لماذا تعتنق النساء الأوروبيات الإسلاممقالات

موقع وورد بوليتين

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

لماذا تعتنق النساء الأوروبيات الإسلام[1]

موقع وورد بوليتين

 

تبدو "ماري فالوت" على عكس المشتبه به الإرهابي كما يمكن للمرء أن يتخيله: امرأة فرنسية بيضاء رزينة تتحدث مع الأصدقاء على هاتف محمول، ولا يمكن تمييزها عن أي شابة أخرى في المقهى حيث تجلس تحتسي القهوة.

السيدة "فالوت" اعتنقت الإسلام مؤخرًا، وهذا ما يجعلها خطرة في نظر الشرطة، وقد أثار وفاة موريل ديجوك البلجيكية التي اعتنقت الإسلام، والتي فجرت نفسها في هجوم انتحاري على القوات الأمريكية في العراق، الانتباه للعدد المتزايد من المتحولين إلى الإسلام في أوروبا، ومعظمهم من النساء، وقال باسكال مايلوس رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية لصحيفة لوموند التي تتخذ من باريس مقراً لها في مقابلة أجريت معه مؤخراً: "الظاهرة مزدهرة، وهي تقلقنا، لكن يجب أن نتجنب تمامًا الجمع بين الجميع"، ويشرح خبراء الأمن أن الصعوبة تكمن في أنه في حين أن الشرطة قد تكون متيقظة للتهديدات المحتملة من الشباب من أصل شرق أوسطي، إلا أنها أكثر ارتياحًا تجاه النساء الأوروبيات البيض، ويقول ماغنوس رانستورب خبير الإرهاب في كلية الدفاع الوطني السويدية في ستوكهولم: "إن الإرهابيين يمكنهم استخدام المتحولين الذين أضافوا مزايا عملياتية في أوضاع أمنية مشددة للغاية حيث قد لا يجذبون الانتباه"، وقالت السيدة فالوت التي اعتنقت الإسلام قبل ثلاث سنوات بعد أن طرحت على نفسها أسئلة غيبية لم تجد إجابات لها في طفولتها الكاثوليكية تقول إنها تجد الشكوك التي يثيرها دينها الجديد، وتضيف: "بالنسبة لي، الإسلام هو رسالة حب وتسامح وسلام".

يقول باحثون مسلمون وغير مسلمين إنها رسالة تجذب المزيد من الأوروبيين مع تزايد فضولهم بشأن الإسلام منذ 11 سبتمبر / أيلول، وبالرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، إلا أن المراقبين الذين يراقبون المسلمين في أوروبا يقدرون أن عدة آلاف من الرجال والنساء يعتنقون الإسلام كل عام، وأشاروا إلى أن نسبة ضئيلة فقط من المسلمين الجدد هم من ينجذبون إلى مذهب الإسلام الراديكالي، أو إلى العنف، وقد أدين عدد قليل من الأشخاص بارتكاب جرائم إرهابية، مثل ريتشارد ريد "مفجر الحذاء"، والأمريكي جون والكر ليند الذي تم القبض عليه في أفغانستان، ومن المسلم به أن الأبحاث غير المكتملة تشير إلى أن النساء اللواتي يتحولن إلى الإسلام أكثر من الرجال، ولكنهم - على عكس التصور الشائع - أقلية فقط الذين يفعلون ذلك من أجل الزواج من رجال مسلمين، إذ تقول هيفاء جواد التي تدرس في جامعة برمنجهام في بريطانيا: "كانت هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا، ولكن في الآونة الأخيرة خرجت المزيد من النساء من الاقتناع، على الرغم من أن الرجال غير المسلمين يجب أن يعتنقوا الإسلام من أجل الزواج بامرأة مسلمة، إلا أنها تشير إلى أن العكس ليس صحيحًا"، وتضحك فالو حين تُسأل عما إذا كانت حياتها العاطفية لها علاقة بقرارها، فتقول: "عندما أخبرت زملائي في العمل أنني قد أسلمت، كان رد فعلهم الأول هو السؤال عما إذا كان لدي صديق مسلم". "لم يصدقوا أنني فعلت ذلك بمحض إرادتي"، إذ إنها في الواقع كما توضح أحببت الطريقة التي يطالب بها الإسلام التقرب من الله، فالإسلام أبسط وأكثر صرامة، وهو أسهل لأنه واضح، وقد وجدت في الإسلام قواعد وسلوك تستطيع اتباعها لم تجد مثلها في المسيحية، وهذه الأسباب تعكس تفكير العديد من النساء المتحولات كما يقول الخبراء الذين درسوا هذه الظاهرة، إذ يقول الدكتور جواد: "يتفاعل الكثير من النساء مع الشكوك الأخلاقية للمجتمع الغربي"، "إنهم يحبون الشعور بالانتماء والاهتمام والمشاركة الذي يقدمه الإسلام"، والبعض الآخر منهن تنجذب إلى "فكرة معينة عن الأنوثة والرجولة التي يقدمها الإسلام" ، كما ترى كارين فان نيوكيرك التي درست تحول النساء الهولنديات أن هناك مساحة أكبر للأسرة والأمومة في الإسلام، والمرأة ليست أداة جنسية، وفي الوقت نفسه تجادل سارة جوزيف وهي إحدى المتحولات إلى اللغة الإنجليزية، والتي أسست مجلة "Emel" وهي مجلة حول أسلوب حياة المسلمين فتقول: "إن الفكرة القائلة بأن جميع النساء المتحولات يبحثن عن أسلوب حياة منعش بعيدًا عن التجاوزات النسوية الغربية ليست دقيقة تمامًا"، كما يقول ستيفانو ألييفي الأستاذ بجامعة بادوفا الإيطالية: "إن بعض المتحولين يعطون قرارهم معنى سياسيًا"، ويقول: "الإسلام يقدم روحانية السياسة، وفكرة النظام المقدس"، ويضيف القول: "لكن هذه طريقة ذكورية جدًا لفهم العالم، ونادرًا ما تجذب النساء".

وبعد اتخاذ قرارهم يأخذ بعض المسلمين الجدد الأمور ببطء معتمدين على العادات الإسلامية شيئًا فشيئًا، فعلى سبيل المثال لا تشعر فالوت بعد بأنها مستعدة لارتداء غطاء الرأس، على الرغم من أنها ترتدي ملابس أطول مما كانت عليه في السابق، في حين أن آخرين يقفزون مباشرة وهم متلهفون للإحاطة بالدين الجديد، ويصبحون أكثر تقوى من زملائهم الذين يرتادون المساجد الذين ولدوا في الإسلام، وعن هذا تقول بتول توما التي تدير برنامج "المسلمون الجدد" في المؤسسة الإسلامية في ليستر بإنجلترا: "إن المراحل الأولى لاكتشاف اعتناق الإسلام يمكن أن تكون فترة حساسة للغاية"، وتوضح السيدة توما: "أنت لست واثقًا من معرفتك، فأنت وافد جديد، ويمكن أن تكون فريسة للعديد من الأشخاص المختلفين الذين يتصرفون إما بشكل فردي أو كأعضاء في منظمة". وتقول إن قلة من المتحولين يشعرون "برغبة كبيرة في التأقلم والقبول لدرجة أنهم مستعدون لفعل أي شيء تقريبًا"، ويضيف الدكتور رانستورب القول: "يشعر المتحولون الجدد أن عليهم إثبات أنفسهم، وأولئك الذين يبحثون عن طرق أكثر تطرفًا لإثبات أنفسهم يمكن أن يصبحوا فريسة سهلة للتلاعب، وفي الوقت نفسه تقول السيدة توما: "قد يقتنع المتحولون للإسلام الذين يسعون للحصول على راحة في الإسلام من ماض مضطرب - مثل ديغوك، الذي قيل إنه كان ينجرف إلى تعاطي المخدرات قبل اعتناق الإسلام - أن مثل هذا العمل هو عملية انتحارية أتاحت فرصة للخلاص والتسامح"، والاستنتاج الأكثر حزناً الذي تستخلصه بتول توما من وفاة ديغا في العراق هو أن: "المرأة التي انطلقت في طريق السلام الداخلي أصبحت ضحية لأشخاص شرعوا في استغلالها وإساءة معاملتها".


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.