استثمار الأموال الوقفية العامة في الجزائر

كتب
د. زكرياء بن تونس

نبذة

تملك الأوقاف في الجزائر حضوراً اجتماعيًّا بارزاً منذ زمن طويل، وقد قامت بأدوار حضارية كبيرة في صالح المجتمع الجزائري حتى في أحلك محطاته التاريخية الكبرى، ولعلّ أخطرها مرحلة الاستعمار الفرنسي لها لأكثر من قرن وربع، هذا الدور الذي يتوافق مع طبيعتها التي شرعت من أجله أصبح اليوم محط اهتمام كبير في الواقع المعيشي للناس، ولفت نظر الجهات الرسمية إلى ضرورة الاهتمام بالأوقاف والعمل على تطويرها وتحسين أدائها التنموي، الأمر الذي يحتم التفكير في وضع رؤية استثمارية تتجاوز التعامل مع الأوقاف العامة على أنها أموال خير وصدقة توزع على مستحقيها وفق إرادة الواقف فحسب، بل تنتقل بها إلى مستوى احترافي أعلى يجعل منها أموالًا تنمى وتتزايد من أجل بقائها أولًا واستمرار عطائها ثانيًا ومساهمة في عجلة التنمية المجتمعية التي تعود بالخير على المجتمع ومؤسساته ثالثًا. 
لقد أصبح استثمار الأوقاف في وقتنا الحالي مسألة ضرورية وحيوية من أجل قيام الأوقاف بالدور المنوط بها، لأنّ تمام هذا الدور يقتضي وجودها واستمرارها، بما يعني تنميتها وتطويرها تجنبًا لتهالكها مع الوقت، ولتحقيق هذا الهدف وضعت في الجزائر جملة من القوانين المنظمة للاستثمار، والتي تبرز الأنماط الاستثمارية التي تخضع لها الأوقاف العامة وتنمى من خلالها، فكل هذه النصوص القانونية المنظمة للعملية الاستثمارية الوقفية تهدف إلى التحسين من وضعية الأوقاف في الجزائر.


المحتوى