مترجم عن اللغة الإنجليزية

واقع الإسلام في جنوب شرق آسيا[1]

أحمد سيف الدين عمران

الإسلام هو الدين الأكثر اعتناقًا في جنوب شرق آسيا، حيث يبلغ عدد معتنقيه حوالي 275 مليونًا، وهو ما يناهز حوالي 42 ٪ من إجمالي السكان، مع وجود أغلبية في بروناي وإندونيسيا وماليزيا، فضلًا عن جنوب تايلاند، وأجزاء من مينداناو في الفلبين على التوالي، كما توجد أقليات مسلمة في دول جنوب شرق آسيا الأخرى، مع العلم بأن معظم المسلمين في جنوب شرق آسيا هم من السنة، ويتبعون المذهب الشافعي، والإسلام في جنوب شرق آسيا غير متجانس، ويتجلى ذلك في بعض المناطق التي تم تكييف الإسلام فيها ليتعايش مع التقاليد المحلية الموجودة بالفعل، وهو ما ينظر إليه المسلمون هناك على أنه أمر إيجابي، فالإسلام جزء من الحياة اليومية في جنوب شرق آسيا، ولا يكاد ينفصل عنها، ويوجد في جنوب شرق آسيا أكبر عدد من المسلمين في العالم متجاوزًا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد تم إهمال الإسلام في جنوب شرق آسيا في الدراسات الغربية للإسلام، والتي تتمركز في معظمها حول الشرق الأوسط، وهو ما يعني أن يكون جنوب شرق آسيا يحيط به الغموض بالرغم من كونها تضم بلادًا شاسعة وهي بروناي وكمبوديا وتيمور الشرقية وإندونيسيا وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، وقد فرضت الطبيعة غير المتجانسة لجنوب شرق آسيا جنبًا إلى جنب مع ممارسات الإسلام المتنوعة إلى أن الإسلام في جنوب شرق آسيا لديه العديد من الاختلافات في الممارسة، فعلى سبيل المثال "الأبانجان" وهم المجموعة المهيمنة من المسلمين في إندونيسيا تتأثر ممارساتهم بشدة بالتصوف، وتتخذ شكلاً من أشكال الممارسة الإسلامية التي تحوي طقوسًا موروثة من أسلافهم قبل الإسلام.

نُبذة تاريخية

وفقًا للمجلس الإسلامي في فيكتوريا يقول المؤرخون إن التجار العرب سيطروا على التجارة في جنوب شرق آسيا في أوائل القرن التاسع، وكانت هناك مستعمرة للمسلمين الأجانب على الساحل الغربي لسومطرة بحلول عام 674 م، ثم بدأت التجمعات الإسلامية الأخرى في الظهور بعد 878 للميلاد، ومع ذلك بقي المجتمعات قليلة الانتشار، إذ لم يبلغ الدين إلى أجزاء كبيرة من السكان حتى القرن الثاني عشر، ويُعتقد أن التجار المسلمين على طول الطريق التجاري الرئيسي بين غرب آسيا والشرق الأقصى كانوا مسؤولين عن إدخال الإسلام إلى جنوب شرق آسيا، ثم توطّد من خلال توسيع أراضي الحكام المتحولين للإسلام ومجتمعاتهم، فكانت أولى المجتمعات الإسلامية ظهرت في آتشيه شمال سومطرة، والتي كانت بمثابة نقطة انطلاق انتشر منها الإسلام على طول طرق التجارة في المنطقة، ولا توجد إشارة واضحة إلى بدء مجيء الإسلام إلى المنطقة، ولكن تم تأريخ أولى علامات القبور الإسلامية إلى عام 1082، وذكرت المصادر المكتوبة الأولى للإسلام في جنوب شرق آسيا عام 916 م من تاجر عام 1851 في جزيرة سومطرة، ومع مرور الوقت ظهرت سلسلة من الموانئ الإسلامية على الساحل ذي الكثافة السكانية المنخفضة، وقد غامر المعلمون المسلمون من هذه القرى الساحلية بالذهاب إلى داخل سومطرة، فكان أن جذبت هذه الموانئ المسلمين من الهند والصين، وانتشر الإسلام في جميع أنحاء الأرخبيل الإندونيسي ببطء وسلاسة، وبحلول نهاية القرن الخامس عشر كانت عدة مناطق في شمال سومطرة وما يعرف الآن بجاوا يحكمها حكام مسلمون، وهناك عدة نظريات لانتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا، فالنظرية الأولى هي التجارة، حيث ساعد توسع التجارة بين غرب آسيا والهند وجنوب شرق آسيا على انتشار الدين، وجلب إليها التجار المسلمون الإسلام، والنظرية الثانية تتمثل في الصوفيون الذين أدوا دورًا مهمًا في نشر العقيدة الإسلامية عبر التوفيق بين الأفكار الإسلامية والمعتقدات المحلية القائمة، أما النظرية الأخيرة فتتمثل في أن اعتناق الطبقات الحاكمة للإسلام ساعد على انتشاره في جميع أنحاء المنطقة.

الإسلام المعاصر في جنوب شرق آسيا

الإسلام في جنوب شرق آسيا متعدد الأوجه، وقد أدت التفسيرات المختلفة للعقيدة إلى وجود مجموعات دينية متنوعة في كل بلد تقريبًا، وينحدر المسلمون في جنوب شرق آسيا أيضًا من ثلّة من المجموعات العرقية، ويتحدثون لغات المختلفة هي: التايلاندية، والبورمية، والماليزية، والمارانو، والتوسوغ، والبهاسا الإندونيسية، والجاوية والصينية، وقد عمل المسلمون في جنوب شرق آسيا من خلال السفر إلى الدول العربية - للحج أو الدراسة الدينية – على ترجمة النصوص الإسلامية إلى لغاتهم المحلية، ويؤثّر الإسلام في جنوب شرق آسيا على مختلف نواحي الحياة، فنجد هناك عددًا متزايدًا من المدارس الإسلامية الخاصة التي غالبًا ما تجمع بين الدين الإسلامي والثقافة المحلية، كما تبنت العديد من الدول في جنوب شرق آسيا تجربة الاقتصاد الإسلامي، فأنشأوا البنوك الإسلامية على أسس الشريعة الإسلامية.

نسبة اعتناق الإسلام في دول جنوب شرق آسيا

• إندونيسيا: 86.7٪، وهو واحد من ست ديانات معترف بها.
• بروناي: 80.9٪ ديانة رسمية.
• ماليزيا: 61.3٪ ديانة رسمية.
• سنغافورة: 15.6٪.
• الفلبين: 6٪.
• تايلاند: 5.4٪.
• ميانمار: 4.3٪.
• كمبوديا: 1.9٪.
• تيمور الشرقية: 0.3٪.
• فيتنام: 0.1٪.
• لاوس: 0.01٪.