الإسلاموفوبيا في أوروبامقالات

مؤسسات المجتمع المفتوح

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلاموفوبيا في أوروبا[1]

 

الإسلاموفوبيا هو مصطلح يستخدم لوصف العداء غير العقلاني أو التحامل والكراهية ضد المسلمين؛ أو الخوف من الإسلام، وبالأخص عندما يُنظَر إليه كقوة جيوسياسية أو كمصدر للإرهاب.

تتجلى ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا في الوقت الحالي من خلال المواقف والسلوكيات الفردية بالإضافة إلى سياسات وممارسات المنظمات والمؤسسات. ومن الأمثلة على ذلك:

  • الاعتداءات الجسدية أو اللفظية على الأشخاص - ولا سيما أولئك الذين يرتدين الحجاب أو النقاب، أو إيذاء الممتلكات وأماكن العبادة الخاصة بالمسلمين أو إلحاق الضرر بكل ما يعكس هويتهم الإسلامية.
  • التهديدات اللفظية العنيفة في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت، والتشهير وسوء المعاملة.
  • السياسات أو التشريعات التي تستهدف المسلمين بشكل غير مباشر، وتقيّد حريتهم الدينية بشكل غير ملائم، مثل حظر ارتداء الحجاب، وقوانين ضد إخفاء الوجه، وحظر بناء المساجد بالمآذن.
  • التمييز في التعليم أو العمل أو الإسكان أو الوصول إلى السلع والخدمات.
  • التنميط العرقي والديني وانتهاكات الشرطة، بما في ذلك بعض أحكام مكافحة الإرهاب.
  • التصريحات العامة من قبل بعض الصحفيين والسياسيين حول تصنيف المسلمين كمجموعة إرهابية، وتجاهل مساهماتهم الإيجابية في المجتمعات والبلدان التي يعيشون فيها.

يعد استخدام مصطلح الإسلاموفوبيا ظاهرة حديثة نسبيًا، وعلى الرغم من وجود دلائل على وجوده، إلا أن تصنيف التصرفات المعادية بأنها ضد المسلمين لا تزال محل خلاف.

 

لماذا تعد الإسلاموفوبيا مشكلة حقيقية معاصرة في أوروبا؟

تأجج الخوف من الإسلام في السنوات الأخيرة بسبب القلق العام بشأن الهجرة واندماج الأقليات المسلمة في ثقافة الأغلبية غير المسلمة في أوروبا، وقد تفاقم هذا التوتر في أعقاب الانهيار الاقتصادي عام 2007 وصعود السياسيين الوطنيين الشعبويين. كما تفاقم أيضاً بسبب الهجمات الإرهابية البارزة التي نفذها متطرفون إسلاميون.

علاوة على ذلك فقد تم تصوير الأقليات المسلمة في بعض الدول الأوروبية على أنها تفتقر إلى الانتماء وتريد فصل نفسها عن بقية المجتمع. وقد فشلت سياسات العديد من الحكومات في ضمان المساواة في الحقوق للجميع، مما أجبر قطاعات كبيرة من الأقليات المسلمة على مواجهة البطالة والفقر والتعصب الديني، وكل ذلك كان يؤدي إلى تفاقم التمييز.

غالباً ما تكون الأقليات كبش فداء في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، فقد نشأت أسطورة "أسلمة" أوروبا أو غزوها من قبل الأحزاب الشعبوية المعادية للأجانب وبدأت هذه الحركات في التصاعد والانتشار في جميع أنحاء أوروبا. ويذهب بعض المتطرفين أتباع هذه الأحزاب إلى تصوير ما يقرب من 20 مليون مسلم يعيشون في الاتحاد الأوروبي على أنهم يشكلون تهديداً للثقافة الأوروبية ونمط حياتها..

كما أدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر إلى إحداث تغيير جذري في الرأي العام تجاه المسلمين، ومنذ ذلك الحين زادت الأعمال الإرهابية كتلك التي حدثت في لندن وباريس وبروكسل وبرشلونة من الخوف والقلق من المسلمين، وإن تستر المتطرفين خلف الإسلام لتبرير أعمالهم الإرهابية جعل العديد من الأوروبيين يعتبرون الإسلام تهديدًا ويخشون المسلمين ويعدونهم أعداء، ومنذ عام 2001 اعتمدت بعض وسائل الإعلام في أوروبا على التقارير القائمة على الصورة النمطية والتي استخدمت تصرفات المتطرفين للمهاجمة والتعدي على السكان المسلمين الأبرياء.

 

ما هي الآثار المترتبة على المجتمعات المفتوحة؟

وفقًا لمفوض مجلس أوروبا السابق لحقوق الإنسان توماس هامربرغ فإن الإسلاموفوبيا هي "أحد أعراض تفكك القيم الإنسانية" كقيم عدم التمييز والتسامح وحرية الفكر والعدالة والتضامن والمساواة، والتي من الواجب أن تكون متأصلة في المجتمعات الأوروبية؛ حيث أنها من القيم التي بُني عليها الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي.

ولا تزال طبيعة التمييز وحوادث الإسلاموفوبيا المرتكبة ضد المسلمين الأوروبيين غير موثقة بشكل كافٍ ولا يتم الإبلاغ عنها بسبب نقص البيانات ذات الصلة، وقد اعترفت العديد من المؤسسات مثل منظمة الأمن والتعاون في مكتب أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمنظمات غير الحكومية مثل التجمع ضد الإسلاموفوبيا في بلجيكا، بارتفاع هذه الظاهرة المقلقة ولاحظت الطبيعة المتفاقمة بشكل متزايد، فعلى سبيل المثال، وجد استطلاع الاتحاد الأوروبي الخاص بالأقليات والتمييز لعام 2017 أن واحدًا من كل ثلاثة مشاركين مسلمين ​​واجه التمييز والتحيز في الأشهر الـ 12 الماضية، وأن 27٪ منهم قد تعرض لجريمة عنصرية، كما وتظهر الأبحاث أيضًا أن الإسلاموفوبيا يمكن أن تؤثر بشكل خاص على النساء في سوق العمل ، كما هو موضح في بحث حديث أجرته الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.

0 شخص قام بالإعجاب


شاهد أيضاً