المسلمون في الشيشان وأنغوشيا (1)مقالات


• من أهم السمات الجيوستراتيجية لبلاد الشيشان وأنغوشيا بمنطقة القوقاز، موقعها الذي يربط بين آسيا وأوروبا، إلى جانب كونها نقطة التقاء وتماسٍّ بين روسيا والبلاد الإسلامية.

• تمثل الشيشان بوابة الاستقلال لهذه المناطق الإسلامية المجاورة في منطقة القوقاز.

• صاغ الإسلام التوجه السياسي للسكان في منطقة الشيشان وأنغوشيا.

• تمتلك الشيشان كميات من البترول، وتشتهر بمواردها الزراعية حيث تتوافر المياه وتسقط الأمطار بغزارة وتتمتع بمناخ ملائم.

• تصل نسبة المسلمين في الشيشان وأنغوشيا 90 ٪ من جملة السكان.

• كانت اللغة السائدة بالمنطقة هي اللغة الشيشانية، وتسمى لغة "الناخ" Nakh من فروع المجموعة اللغوية المعروفة بالأيبروقوقازية، وقد كانت هذه اللغة حتى منتصف العشرينات من القرن العشرين تُكتَب بالحروف العربية.

• كانت العملة تُضرب أيام الإمارات الإسلامية في شمال القوقاز بالألفاظ العربية، وتُزين بالنقوش الإسلامية.

• الشعب الشيشاني اليوم يتعلم ويتحدث العربية ويدرس بها العلوم الشرعية والقرآن الكريم، ويعتز بها من باب التغلب على حركة "التغريب اللغوي" التي فرضها الروس على الشعب الشيشاني وقتًا طويلًا.

• يدرك الروس أن استقلال الشيشان مدعاة لمطالبة جمهوريات قوقازية أخرى بالاستقلال، كما أصبحت مواجهة الشيشان ورقةً رابحةً في معترك التنافس في موسكو.

 

موقع استراتيجي وثروات طبيعية:

لعل من أهم السمات الجيوستراتيجية لبلاد الشيشان وأنغوشيا بمنطقة القوقاز، موقعها الذي يربط بين آسيا وأوروبا، إلى جانب كونها نقطة التقاء وتماسٍّ بين روسيا والبلاد الإسلامية، كما أنها تمثل بوابة الاستقلال لهذه المناطق الإسلامية المجاورة في منطقة القوقاز.

وهذا الموقع يبرز أن هذه الجمهورية تتمتع بموقع مهم، وتمتلك هذه المنطقة طرق التجارة الرئيسية بين القارتين (آسيا وأوروبا)؛ إذ يمُرُّ في وسطها "ممر دريال" الذي يجري فيه أحد روافد "نهر ترك"، وجميع الشعوب التي توجهت إلى أوروبا دخلتها عن طريق منطقة القوقاز[1].

ويُضاف إلى هذا طبيعتها الجبلية في الجنوب والسهلية في الشمال؛ مما ساعد سكانها على مزاولة العديد من النشاطات الاقتصادية الزراعية، وعلى الصمود أمام الغزو الخارجي، حيث يلجأ السكان عند الغزو إلى الجبال ومنها يشنون الحرب على الغزاة، كما أن انتشار الغابات الكثيفة في هذه الجمهورية شكَّلَ ملجأً للمقاتلين وعائقًا طبيعيًّا لتقدم الغزاة في الوقت نفسه، كما تتسم هذه الجمهورية بالتجانس بين سكانها عقديًّا ولغويًّا، فهم مسلمون ويتحدث غالبيتهم لغةً واحدةً.

 وقد صاغ الإسلام التوجه السياسي لهؤلاء السكان، كما أن الطبيعة الجبلية وطول صراعهم من أجل حريتهم جعل منهم مقاتلين أشداء يتسمون بالشجاعة والبأس.

وإلى جانب هذا كله فإن الشيشان تمتلك كميات من البترول، وتشتهر بمواردها الزراعية حيث تتوافر المياه وتسقط الأمطار بغزارة وتتمتع بمناخ ملائم[2].

 

السكان المسلمون:

تصل نسبة المسلمين في "الشيشان وأنغوشيا" 90 ٪ من جملة السكان، ويبلغ عدد سكان الشيشان حوالي مليون ونصف مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان أنغوشيا  564,515 نسمة، ومن أهم المدن: "جروزني" عاصمة الشيشان، و"آرقون"، و"شالي"، و"قدرميس"، و"ماغاس" عاصمة "أنغوشيا".

ونجد أن سكان هذه الجمهورية قد تأثروا كثيرًا بالحروب والمواجهات مع روسيا، فقد أشار مؤرخو تلك الحروب إلى أن سكان الشيشان تدنَّى عددهم بعد "حرب القوقاز" إلى الربع[3].

ونجد أن العنصر الشيشاني يشكل الأغلبية من عدد السكان، ثم الأنجوش، وبقية النسبة تشترك فيها مجموعات عرقية أخرى كالداغستانيين والأرمن والروس وغيرهم، ونجد أن الروس قد تناقص عددهم بعد الحرب الشيشانية الروسية، وبادروا بالرحيل والهجرة لمناطق أخرى بروسيا، ومن ثم فإن عددهم بعد هذه الهجرات انخفض إلى أقل من مائة ألف، ونسبتهم تدنت إلى أقل من 10 ٪ من السكان، ومن ثم ساد العرق الشيشاني؛ مما يعني وجود التجانس العرقي في البلاد، وهذا أحد عوامل قوتها[4].

 

اللغة الشيشانية وأثر العربية فيها:

كانت اللغة السائدة هي اللغة الشيشانية، وتُسمَّى لغة "الناخ" Nakh من فروع المجموعة اللغوية المعروفة بالأيبروقوقازية، وقد كانت هذه اللغة حتى منتصف العشرينات من القرن العشرين تكتب بالحروف العربية، كما هي عادة جميع البلدان الإسلامية في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى؛ لكن حركة محاربة كل ما يمُتُّ للإسلام بصلة أثناء الاحتلال الروسي آتت ثمارها، حيث استبدلت الكتابة العربية في الفترة من 1928 - 1938 م بالحرف اللاتيني، ثم استُخدِمتِ الحروف الكيريلية الروسية.

ونجد أن أقرب اللغات إلى هذه اللغة هي لغة الأنغوش حتى إن بعض الشيشان يعتبرون أن اللغتين الشيشانية والأنغوشية لغة واحدة يسمونها "لغة الوايناخ" Вайнехан мотт، ويتشابهان في اشتمالهما على عدد كبير من الألفاظ العربية والفارسية والتركية والروسية[5].

وكانت العملة تضرب أيام الإمارات الإسلامية في شمال القوقاز بالألفاظ العربية، وتزين بالنقوش الإسلامية، ومثال ذلك إمارة شمال القوقاز التي أعلنها "أوزون حجي" عام 1919 م، باعتبارها إمارة ملكية مستقلة تحت حماية الخليفة العثماني "محمد وحيد الدين السادس"، ومنح "أوزون حجي" لنفسه لقب: "صاحب الجلالة الإمام وأمير شمال القوقاز الشيخ أوزون حجي خير خان"، ونقشها على العملة التي أصدرها للتعامل بها.

والشعب الشيشاني اليوم يتعلم ويتحدث العربية، ويدرس بها العلوم الشرعية والقرآن الكريم، ويعتز بها من باب التغلب على حركة "التغريب اللغوي" التي فرضها الروس على الشعب الشيشاني وقتًا طويلًا.

 

[1] المسلمون في جمهورية الشيشان وجهادهم في مقاومة الغزو الروسي، د. السيد محمد يونس، سلسلة دعوة الحق، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 154، صـ 36

[2] المقومات الجيوستراتيجية لجمهورية الشيشان والصراع الشيشاني- الروسي "دراسة في الجغرافيا السياسية "، عبد العزيز بن راشد بن زيد المطيردي، مجلة جامعة الملك سعود، م 18، الآداب (1)، 1426 هـ- 2005 م، صـ 61-115.

[3] قتلة الأمم، روبرت كونكوست، ت: صادق إبراهيم عودة، نشر بعمان- الأردن، 1988 م، صـ28.

[4] المقومات الجيوستراتيجية لجمهورية الشيشان والصراع الشيشاني- الروسي "دراسة في الجغرافيا السياسية "، عبد العزيز بن راشد بن زيد المطيردي، صـ80.

[5] اللغة الشيشانية وعلاقتها باللغات الأخرى، علاء فاروق، موقع دنيا الوطن، نشر بتاريخ 16- 5 - 2010 م.

0 شخص قام بالإعجاب