الأقلية المسلمة في موريشيوسمقالات

أحمد محمود السيد

المصدر: مجلة البيان، ع 284، 6 مارس 2011م.

 

تقع موريشيوس في جنوب قارة إفريقيا، وهي جزيرة بركانية في المحيط الهندي تبلغ مساحتها 2045 كلم2، تحيط بها الحواجز المرجانية، تقع إلى الشرق من جزيرة مدغشقر وعلى بعد 300 كلم منها.

يبلغ عدد السكان حوالي 2 مليون نسمة (حسب تقديرات عام 2008م)، وينقسم السكان على أربع جماعات إثنية:

الهندو موريشيوس (68 %)، الكريول (27 %)، الصينو موريشيوس (3 %)، الفرانكو موريشيوس (2 %).

أما الأديان فتتوزع على ثلاثة أديان هي:

  • الهندوس (52 %)
  • والرومان الكاثوليك (3.28 %)
  • والمسلمون (6. 16 %)
  • وآخرون (1. 3 %).

وصل العرب إليها قبل أي أحد، ولكنهم لم يستوطنوها لكثرة أعاصيرها، ولأنهم قدِموا للتجارة لا للبقاء. وفي مطلع القرن العاشر وصلها البرتغاليون أيام فاسكو دي جاما وأطلق عليها اسم (دارسكارين) غير أنهم لم ينـزلوا بها أيضاً.

ثم نزلها الهـولنديون عام 1060هـ، وهم الذين أطلقـوا عليهـا اسم (موريشيوس) نسبة لأحد عظمائهم ويدعى (موريس) ثم غادروها.

ووفد إليها الفرنسيون بعد جلاء الهولنديين واسـتعمروها قريباً من قرن من الزمان (1127 - 1225هـ) وأسسوا مدينة (بورت لويس) التي غدت عاصمة الجزيرة.

ثم لم تلبث إنجلترا أن طردت فرنسا منها سنة 1225هـ، وتسلطت عليها، وبقيت موريشيوس تابعة لإنجلترا حتى عام 1967م؛ حيث أعلنت دولة مستقلة ولكن الاستقلال الفعلي لم يتم إلا سنة 1992م حيث أُعلنَت جمهورية (موريشيوس) مع بقائها عضواً في مجموعة الكومنولث.

يتحدث معظم السكان لغة (الكريول) وهي مشتقة من الفرنسية والهندية، وأما اللغة الرسمية للبلاد فهي الإنجليزية.

وفي وسط هذا الجو، وبين هذه التفريعات من الأجناس والديانات يعيش المسلمون الذين يمثل أهل السُّنة والجماعة غالبيتهم، ويوجد قليل من الشيعة، كما أن طائفة القاديانية الهدَّامة تقوم بنشاط ملحوظ هناك خاصة في دعوة الفقراء؛ حيث تغريهم بالمال لأجل أن ينضموا إليها.

يعيش أكثر المسلمين اليوم في العاصمة (بورت لويس) التي تعد مدينة إسلامية؛ حيث يشكل المسلمون فيها 60 % من عدد السكان، ويبلغ عدد مساجدها خمسة عشر مسجداً. أما عدد المساجد في موريشيوس كلها فيزيد على مائة مسجد، أكبرها (المسجد المركزي) بالعاصمة وكذلك مسجد المدينة المنورة ويصدِر المسلمون جريدة تسمى (ستار).

ويُقبِل المسلمون في موريشيوس على التعليم أكثر من غيرهم، وتوجد لهم بعض المدارس والمعاهد الخاصة بهم، منها: مدرسة إمداد الإسلام، والمدرسة الإسلامية العالية (تأسست سنة 1375هـ)، وكلية الثقافة الإسلامية (تأسست سنة 1374هـ - 1953م). كما توجد ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة وخمسة معاهد لتحفيظ القرآن الكريم، كما تنتشر الكتاتيب التابعة للمساجد التي تعلم أبناء المسلمين مبادئ الإسلام، واللغة العربية، والقرآن الكريم. مثل الحلقة الإسلامية، وهي أقدم منظمة إسلامية في موريشيوس، أُنشئت في عام 1988م تحت اسم دار القرآن، وهناك خمسة معاهد أخرى لتحفيظ القرآن. وتقوم هذه المعاهد وكذلك المدارس والمساجد - كلٌّ حسب دوره - بمهمة التوعية بالإسلام.

وكان لبناء أكاديمية الدوحة الثانوية للبنين والبنات - وهي مدرسة بنيت على نفقة أهل الخير من دولة قطر - أثر كبير في نشر العقيدة الصحيحة في البيوت ونبذ البدع والخرافات التي دخلت عليهم من عدد من الفرق في مجتمعاتهم.

وتوجد في موريشيوس بعض المؤسسات الإسلامية، منها:

• المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

• المركز الإسلامي.

• حركة المرأة المسلمة تأسست سنة 1394هـ.

• رابطة موريشيوس الإسلامية في بوباسين.

• ويوجد في العاصمة مركز لرابطة العالم الإسلامي.

وهناك حزب (العمل الإسلامي) الذي حصل على مقعدين في مجلس النواب سنة 1394هـ.

حال المسلمين اليوم:

لا يزال المسلمون في موريشيوس يعيشون ظروفاً اجتماعية صعبة؛ فهم أقلية محرومة من تطبيق شرائع الإسلام، وخاصة الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية: (من زواج وطلاق وميراث)، وتطبِّق عليهم السلطات القانونَ الفرنسي الذي يحظر تعدد الزوجات، ويمنع تقسيم الميراث بينهم طبقاً للشريعة الإسلامية، ويشجع الزواج المختلط الذي أصبح يشكل أكثر من ألفي حالة بين المسلمين.

كما تحظر السلطات في موريشيوس على المسلمات ارتداء الحجاب خاصة على الطالبات اللاتي يدرسن في المدارس والمعاهد الحكومية.

 وما تزال الأقلية المسلمة في موريشيوس تنتظر من المسلمين أن ينتبهوا إليهم، ويهتموا بهم وبمشكلاتهم، ويرسلوا إليهم الدعاة لتثقيفهم وتعليمهم شرائع الإسلام، وأن يناصروهم سياسياً ودعوياً؛ حتى لا يضيعوا مع من ضاع من الأقليات المسلمة.

المصادر والمراجع:

- د. محمد عاشور، دليل الدول الإفريقية، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة، 2007م، ص585.

- موقع طريق الإيمان.

- موقع قصة الإسلام.

- fact book

- African muslim directories