الإسلام في إثيوبيا وإريتريامقالات

أليساندرو جوري

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في إثيوبيا وإريتريا[1]

 

مقدمة

وفقًا للأرقام الرسمية للتعداد الوطني الذي تم إجراؤه في عام 2007 كان هناك حوالي 25 مليونًا من أتباع الإسلام في إثيوبيا، وهم يمثلون 33.9 في المائة من إجمالي السكان، وجغرافيًا يشكل المسلمون الأغلبية في الأجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد، وفي الجنوب الغربي، بينما لا يزالون أقلية صغيرة في شمال إثيوبيا، وأما بالنسبة لإريتريا في ظل عدم وجود بيانات رسمية للدولة، فمن المتوقع أن يكون حوالي نصف الإريتريين من المسلمين، أي حوالي 3 ملايين شخص، ويعيش معظم المسلمين الإريتريين في الأراضي المنخفضة والمناطق الساحلية، ويُمارس الإسلام في إثيوبيا وإريتريا من قبل جماعات البدو، والتجار، والفلاحين، ورجال الأعمال، والموظفين، وسكان المدن الكبرى، وسكان القرى الصغيرة، ومعتنقي الإسلام الجدد، كما أن الإسلام في إثيوبيا وإريتريا ذو أوجه متباينة لغويًا وثقافيًا وتاريخيًا، ويؤكد التاريخ الإسلامي أن الرسالة الجديدة التي بشر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم دخلت المنطقة الإثيو-إريترية في بدايتها، وذلك حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم عام 615 مجموعة من أتباعه الأوائل إلى التماس ملجأ في بلاط الملك الإثيوبي "النجاشي" فرارًا من سوء معاملة المشركين في مكة، فكان أن انتشر الإسلام بعمق في القرن الأفريقي بأكمله، وذلك بفضل اعتناق العديد من الشعوب المحلية له، وقد تم الترويج لنشر الإسلام وتعزيزه بشكل خاص من قبل التجار والعلماء الذين وصلوا تقريبًا إلى كل بقعة في المناطق النائية الإثيو-إريترية، وقد ساهمت الأعمال التجارية بين المسلمين والسكان المحليين مثل استيراد وتصدير السلع الطبيعية، والتحف، والأحجار الكريمة، والمنسوجات كل ذلك ساهم في بناء شبكات من الروابط الاقتصادية، والسياسية، والثقافية بينهم، وبالتالي منحت المسلمين القوة والمكانة على المستوى الإقليمي، هذا ويرتبط الإسلام الإثيوبي والإريتري ارتباطًا وثيقًا بشبه الجزيرة العربية ومصر، وكذلك أيضًا بالهند وجنوب شرق آسيا، وقد تمكن من تشكيل سماته الخاصة عبر القرون، والتي تشمل أداءً واسع الانتشار للالتزامات الدينية والقانونية كالصلوات اليومية، وتوزيع الزكاة، وصوم رمضان، والحج إلى مكة، وقسمة الميراث، كما أخذت تلك الممارسات الدينية طابعًا صوفيًا تمثل في الزيارات الدينية المحلية إلى الأماكن المقدسة، وفي الممارسات التعبدية الشعبية، والاهتمام المستمر بجميع الفروع الرئيسة لتعلم العلوم الإسلامية التقليدية مثل قواعد اللغة العربية، والفقه، وعلم الكلام، وهو ما نراه واضحًا في الأدبيات المتداولة بين عامة المسلمين، وكذلك النخبة الفكرية، وقد أدرج الإسلام الإثيوبي والإريتري بالقوة في النظام الملكي الإثيوبي الحديث في عهد الإمبراطور مينليك الثاني 1889 - 1913، وواجه الإسلام الإثيوبي والإريتري العديد من الصعوبات في ظل حكم هيلا سيلاسي 1975، ولكنه تمكن من الازدهار بعد سقوط النظام الاشتراكي عام 1991، ثم أصبح مسلمو المنطقة أكثر ارتباطًا بالعالم الإسلامي الأوسع وتأثروا به، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى انتشار شبكة الويب العالمية، وأدوات الاتصال الاجتماعي، فانتشرت مدارس التفسير، والتيارات الفكرية التي اتصفت عمومًا بالسلفية بقوة بين المسلمين في كل من إثيوبيا وإريتريا، مما دفع الاتجاه العام نحو ممارسة أكثر اتساقًا مع تعاليم الدين.

لمحة عامة

حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي كان الإسلام في إثيوبيا وإريتريا موضوعًا مهملاً لفترة طويلة مع استثناءات قليلة ملحوظة، حيث كرّس علماء الدراسات الإثيوبية اهتمامهم وأنشطتهم البحثية بشكل حصري للتركيز على الثقافة المسيحية الإثيوبية، في ظل تجاهل علماء الدين المسلمين للمنطقة الإثيوبية الإريترية، والقرن الأفريقي ككل، بل ربما اعتبروها مجرد ملحق لشبه الجزيرة العربية، وبالتالي لا تستحق اهتمامًا خاصًا، ولم يُظهر علماء الدراسات الأفريقية اهتمامًا كبيرًا بالإسلام الإثيوبي والإريتري، وربما رأوا أنه ليس أفريقيًا بما فيه الكفاية، وذلك بسبب صلاته الوثيقة بأراضي المسلمين المركزية، وتجدر الإشارة إلى أن أكثر السمات الثقافية والاجتماعية المميزة للمجتمعات الإسلامية الإثيوبية والإريترية قد ظهرت خاصة في تسعينيات القرن الماضي.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.oxfordbibliographies.com/view/document/obo-9780195390155/obo-9780195390155-0253.xml