تأسيس مساجد مصر وشمال أفريقيا والأندلس في القرن الأول الهجري / السابع الميلادي

كتب
محمد كريم ابراهيم الشمري

نبذة

فكر العرب المسلمون بعد استقرارهم في بلاد الشام بتأمين حدودهم الجنوبية الغربية، وذلك بتحرير مصر من سيطرة الروم، لما تشكله هذه السيطرة من تهديد خطير على أمن واستقرار الدولة العربية الإسلامية في كل من بلاد الشام والحجاز، فضلاً عن أن تحرير مصر يعد ضرورة اقتضتها حركة التحرر العربي الإسلامي؛ لأنها بمثابة بوابة شمال إفريقيا، وتتمتع بمكانة اقتصادية متميزة توفر للمسلمين أسباب القوة وتتيح لهم مواصلة الاندفاع نحو الشمال الإفريقي.
وقد كان مسير عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إلى مصر سنة 19هـ، فنزل العريش ثم أتى الفرما، وقضى على مقاومة الروم فيها بعد قتالهم فهزمهم واستولى على عسكرهم، ثم مضى قدماً إلى الفسطاط فنزل جنان الريحان وقد خندق أهل الفسطاط، وكان اسم المدينة: أليونة، فسماها المسلمون: فسطاطاً؛ لأنهم قالوا هذا فسطاط القوم ومجمعهم، وقيل إن عَمراً ضرب بها فسطاطاً فسميت بذلك، ولم يلبث عمرو بن العاص وهو محاصر أهل الفسطاط أن ورد عليهِ الزبير بن العوام في عشرة آلاف مقاتل، ويُقال في اثني عشر ألفاً، وكان الزبير يُقاتل في جهة وعمرو بن العاص في جهة أُخرى، حتى تمكنا من فتح حصن بابليون عنوة.
وذكر البلاذري في رواية له عن جماعة ممن شهد تحرير مصر مفادها أن عمرو بن العاص لما فتح الفسطاط وجه عبدالله بن حذافة السهمي إلى عين شمس، فتغلب على أهلها وصالح أهل قراها على مثل حكم الفسطاط، ووجه خارجة بن حذافة العدوي إلى الفيوم والأشمونين وأخميم وقرى الصعيد وفعل مثل ذلك، ووجه عمير بن وهب الجمحي إلى تنيس ودمياط وتونة ودميرة وشطا ودقهلة وبنا وبوصير، ففعل مثل ذلك، ووجه عقبة بن عامر الجهني -ويُقال: وردان مولاه- إلى سائر قرى أسفل الأرض ففعل مثل ذلك، وهكذا استجمع عمرو بن العاص تحرير مصر وصارت أرضها أرض خراج.
ويتحدث هذا البحث بالتفصيل عن مسجدي الفسطاط والقيروان، كما يتحدث عن مسجد الزيتونة وجامع قرطبة.


المحتوى