الأقلية المسلمة في موردوفيا بروسيا (1)مقالات


• كان سكان "موردوفيا" شعبًا مسلمًا من أصول قديمة، اختلط فيها العنصر الفيني مع العناصر التركية والبلغارية، وكانت تصل نسبة المسلمين في "موردوفيا" أكثر من 55 ٪، ويتبعون الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الأوروبية.

• "موردوفيا" هي أكثر الجمهوريات الإسلامية امتدادًا نحو الغرب في الأرض الروسية.

• يُرجَّح أن الموردوف كانوا من العناصر السكانية التي قطنت حوض الفولجا، والتي أسلمت على يد دعاة البلغار والتتار (الباشكير) في حوض نهر الفولجا.

• خضع "الموردوف" أولًا لسلطان "دولة الخزر" ثم بعد إسلامهم كانوا تحت حكم دولة "بلغار الفولجا" المسلمين خلال القرن الثالث عشر الميلادي.

• بانتشار الإسلام بطول نهر الفولجا ومنطقة جبال الأورال ونهر الأورال على يد أمراء "القبيلة الذهبية" من المغول المسلمين خلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) امتد الإسلام بالتبعية لموردوفيا وقامت بها حضارة إسلامية.

• كان عهد السلطان "محمد أوزبك خان" الذي آل إليه الحكم سنة 713 هـ (۱۳۱۲ م) - والذي كان يحكم نهر الفولجا بأكمله بما فيه مقاطعة "موردوف" - أيام ازدهار للدعوة الإسلامية، وتميَّزت أيامه بالعدل والرخاء الاقتصادي.

• تجْمَع شعوب "موردوف" و"ماري" و"أدمورت" سماتٌ مشتركة؛ منها "الأصل الفيني" الذي يشتركون فيه، وتتحدث لغة خاصة بها لا تمُتُّ إلى التركية بصلة.

• تعرَّض الموردوف للتنصير قسرًا تحت حكم الروس، واضطروا لترك أراضيهم، وأحَلَّ الرُّوس مكانهم النصارى من الروس والأوكرانيين لتغيير الطبيعة السكانية للمنطقة.

• كانت تصل نسبة المسلمين في موردوفيا أكثر من 55 ٪، والآن يمثل المسلمون أقلية داخل مقاطعة "موردوفيا"، ويحاولون التمسُّك بقومية الإسلام بين أجيالهم الجديدة.

 

 

نبذة عامة عن مقاطعة موردوفيا:

تقع جمهورية "موردوفيا" التي تتبع حاليًّا "جمهورية روسيا الاتحادية" في الجزء الشرقي من السهل الأوروبي الشرقي، تحدُّها مقاطعة "نيجني نوفغورود" من الشمال، وجمهورية "تشوفاشيا" (الجوفاش أو الشوفاش) من الشمال الشرقي، و"أوليانوفسك أوبلاست" من الشرق، و"بانزا أوبلاست" من الجنوب، و"ريازان أوبلاست" من الغرب.

تبلغ مساحتها 26,000 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاء عام 2010 م 834,755 نسمة، وعاصمتها مدينة "سارانسك".

كان سكان "موردوفيا" شعبًا مسلمًا من أصول قديمة اختلط فيها العنصر الفيني Finnish مع العناصر التركية والبلغارية، وكانت تصل نسبة المسلمين في "موردوفيا" أكثر من 55 ٪، ويتبعون "الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الأوروبية".

ونجد أن "موردوفيا" هي أكثر الجمهوريات الإسلامية امتدادًا نحو الغرب في الأرض الروسية[1].

بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم قاموا بتغيير الطبيعة الديموغرافية لسكان المنطقة، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أُسِّسَت جمهوريتهم في سنة 1353 هـ/1934 م.

كيف عرف شعب المردوف الإسلام؟

• كانت "موردوف" و"ماري" و"أدمورت" (وجميعها تقع في وسط آسيا على امتداد نهري الفولجا والأورال) مناطق تسكنها عدة قبائل نورماندية، وبانتشار الإسلام بطول نهر الفولجا ومنطقة جبال الأورال ونهر الأورال على يد أمراء "القبيلة الذهبية" من المغول المسلمين خلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) امتد الإسلام بالتبعية لتلك المناطق وقامت بها حضارة إسلامية.  

• وكان من هذه الأسرة السلطان "محمد أوزبك خان" الذي آل إليه أمرها سنة 713هـ (۱۳۱۲م) والذي كان يحكم نهر الفولجا بأكمله بما فيه مقاطعة "موردوف" وشبه جزيرة القرم وسهوب كازاخستان، ويمتد سلطانه حتى "خوارزم" حيث يبدأ حكم قريبه السلطان علاء الدين "طرمشيرين" حفيد "جغتاي بن جنكيز خان"، وشهد عصره انتشارًا واسعًا للدعوة الإسلامية بين سكان هذه المنطقة الذين تحوَّلوا إلى الإسلام واستقرت بينهم النظم الإدارية الإسلامية.

• ويُرجَّح أن "الموردوف" كانوا من العناصر السكانية التي قطنت "حوض الفولجا"، والتي أسلمت على يد دعاة البلغار والتتار (الباشكير) في حوض نهر الفولجا، والذين كانوا قد وصل إليهم الإسلام أيضًا عن طريق التجار والدعاة المسلمين من "تركستان الغربية"[2].

• وقد خضع "الموردوف" أولًا لسلطان "دولة الخزر" ثم بعد إسلامهم كانوا تحت حكم دولة "بلغار الفولجا" المسلمين خلال القرن الثالث عشر الميلادي، والتي كانت لها علاقات طيبة مع حكام الدولة العباسية، وساهموا في نشر الإسلام بالمنطقة.

• وقد ورد ذكر "المردوف" أول مرة في وثائق القرن السادس الميلادي تحت اسم "موردنيس" Mordens، وهم قرويُّون في الأساس، ويتكلمون لهجة خاصة بهم لا تمُتُّ إلى التركية بصلة؛ بل هي من اللغات "الفينية الأورغوية".

 

[1] المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ، د. محمد علي البار، دار الشروق للنشر والتوزيع، 1983م، صـ115.

[2] الإسلام والمسلمون في حوض الفولجا، د. ليلى عبد الجواد إسماعيل، دار الثقافة العربية- مصر، 1427 هـ - 2006 م، صـ168.