ممارسة الإسلام في كوبا الكاثوليكيةمقالات

بينظير ويحيلي

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

ممارسة الإسلام في كوبا الكاثوليكية[1]

تقرير صادر عن شبكة CNN الأمريكية - بينظير ويحيلي

 

معظم الصور التي نراها من كوبا متشابهة، فالسيارات الكلاسيكية متشابهة، كما المباني الملونة الزاهية هناك، ولكن صور خوان ألفادو تُظهر لنا شيئًا آخر مختلفًا، إذ تركز مجموعة صوره "المسلمين الكوبيين" على حياة أولئك الناس الذين اعتنقوا الإسلام، فقد تبين لألفادو أن معظم مسلمي كوبا هم من المسلمين الجدد، حيث تحولوا إلى الإسلام من المسيحية وأديان أخرى، فضلًا عن بعض الملاحدة، وقال ألفادو: "حينما علمت أن هناك إسلامًا ومجتمعًا مسلمًا، أحببته حقًا لأنني لم أسمع به من قبل، فقد كسر اعتناقهم للإسلام كل الأفكار المسبقة التي تكونت لدينا حول المجتمع الكوبي"، ويقدر أن 85٪ من الكوبيين كاثوليك، فيما أن ما نسبته 0.1٪ فقط من السكان -أي بضعة آلاف من الناس مسلمون فقط-، وفقًا لدراسة أجريت عام 2009 من قبل مركز بيو للأبحاث.

هذا ويزعم ألفادو أن أسباب اعتناق الناس للإسلام تختلف، ففي حين أن بعض الناس ينظرون إلى الإسلام على أنه دين حقيقي أو صادق أكثر من غيره، فإن هناك من يلجأ إلى اعتناق الإسلام لأسباب شخصية، وضرب مثالاً كيف يمكن أن يكون الإسلام إيجابيًا لمن يعانون من مشاكل صحية مع الكحول، فالإسلام وسيلة ورادع لهم لتجنب شربه، إذ نهى القرآن عن تناول المسكرات والمشروبات الكحولية.

بيد أن هناك تحديات تتصدى لممارسة الإسلام في بلد يشكل المسلمون فيه أقلية، ولعل من أهمها إيجاد مكان للعبادة، وقال: "يتم تنظيم المجتمعات في مجموعات صغيرة جدًا، ويفتح الناس في كل مجموعة منزلهم يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة"، كما يذهب ألفادو إلى القول بأن المسلمين الكوبيين يعكفون على تعلم دينهم الجديد باستمرار.

وقال: "يقوم كل شخص بقراءة التفاسير والكتب الإسلامية بغية تعلم الأوامر والتشريعات التي حثهم الإسلام على الالتزام بها، وهذا أمر مثير للاهتمام".

وتظهر إحدى صوره امرأة تكافح من أجل ارتداء وشاح إسلامي، وقال عنها: "كانت هذه المرأة مسيحية، وحقاً كانت مسيحية مخلصًة لسنوات عديدة من حياتها". مما يظهر الأثر الجلي الذي يتركه الإسلام في نفوس أتباعه، ويجعلهم يهجرون أحب المعتقدات والعادات المتأصلة في نفوسهم.

وقد قال المصور الإسباني السيد ألفادو: "لقد تعلمت أشياء عن الإسلام والمعتقدات والأفكار الإسلامية في هافانا أكثر مما تعلمته أثناء عملي في تركيا"، ووصف كوبا بأنها بلد روحية وعاطفية، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالدين، وفي البداية لم يكن متأكدًا من رد فعل الناس تجاه رغبته في تصوير حياتهم، فقد كان حريصًا على أن يسود جوّ من الاحترام المتبادل بينه وبينهم، كما شرح لهم نواياه من عمله منذ البداية، وأخبرهم بأنه ملحد ولكنه مهتم بتسليط الضوء على نمط حياة قلة قليلة من المسلمين في بيئة يسودها اعتناق المسيحية واللادينية.

يقول ألفادو إنه سيزور كوبا مرة أخرى عندما أخبر بعض الأشخاص الذين صورهم أنه يأمل في نشر هذه الصور في كتاب ذات يوم، وبيّن كيف أنهم تفاعلوا بحماسة مع فكرة أن الآخرين سيكونون قادرين على رؤية تجاربهم كمسلمين في كوبا، وقال ألفادو: "شعرت أنهم يريدون أن تُروى قصتهم، وهذا ما لم يحدث من قبل؛ لكي يروا ما يمكن أن ينتج عنه نشر صورهم وقصص إسلامهم، وإلى أي مدى سيبلغ صدى هذا الأمر".

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://edition.cnn.com/2016/04/10/living/cnnphotos-cuban-muslims/index.html