مسلمو أورغوايمقالات

موقع مفكرة الإسلام

المصدر: إسلام ويب، 27/ 10/ 2016، نقلًا عن مفكرة الإسلام.

 

أورغواي تحدُّها البرازيل من الشمال الشرقي، والمحيط الأطلنطي من الجنوب الشرقي، ونهر "لابلاتا" من الجنوب، والأرجنتين من الغرب، وتقع أرضها بين دائرتي عرض 30 ْ و35 ْ جنوبًا.

وتبلغ مساحتها 176.215 كلم2، وبلغ عدد سكانها في سنة 1408هـ - 1988م 3 ملايين نسمة، وعاصمة البلاد "منتفديو"، وسكانها 1.2 مليون نسمة، وأهم مدنها "سالتو"، و"بايساندو"، و"لابيدراس"، و"ريفيرا"، ولقد أخذت البلاد اسمها من نهر "أوروجواي" الذي يصب في نهر "لابلاتا".

التركيبة السكانية والنشاط البشري:

أغلب سكانها من العناصر الأوروبية، حيث يشكلون حوالي 90% من جملة الثلاث ملايين الذين يعيشون في أوروجواي، وينتمون إلى الإسبان والإيطاليين، وجاء معظمهم عن طريق هجرات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبالبلاد أقلية من عناصر المستيزو، وأقلية زنجية، ويعيش حوالي 80% من سكان أوروجواي بالمدن، ولغة البلاد (الإسبانية).

وبالنسبة للنشاط البشري:

تشكل الزراعة والرعي أبرز حرف السكان، وتصل مساحة الأرض الزراعية إلى حوالي 41 مليون (هكتار)، ويعمل بالزراعة حوالي 15% من السكان ويخصص معظمها كمراعي لتربية الثروة الحيوانية، إضافة إلى إنتاجها من محاصيل الذرة، والشعير، الأرز، وقصب السكر، والبنجر، وعباد الشمس، وهناك حاصلات أخرى من الخضر والفاكهة.

ويشكل الرعي وتربية الثروة الحيوانية حرفة أهم من الزراعة، وتشارك الثروة الحيوانية بنسبة 40% من صادرات البلاد.

المسلمون في "أوروجواي":

لم تصلنا أخبار موثقة عن دخول مسلمين بصحبة الإسبان المكتشفين لأراضي "أورغواي" من عدمه، لكن تكرار حدوث هذا الأمر في كل مرة يصل فيها الإسبان على أماكن جديدة في أمريكا الجنوبية) يجعلنا نتوقع بنسبة كبيرة حدوث ذلك أيضاً في "أورغواي"؛ نظراً لتشابه الظروف التي صاحبت وصول المسلمين الأوائل إلى أراضي قارة (أمريكا الجنوبية) كبحارة مهرة بصحبة المكتشفين الإسبان.

الهجرات الحديثة:

وصلت إلى البلاد هجرات إسلامية حديثة، حيث وصلت إليها عناصر مسلمة في النصف الثاني من القرن العشرين، وأغلب المهاجرين كانوا من مصر، ولبنان، وفلسطين، وسورية، وإيران، ولكن كان أغلب المهاجرين العرب من المسيحيين.

أما عن الهجرة الإسلامية فقد مرت بمرحلتين: المرحلة الأولى مع اكتشاف الإسبان لـ"أورغواي"، ثم أهمهما وهي المرحلة الثانية، والتي أشرنا إليها في النصف الثاني من القرن العشرين، و يقيم المهاجرون المسلمون في القطاع الشمالي من البلاد، وينتشرون في مناطق عديدة من البلاد أهمها العاصمة، وفرجوي، وريفيرا، وليبرا منتو، وجاكوارن، ويصل عدد المسلمين في أوروجواي إلى أكثر من 1500 نسمة.

أهم الهيئات والمراكز الإسلامية:

مضت سنوات طويلة وجهود المراكز والهيئات الإسلامية في دولة "أورغواي" ضعيفة نسبياً، نظراً لقيامها على الجهود الفردية والتمويل الذاتي أيضاً، وكان من أبرز تلك التنظيمات الإسلامية تتمثل فيما يلي:

- المركز الإسلامي المصري أقيم بجهود ذاتية بالعاصمة.

- المركز الإسلامي الفلسطيني بمدينة "كبشوري" قرب الحدود البرازيلية.

- الجماعة الإسلامية في مدينة "الريفيرا".

- جمعية الأخوة الإسلامية.

- وفي خبر مترجم من اللغة الإسبانية نشرته (شبكة الألوكة)

أكدت صحيفة "لاريبوبليكا" اليومية الإسبانية أن زيادة انتشار الدين الإسلامي في "أوروجواي" يرجع إلى نشاط مؤسسة "الإسلام صديق" الذي تطور خلال العام الماضي على نفقة منسق المؤسسة "بيدروريباس".

تَحْمل مؤسسة "إسلام صديق" على عاتقها مهمة نشر الإسلام في دولة "أوروجواي"، وخلق رابط صداقة بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأم، ولأجل هذا الهدف قامت المؤسسة بإنشاء راديو لها على شبكة الإنترنت باسم "هنا الشعوب"، ومنشورين هما: صحيفة "الطريق الثالث"، وصحيفة "الشعوب"، ووكالة أخبار باسم "إندام إسلام بريس".

وجدير بالذكر أن المهمة الرئيسة للمؤسسة هي نشر الإسلام، وخلق رابط صداقة بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأم.

أهم التحديات التي يواجهها مسلمو "أورغواي"

ورغم ما يحمله هذا الخبر من بشريات تخص المسلمين ومستقبلهم في "أوروجواي" إلا أن ثمة تحديات وتخوفات أخرى – لا يستهان بها - تسيطر على واقع المسلمين هناك، ومن أهم تلك التحديات:

- المد التنصيري: يتمثل هذا التخوف في المنظمات التنصرية، وتعد المنظمة الأمريكية التي تطلق على نفسها "بعثة القبائل الجديدة" من أكبر المنظمات التبشيرية هناك، والتي تضم 3200 موظفًا، وتعمل في كل دول أمريكا اللاتينية تقريبًا، إلى جانب عدد من المنظمات التبشيرية الأخرى، وكلها تعمل بجهود منظمة.

يؤكد على وجود هذا التحدي الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية المهندس "محمد يوسف هاجر"، حيث أشار إلى:

(أن المسلمين هناك يواجهون العديد من التحديات، أخطرها المد التنصيري الجارف؛ حيث تنتشر في أراضي البلاد موجات من المنظمات التنصيرية الساعية بقوة لتذويب هوية المسلمين وقيادتهم إلى الردة، مستغلين غياب الثقافة الإسلامية الصحيحة والأوضاع الاقتصادية الصعبة).

- معظم التنظيمات الإسلامية فردية، وليس هناك تنظيم قوي يجمع المسلمين، والحاجة ماسة إلى مثل هذا الكيان المنظم إدارياً ومالياً.

- وهناك تنظيم خاص ببعض الطرق الصوفية، ومركز إسلامي شيعي تديره السفارة الإيرانية، وللأحمدية المعادية للإسلام مركز بالعاصمة يضم 20 عضوا.

- وهناك تحديات تبرز في تحدي الأحمدية والنصرانية، والزواج المختلط.

أهم ما تحتاج إليه الأقلية المسلمة في "أورغواي":

- الحاجة ماسة إلى تنظيم إسلامي موحد يجمع المسلمين.

- بناء مركز إسلامي بالعاصمة، وبعض المساجد في بعض مناطق تجمع المسلمين.

- تفعيل المنح الدراسية لبعض الجامعات الإسلامية.

- الحاجة ملحة للكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الإسبانية.

- إنشاء بعض المدارس الملحقة بالمساجد لتعليم أبناء المسلمين على المنهج الإسلامي الصحيح.

- تحتاج الجالية إلى الدعاة الذين يجيدون اللغة الإسبانية.

- بث قناة فضائية قناة فضائية إسلامية تخاطب مسلمي القارة الجنوبية، وباللغة الإسبانية، باعتبارها نافذة مهمة وقناة اتصال مع العالم الإسلامي، فضلاً عن دورها في التصدي لحملات تشويه الإسلام، وكذلك في التصدي للفرق المنحرفة عقدياً، ومواجهة موجات التنصير.

نسأل الله تعالى أن يمكن لدينه في أرض "أورغواي" وفي شتى بقاع الأرض.