مترجم عن اللغة الإنجليزية
الإسلام في غرب أفريقيا: الانتشار والأثر[1]
كانت أفريقيا القارةَ الأولى التي انتشر فيها الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن السابع، إذ يعيش ما يقرب من ثلث المسلمين في العالم اليوم في هذه القارة، وقد قُدّر في عام 2002 أن المسلمين يشكلون 45٪ من سكان أفريقيا، فللإسلام وجود كبير في شمال أفريقيا وغربها، وفي القرن الأفريقي، والجنوب الشرقي.
انتشار الإسلام في غرب أفريقيا
بعد اعتناق البربر للإسلام انتشر الدين في غرب السودان منذ العقود الأخيرة من القرن العاشر، حيث انتشر الإسلام في مناطق غرب النيجر بيند (سينيجامبيا ، مالي) أولًا، ثم في منطقة تشاد، وأخيراً في هاوسالاند، ووفقًا لبعض المصادر العربية فقد كان أول حاكم أسود اعتنق الإسلام هو ملك جاو بحلول عام 1009، وكان بارماندانا هو أول ملك لمالي يعتنق الإسلام في منتصف القرن الحادي عشر، ومن ناحية أخرى لم يعتنق ملوك غانا الإسلام إلا في بداية القرن الثاني عشر تقريبًا إبّان غزوات المرابطين.
أسباب انتشار الإسلام في غرب أفريقيا
فيما يلي أسباب انتشار الإسلام في غرب أفريقيا بحلول نهاية القرن الخامس عشر:
أوّلًا: طبيعة الإسلام
ساعدت طبيعة الإسلام كدين يقبل تعدد الزوجات، وبساطته في العقيدة، وطريقته في العبادة، على تقبل الإسلام في أفريقيا، كما جعلت هذه العوامل الإسلام قابلاً للتكيف بسهولة مع المجتمعات الأفريقية التي كان على اتصال بها.
ثانيًا: التجارة
كان السبب الرئيس الآخر الذي أدى إلى الانتشار السريع للإسلام في غرب أفريقيا هو شبكة التجارة عبر الصحراء، فمنذ القرن السابع وما بعده بدأ التجار المسلمون من المغرب العربي والصحراء بالاستقرار في بعض مراكز الأسواق في الساحل، ثم في مناطق السافانا، الأمر الذي ساهم في ازدياد اعتناق الإسلام، مما اكسب الدين الجديد زخمًا كبيرًا في المجتمع الأفريقي.
ثالثًا: أنشطة رجال الدين المسلمين
انتشر الإسلام أيضًا في غرب إفريقيا عبر أنشطة رجال الدين المسلمين والمرابطين والعلماء، فأسس رجال الدين هؤلاء مراكزهم الدينية الخاصة التي جذبت الطلاب من جميع أنحاء غرب السودان، حيث ذهب الكثير منهم في جولات دعوية لدعوة الناس إلى اعتناق الإسلام.
رابعًا: تشجيع الحكام
انتشر الإسلام في غرب أفريقيا بواسطة أنشطة الحكام، حيث شجع حكام غرب السودان التجارة عبر الصحراء وكرموا رجال الدين الزائرين، وقد كان إحدى أهم الطرق التي شجعوا بها الناس على قبول الإسلام هو تحولهم للإسلام، وقد بذل الحكام جهودًا كبيرة لتشجيع المؤسسات الإسلامية، عبر تعيين مسؤولين مسلمين مثل القضاة الذين يلتزمون بالشريعة الإسلامية، ويؤمون المسلمين في الصلاة.
خامسًا: الزواج
انتشر الإسلام أيضًا في غرب أفريقيا من خلال الزيجات البينية، فقد نزل التجار المسلمون في شمال إفريقيا، واستقروا وتزوجوا من النساء الأفريقيات اللائي أسلمن بمن فيهن أطفالهن.
