سقوط الشيشان في يد الروس:
شهد القرن الخامس عشر ازدهار وقوة "إمارة موسكو" بالمنطقة والتي قامت بالتوسُّع على حساب جيرانها المسلمين الذين كانوا في غاية التناحر والتمزُّق نتيجة الخلافات على السلطة؛ حيث انقسمت أملاك القبيلة الذهبية إلى عدة "خانات" وهي (خانية قازان، وخانية أستراخان، وخانية القرم، وخانية قاسموف)، وقد التهمت روسيا في عهد قيصرها "إيفان الرهيب" تلك الخانيات مبتدئة بخانية قازان سنة 960 هـ - 1552 م، وبعد أن كانت روسيا تدفع الجزية لحكام المسلمين المغول، صار "نهر الفولجا" لأول مرة خاضعًا لنفوذ الدولة المسكوبية[1].
وقد بدأ غزو الروس القياصرة للقوقاز في عام 1722 م في عهد القيصر "بطرس الأكبر"، وكان أول صدام مسلح بين الروس والشيشان قرب قرية "تشتشين" على بعد 15 كم جنوب العاصمة "غروزني" (لم تكن غروزني حينها قائمة)، وقد أطلق الروس على الشعب الشيشاني اسم "تشتشين" نسبة إلى هذه القرية.
سياسة الروس تجاه الشيشانيين:
واجه المسلمون في القوقاز حروبًا شرسة مع الروس منذ أن دخلتها قوات القياصرة، واستعصت مناطق كثيرة في تلك المنطقة على القياصرة، وتولدت حركة مقاومة واسعة كان أساس فكرة استقلال الشيشان عن الهيمنة الروسية حتى وقتنا الحالي، وقد قام القياصرة الروس ومن بعدهم الشيوعيون بقتل جماعات كاملة من المسلمين في قرى القوقاز، وشردوًا أُمَمًا أخرى ونفوها إلى صقيع سيبيريا للإبادة، ولا يزال مسلمو القوقاز يعانون من الاضطهاد الديني وسياسة التمييز العرقي.
• يرجع اسم الشيشان إلى قرية تقع على "نهر أرجون" Argun حيث وقعت أول معركة بينهم وبين الروس في سنة 1722م. • تصل نسبة المسلمين بمنطقة الشيشان أكثر من 70 ٪ من عناصر شتى منهم: (الميكيك والأيشيري والأوخ والداغستانيين والإنجوش والنازران). • كان لفتح "دربند" في "داغستان" دوره في معرفة أهل المنطقة بالإسلام منذ القرن الأول الهجري. • توسع "السلاجقة" في بلاد القفقاس وفتحوا الأجزاء الشرقية منها وذلك خلال القرن الخامس الهجري. • نتيجة انتشار الإسلام بطول نهر الفولجا ومنطقة جبال الأورال ونهر الأورال على يد أمراء "القبيلة الذهبية" من المغول المسلمين خلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) امتد الإسلام إلى منطقة الشيشان وأنغوشيا. • في شمال القوقاز جاء انتشار الإسلام متأخرًا، وفي القرن السادس عشر الميلادي لعب الدعاة من داغستان دورًا مهمًّا في نشر الدين الإسلامي في بلاد الشيشان ولاحقًا في إنغوشيا. • لعب العثمانيون ومسلمو "خانية القرم" دورًا كبيرًا في تثبيت الإسلام في قلوب الشيشانيين، ودان لهم الشيشانيون بالتبعية الروحية في الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلادي. • نتيجة تصاعد قوة الروس واستيلائها على الخانيات الإسلامية المجاورة خلال القرن السادس عشر الميلادي، قاموا بالتوسُّع في القوقاز في عام 1722 م وسط مقاومة باسلة من جانب الشيشانيين. |
[1] المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ، د. محمد علي البار، دار الشروق للنشر والتوزيع، 1983م، صـ87.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.