إلى الآباء: ما تحتاج معرفته حول تربية البناتمقالات

هنا العصري

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

إلى الآباء: ما تحتاج معرفته حول تربية البنات[1]

هنا العصري

 

عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ -ينفصلن عنه بتزويج أو موت-، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ - وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها" (رواه ابن ماجه/ 2/191).

ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة، حيث رسم رسول الله أجمل علاقة مع ابنته فاطمة -رضي الله عنها- زوجة سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحبًّا لِابنَتِه فاطِمةَ الزَّهراءِ حُبًّا شَديدًا؛ فأيُّ شَيءٍ يُؤذيها رضِي اللهُ عنها فهو يُؤذيه صلَّى الله عليه وسلَّم، كما جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما فَاطِمةُ بَضعَةٌ منِّي يؤذيني ما آذَاها وينصِبني ما أنصبَها" (صحيح الترمذي/ 3869). وكانت فاطمة الابنة الصغرى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، من زوجته خديجة رضي الله عنها، وأقرب الأبناء إلى قلبه وعقله ووجدانه، كما شهدت السيدة عائشة رضي الله عنها.

عزيزي الأب، إليك النصائح التالية:

  • إذا كانت لديك بنات صغار في السن، احرص على اصطحابهن معك إلى الخارج، ابنِ علاقة عميقة بينك وبينهن، وفر لهن متطلباتهن بحب وسرور. انصحهن بأداء العبادات وخاصة الصلاة في أوقاتها، تحدث لهن عن قصص الصالحات حتى يعرفن بمن يقتدين في المستقبل، الفت نظرهنّ إلى نماذج من النساء القويات الناجحات في حياتهن، سواء من السالفات كالصحابيات والتابعيات، أو من المعاصرات ممن لهن دور ناجح وصالح في المجتمع.
  • اقضِ وقتاً ممتعاً معهن، فذلك يوفّر فرصاً للتواصل معهن وبناء علاقة وديّة تدوم حتّى بعد زواجهن وتقدّمهن بالعمر، كما يُساعد قضاء الوقت مع البنات على مناقشة المواضيع التي تهمُّهن ممّا يُتيح فرصةً لفهم واكتشاف ما يجول بخواطرهن.
  • تُعد مرحلة المراهقة مرحلة مزعجة للجميع، لما تحدث فيها من تغييرات فسيولوجية مفاجئة مصحوبة بضغوط مجتمعية. احرص على تقدير ابنتك عندما تصل إلى تلك المرحلة، كن على دراية بالصعوبات التي تواجهها، ادعمها نفسياً، دعها تشعر أنك بجانبها وداعمٌ لها، وعلمها بأن تتحلى بالصبر وخاصة عند المصاعب.
  • لاطفها بكلمات طيبة وأخبرها أنها جميلة حتى وهي في سن المراهقة، إذ أن وفقًا لمجلة علم نفس الأطفال فإن "35-57٪ من الفتيات المراهقات ينخرطن في اتباع نظام غذائي قاسي، أو يتناولن حبوب الحمية، أو المسهلات، من أجل تحسين شكلهن، ولا سيما أن إفراز الهرمونات في هذا العمر يغير من شكل البنت ويجعلها تشعر بالنقص والضيق من شكلها. كما أنه قد يكون لمواقع التواصل الاجتماعي أثر سلبي على نفسية المراهقات، حيث يمكن أن ترى البنت بعض مقاطع الفتيات ومن ثم تحدثها نفسها عن سبب اختلافها عنهن في الشكل والقوام. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع القضاء على هذه المؤثرات بشكل تام، إلا أنه يمكنك أنت كأب تعديل نفسية ابنتك ودعمها بالكلام الطيب وتحسين مزاجها، وتذكيرها بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم).
  • شجع ابنتك على أن تكون نشطة في المجتمع، وأن يكون لها دور إيجابي في محيطها، خاصة في زمننا الحالي الذي يكثر فيه الفتن والمفاسد، فهناك حاجة إلى جهود البنات الصالحات من أجل محاولة إصلاح ما تفسده مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات المعاصرة.
  • علمهن الاهتمام بالآخرين، فمن المهم تشجيع البنات على توسيع تفكيرهن ليتعدّى التفكير في أنفسهنّ أو أهاليهن وأصدقائهن ليشمل أفراداً خارج تلك الدائرة، ويكون ذلك من خلال مساعدتهن على التفكير بطرق مناسبة لتقديم المساعدة لمن يحتاجها، والتطوّع في خدمة الآخرين، فذلك يُكسبهن العديد من الصفات الحسنة كالتسامح والصبر والتواضع والإحسان والعطاء.

أدعو الله أن يكون هذا المقال مفيداً للآباء، وأن يستمتعوا بقراءته والاستفادة من أفكاره من أجل بناء علاقة جميلة وقوية بين الآباء والبنات.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة. يمكنكم الاطلاع على نص المقالة عبر الرابط التالي: http://www.virtualmosque.com/relationships/marriage-family/family/to-fathers-what-you-need-to-know-about-raising-daughters/