الإسلام في مدغشقر: تتبع التاريخ والتأثيرات الثقافية للإسلام في مدغشقرمقالات

إس فون سيكارد

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في مدغشقر: تتبع التاريخ والتأثيرات الثقافية للإسلام في مدغشقر[1]

 

عمل الباحث مسحًا لبعض الجوانب التاريخية والثقافية للإسلام والأديان الأخرى في مدغشقر، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع وحتى القرن العاشر على الأقل، حيث تُظهر السجلات التاريخية والأثرية أن جزيرة مدغشقر كانت معروفة جيدًا، ويتردد عليها المسلمون من جميع أنحاء العالم، وقد تلت الفترة المبكرة من تاريخ مدغشقر إنشاء عدد من المراكز التجارية في الشمال والساحل الشرقي، وترك هذا التواصل بين المسلمين والمجتمع المحلي في مدغشقر بصمات ثقافية لا تمحى، ولا سيما من خلال اعتماد النص العربي في الوثائق المحلية، وفي الممارسات الثقافية للشعب، وساعدت الظروف المحلية، ووجود مجموعات عرقية متنوعة في البلاد أدت إلى تسهيل إنشاء المجتمعات المسلمة في الفترة التي سبقت الاستعمار بخاصة، وهنا سنسلط الضوء على أبرز الأديان التي انتشرت في مدغشقر.

المعتقدات الدينية في مدغشقر

المعتقدات الملغاشية التقليدية

يؤمن 50٪ من سكان البلاد بمعتقدات مدغشقر التقليدية، إذ يتتبع شعب مدغشقر أصولهم الآسيوية والعربية والإفريقية، وبالتالي يفخرون بممارسات دينية فريدة، وركز الأديان التقليدية على فكرة وجود خالق واحد يعرف باسم Zanahary أو Andriamanitra، وهو ليس ذكرًا ولا أنثى، ويُعتقد أن Zanahary يتمتع بسلطة غير محدودة، وبالتالي فهو قادر على مباركة أولئك الذين يتصرفون وفقًا لإرادته، ومعاقبة أولئك الذين يسيئون إليه، كما أن العلاقة الوثيقة بين الأحياء والأجداد جزء لا يتجزأ من الدين التقليدي، حيث يُعتقد أن الأسلاف هم الرابط بين الله الحي والإله الأعلى، ويقيم الملغاشيون احتفالات دورية لتكريم أسلافهم، حيث يفتحون مقابر عائلاتهم، ويعيدون لف الموتى بأكفان جديدة وسط الاحتفال المبتهج، وقد أصبحت تلك المقابر معلمًا ثقافيًا مهمًا في البلاد، وتحظى باحترام جميع المواطنين لها، حتى أولئك الذين يمارسون ديانات أخرى.

 

المسيحية البروتستانتية

يعتنق المسيحية البروتستانتية 25٪ من سكان مدغشقر، والتي تنتشر بشكل أساسي بين مجموعة ميرينا العرقية، التي تتركز في المرتفعات الوسطى في البلاد، وتعود أصول المسيحية على الجزيرة إلى عام 1818 عندما وصل مبشرون مسيحيون من الجمعية التبشيرية في لندن، وقد ترجم هؤلاء المبشرون الكتاب المقدس، وأقاموا الكنائس، وبدأوا في تحويل شعب مدغشقر إلى المسيحية.

الكاثوليكية الرومانية والأرثوذكسية

يمثل الكاثوليكية الرومانية والأرثوذكسية 16٪ من سكان البلاد، وتحظى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بشعبية بين مجموعة بيتسليو العرقية، حيث تم إدخالها إلى الجزيرة من قبل المبشرين الفرنسيين، واكتسبت شعبية كبيرة خلال حقبة الاستعمار الفرنسي للجزيرة، هذا وتتمتع الكنيسة الكاثوليكية ببعض النفوذ السياسي في البلاد، وأما المسيحية الأرثوذكسية فقد دخلت الجزيرة عن طريق التجار اليونانيين، وما زالت تحتفظ ببعض الأتباع والنفوذ في البلاد.

الإسلام

يعتنق 7٪ من سكان مدغشقر الإسلام، ويعكس تاريخ مدغشقر هجرة العرب إلى الجزيرة، والاتصالات المستمرة مع التجار العرب، والإسلام السني هو الأكثر هيمنة بين مسلمي الجزيرة إلى جانب أعداد صغيرة من المسلمين الشيعة والأحمديين، وقد أثرت الهجرة الحديثة من البلاد الإسلامية بما في ذلك اليمن وإيران إيجابًا على تزايد عدد المسلمين في البلاد، ويشارك المسلمون بنشاط في التجارة، كما أن للإسلام حضور ملحوظ في وسائل الإعلام المحلية في البلاد.

 

المعتقدات والأديان الأخرى

وتتمثل في العقيدة البهائية والهندوسية وغيرها، ولديهم نسبة 2٪ من سكان البلاد، وترجع أصول الهندوسية إلى المهاجرين الهنود في البلاد، كما أن البهائية هي دين جديد نسبيًا في البلاد، إذ انتشر في خمسينيات القرن الماضي.

 

[1] لمزيد من المعلومات حول الإسلام في مدغشقر يمكن الاطلاع على هذا الرابط  https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/13602004.2011.556891