قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023ممقالات

دينا فتحي جمعة عبد العظيم

قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

دينا فتحي جمعة عبد العظيم

باحثة ماجستير، مهتمة بالشأن الاستراتيجي والأمني

قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

تقديم

 

تُعد ظاهرة الإرهاب إحدى أهم الظواهر التي كانت ولا تزال تُشكِّل تهديدًا مباشرًا على حياة الإنسان، وسلامته؛ لأنها تستهدف الفرد بالدرجة الأولى لإحداث الفوضى، والاضطرابات، والفزع الداخلي، والتأثير على سلوك صانع القرار، وبالتالي الامتثال لرغبات تلك الجماعات، وذلك من خلال الحوادث التي تشنّها جماعات العنف باستخدام العمليات النوعية؛ سواء كانت تفجيرات أو أسلحة نارية أو حتى أسلحة خفيفة أو متوسطة، وهو ما سلَّط عليه الضوء مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م؛ حيث إنه لم يُركّز فقط على ذِكْر استراتيجيات الإرهاب ودوافع ارتكابه، بل ركّز على وَفَيات الإرهاب، والمصابين، والفئات المُستهدَفة من تلك الهجمات، هل كانت عسكرية أم مدنية، والمناطق الأكثر استهدافًا من تلك العمليات؛ وذلك للوقوف على تفسير منطقي لتلك الظاهرة، والأيادي الخفية التي تقف وراءها وتُموِّل عملياتها، والتعرف على الأهداف طويلة المدى التي تسعى تلك التنظيمات لتحقيقها.

وعلى اعتبار أن إفريقيا جنوب الصحراء، ولا سيما منطقة الساحل الإفريقي، هي الأكثر تأثرًا بظاهرة الإرهاب، وحوادثه، والوفيات الناجمة عنه، والتنوع في العمليات الإرهابية الموجَّهة لدولها؛ فإنها موضع معتبر للبحث والتحليل في جذور تلك الظاهرة، وقراءة موقع الدول ضمن هذا المؤشر، ودرجة تأثرها بالإرهاب، وانعكاسه على الاستقرار والأمن الداخلي لديها، إضافةً لرَصْد التنظيمات الأكثر انتشارًا ودموية، والجرائم الاكثر فتكًا وبشاعةً لهذا العام، وهو ما يمكن تناوله من خلال الآتي:

 

أولًا: مؤشر الإرهاب العالمي “دراسة في المفهوم، الهدف، المنهجية”:

صدر مؤشر الإرهاب العالمي في مارس الماضي لعام 2023م في نسخته العاشرة؛ وذلك بهدف تسليط الضوء على كافة الاتجاهات والأنماط المرتبطة بالإرهاب؛ حيث إنها تركّز على العمليات وحوادث الإرهاب، إضافةً لعدد الوفيات، والرهائن، والإصابات الناجمة عن الإرهاب؛ حيث يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام، المؤسسة الفكرية غير الربحية المختصة ببحوث السلام، والهادفة لتوجيه أنظار العالم نحو مجالات السلام الإيجابي وتعزيزه، كمقياس لرفاهية الشعوب وتقدمها، كما تتمركز جغرافيًّا في عدد من المناطق في كلٍّ من نيويورك، لاهاي، مكسيكو سيتي، وهراري، وبروكسيل. ويحلل مؤشر الإرهاب تأثير الإرهاب على 163 دولة، أي أنه يُغطِّي 99.7% من سكان العالم، ويعتمد على قاعدة بيانات Dragonfly’s Terrorism Tracker باعتباره المصدر الرئيسي لقاعدة بيانات المؤشر، وجاء تعريف المؤشر لمفهوم الإرهاب باعتباره: “التهديد الممنهج باستخدام العنف من جانب الفاعلين من دون الدول، ولصالح جهات بعينها؛ بهدف تحقيق عدد من الأهداف السياسية والأيديولوجية، والدينية، للتأثير في سلوك الفاعلين من الدول، والتأثير على قراراتهم”.

 

منهجية مؤشر الإرهاب العالمي “GTI”:

تأتي منهجية هذا المؤشر لتقييم وتصنيف الـ163 دولة، وفق توزيعها على أربعة عشر مؤشرًا فرعيًّا ومُرجّحة على مدار خمس سنوات، ويتم حساب التقييم النهائي للدولة واعتماد تصنيفها وفق نتائجها النهائية في العناصر التالية:

إجمالي عدد الحوادث الإرهابية خلال عام بعينه.

الحصر الشامل لأعداد الوفيات المتسبّب بها الإرهاب خلال عام محدد.

الحصر الشامل لأعداد الإصابات جراء الهجمات الإرهابية خلال عام محدد.

الحصر الشامل لأعداد الرهائن المحتجزة جراء الهجمات الإرهابية خلال عام بعينه.

ووفق المقاييس الأربعة يتم تحديد عامل الترجيح المتراوح ما بين (0-3) لكل عنصر من العناصر السابقة، ويتم ضربها في نتيجة كل عامل، ويتم تجميع كافة الحوادث التي تم ضربها في الدولة، وذلك للوصول إلى القيمة النهائية لتقييم الدولة.

والجدير بالذكر أن عامل الترجيح لإجمالي عدد الحوادث “1”، و”3 لعدد الوفيات، و”0.5 لعدد الإصابات، و”0.5 لعدد الرهائن المحتجزة. أما لحساب متوسط الوزن للآثار التي خلّفتها الحوادث الإرهابية خلال خمس سنوات فيتم الأخذ بعين الاعتبار الحوادث السابقة لكل دولة، ويتم حسابها من خلال مبادرة التصنيف العالمي؛ حيث إن الوزن النسبي خلال أربع أعوام للحوادث الإرهابية “1”، و”2 للثلاثة أعوام، و”4 للعامين، و”8 للعام الماضي، و”16 للعام الحالي.

كما واجه المؤشر خللًا فنيًّا مرتبطًا بعدم التساوي في الجرائم الإرهابية وفقًا للولايات القضائية والنطاق الجغرافي، وللتغلب على سوء التوزيع لتلك الجرائم، فقد تم استخدام النطاق اللوغاريتمي على مقياس ما بين”1-10؛ حيث يتم تحديد الحد الأدنى على مؤشر الإرهابي العالمي كمقياس “0”، والحد الأقصى كمقياس “10”، وبطرح الحد الأقصى من الأدنى يتم تحديد درجة النطاق لكل دولة.

 

المعلومات التي يتضمّنها مؤشر الإرهاب العالمي ضمن قاعدة بياناته للقياس:

الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية المُشكِّلة لبيئة تطور العمليات الإرهابية.

الأهداف الجيوسياسية للعمليات الإرهابية.

أنواع الاستراتيجيات والخطط التكتيكية التي تنشرها الجماعات الإرهابية.

الحوادث الإرهابية وإجمالي عدد الوفيات، والمصابين إضافة للرهائن.

النطاق الزمني والجغرافي للهجمات الإرهابية.

 

المعلومات التي لا تتضمنها قاعدة بيانات terrorism tracker:

الأعمال الحربية، النظامية أو غير النظامية.

العنف الإجرامي المُوجَّه لتحقيق الربح فقط، حتى لو كان يحاكي التكتيكات الإرهابية مثل تفجير السيارات وقطع الرؤوس.

الاضطرابات المدنية.

أعمال العنف المنعزلة مِن قِبَل أفراد غير متوازنين مثل حوادث إطلاق النار.

السلوك العنيف المعادي للمجتمع.

 

ثانيًا: رَصْد تصنيف دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م:

يتضمَّن هذا المحور قراءة وتحليل موقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي، ورصد تداعياته على منطقة الساحل الإفريقي، ولا سيما غرب إفريقيا؛ وذلك من خلال تحديد ترتيب الدول، ودرجة التحسن والتدهور في تقييم الإرهاب لهذا العام، ثم بالتعرّف على أبرز الجماعات الإرهابية الأكثر انتشارًا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، إضافةً لأكثر العمليات دموية في المنطقة، والدول الأكثر تأثرًا بحوادث الإرهاب والوفيات الناجمة عنها، وهو ما يمكن تناوله على النحو الآتي بيانه:

 

الجدول (1)

تصنيف دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

درجة تأثير الإرهاب على الدولة مقدار التغير في مؤشر

 

لهذا العام GTI

تقييم الدول بمجموع درجات (0_10) التغير في الترتيب لعام 2023م الترتيب عالميًا الدولة
لعام 2023م لعام 2022م
مرتفع 0.294 8.564 8.27 2 2 بوركينا فاسو
مرتفع 0.65- 8.463 8.398 3 الصومال
مرتفع 0.26– 8.412 8.152 3 4 مالي
مرتفع 0.168- 8.065 8.233 3+ 8 نيجيريا
مرتفع 0.24 7.616 7.856 +2 10 النيجر
مرتفع 0.085 7.347 7.432 11 الكاميرون
مرتفع 0.102 7.330 7.432 1 12 موزمبيق
متوسط 0.139 6.872 6.733 3 14 الكونغو الديمقراطية
متوسط 0.211 6.168 6.379 19 تشاد
متوسط 0.003 6.163 6.166 20 كينيا
منخفض 3.672- 4.915 1.243 46 27 توغو
منخفض 1.676- 4.840 3.164 25- 28 بنين
منخفض 0.465 4.065 4.53 2 38 تنزانيا
منخفض 0.22 4.051 4.271 4- 39 بورندي
منخفض 3.800- 3.800 0 49- 44 جيبوتي
منخفض 0.563 3.747 4.31 5 47 كوت ديفوار
منخفض 0.507 3.599 4.106 3 48 أوغندا
منخفض 3.194- 3.194 0 38 55 إفريقيا الوسطى
منخفض 0.715 3.044 3.759 7 56 إثيوبيا
منخفض جدًّا 0.472 1.108 1.58 7 77 السنغال
منخفض جدًّا 1.058- 1.058 0 15 78 إيسواتيني
منخفض جدًّا 0.417 0.826 1.243 7 80 رواندا
منخفض جدًّا 0.417 0.826 1.243 9 82 جنوب إفريقيا
منخفض جدًّا 0.218 0.291 0.509 2 86 موريتانيا
منخفض جدًّا 0.133 0.158 0.291 86 أنغولا
لا تأثير 0 0 0 93 بوتسوانا
لا تأثير 0 0 0 93 الكونغو
لا تأثير 0 0 0 93 الجابون
لا تأثير 0 0 0 93 غانا
لا تأثير 0 0 0 93 غينيا
لا تأثير 0 0 0 93 غينيا بيساو
لا تأثير 0 0 0 93 غامبيا
لا تأثير 0 0 0 93 غينيا الاستوائية
لا تأثير 0 0 0 93 زيمبابوي
لا تأثير 0 0 0 93 زامبيا
لا تأثير 0 0 0 93 سيراليون
لا تأثير 0 0 0 93 جنوب السودان
لا تأثير 0 0 0 93 السودان
لا تأثير 0 0 0 93 مالاوي
لا تأثير 0 0 0 93 ناميبيا
لا تأثير 0 0 0 93 ليبيريا
لا تأثير 0 0 0 93 ليسوتو
لا تأثير 0 0 0 93 مدغشقر
لا تأثير 0 0 0 93 موريشيوس

 

تصنيف دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

شهدت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تراجعًا ملحوظًا في تقييمها العام لمؤشر الإرهاب لهذا العام، وهي بذلك المنطقة الوحيدة التي لم تحقق تقدمًا في تقييمها، فمن ضمن 21 دولة سجلت تدهورًا في مؤشر الإرهاب، فكانت هنالك سبع منها في إفريقيا جنوب الصحراء، كما شهدت 19 دولة تحسنًا في تقييمها لمؤشر الإرهاب لهذا العام، في حين أن 18 دولة لم تسجل أي تقييم ضمن هذا المؤشر، وعلى صعيد الهجمات الإرهابية فقد انخفض عددها لهذا العام ليصل نحو 1332 مقارنة بـ1445 لعام 2021م، وبرغم هذا التراجع في عدد الهجمات؛ إلا أن معدل الوفيات من حوادث الإرهاب قد ارتفع بنسبة 8% لهذا العام مقارنة بالعام الماضي لتصل أعداد الوفيات نحو 4023 حالة وفاة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، وبهذا يصل إجمالي عدد الوفيات في المنطقة من جراء جرائم الإرهاب منذ عام 2007م نحو 35 ألف حالة وفاة، وكانت كلّ من مالي وبوركينا فاسو الدولتين الأكثر تضررًا من وفيات الإرهاب؛ حيث ارتفعت حالات الوفاة في بوركينا فاسو بزيادة مثَّلت 50% من معدل عام 2021م، لتصل لما يزيد عن 1100 حالة، وتعد بذلك الدول الإفريقية الأولى من حيث تجاوز عدد الوفيات لنحو 1000 حالة وفاة، وتُنسَب تلك الجرائم لجماعات عنف مجهولة المصدر؛ إلا أنه يمكن الإشارة إلى تنظيم الدولة في غرب إفريقيا، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، واحتلت الدولة المرتبة الثانية عالميًّا كأسوأ دولة متأثرة بالإرهاب عام 2023م، وترتفع فيها النشاطات الإرهابية للجماعات المتطرفة.

 

وعلى جانب تقييمات دول المنطقة: فقد سجلت جيبوتي أسوأ تقييم في مؤشر السلام لهذا العام؛ حيث تراجعت 49 مركزًا عام 2022م، لتحتل المرتبة 44 مقارنةً بترتيب العام الماضي؛ وذلك بسبب الهجوم الإرهابي الذي تعرَّضت لها منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، والذي راح ضحيته سبعة جنود ضمن أحداث الهجوم على القاعدة العسكرية الجيبوتية أكتوبر 2022م، وأعلنت وزارة الدفاع أن جبهة استعادة الديمقراطية وتحقيق الوحدة المسؤولة عن الحادث، وكان على غرارها كل من بنين وتوغو، وإفريقيا الوسطى.

 

أما عن بنين فقد تراجعت نحو 25 مركزًا لتحتل المرتبة 28، وبذلك بمعدل منخفض لتأثير الإرهاب على استقرار الدولة، وتراجعت توغو 46 مركزًا هذا العام لتحتل المرتبة 27؛ وذلك بسبب الهجمات الإرهابية التي لحقت بالدولتين وبلغ عددها نحو 17 هجومًا راح ضحيته 44 حالة وفاة في أكتوبر 2022م، ولكن تلك الدول كانت تتسم بالاستقرار وعدم التأثر بهجمات الإرهاب، ولكنها فجأة تحولت لبؤرة نشاط للهجمات الإرهابية، مما انعكس على تقييمها وتصنيفها.

 

كما احتلت الصومال المرتبة الثالثة عالميًّا كأسوأ تقييم بشأن الإرهاب؛ وذلك بسبب ارتفاع عدد الوفيات من جراء حوادث الإرهاب لنحو 755 حالة وفاة لعام 2022م، وهي بزيادة قدرها 14% عن عام 2021م، وهذا يعود لنشاط حركة الشباب الصومالية، وانتشار عملياتها في أرجاء الدولة واستهداف المدنيين من خلالها، وما زال تأثير الإرهاب مرتفعًا في كلٍّ من مالي، ونيجيريا، والكاميرون.

 

وعلى الجانب الآخر نأتي على ذكر النماذج التي تحسّن تقييمها في هذا المؤشر لهذا العام، فتراجع مرتبة الدولة من الأصغر للأكبر إنما هو يشير لتحسن في قيم الدولة في مؤشر الإرهاب، كما أن التراجع في تقييم الدولة والذي يتم الإشارة له باللون الأحمر إنما هو تحسن في الأداء والتقييم العام للدولة، في حين أن التقييم المشار له باللون الأخضر والمصحوب بالسالب، فإنه يدل على تدهور تقييم وأداء الدولة في مؤشر الإرهاب العالمي، لذا فكانت إثيوبيا نموذجًا للدول التي تحسّن أداؤها لهذا العام في المؤشر؛ حيث تراجعت 7 مراكز لتحتل المرتبة 56؛ حيث سجلت صفر وفيات من جراء حوادث الإرهاب للعام السادس على التوالي، وتم رصد حادثين إرهابيين عام 2022م في الدولة، ولكن لم تسجل أيّ وفيات، لذا فتأثير الإرهاب عليها من حيث الهجمات والوفيات عند مؤشره المنخفض.

 

أما بخصوص نيجيريا فإنه على الرغم من ارتفاع تأثير الإرهاب عليها؛ إلا أنه انخفض معدل الوفيات جراء الإرهاب ليصل لنحو 385 حالة وفاة عام 2022م من 497 حالة وفاة عام 2021م، وهي أدنى معدل للوفيات منذ عام 2011م.

 

كما أضاف المؤشر أن إجمالي الهجمات التي نفَّذها تنظيم الدولة في غرب إفريقيا بلغ نحو 57 هجومًا خلال عام 2022م مقارنة بـ79 هجومًا لعام 2021م، وانعكس هذا التحسن كذلك على جنوب إفريقيا بتراجع 9 مراكز باتجاه الاستقرار والسلام، والسنغال بتراجع 7 مراكز باتجاه التأثير المنخفض للغاية للإرهاب، إضافةً لكل من رواندا بنفس التراجع، كما شهدت منطقة غرب الساحل الإفريقي لأول مرة لعام 2023م تسجيل صفر وفيات من جراء حوادث الإرهاب، وهو يُعدّ مؤشرًا إيجابيًّا في اتجاه السلام داخل المنطقة، والحد من النشاطات الإرهابية.

 

الجدول (2)

يوضح أسوأ الحوادث الإرهابية في إفريقيا جنوب الصحراء/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

نوع الهجوم عدد الوفيات الجماعات/المنظمات المنفذة للهجوم الولاية المستهدفة تاريخ الهجوم الترتيب عالميًّا الدولة
تفجيرات 120 حركة الشباب الصومالية بنادير 29/10/2022م 3 الصومال
سطو مسلح 116 مسلحون/ مجهولو الهوية الساحل 12/6/2022م 4 بوركينا فاسو
سطو مسلح 110 مسلحون/ مجهولو الهوية موبتي 19/6/2022م 5 مالي
سطو مسلح 100 تنظيم الدولة (داعش) جاو 12/7/2022م 6 مالي
سطو مسلح 70 جماعة نصرة الإسلام والمسلمين جاو 12/5/2022م 7 مالي
سطو مسلح 59 حركة الشباب الصومالية شابيلاها ديسكي 3/5/2022م 8 الصومال
سطو مسلح 50 تنظيم الدولة في غرب إفريقياISWA)) بورنو 22/5/2022م 12 نيجيريا
سطو مسلح 50 مسلحون/ مجهولو الهوية إيست 25/5/2022م 13 بوركينا فاسو
سطو مسلح 42 مسلحون/ مجهولو الهوية جاو 7/8/2022م 14 مالي
سطو مسلح 40 جماعة بوكو حرام بورنو 22/5/2022م 15 نيجيريا
سطو مسلح 37 جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الساحل 26/9/2022م 16 بوركينا فاسو
تفجيرات 35 مسلحون/ مجهولو الهوية سنتر_نورد 5/9/2022م 17 بوركينا فاسو
سطو مسلح 30 مسلحون/ مجهولو الهوية جاو 13/2/2022م 18 مالي
سطو مسلح 30 تنظيم الدولة في غرب إفريقياISWA) ) بورنو 21/5/2022م 19 نيجيريا
أسلحة 30 تنظيم الدولة (داعش) جاو 9/9/2022م 21 مالي
تفجيرات 27 مسلحون/ مجهولو الهوية موبتي 4/3/2022م 22 مالي
سطو مسلح 27 تنظيم الدولة (داعش) إيتوري 5/6/2022م 23 الكونغو الديمقراطية
سطو مسلح 23 تنظيم الدولة في غرب إفريقيا ISWA)) بورنو 7/7/2022م 24 نيجيريا
سطو مسلح 22 تنظيم الدولة (داعش) جاو 12/6/2022م 25 مالي
سطو مسلح 21 جماعة بوكو حرام ديفا 8/3/2022م 26 النيجر
سطو مسلح 21 مسلحون/ مجهولو الهوية الساحل 14/5/2022م 27 بوركينا فاسو
سطو مسلح 21 تنظيم الدولة (داعش) كيفو الشمالية 29/5/2022م 28 الكونغو الديمقراطية
تفجيرات 21 حركة الشباب الصومالية بنادير 19/8/2022م 29 الصومال
تفجيرات 21 مسلحون/ مجهولو الهوية إيست 25/12/2022م 30 بوركينا فاسو
سطو مسلح 20 مسلحون / مجهولو الهوية سنتر_نورد 1/4/2022م 31 بوركينا فاسو
سطو مسلح 20 تنظيم الدولة (داعش) كيفو الشمالية 3/4/2022م 32 الكونغو الديمقراطية
سطو مسلح 20 مجهولو الهوية كادونا 4/4/2022م 33 نيجيريا
سطو مسلح 20 مسلحون / مجهولو الهوية جاو 16/9/2022م 35 مالي
سطو مسلح 20 مسلحون / مجهولو الهوية سنتر_نورد 7/3/2022م 36 بوركينا فاسو
سطو مسلح 20 تنظيم الدولة (داعش) جاو 8/6/2022م 37 مالي
سطو مسلح 20 تنظيم الدولة (داعش) جاو 12/8/2022م 38 مالي
سطو مسلح 19 مسلحون / مجهولو الهوية تيلابيري 16/3/2022م 40 النيجر
سطو مسلح 18 مسلحون / مجهولو الهوية تيلابيري 20/2/2022م 43 النيجر
سطو مسلح 18 مسلحون / مجهولو الهوية بوكل دي موهون 7/3/2022م 44 بوركينا فاسو
سطو مسلح 18 مسلحون / مجهولو الهوية سنتر_نورد 12/7/2022م 47 بوركينا فاسو
سطو مسلح 17 مسلحون / مجهولو الهوية إيتوري 11/4/2022م 48 الكونغو الديمقراطية
سطو مسلح 17 مسلحون / مجهولو الهوية إيست 15/5/2022م 49 بوركينا فاسو
سطو مسلح 17 جماعة نصرة الإسلام والمسلمين السافانا 24/11/2022م 50 توغو

 

الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يتناول الجدول السابق الحوادث الإرهابية التي حدثت في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، والدول التي وقعت فيها تلك الحوادث، والولايات التي استهدفتها الجماعات المسلحة، بالإضافة لرصد عدد الوفيات ونوع الهجوم ونوع السلاح المستخدَم، والملاحظ أن تلك الهجمات قد نشطت في كلٍّ من بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، والكونغو الديمقراطية والصومال، وأن من إجمالي أسوأ 50 هجومًا إرهابيًّا في العالم لهذا العام حققت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء نحو 38 حادثة إرهاب تُعد هي الأسوأ ضمن الجرائم التي رصدها مؤشر الإرهاب 2023م، وأغلب تلك الهجمات تتراوح ما بين جبهة نصرة الإسلام والمسلمين المصنّفة  كرابع أخطر تنظيم إرهابي عالميًّا، فقد نُسب لها نحو 3 هجمات في كل من توغو بإجمالي عدد وفيات 17، وباستخدام الأسلحة النارية ضمن عمليات السطو المسلح على المدنيين والعزل أو حتى الجنود، وفي مالي بإجمالي عدد وفيات 70، وفي بوركينا فاسو بنحو 38 حالة وفاة، وذلك من خلال استخدام أسلوب هجومي موحد متمثل في الأسلحة النارية وعمليات السطو المسلح.

 

ويليها تنظيم الدولة في غرب إفريقيا والمصنف كسادس أخطر تنظيم إرهابي عالميًّا، من خلال ثلاث عمليات استهدفت جميعها دولة نيجيريا، بإجمالي عدد وفيات 30، 23، 50 حالة وفاة ضمن عمليات مختلفة باستخدام السطو والأسلحة النارية في ولاية “بورنو”، يأتي تنظيم الدولة داعش والمصنف الأول عالميًّا كأخطر التنظيمات الإرهابية وأكثرها عنفًا وديمومةً، والذي انتقل نشاطه في إفريقيا جنوب الصحراء بعدما كان يمارس كافة عملياته في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فانتقلت تحديدًا في دولة مالي حيث كانت الأكثر من حيث عملياتها في عام 2022م بواقع 8 هجمات إرهابية في كل من مالي والكونغو الديمقراطية، بإجمالي عدد وفيات تجاوز حد 200 حالة وفاة، وذلك باستخدام أسلوب واحد للهجوم من خلال السطو واستخدام الأسلحة النارية.

 

ثم تأتي جماعة بوكو حرام المصنفة كسابع أسوأ تنظيم إرهابي عالميًّا، لينسب لها هجومين في كل من نيجيريا والنيجر، بواقع 21 حالة وفاة للثانية، و40 حالة وفاة للأولى، وباستخدام الأسلحة النارية كذلك، وعلى غرارها تأتي حركة الشباب الصومالية المصنّفة كثاني أخطر تنظيم إرهابي، والتي توسّع نشاطها في الصومال، وارتكبت أبشع الحوادث الإرهابية خلال قيامها الهجوم خارج مبنى وزارة التعليم بسيارتين مفخختين في ولاية بنادير، وراح ضحية هذا الهجوم 120 حالة وفاة وإصابة نحو 300 حالة وذلك بداعي أن الوزارة قد حاربت تعاليم الإسلام في المدارس، كما تم ارتكاب حوادث إرهابية في عدد من بلدان إفريقيا، تم رصدها في الجدول من خلال مسلحين مجهولي الهوية باستخدام الأسلحة النارية، وراح ضحيتها المئات. لذا تعد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الأسوأ من حيث حوادث الإرهاب، وأعداد الوفيات جراء تلك الجرائم، كما أنها الأكثر استقطابًا للمقاتلين والتنظيمات الإرهابية؛ سواء كانت معلومة الهوية أو حتى مجهولة الهوية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على عملية استقرار المنطقة، ويؤخر من عملية السلام الإيجابي داخل جنوب الصحراء الكبرى.

 

جدول (3)

يوضح التنظيمات الإرهابية الأكثر عنفًا في إفريقيا جنوب الصحراء/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

التنظيم/الجماعة الترتيب عالميًّا حالات الوفاة عدد الهجمات عدد المصابين
تنظيم الدولة (داعش) 1 1045 410 644
حركة الشباب الصومالية 2 784 315 1016
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين 4 279 77 215
تنظيم الدولة في غرب إفريقيا 6 219 65 118
جماعة بوكو حرام 7 204 64 51

 

الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يتناول هذا الجدول أبرز الجماعات الإرهابية الأخطر على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء، والعالم على حد سواء؛ حيث احتل تنظيم الدولة -والذي يطلق عليه داعش- المرتبة الأولى عالميًّا كأخطر تنظيم وذلك بسبب حجم الهجمات التي يشنّها على مدار العام، والتي بلغت 410 هجمات، هذا بالإضافة إلى أن عدد وفياته تجاوز حد الألف حالة وفاة، ونحو 614 مصابًا، ويذكر أن هذا المؤشر ينشط غرب الساحل ولا سيما في كل من مالي والكونغو الديمقراطية، تليها حركة الشباب الصومالية التي تحتل المرتبة الثانية عالميًّا ضمن درجات الخطوة بواقع 315 هجومًا سنويًّا استهدفت بها 784 حالة وفاة، ونحو 1016 مصابًا، وتمارس تلك الحركة نشاطها في الصومال، تليها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تحتل المرتبة الرابعة عالميًّا بإجمالي عدد وفيات 279 حالة، و77 هجومًا، ونحو 215 مصابًا، وتمارس تلك الجماعة نشاطها في توغو ومالي، في حين أن تنظيم الدولة في غرب إفريقيا تحتل المرتبة السادسة عالميًّا بإجمالي 77 هجومًا استهدف من خلاله نحو 219 حالة وفاة، و118 مصابًا، كما تمارس نشاطها في نيجيريا، وأخيرًا تأتي جماعة بوكو حرام لتحتل المرتبة السابعة عالميًّا بإجمالي عدد هجمات 64 هجومًا، راح ضحيته 204 حالات وفاة، ونحو 51 مصابًا.

 

الشكل (1)

يوضح وفيات الدول بواسطة الإرهاب/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

 

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يوضح الشكل السابق النسب المئوية لوفيات الإرهاب في الدول لعام 2022م، وعن دول إفريقيا جنوب الصحراء فكانت الأكثر تعرُّضًا للهجمات الإرهابية، وبالتالي الوفيات جراء تلك الحوادث: حيث تعتبر بوركينا فاسو الدولة الأكثر تأثرًا من الإرهاب بإجمالي نسبة وفيات 17% من نسبة الوفيات عالميًّا، وهي الأكبر من بين دول العالم وفق ما تناوله مؤشر الإرهاب لهذا العام، تلتها في المرتبة الثانية مالي بإجمالي نسبة وفيات بلغت 14%، ويُذْكَر أن كلًا من مالي وبوركينا فاسو كانت أكثر الدول التي وقعت فيها هجمات إرهابية من تنظيمات مجهولة الهوية، كما سجلت الصومال نسبة 11% من إجمالي الوفيات العالمية للإرهاب لتحتل المرتبة الثالثة، ثم أعقبها نيجيريا لتسجل نسبة 6% من إجمالي وفيات الإرهاب العالمية، وأخيرًا النيجر لتسجل نسبة 3% من إجمالي الوفيات العالمية والتي انخفضت وفياتها لعام 2022م بنسبة 79% مقارنة بوفيات عام 2021م، وسجلت إفريقيا جنوب الصحراء بمفردها نسبة 51% من إجمالي الوفيات العالمية، لتصبح المنطقة الأكثر تأثرًا للإرهاب وتعرُّضًا له، من خلال عمليات نوعية ما بين السطو المسلح، والتفجيرات، وكانت منطقة الساحل والصحراء هي الأكثر تعرُّضًا للهجمات الإرهابية؛ حيث وقعت نحو 65% من الهجمات الإرهابية في العشر دول الواقعة في منطقة الساحل الإفريقي.

 

 الشكل (2)

أخطر الجماعات الإرهابية لعام 2023م/ مؤشر الإرهاب العالمي

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يوضح الشكل السابق، التنظيمات والحركات الإرهابية الأكثر خطورة في العالم وفق مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م، وكان للجماعات الإفريقية الإسهام الأكبر ضمن أخطر التنظيمات المشبوهة في الفترة ما بين 2007م وحتى عام 2022م. ولعل أبرزها: جبهة نصرة الإسلام والمسلمين، حركة الشباب الصومالية، وتنظيم الدولة، وكانت تلك التنظيمات الثلاثة الأكثر دموية لعام 2022م في إفريقيا جنوب الصحراء، ولا سيما منطقة الساحل الإفريقي، لذا يمكن تسليط الضوء على تلك الجماعات وفق ما أشار له مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م، وتناول تأثيرها على دول المنطقة، وما سبَّبته من فوضى في غرب الساحل الإفريقي، وذلك من خلال الآتي

1- تنظيم الدولة:

تنظيم مسلح بدأ نشاطه في بلاد الشام، ولا سيما سوريا والعراق، وتوسع نشاطه ليشمل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصةً منطقة الساحل الإفريقي، سواء من خلال داعش أو من خلال تنظيم الدولة في غرب إفريقيا، باستغلاله لعدم الاستقرار والاضطرابات الداخلية التي تشهدها دول المنطقة بفعل التصدعات العرقية والإثنية والسياسية، ودعا تنظيم الدولة أفراده للانتقال لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء بداعي أن تلك المنطقة على حد تعبيرهم أرض الجهاد وذلك في الفترة ما بين 2014م، وحتى عام 2015م، وأصبحت إفريقيا في مرمى الهجمات؛ حيث نُسبت له إجمالي 27% من إجمالي الوفيات العالمية من حوادث الإرهاب لعام 2022م، كما تراجعت إجمالي عملياته لنحو 183 هجومًا إرهابيًّا عام 2022م من إجمالي 344 هجومًا، وهو تراجع ملحوظ نحو 26%، هذا بالإضافة إلى أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وشمال إفريقيا كانت من أكثر المناطق استهدافًا لهجمات التنظيم، وكانت الهجمات المسلحة هي الاستراتيجية التي اتبعها تنظيم الدولة لشَنّ هجماته؛ حيث انخفضت هجمات التفجيرات الانتحارية للنصف عام 2022م مقارنةً بالعام السابق لها، وكانت الحوادث العسكرية هي الأكثر استهدافًا لداعش خلال هذا العام؛ حيث كانت 43% من هجماتها موجّهة ضد العسكريين، في حين أن المدنيين تأثروا سلبًا من تلك الهجمات؛ فبلغت إجمالي أعداد الوفيات من الضحايا المدنيين نحو 690 حالة وفاة عام 2022م.

حركة الشباب الصومالية:-2

 

هي عبارة عن تنظيم مسلح ينشط في شرق إفريقيا، تتمركز في الصومال وكينيا، ونشأت عام 2006م في العاصمة الصومالية مقديشو، ووفق تقديرات عام 2019م فقد تراوح عددهم ما بين 7000 إلى 9000، وتم تصنيفها ضمن التنظيمات الإرهابية الأخطر بسبب الهجمات الفتاكة والشرسة التي أطلقتها في العاصمة، واستهدافها للجوار الإقليمي للدولة مثل كينيا، وإثيوبيا، وأوغندا، ونظرًا لخطورتها قامت بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام، بالإضافة لدعم من الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة حركة الشباب الصومالية عسكريًّا منذ عام 2017م، وبالنظر لنشاط الحركة خلال عام 2022م، فقد ارتفعت معدل الوفيات الناجمة عن هجماتها بنسبة 23%؛ حيث إنه من إجمالي 784 حالة وفاة كانت نحو 245 حالة في مقديشو العاصمة الصومالية، أي بنسبة 26% من إجمالي الهجمات المنسوبة للحركة خلال عام 2021م.

كما أنها شنَّت هجوم إرهابي تم تصنيفه باعتباره الأكثر خطورة وبشاعة لعام 2022م تسبب في مقتل ما لا يقل عن 120 فردًا، وذلك من خلال تفخيخ سيارتين أمام مبنى وزارة التعليم، وسبق أن تمت الإشارة له، هذا بالإضافة لارتفاع أعداد الوفيات في كينيا إلى 51 حالة وفاة لعام 2022م مقارنةً بـ43 حالة لعام 2023م، وذلك بتركيز هجماتها في ولاية “مانديرا” التي تقع على نطاق الحدود الصومالية- الكينية؛ حيث شنَّت الحركة نحو 11 هجومًا لعام 2022م، وكان الهجوم الأكثر دموية من جانب الحركة في كينيا ما أسفر عن مقتل 13 مواطنًا مدنيًّا جراء إلقاء عدد من القبائل على الطريق لاستهداف المدنيين، واستخدمت المتفجرات والأسلحة باعتبارها الأسلحة النوعية لممارسة هجماتها؛ حيث بلغت نسبة الوفيات من المتفجرات نحو 63% من إجمالي الوفيات، في حين شكَّلت نسبة الوفيات من جراء الأسلحة النارية نحو 32%، وكانت الفئات الأكثر استهدافًا العسكريين ثم المدنيين.

 

3- جماعة نصرة الإسلام والمسلمين:

نشأ هذا التنظيم في منطقة الساحل الإفريقي عام 2017م، جراء تحالف مجموعة من الحركات المسلحة في المنطقة كأمثال المرابطين وجبهة تحرير ماسينا، وأنصار الدين، وتنظيم الدولة لغرب إفريقيا، واجتاحت تلك الجماعة غرب إفريقيا من خلال استهداف المدنيين والعسكريين، والقيام بالعمليات الإرهابية ضد قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتبنَّت عددًا من الأهداف كأساس استراتيجي لعملياتها، منها: تدريب المسلمين على التمرد ضد قوات الاحتلال -على حد وصفهم- التي تجتاح إفريقيا، وتطبيق حكم الإسلام في غرب إفريقيا، وأعلنت أن فرنسا هي العدو الأول لها في غرب الساحل الإفريقي، وعن حالات الوفاة التي سجلتها عام 2022م فقد بلغت نحو 279 حالة وفاة بانخفاض مقداره 28% عن عام 2021م، وانعكس على انخفاض حوادث الإرهاب بنسبة 14% لعام 2022م.

 

الجدول (4)

الدول الإفريقية الأكثر تضررًا من حوادث الإرهاب (2017_2022م)

الدولة حوادث الإرهاب خلال السنة
2017 2018 2019 2020 2021م 2022م
بوركينا فاسو 21 15 7 6 4 2
الصومال 3 3 3 3 3 3
مالي 10 9 8 7 7 4
نيجيريا 4 4 4 6 4 8
النيجر 18 19 14 12 8 10

 

الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يتضمن هذا الجدول الدول الإفريقية الأكثر تضررًا من حوادث الإرهاب على مدار الست سنوات الماضية، وحلت في المرتبة الأولى لهذا العام بوركينا فاسو؛ حيث ارتفعت حوادث الإرهاب خلال عامي 2021م، و2022م لتصل لنحو 310 حوادث من إجمالي 224 حادثة، وأدى ذلك لارتفاع الوفيات بنسبة 50% عن العام الماضي، وكانت أكثر الفئات استهدافًا من الهجمات الإرهابية المدنيين، كما أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هي الأكثر انتشارًا على صعيد العمليات الإرهابية في الدولة، وذلك على الرغم من انخفاض أعداد الهجمات الناجمة عن تلك الجماعة وهو الانخفاض بنسبة 35%،  فبعد أن كانت مسؤولة عن 15.9 حالة وفاة لكل هجوم، انخفض هذا العدد ليصل نحو 3.9 حالة وفاة لكل هجوم لعام 2022م، وتظل النسبة الأولى لحالات الوفيات لتلك الجماعة في دولة بوركينا فاسو من مهاجمة العسكرين؛ حيث تمثل 80% من إجمالي عدد الوفيات، كما أن نسبة 88% من هجمات الإرهاب الواقعة في الدولة، ونحو 78% من الوفيات من جراء الحوادث الإرهابية مجهولة الهوية، وهو ما يضع الدولة ضمن فئة الدول الأكثر تأثرًا بهجمات الإرهاب مجهولة المصدر، وكان الهجوم الأكثر دموية هو قتل مسلحين ما لا يقل عن 116 مدنيًّا في الهجوم على قرية “سيتنغا”، مقاطعة سينو في 12 يونيو 2022م.

جدير بالذكر أن بوركينا فاسو قد تراجعت في مؤشر الإرهاب العالمي نحو 12 مركزًا لتحتل المرتبة 146 عالميًّا، وكانت نسبة تأثير الإرهاب المرتفعة في الدولة بسبب الاضطرابات الداخلية، ولا سيما عقب انقلاب سبتمبر العسكري، وما ترتب عليه من صراعات داخلية، ومشكلات سياسية وانفلات أمني.

كما احتلت الصومال المرتبة الثانية ضمن دول إفريقيا جنوب الصحراء الأكثر تضررًا من حوادث الإرهاب؛ حيث انخفضت حوادث الإرهاب في الدولة بنسبة 10% لعام 2022م، لتصل لنحو 299 حادثة، ولكنه لم يصحبه انخفاض في عدد الوفيات؛ حيث ازداد معدلها بنسبة 14% لعام 2022م لتعد النسبة الأكبر منذ عام 2019م، أي 2.8 حالة وفاة لكل هجوم من 1.9 حالة وفاة لكل هجوم سُجلت عام 2021م، وهي إشارة على دموية الهجمات الإرهابية التي شهدتها الدولة.

كما أن حركة الشباب الصومالية ما تزال الجماعة الأكثر دموية في الدولة؛ حيث إنها مسؤولة عن 97% من حوادث الإرهاب في الصومال بإجمالي وفيات 733 حالة وفاة عام 2022م، أي بزيادة مقدارها 23% عن عام 2021م، كما استهدفت عام 2022م العسكريين، والمدنيين والمسؤولين الحكوميين في هجماتها؛ حيث شكَّلت وفيات العسكريين نسبة 38%، ونسبة 30% لوفيات المسؤولين الحكوميين، ونحو 14% لوفيات المدنيين، كما أن أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في الصومال كانت في جنوب الصومال ومقاطعة بنادير، إضافة للعاصمة مقديشو؛ حيث مثلت تلك المناطق نسبة 49% من الهجمات الإرهاب لعام 2022م.

وتليها دولة مالي التي تحتل المرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر تضررًا من إفريقيا جنوب الصحراء من حوادث الإرهاب؛ حيث سجلت الدولة أعلى نسبة وفيات بزيادة نسبة 50% لعام 2022م، وذلك برغم انخفاض الحوادث الإرهابية في الدولة بنسبة 20%؛ إلا أنه لم ينعكس على حجم الوفيات حيث 3.5 حالات وفاة لكل مواطن مقارنة من 1.7 حالات وفاة لكل شخص، وكانت أغلب الوفيات موجهة ضد المدنيين والعسكريين، فبلغت نسبة الوفيات من المدنيين 64% من حجم الوفيات بواقع 607 حالات وفاة، و20% لوفيات العسكريين بنحو 188 حالة وفاة.

 وكان الهجوم الأكثر فتكًا ودموية هو الهجوم الذي وقع في عددٍ من القرى في منطقة موبتي؛ حيث راح ضحيته 110 مدنيين في هجوم مجهول الهوية، وتعد منطقة جاو المشتركة في مثلث الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو هي الأكثر تعرضًا للإرهاب؛ حيث سجلت نحو 494 حالة وفاة لعام 2022م بنحو ثلاثة أضعاف وفيات عام 2021م، وكان تنظيم داعش الأكثر انتشارًا في مالي على الرغم من وجود جماعة نصرة الإسلام والمسلمين؛ حيث بلغت وفيات داعش ضعف وفيات نصرة الإسلام؛ حيث شنَّت داعش عام 2022م نحو 19 هجومًا إرهابيًّا، راح ضحيته 243 حالة وفاة، وهي تمثل نسبة 61% من وفيات الهجمات الإرهابية عامة، واستهدفت داعش المدنيين ضمن عملياتها المدنيين بنسبة 63% من إجمالي عملياتها، واستهدفت العسكريين بنسبة 6عمليات فقط.

وتأتي نيجيريا لتحتل المرتبة الرابعة بعد مالي ضمن الدول الأكثر تضررًا من الإرهاب لعام 2022م؛ حيث تحسَّنت تقييماتها من حوادث الإرهاب؛ حيث انخفضت أعداد الوفيات عام 2022م بنسبة 23% عن عام 2021م لتصل نحو 385، وهذا الانخفاض انعكس على الحوادث الإرهابية التي انخفضت لنحو 120 هجومًا عام 2022م من إجمالي 214 هجومًا 2021م، وهو الانخفاض الأكبر منذ عام 2011م، وكانت الوفيات المستهدفة من جانب المدنيين والعسكريين؛ حيث ازدادت النسبة المئوية لوفيات المدنيين بنسبة 78% لتصل نحو 196 حالة وفاة، وانخفضت وفيات العسكريين لعام 2022م بنسبة 74% لتصل لنحو 58 حالة وفاة، كما لا تزال تنظيم الدولة في غرب إفريقيا الأكثر انتشارًا ودموية في نيجيريا للعام الثالث على التوالي؛ حيث بلغت وفياتها 3.7 حالات وفاة لكل هجوم لعام 2022م من 3 حالات وفاة لكل هجوم عام 2021م، كما أنها سجَّلت أدنى معدل للهجمات الإرهابية منذ عام 2020م لنحو 57 هجومًا بانخفاض بنسبة 28%، وانخفض معدل الوفيات بنسبة 13% بنحو 211 وفيات عام 2022م مقارنة بعام 2021م، كما تم تصنيف سكان “بيافرا” الأصليين على أنهم جماعات إرهابية؛ حيث قاموا بنحو 40 هجومًا إرهابيًّا لعام 2022م، وراح ضحيته نحو 57 حالة وفاة، وتلك الجماعة حركة انفصالية تسعى للوصول للسلطة، كما انخفضت الهجمات الإرهابية من جماعة بوكو حرام لعام 2022م للنصف، ولكنَّ انخفاض عدد الوفيات لم يكن على قدر انخفاض الحوادث الإرهابية؛ حيث انخفضت من 72 عامًا 2022م لـ69 حالة وفيات لعام 2021م، وهذا التراجع انعكس على تحسن الأوضاع في ولاية بورنو؛ حيث انخفضت من 91 إلى 48 هجومًا لعام 2022م، وتحسَّن الوضع نسبيًّا بشكل عام في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م.

وأخيرًا تأتي النيجر لتحتل المرتبة الخامسة، ضمن الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب في إفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث انخفضت نسبة الوفيات في النيجر لعام 2022م، وانعكس ذلك على انخفاض أعداد الوفيات لتصل 198 حالة وفاة وهو الانخفاض بنسبة 67% من إجمالي عدد الوفيات لعام 2021م، كما وقع الهجوم الأكثر دموية عام 2022م بمهاجمة مسلحين لخمس قرى في مقاطعة ديفا، والتي راح ضحيته نحو 21 حالة وفاة، وعن أكثر التنظيمات انتشارًا في النيجر فكانت بوكو حرام، وتنظيم الدولة في غرب إفريقيا، ولا سيما في منطقة “تيلابيري” ضمن مثلث الحدود الثلاثية مع مالي وبوركينا فاسو؛ حيث تلك المنطقة الأكثر تضررًا من حوادث الإرهاب، تحدث بها 44% من الهجمات الإرهابية في الدولة، ونحو 60% من ضحايا الإرهاب في النيجر، ومن جانب آخر تفوقت بوكو حرام على تنظيم الدولة في النيجر عام 2022م، بإجمالي ضحايا 44 حالة لعام 2022م من إجمالي 18 حالة في عام 2021م.

 

الشكل (3)

يوضح أنواع الأسلحة المستخدمة في الهجمات الإرهابية/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يوضح الشكل السابق أنواع الهجمات الإرهابية التي تم شنَّها على مناطق العالم، وكان من ضمنها إفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث كانت نوعية الهجمات تتراوح ما بين التفجيرات بنسبة تقترب من 40%، والأسلحة النارية بنسبة تجاوزت 50%، إضافة لنِسَب ضئيلة من القنابل الحارقة، واستخدام الأسلحة الحادة، واستخدام المركبات عن طريق تفخيخها، ووسائل أخرى غير معلنة، لكنَّ النسبة الأكبر للحوادث الإرهابية في المنطقة ما بين متفجرات وأسلحة نارية باعتبارها عمليات نوعية تحقّق أهداف تلك التنظيمات وتتسبَّب في الاضطراب بفعل ما تحقّقه من معدل مرتفع لأعداد الوفيات.

 

الشكل (4)

النسبة المئوية لوفيات الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

 

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يشير الشكل السابق إلى معدل وفيات الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي في الفترة ما بين 2012م وحتى عام 2022م؛ حيث تشغل وفيات الساحل الإفريقي نسبة 43% من إجمالي وفيات الإرهاب في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2022م، مقارنة بنسبة 1% لعام 2007م، وذلك على الرغم أن نسبة حوادث الإرهاب في منطقة الساحل تمثل فقط 22% من إجمالي حوادث الإرهاب في المنطقة عام 2022م، فالساحل الإفريقي أصبح يتسم بالدموية والعنف؛ حيث ارتفعت ضحايا الإرهاب فيه بنحو 2000% منذ عام 2007م وحتى عام 2022م، وتعتبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم داعش، وتنظيم الدولة في غرب إفريقيا الأكثر انتشارًا وتوغلًا في المنطقة بفعل عملياتها وسيطرتها على جزء كبير من الأراضي.

 

الشكل (5)

وفيات الإرهاب ومناجم الذهب في منطقة الساحل الإفريقي/ مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

 

يوضح هذا الشكل وفيات الإرهاب في مناطق مناجم الذهب؛ حيث ركز المؤشر على أهمية الموارد الطبيعية في إفريقيا باعتبارها هدفًا أساسيًّا للتنظيمات الإرهابية، فمنذ أن تم اكتشاف الذهب بكمياته الكبيرة في منطقة الساحل والصحراء، وهي عُرضة للصراعات الدامية، وبالأخص في كلٍّ من مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، كما تم اكتشاف كميات ضخمة من الذهب في عام 2012م؛ حيث يسعى الجميع للسيطرة على تلك المناجم والإيرادات الناتجة عنها، باعتبارها موردًا ماليًّا لتدعيم كافة مخططاتها، فمنذ عام 2018م ازدادت الهجمات في بوركينا فاسو في المناطق الحرفية لمناجم الذهب، فتقول تلك الجماعات بتهريب كميات كبيرة من الذهب بصورة غير مشروعة وإرساله إلى توغو مقابل الحصول على مليارات الدولارات، والتي تساعد تلك الجماعات في تمويل عملياتها وتسليحها، وهو ما أدَّى لقيام حكومة بوركينا فاسو بإغلاق المناجم الحرفية عام 2022م؛ وذلك لوقف استيلاء الجماعات المسلحة على الذهب، ولا سيما في ظل الاضطرابات التي تعانيه تلك الدول من انقلابات عسكرية، ونزاعات داخلية بسبب عدم وجود سلطة فعلية لحماية تلك الموارد الطبيعية للدولة.

 

الشكل (6)

وفيات الإرهاب في مناطق الحدود الثلاثة لمنطقة الساحل والصحراء 2023م

 

المصدر: مؤشر الإرهاب العالمي 2023م

وختامًا، ومن خلال ما سبق عَرْضه، هنالك عدد من النقاط المهمة التي يمكن استخلاصها من قراءة مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م، وتتمثل فيما يلي:

  • تراجعت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء في تقييمها العام في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م، وذلك بسبب انتشار حدة العمليات الإرهابية في الساحل الإفريقي.
  • احتلت كل من بوركينا فاسو، والصومال، ومالي، ونيجيريا، والنيجر المراتب الأولى ضمن الدول الأكثر تأثرًا بحوادث الإرهاب في العالم، ضمن تقييم مؤشر الإنذار العالي أو المرتفع، وذلك بسبب انتشار العمليات الإرهابية الأكثر دموية، والتي أدَّت لمزيد من الضحايا تجاوز الألف.
  • مثل تنظيم الدولة “داعش”، وتنظيم الدولة لغرب إفريقيا، وجبهة نصرة الإسلام والمسلمين، وبوكو حرام، وحركة الشباب الصومالية ضمن التنظيمات الأكثر دموية وفتكًا في العالم، وإفريقيا جنوب الصحراء على نحو التحديد، وبالتخصيص منطقة الساحل الإفريقي.
  • وقعت الحوادث الأكثر دموية في العالم في إفريقيا جنوب الصحراء، والتي راح ضحيتها ما يقارب 1000 حالة وفاة، في كلّ من بوركينا فاسو، والنيجر، ومالي، ونيجيريا.

مزايا مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023م

يتسم مؤشر الإرهاب بعدد من المزايا التي تجعله مصدرًا موثوقًا لقراءة تقييمات الدول فيما يتعلق بحوادث الإرهاب، وتتمثل في:

  • يتسع نطاق قراءة مؤشر الإرهاب العالمي ليرصد نحو 99.7% من إجمالي المناطق في العالم، وهي بيئة واسعة للقياس والتحليل، والمقارنة بين العمليات الإرهابية لتحديد العمليات الأكثر دموية، وتصنيف الجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا، وتحديد كافة المعلومات التي قد تهم الأجهزة الأمنية فيما يتعلق بالأسلحة النوعية للعمليات الإرهابية لتلك التنظيمات، إضافةً إلى أعداد الوفيات، والإصابات، والأسرى، وتحديد الأماكن الأكثر انتشارًا لتلك التنظيمات في المنطقة.
  • يتسم بنظرته الشاملة لمفهوم الإرهاب، فهو لا يرصد فقط العمليات الإرهابية، ونطاقها، بل يركز على الأسلحة المستخدمة، والولايات المستهدَفة من تلك العمليات، والموارد الطبيعية التي تمثل لهدف لتمويل الجماعات الإرهابية، واستراتيجيات الجماعات الإرهابية، ودوافع ارتكاب تلك الجرائم، كما أنه يربط العمليات الإرهابية بالأوضاع الداخلية التي تتعرَّض لها الدولة، سواء كانت صراعات سياسية أو إثنية أو عرقية أو حتى الانقلابات الداخلية العامل المشترك في دول إفريقيا التي تنتشر فيها حوادث الإرهاب.

وختامًا، ومن خلال الاطلاع على مزايا هذا المؤشر، وما تضمنته نتائج دول المنطقة، يمكن الاستفادة من البيانات التي يقدّمها لتحسين أوضاع إفريقيا جنوب الصحراء، أولًا يمكن الاستفادة من البيانات المرتبطة بمواقع التنظيمات الإرهابية، ونوعية الهجمات التي تُنفّذها، وأكثر الولايات والمناطق التي تشنّ عليها عملياتها في مراقبة وتتبُّع التنظيمات الإرهابية، ومحاولة مجابهتهم من خلال تعاون أجهزة الأمن الداخلية لكل دولة، أو من خلال إطار الاتحاد الإفريقي، ولا سيما قوات حفظ السلام الإفريقية أو من خلال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، هذا بالإضافة للسيطرة على الموارد الطبيعية التي يتم استغلالها لتمويل عمليات تلك التنظيمات، والاستفادة من تلك المعلومات، لمواجهة عملية تهريب الذهب غير الشرعية التي تتم بين الدول، وغلق المناجم الخاضعة لسيطرة تلك الجماعات، ثانيًا النظر في المشكلات الداخلية التي تتسبَّب في العديد من الصراعات الداخلية الإثنية منها والعرقية، والدينية والسياسية، والتي تؤدي للانفلات الأمني وضعف الدولة وأجهزتها الأمنية في مواكبة تلك التهديدات، وبالتالي تجعل الدولة هدفًا سائغًا للجماعات الإرهابية، ومحاولة حلّ تلك المشكلات بالبحث عن حلول توافقية تجمع كافة الرؤى وتحتوي كافة الاختلافات لأجل مصلحة دول جنوب الصحراء الكبرى.