الإسلام في تشيلي: الانتشار والتوسعمقالات

جون ألبرت

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في تشيلي: الانتشار والتوسع[1]

جون ألبرت

 

نورا هي مسلمة تشيلية تمثل ظاهرة فريدة في جامعة تشيلي، إذ ترتدي عباءة طويلة يستر جميع جسمها باستثناء يديها ووجهها، فلباسها المحتشم يميزها عن غيرها من الطلاب في الجامعة، وهناك في الحرم الجامعي تبحث نورا عن مكان هادئ بعيد عن الضجة حيث تضع سجادتها الصغيرة وتصلي، وحين يسأل نورا أحد ما عن مظهرها المميز في الجامعة تقول إنها راضية عن لباسها وصلواتها وأسلوب حياتها بكل فخر.

تشيلي ليست دولة يتوقع معظم الناس أن يجد فيها سكانًا مسلمين إلا أن نورا ليست المسلمة الوحيدة هناك، فقد وصل المسلمون الأوائل إلى أمريكا اللاتينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقد عُرف هؤلاء المسلمين باسم "الموريسكيين" الذين فروا إلى تلك البقاع البعيدة بغية  تجنب الاضطهاد تحت التاج المسيحي في إسبانيا، وقد ساهم في انتشار الإسلام في أمريكا اللاتينية عمومًا وتشيلي خصوصًا نتيجة الهجرات اللبنانية والسورية والفلسطينية من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إذ هرب هؤلاء المهاجرون من بلاد الشام وأحفادهم من ظروف الإمبراطورية العثمانية، واستقروا بشكل دائم في تشيلي، وأسسوا المؤسسات الإسلامية الأولى في عشرينيات القرن الماضي، وبعد ما يقرب من قرن من بناء أول مركز إسلامي، فإن تشيلي تفتخر بأكثر من 13 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا تشكل نقاط لتجمع الأقلية المسلمة، حيث يتلقون فيها تعاليم الإسلام، ويمارسون فيها شعائرهم الدينية، وبالرغم من أن تشيلي فيها أقل عدد من السكان المسلمين مقارنة بالدول المحيطة، بيد أن هؤلاء القلة من المسلمين فاعلة في المجتمع، فهم يشكلون صورة مصغرة عن العالم الإسلامي، وفي العاصمة سانتياغو، حيث يعيش غالبية مسلمي التشيلي، ويرتبطون بـ "مزكيتا (مسجد) السلام" الذي تم إنشاؤه عام 1989، وهو مفتوح يوميًا لأداء الصلوات، ويستضيف جميع المناسبات الإسلامية بما في ذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان، وتدير المسجد حاليًا جماعة الدعوة والتبليغ، وهي حركة تبشيرية إسلامية عالمية، تنشر التعاليم الإسلامية، وتقدم المحاضرات الرئيسية باللغتين الإسبانية والعربية في صلاة الجمعة، كما ترسل جماعة التبليغ المسلمين الجدد من تشيلي إلى الخارج لتعلم الإسلام، وتأخذهم في رحلات دينية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية كجزء من مهمتهم لتذكير المسلمين بالالتزام بالتقاليد الإسلامية.

معتنقو الإسلام الجدد في التشيلي

ينحدر مسلمو تشيلي من مختلف الخلفيات والثقافات، مثل خديجة التي اعتنقت الإسلام منذ حوالي عقد من الزمان، حيث تعرفت على الإسلام من خلال بحثها عبر الإنترنت، ولم تأت إلى المسجد إلا بعد أن قررت اعتناقه، وهي تبذل جهودًا في تعليم المسلمين الجدد تعاليم دينهم، كما تلتقي مع بعض النساء العربيات المسلمات اللائي يحضرن إلى المسجد، فيتلون القرآن سوية، كما يعكفون على تفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ويتبادلون الأفكار حول وصفات الطعام الحلال.

وهناك مجتمعات أخرى للجالية المسلمة في تشيلي في العاصمة سانتياغو والمدن الأخرى، كما توجد مساجد ومراكز سنية وشيعية وصوفية أخرى لها مجتمعاتها المحلية، وهم خليط من تشيليين اعتنقوا الإسلام، ومهاجرين مسلمين من الخارج وهم بمجموعهم يشكلون جزءًا من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي:  https://theconversation.com/chile-has-a-growing-muslim-community-but-few-know-about-it-165942