أثر الإسلام في بروناي دار السلام (2)مقالات


اللغة العربية ومكانتها في بروناي.. تتمة:

ورغم قدم معرفة أهل بروناي باللغة العربية، وإتقانهم لها حتى القرن الرابع عشر الميلادي، إلا أنه بعد القرن الرابع عشر الميلادي دخلت سلطنة بروناي في قرنين من التدهور السياسي، وتعاقبت عليها موجات الاستعمار التي عمدت إلى تهميش اللغة العربية في المدارس والمؤسسات، وتتعدد اللغات والثقافات في بروناي تبعًا لتعدد الأعراق والأجناس بها، وتأتي أعداد الناطقين باللغة العربية في مرتبة متأخرة في ترتيب اللغات المنتشرة بين سكَّان سلطنة بروناي، ويتحدث السكان اللغة الملايوية المحلية التي يُطلق عليها بهاسا ملايو (Bahasa Melayu) وهي اللغة الرسمية للدولة، واللغة الإنجليزية، وقد تأثَّرت الملايوية دون غيرها من لغات المنطقة باللغة العربية.

وقد توصَّل بعض الباحثين الملايويين في دراسة الألفاظ العربية "المقترضة" في اللغة الملايوية إلى أنها تتراوح تقريبًا ما بين (1300) كلمة إلى (2000) كلمة[1].

 

(مفردات متفقة في اللفظ والمعنى "نظائر غير خادعة")

الرقم

الكلمة

الرقم

الكلمة

العربية

الملايوية

العربية

الملايوية

1

يَقِين

يقين

24

صَابُون

سابون

2

أَبَدِي

أبادي

25

صَالِحْ

صالح

3

اثْنين

اثنين

26

صَبر

صبر

4

أَجَل

أجل

27

صَح

صح

5

الأَحَد

اهد

28

صَحَابة

صحابت

6

إِحْرَام

اهرام

29

صِحَّة

صيحت

7

إِحْسَان

إهسان

30

صَدَقَة

صدقة

8

آخِر

أخير

31

صِفَةْ

صيفة

9

آخرة

أخيرة

32

صَلَاة

صلاة

10

أَخْلاق

أخلاق

33

صِلَةُ الرَحْم

صيلة الرحم

11

أَدَب

أدب

34

ضَرُورَة

ضرورة

12

إِذِنْ

إيذين

35

طَاعَة

طاعة

13

أَرْنَب

أرنب

36

طَبِيعَة

طبيعة

14

أَزَلي

أزلي

37

طمَاطِم

توماتو

15

أَسَاس

أساس

38

طَمَع

طمع

16

أٌسْتاذ

أستاذ

39

ظالم

ظاليم

17

اسْتِرَاحَة

استريحة

40

ظاهِر

ظاهير

18

إِسْلَام

إسلام

41

وُضُوء

وضوء

19

إِشَارَة

إشارة

42

عَادَة

عادت

20

اِشْتِهَارْ

اشتهار

43

عَادِل

عاديل

21

أَصْل

أصل

44

عَافِيّة

عافية

22

أَصْلي

أصلي

45

عالم

عالم

23

اعْتِبَار

اعتبار

46

عَالم

عالم

 

الحياة الاجتماعية:

تنفق السلطنة ربع ميزانيتها على التعليم والخدمات الاجتماعية، وتتمتع سلطنة "بروناي" بأعلى نسبة تعليم بين الجيل الجديد، والمسلمون في بروناي دار السلام يتمسكون بعقيدة أهل السنة والجماعة على المذهب الشافعي، وإن كان هناك ميلٌ صوفيٌّ في بعض الفئات من المتدينين[2].

وتنتشر الدراسات الدينية باللغة العربية للبنين والبنات في بروناي على حد سواء[3]، ويظهر اليوم أن البروناويين يعيشون حياتهم الاجتماعية المتأثرة بتعاليم الدين الإسلامي وأخلاقياته، وذلك في جوانب متعددة؛ كالمعاملات واللباس وحسن المعاشرة والاحترام المتبادل وارتياد المساجد وتبادل السلام وتلاوة القرآن الكريم، وقد تأثر غير الملايويين بهذه القيم الحضارية، من صينيين وهنود وغيرهم، ويعتبر أكثر الهنود في بروناي من المسلمين[4].

كما أن تمسك مواطني بروناي المسلمين بالدين يظهر أيضًا في المجالس؛ حيث إن كثيرًا من المجالس يُفتتح بتلاوة القرآن الكريم، أقلها سورة الفاتحة، وتختتم بالدعاء، ولفظ السلام عند افتتاح الكلام في المجالس واختتامه من العادات المحببة لأهل بروناي، وتُقام احتفالات خاصة أيام الأعياد والمناسبات الدينية الأخرى، وتؤخذ هذه المناسبات الدينية كإجازة عامة في البلاد لجميع السكان والعرقيات[5].

ونجد أن طريقة الحياة البروناوية لا يمارسها الشعب الملايوي فحسب، بل تمارسها أيضًا القبائل الأخرى في البلاد، فلا عجب أن نرى كثيرًا من الصينيين والهنود وغيرهم في بروناي يرتدون الملابس الملايوية؛ كالقمصان والجلابيب وأغطية الرأس (الطاقية)، ولا سيما حينما يشتغلون في الإدارات الحكومية والمكاتب الخاصة والمدارس، وحين يحضرون المجالس الملايوية.

كذلك ترتدي جميع النساء من غير المسلمات الملابس المحترمة، ويحببن التشبُّه بالنساء الملايويات المسلمات.

 

بروناي دولة نفطية:

تحتل سلطنة بروناي المرتبة الثانية في التنمية البشرية بين دول جنوب شرق آسيا بعد سنغافورة، وتصنف على أنها دولة متقدمة، ووَفْقًا لصندوق النقد الدولي، فإنها تحتل المرتبة الرابعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد الذي يصل إلى " 15.390 " دولارًا أمريكيًّا سنويًّا، ويُصنِّفها صندوق النقد الدولي ضمن الدول المتقدمة[6].

ويعتمد الاقتصاد البروناوي بشكل رئيسي على النفط الخام ومنتجاته والغاز الطبيعي الذي اكتُشف في عام 1929 م، وهو يمثل 92 % من الدخل الوطني للبلاد، كما بدأت قطاعات صناعية وزراعية أخرى في الظهور؛ لتقليل الاعتماد على النفط؛ مثل: زراعة الأرز والموز والأناناس وغير ذلك، وكذلك صيد الأسماك الذي يكفي 65 % من الاستهلاك المحلي[7].

وتُعدُّ صناعة النفط والغاز هي المساهم الرئيس في اقتصاد الدولة الواقعة على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا؛ إذ أسهمت بنسبة 48% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 م.

وتسعى بروناي مؤخرًا لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الوقود الأُحْفُوريّ الذي يعد طاقة غير متجددة قابلة للنفاد.

ويرى تقرير حديث لمكتب أبحاث الاقتصاد الكلي في رابطة آسيان، أن بروناي ستحتاج إلى خطة استراتيجية لتوسيع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط؛ لأنه من المرجح أن تنفد احتياطيات النفط في بروناي خلال 27 عامًا، اعتمادًا على المراجعة الإحصائية السنوية لشركة بي بي[8].

 

• اهتم سلاطين بروناي المسلمون بإقامة المساجد، وإعمارها بحلقات العلم، وكان من بين سلاطينها علماء زاهدون دعاة للإسلام مثل الشريف علي بن عجلان.

• يمكن التأريخ لأول وثيقة بالحرف العربي في سلطنة بروناي بأواخر القرن العاشر الميلادي.

• تأثرت اللغة الملايوية المحلية باللغة العربية، واقترضت منها ما بين (1300) كلمة إلى (2000) كلمة.

• المسلمون في بروناي دار السلام يتمسكون بعقيدة أهل السنة والجماعة على المذهب الشافعي، وجميع مناسباتهم الاجتماعية تُراعى فيها عادات الإسلام وتقاليده.

• يعتمد الاقتصاد البروناوي بشكل رئيسي على النفط الخام ومنتجاته والغاز الطبيعي الذي اكتُشف في عام 1929 م، وهو يمثل 92 % من الدخل الوطني للبلاد.

 


[1] الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الملايوية: دراسة تحليلية، د. عبد الرحمن بن شيك، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ص 7، 8.

[2] الإسلام وأثره في نشر اللغة العربية في بروناي دار السلام، محمد عزيزون بن حاج أحمد، (رسالة ماجستير)، كلية اللغة العربية والحضارة الإسلامية، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية، بروناي دار السلام، 1434 هـ - 2013 م، صـ93.

[3] اللغة العربية في سلطنة بروناي دار السلام بين الماضي والحاضر، أ.د. عبد الباسط سلامة هيكل، صـ128.

[4] بحث: نشر الدعوة في مركز الدعوة الإسلامية ودوره في نشر الدعوة ببروناي دار السلام، لطيفة بنت حاج إسماعيل، بحث للحصول على شهادة البكالوريوس في قسم أصول الدين بمعهد السلطان الحاج عمر علي سيف الدين للدراسات الإسلامية، جامعة بروناي دار السلام، 1423 هـ - 2002 م، صـ7.

[5] المصدر السابق، صـ 3.

[6] اللغة العربية في سلطنة بروناي هوية وبناء، دراسة وصفية تحليلية، د. عادل الشيخ عبد الله، كلية اللغة العربية والحضارة الإسلامية، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية، بروناي دار السلام، 2013 م، صـ4.

[7]  Brunei Darussalam in Brief. information department. Prime Minister Office Darussalam. Published by: Publication and exhibition Division. 2006. Pg27.