعز، حددنا الهدف وانطلقنا إليه بقوة وعزيمة وثبات، يحدونا الأمل ورعاية الدولة وتكلؤنا عناية الله، وعون الكرام البررة من أهل الكويت الذين جادوا علينا بكرائم أموالهم ...
بعد تحرير الكويت عام 1991 اجتمعت ثلة من الشباب ، وقرروا المساهمة الفاعلة في تخفيف آثار الدمارالنفسي والمادي الذي خلفه الاحتلال، والتصدي لظاهرة انتشارالمخدرات و حمل الأمانة بكل تبعاتها وصعابها في انتشال المدمنين من المستنقع الآسن ، وقبلوا التحدي رغم وعورة الطريق الشاق والشائك ، وتعاهدوا على النزول الى الميدان لإنقاذ الشباب والفتيات من السموم القاتلة ، وإعادة البسمة والفرحة والسرور لهم ولأهاليهم الذين فقدوا لذة الحياة بعد أن تجرعوا كأس المرارة والحرمان .
لقد قمنا بتأسيس لجنة عام 1993م لهذا الغرض تحت مسمى بشائر الخير لثقتنا بأن التفاؤل منهج حياة ، كما اعتمدنا المنهج الرباني ليقيننا بأنه هوالحل الوحيد لعلاجظاهرة الإدمان في علاج المدمنين ورفعنا له شعارا (بالإيمان نقضي على الإدمان)، فإذا آمن القلب آمن القالب واستشعر حلاوة الايمان واستسلم لنداء الرحمن، وأيقنبرحمة الله التي وسعت كل شئ، وفتحت له أبواب الرجاء بعفو الله ومغفرته للذنوب وإن بلغت عنان على ان يستوفي شروط التوبة الصادقة وهي الإقلاع عن المعاصيوالندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليها، وإن ضعف أو سقط أو تعثر بادر إلى تجديد العهد وتوثيق العقد لمواصلة رحلة النور إلى دار الخلود، إلى جنة عرضها السماوات والأرض.