مترجم عن اللغة الإنجليزية
الإسلام في ألمانيا: الواقع المعاصر والمستقبل[1]
شيرين أمير معظمي
بسبب هجرة اليد العاملة في الستينيات، وموجات اللاجئين السياسيين العديدة منذ السبعينيات، فقد أصبح الإسلام دينًا منتشرًا في ألمانيا، إذ قدر مسح أُجري في عام 2019 أن هناك 5.3-5.6 مليون مسلم من أصول مهاجرة في ألمانيا، أي ما نسبته 6.4-6.7٪ من السكان، إضافة إلى عدد غير معروف من المسلمين الذين ليس لديهم خلفية مهاجرة، وهناك أيضًا تقديرات أعلى وفقًا لمؤتمر الإسلام الألماني تشير إلى أن المسلمين يمثلون 7٪ من السكان في ألمانيا.
نُبذة تاريخية
انتقل المسلمون لأول مرة إلى ألمانيا كجزء من العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية بين ألمانيا والإمبراطورية العثمانية في القرن الثامن عشر، حيث خدم عشرون جنديًا مسلمًا تحت قيادة فريدريك ويليام الأول من بروسيا في بداية القرن الثامن عشر، وفي عام 1745 أنشأ فريدريك الثاني من بروسيا وحدة من المسلمين في الجيش البروسي تسمى "الفرسان المسلمون"، وتألفت بشكل أساسي من البوشناق والألبان والتتار، وفي عام 1760 تم إنشاء فيلق مسلم بوسني قوامه حوالي 1000 رجل، وإبّان عام 1798 تم إنشاء مقبرة إسلامية في برلين ولا تزال موجودة حتى اليوم، وقد أعرب عدد من الفلاسفة الألمان عن تعاطفهم مع الإسلام، ومنهم فولفغانغ، وغوته (الذي أعجب بشكل خاص بالشعر الصوفي)، ولاحقًا فريدريك نيتشه (في كتابه المسيح الدجال، وادّعى فيه أن الروح الجرمانية كانت أقرب إلى مغاربة الأندلس منها من اليونان وروما والمسيحية).
التركيبة السكانية
الإسلام هو أكبر ديانة أقلية في البلاد، حيث تمثل المعتقدات البروتستانتية والكاثوليكية الرومانية غالبية الديانات، وتعود جذور معظم المسلمين في ألمانيا إلى تركيا، تليها الدول العربية، ثم يوغوسلافيا السابقة (معظمهم من ألبان كوسوفو أو من أصل بوسني)، فأفغانستان وإيران، وهناك أيضًا أقلية كبيرة من إفريقيا، وجنوب آسيا (معظمها من باكستان)، وتعيش الغالبية العظمى من المسلمين في ألمانيا الغربية السابقة، وعلى عكس معظم البلدان الأوروبية الأخرى، فإنه توجد مجتمعات مسلمة كبيرة في بعض المناطق الريفية في ألمانيا، وبخاصة في بادن فورتمبيرغ، وهيسن، وأجزاء من بافاريا، ونورد راين فيستفاليا، بينما لا يوجد سوى عدد قليل من المسلمين في ألمانيا الشرقية، ومن بين المقاطعات الألمانية ذات أعلى نسبة من المهاجرين المسلمين جروس جيراو، وأوفنباخ، هذا وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من السنة ويمثلون نسبة 75٪، كما يوجد شيعة (7٪) معظمهم من إيران، بالإضافة إلى الأحمدية الذين يشكلون أقلية ويبلغ عددهم حوالي 35000 عضو، أو ما يزيد قليلاً عن 1 ٪ من السكان المسلمين.
الفِرق والمذاهب الإسلامية في ألمانيا
ينتمي المسلمون في ألمانيا إلى فروع مختلفة للإسلام كالآتي:
معاناة المسلمين من نظام التعليم السائد في ألمانيا
تمثل قضية ارتداء المعلمات المسلمات حجاب الرأس في المدارس والجامعات إحدى أهم القضايا الساخنة المطروحة، فمن حق المرء ممارسة معتقداته الدينية، وهذا يتناقض في رأي الكثيرين مع موقف الدولة المحايد تجاه الدين، ومنذ عام 2006 قدمت العديد من الولايات الفيدرالية الألمانية تشريعات تحظر ارتداء الحجاب على المعلمات، إلا أن المحكمة الدستورية الفيدرالية أعلنت أن هذا الحظر في شمال الراين وستفاليا غير دستوري.
بناء المساجد والمشاريع الدينية
يواجه بناء المساجد أحيانًا ردود فعل معادية للمسلمين في ألمانيا، وعلى سبيل المثال فقد أثارت محاولة المسلمين في عام 2007 بناء مسجد كبير في كولونيا جدلاً وخلافًا كبيرين، ومثل ذلك الجدل الذي أُثير حول مسجد سندلينجر، واقتراح بناء أكاديمية تدريب في ميونيخ كانت تسمى في الأصل "مركز الإسلام في أوروبا، ثم سُمي لاحقًا "منتدى ميونيخ للإسلام".
الدراسات اللاهوتية الإسلامية
أنشأت وزارة التعليم والبحث الألمانية عام 2010 الدراسات اللاهوتية الإسلامية كنظام أكاديمي في الجامعات الحكومية؛ بغية توعية المعلمين وتثقيفهم بالتربية الدينية الإسلامية، ومنذ ذلك الحين تم إنشاء أقسام الفقه الإسلامي في العديد من الجامعات؛ لإجراء البحوث والدراسات حول الإسلام من منظور لاهوتي.
[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/14782800500378359
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.