المسلمون في أوسيتيا الشمالية (2)مقالات


أوسيتيا الشمالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي:

بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي، أصبحت أوسيتيا الشمالية جمهورية ضمن الاتحاد الروسي بموجب معاهدة الاتحاد الروسي في مارس 1992 م.

وفي أوائل التسعينات بدأت الدعوة إلى توحيد أوسيتيا الجنوبية والشمالية في جمهورية واحدة ضمن روسيا؛ ولكن الحكومة الروسية والجورجية عارضتا هذا الاتحاد.

وفي ربيع عام 1995 م أصبح اسم أوسيتيا الشمالية "ألانية"[1]، وفي 23 مارس 1995 م، وقَّعَت أوسيتيا الشمالية اتفاقية لتقاسم السلطة مع الحكومة الفيدرالية الروسية، تمنحها الحكم الذاتي.

وبعد أحداث عنف في بلدة "بيسلان" عام 2004 م، نجد تدخل الرئيس الروسي لتعيين إدارة الجمهورية من قبل الكرملين مباشرة، وعدم الاعتماد على تولِّي الإدارة من خلال الانتخابات.

 

المسلمون في أوسيتيا الشمالية:

يعرف "الأوسيت" باسم "القوشحة" أو "القوصحة"، أما اسمهم القومي فهو "الأيرون" وهم أكبر مجموعة عرقية في البلاد[2]، تبلغ نسبتهم نحو 62 ٪، بالإضافة إلى الروس 23 ٪، والإنغوش 3 ٪، بالإضافة إلى أعداد من الأرمن والقوموق والجورجيين والأوكرانيين والشيشانيين، بلغ عدد السكان عام 2021 م 693098 نسمة، كان الأوسيتيون المسلمون حوالي 220 ألف نسمة، ويمثلون - بإضافة العرقيات المسلمة الأخرى بالبلد - نسبة أكثر من 53 ٪؛ لكن الإحصائيات الرسمية للروس تورد نسبتهم فيما بين 33 - 40 ٪، وهم يتبعون الإدارة الدينية لمسلمي شمال القفقاس[3].

 

المسجد الرئيسي في أوسيتيا الشمالية:

يقع المسجد الرئيسي للدولة في العاصمة "فلاديقفقاز"، ويُسمَّى كذلك بـ"مسجد مختاروف"، أو "المسجد السُّني"، يقع على الضفة اليُسْرى من نهر "تيريك"، وقد تم بناء المسجد بين عامي 1900- 1908م، بعد محاولات عدة للمسلمين استمرت سنوات للحصول على ترخيص ببناء مسجد في مدينة "فلاديقوقاز" شمال القوقاز، وقد ساهم في تمويل الجزء الأكبر من بنائه تاجر النفط المليونير "الأذري": "مرتضى مختاروف" (1855- 1920م)، من باب كسب ودِّ زوجته التي كانت من عائلة مسلمة، وقد استلهم نمط هندسة المسجد من عمارة الجامع الأزهر بالقاهرة.

وقد حاول الشيوعيون هدم المسجد عام 1934 م، ولولا دفاع المسلمين عنه وحمايته لدُمِّرَ، وقد اضطرت السلطات الشيوعية لوقف القرار، ثم حوِّل مبنى المسجد عام 1960 م إلى متحف.

وللمسجد قبة واحدة ارتفاعها 16.5م، ومنارتان كل منهما بارتفاع 33م، وفيه 16 نافذة، ويتميز بزخارفه وألوانه الزاهية الخارجية والداخلية الجميلة.

ويعد جامع "فلاديقفقاز"، أحد أهم معالم مدينة فلاديقوقاز التاريخية، وهو مسجل ضمن قائمة معالم التراث الوطني في روسيا. ويشرف على إدارة شؤون المسجد "الإدارة الدينية لمسلمي أوسيتيا الشمالية"[4].

 

• تشغل "أوسيتيا الشمالية" موقعًا استراتيجيًّا في وسط جبال القوقاز، على ممر "كريستوفي".

• عُرِفتْ هذه المنطقة باسم (اللان) عند الجغرافيين المسلمين، وأطلق المؤرخون عليها وعلى ما جاورها من بلدان اسم "إقليم الرحاب".

• وصل الإسلام منطقة القوقاز وأوسيتيا الشمالية أثناء الفتوحات الإسلامية لبلاد الخزر في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي.

• انتشار الدعوة الإسلامية في "أوسيتيا الشمالية" يعود في المقام الأول إلى جهود جيرانهم "القبرطاي" الذين قاموا بجهد ملحوظ في نشر الإسلام بين السكان المحليين المجاورين لأرضهم.

• يرجح المؤرخون أن الإسلام بدأ بالانتشار فعليًّا في أوسيتيا خلال القرنين 14 و15 الميلاديين، خاصةً وأن العائلات النبيلة في المجتمع الأوسيتي فقط هي التي اعتنقت الإسلام، بينما بقيت الطبقات الأقل على دين المسيحية.

• استقر الإسلام في منطقة "أوسيتيا الشمالية".. أما المنطقة الجنوبية منها، المجاورة للكرج "جورجيا"، وإمارة الخزر، فقد ظلت على نصرانيتها.

• في القرن التاسع عشر الميلادي احتلت روسيا "أوسيتيا الشمالية" سنة 1778م.

•  قامت روسيا القيصرية بهدم كثير من المساجد التاريخية بأوسيتيا ومحاربة أي نشاط إسلامي.

• تدخل الشيوعيون سنة 1355 هـ/ 1936 م وقاموا بتقسيم هذا الشعب الواحد إلى قسمين في وحدتين إداريتين هما: جمهورية أوسيتيا الشمالية تتبع روسيا، وإقليم أوسيتيا الجنوبية يتبع جورجيا.

• عمد الشيوعيون لتفتيت وحدة الشعب الأوسيتي المسلم في كلتا المنطقتين، ومنع ممارسة أي نشاط إسلامي؛ لسابق تاريخ الأوسيتيين في مقاومة الروس.

• كان أهل "أوسيتيا الشمالية" يتميزون بأنهم جنود مقاتلون أشداء؛ لذا حرصت روسيا على إدخالهم الجيش السوفيتي، واستغلتهم في محاربة إخوانهم من المسلمين.

• الإحصائيات الرسمية للروس تورد نسبة المسلمين بأوسيتيا فيما بين 33 - 40 ٪، وهم يتبعون الإدارة الدينية لمسلمي شمال القفقاس.

• من أهم مساجد روسيا مسجد "فلاديقفقاز" أو "مسجد مختاروف" في عاصمة "أوسيتيا الشمالية"، ويعد أحد أهم معالم مدينة "فلاديقوقاز" التاريخية.

• حاول الشيوعيون الروس هدم المسجد عام 1934م؛ لكن تصدى لهم مسلمو "أوسيتيا الشمالية" وأوقفوا هدم المسجد، وحافظوا على وجوده ببلدهم.

 

[1] شعوب شمال القفقاس، بدر الدين أواري الداغستاني، صـ39.

[2] قفقاسيا، محمود شاكر الحرستاني، المكتب الإسلامي للنشر والتوزيع، 1392 هـ - 1972 م، صـ31.

[3] الأقليات المسلمة في أوروبا، سيد عبد المجيد بكر، صـ179.

[4] مسجد مختاروف.. بناه أذري وفاءً لوطن زوجته، د. أمين القاسم، نشر إلكترونيًّا على موقع أوكرانيا برس بتاريخ 11-10-2021 م.