الإسلام في تنزانيا: دراسة استقصائيةمقالات

أفرايم مانديفينغا

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في تنزانيا: دراسة استقصائية[1]

 

تعداد السكان في تنزانيا

في عام 1969 لاحظ سكايلد كنيخت أنه حتى عام 1964 كان تعداد المسلمين في قبائل تانغانيكا مبالغًا فيه إلى حد كبير، وذلك عبر الادعاء أنهم يشكلون ما نسبته 65%-75% من مجموع السكان المحليين، فهذه التوقعات في نظره غير دقيقة بشكل كبير، كما يقول بأنه بعد اتحاد تنزانيا مع زنجبار في عام 1964 فقد أصبح تعداد المسلمين مليونان و350 ألف من مجموع تعداد السكان المحليين البالغ 10 ملايين، وهو ما يمثل نسبة 24%، وفي عام 1980 توقع ديفيد باريت في الموسوعة المسيحية العالمية أن يكون تعداد المسلمين 5 ملايين و866 ألف و900، أي بنسبة 32% من مجموع تعداد السكان، وكان هناك توقع آخر لتعداد السكان المسلمين في تنزانيا لـ رايموند ديلفال الذي نشر في خريطة للمسلمين حول العالم في عام 1982 قدّر فيه العدد الكلي للمسلمين بــ 6 مليون و123 ألف، وقد ذهب ديفيد ويسترلوند في عام 1980 إلى القول بأن الأديان الثلاثة الرئيسة في أفريقيا متمثلة بــ -المسيحية، والإسلام، والأديان التقليدية الأفريقية تنتشر كلها في تنزانيا، إذ يعتنقها التنزانيون بنسب متساوية، أي ما نسبته ثلث المعتنقين لكل دين (33%)، وهي نسبة مشابهة تمامًا لما ذهب إليه ديفيد بارنت في تقدير نسبة معتنقي الإسلام والأديان الأخرى في تنزانيا.

انتشار الإسلام في تنزانيا

وفقًا لــ سبينسر تريمنغهام تعود أصول انتشار الإسلام في شرق أفريقيا على الأغلب إلى جذور الإسلام الممتدة إلى تاريخ الإسلام في الهند أكثر من جذروه التاريخية الأفريقية، فالإسلام قدِم في الغالب من الشرق إلى الغرب عبر المحيط الهندي وسواحله إلى البقاع النائية في القارة الأفريقية، وذلك عن طريق البحّارة المسلمين الذين وصلوا إلى الشواطئ الأفريقية حاملين معهم دينهم وعاداتهم الإسلامية أثناء الرحلات التجارية البحرية التي نشروها في تلك البلاد منذ قرون خلت، وبالرغم من أن التجار المسلمين من العرب والفرس كانت لديهم علاقات مع القبائل المحلية لقرون، إلا أنه تأخر دخول العرب والمسلمين وتوغلهم في تنزانيا إلى ما بعد عام 1830 وفقًا لموسوعة أوكسفورد في تاريخ شرق أفريقيا.

هذا وقد تسلل العرب وتغلغلوا في المناطق النائية في شرق أفريقيا، وتركوا أثرًا بالغًا في حياة تلك المجتمعات البدائية البسيطة، وطبعوهم بالطابع الإسلامي، وتمركزوا في مناطق عدة أبرزها "مريما" و"السواحلي"، ومع بدء تدفق العرب إلى الداخل، فقد تنافست بعض القبائل، مثل مبرامبو وغيرها معهم بشدة في ميادين التجارة والسياسة، ويتضح من هذا أن تلك القبائل المنافسة للمسلمين كان تقبلهم للإسلام أقل من غيرهم من القبائل المحلية التي تقبلت المسلمين بصدر رحب، فعملت معهم، وشاركتهم في مختلف ميادين الحياة، ويرى بعض المؤرخين أن الإسلام في تنزانيا بلغ الذروة بعد مجيء الاستعمار الألماني في عام 1890، وذلك كرد فعل على الأنشطة التبشيرية التي شجعتها السلطات الاستعمارية الألمانية، كالمؤسسات التعليمية والدينية التي تشجع على اعتناق المسيحية، بيد أن غالبية السكان المحليين قابلوا ذلك كله بالرفض؛ لما وجدوا في طيات تلك الأنشطة من الدعوة لقبول الواقع الاستعماري الجديد.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/02666959008716174?journalCode=cjmm19