انتشار الإسلام في إندونيسيامقالات

فيري آج

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

انتشار الإسلام في إندونيسيا[1]

فيري آج

 

الإسلام هو أكبر ديانة في إندونيسيا ، حيث عرّف 86.7٪ من السكان الإندونيسيين أنفسهم على أنهم مسلمون في استطلاع عام 2018، وإندونيسيا لديها أكبر عدد من المسلمين في العالم، إذ يقرب تعداد المسلمين فيها 225 مليون مسلم، ويُعتقد أن الإسلام انتشر في إندونيسيا تدريجياً من خلال الأنشطة التجارية من قبل التجار العرب المسلمين، وعلى الرغم من أن إندونيسيا بها أغلبية مسلمة ساحقة، فهي ليست دولة إسلامية، بل هي دولة علمانية دستوريًا، وتعترف حكومتها رسميًا بست ديانات رسمية للبلاد.

 

نُبذة تاريخية

انتشار الإسلام

هناك أدلة على دخول التجار العرب المسلمين إلى إندونيسيا في وقت مبكر من القرن الثامن، ومع ذلك، لم يبدأ انتشار الإسلام إلا في نهاية القرن الثالث عشر، ففي البداية تم التعريف بالإسلام من خلال التجار العرب المسلمين، ومن ثم النشاط الدعوي من قبل الدعاة، وقد سهّل مهمتهم تلك اعتناق الحكام المحليين وطبقة التجار والنخبة للإسلام، وتبع ذلك انتشار سريع للإسلام بين الطبقة الحاكمة، حيث تزوج التجار المسلمون من النساء المحليات، إلى جانب  زواج بعض التجار الأكثر ثراءً من أسر النخبة الحاكمة، فبدأ الإندونيسيون تباعًا في اعتناق الإسلام، وبحلول القرن الرابع عشر كان الإسلام منتشرًا في شمال شرق مالايا وبروناي وجنوب غرب الفلبين وفي شرق ووسط جاوة، وبحلول القرن الخامس عشر انتشر في ملاكا ومناطق أخرى من شبه جزيرة الملايو، وحينها بدأ التجار المسلمون من شبه الجزيرة العربية والهند وسومطرة وشبه جزيرة الملايو والصين في السيطرة على التجارة الإقليمية في تلك المناطق، وبحلول عام 1430 كانت البعثات قد أسست مجتمعات مسلمة صينية وعربية وملاوية في الموانئ الشمالية لجاوة، مثل سيمارانج وديماك وتوبان وأمبل، وهكذا حصل الإسلام على موطئ قدم له في الساحل الشمالي لجاوة، وشملت الممالك الإسلامية المهيمنة في ذاك الوقت ساموديرا باساي في شمال سومطرة، وسلطنة ملقا في شرق سومطرة، وسلطنة ديماك وسط جاوة، وسلطنة جوا في جنوب سولاويزي، وسلطنة تيرنات وتيدور في جزر مالوكو إلى الشرق، وهكذا حلّ الإسلام محلّ ديانات إندونيسيا القديمة (الوثنية والهندوسية والبوذية)، ولم يمح الإسلام الثقافة والتقاليد الموجودة في تلك المجتمعات من قبل، بل قام بإعادة صياغتها ودمجها مع الثقافة والعادات والتقاليد الإسلامية.

إندونيسيا بعد الاستقلال

أصبحت إندونيسيا ثاني أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم بعد استقلالها في عام 1945، وقد جعلها انفصال بنجلاديش عن باكستان في عام 1971 أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان ذات الأغلبية المسلمة، وقد شهدت فترة ما بعد الاستقلال توسعًا في نشاط المنظمات الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالأنشطة الدعوية وأسلمة أنماط الحياة، حيث أفادت وزارة الشؤون الدينية أنه حتى أواخر الستينيات كان قلة فقط من المسلمين يمارسون الصلوات اليومية، فتغير هذا الوضع بشكل جذري من خلال جهود المنظمات، مثل مجلس الدعوة الإسلامي الإندونيسي بقيادة محمد نصير، وكان مجلس العلماء الإندونيسي يمثل السلطة فيما يتعلق بالقضايا الشرعية والفقهية، وكان المسؤول عن التحكم ببوصلة الحياة الإسلامية في إندونيسيا من خلال إصدار الفتوى، إلا أن خلافًا وجدلًا نشبا حول دور الإسلام في الحياة السياسية وفي دستور إندونيسيا، مما تسبب في توترات مجتمعية هائلة، إذ سعت الجماعات الإسلامية إلى الحصول على مكانة عليا للإسلام في الإطار الدستوري، ولكن جهودهم تلك ذهبت سدىً، حيث انتهى المطاف بتبني دستور علماني لا إسلامي للدولة يكفل حقوق المواطنين من سائر الأديان والطوائف.

الثقافة في إندونيسيا

الفنون

استوعبت التقاليد الفنية في إندونيسيا والتي كان العديد منها موجودًا قبل الإسلام التأثير الإسلامي، وتطورت تلك الفنون أكثر وأضحت متعلقة بالآثار الدينية.

الملابس

سونغكوك ، أو الكوبيا في جافا، وهو قبعة مخملية ذات لون أسود بشكل عام يرتديه الرجال المسلمون، ويمكن إرجاعها إلى الطربوش العثماني، ويتم ارتداؤها خلال المناسبات الرسمية، بما في ذلك المناسبات الدينية الإسلامية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك صلاة الجماعة، والسارونج هو الزي الشعبي الذي يرتديه الرجال المسلمون في الغالب، ولا سيما في جاوة وبالي وسومطرة وكاليمانتان، وهو قطعة من القماش غالبًا ما يكون ملفوفًا حول الخصر، والكرودونغ هو حجاب إندونيسي مسلم ، وهو عبارة عن قطعة قماش فضفاضة يتم ارتداؤها فوق الرأس.

الفصل بين الجنسين

تتمتع المسلمات الإندونيسيات بقدر كبير من الحريات الاجتماعية والتعليمية وحرية العمل. وبالتالي، فمن الطبيعي والمقبول اجتماعيا للمرأة المسلمة أن تعمل بشكل مستقل في المجتمع الإندونيسي، فضلاً عن تمتعهن بالحق في التصويت السياسي، فنظرة المسلمين في إندونيسيا حول العلاقات الاجتماعية بين الجنسين نظرة مرنة، وعادة ما يقتصر الفصل الصارم بين الجنسين على الأماكن الدينية، مثل المساجد أثناء الصلاة، وما خلا ذلك فلا بأس من الاختلاط بين الرجال والنساء، إذ من الشائع هناك أن يدرس الأولاد والبنات معًا في الفصول الدراسية في كل من المدارس الحكومية والإسلامية.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.academia.edu/35349449/Ricklefs_2001_A_History_of_Modern_Indonesia