مترجم عن اللغة الإنجليزية

الإسلام – الدين الأسرع نموًّا في العالم[1]

ميشيل ليبكا[2] وكونراد هاكيت[3]

من المتوقع أنه بغضون 30 إلى 40 سنة القادمة ستخسر الديانة المسيحية تصنيفها كأكبر ديانة على مستوى العالم وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا من مركز بيو للأبحاث اعتمد فيه على عامل النمو السكاني بين الجماعات الدينية. إذ إن معدل نمو الفئة المسلمة سيكون ضعف معدل نمو إجمالي سكان العالم، ومن المرجح أنه بحلول النصف الثاني من هذا القرن، سيفوق عدد المسلمين عدد أتباع الديانة المسيحية والتي هي أكبر جماعة دينية في العالم حالياً.

تشير بعض الدراسات الإحصائية إلى أنه سينمو عدد سكان العالم بنسبة 32٪ في العقود القادمة، بينما يتوقع أن يزداد عدد المسلمين بنسبة 70٪ ، أي من 1.8 مليار في عام 2015 إلى ما يقرب من 3 مليارات في عام 2060. وفي عام 2015، شكل المسلمون حوالي 24.1٪ من التعداد السكاني العالمي، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة في غضون خمسة وأربعين عامًا، وستبلغ حوالي (31.1٪).

ومن الأسباب الرئيسية للنمو السريع للفئة المسلمة هي التركيبة السكانية البسيطة، فالمسلمون ينجبون أطفالًا أكثر من الفئات الدينية السبع الرئيسية الأخرى حسب التحليل الذي تم في الدراسة، كما أن النساء المسلمات لديهن وسطياً حوالي ​​2.9 طفل، بينما بلغ المعدل عند النساء المسيحيات حوالي (2.6) طفل، في حين أن المعدل الوسطي عند ​​جميع النساء غير المسلمات هو حوالي (2.2) طفل، فيلاحظ أن جميع المناطق الرئيسية التي يتواجد فيها المسلمون بكثرة نجد أن خصوبتهم تتجاوز خصوبة غير المسلمين بمراحل.

ومن العوامل الرئيسية الأخرى التي تساعد على نمو الفئة المسلمة هي حقيقة أن متوسط أعمار المسلمين في 2015 هو حوالي (24 عامًا)، وهو أقل من متوسط أعمار الفئات الدينية الرئيسية الأخرى -الذي يبلغ قرابة (32 عاماً)- بحوالي سبع سنوات.

ويجدر بالذكر أيضاً أن أكثر من ثلث المسلمين يتركزون في إفريقيا والشرق الأوسط، وهي مناطق من المتوقع أن تشهد أكبر زيادةٍ في عدد السكان على مستوى العالم. فالمسلمون في أفريقيا -جنوب الصحراء الكبرى- يتميزون بصغر سنهم وخصوبتهم العالية مقارنة بسكان المنطقة الآخرين. لذا من المتوقع أن ينمو المسلمون بشكل ملحوظ وسريع في معظم مناطق العالم باستثناء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث يقل فيهما عدد المسلمين نسبياً.

وتنطبق نفس الديناميكيات على العديد من البلدان الأخرى التي يعيش فيها المسلمون بأعداد كبيرة جنبًا إلى جنب مع الجماعات الدينية الأخرى. فعلى سبيل المثال، سيزداد عدد المسلمين في الهند بمعدل أسرع مقارنة بالأغلبية الهندوسية في البلاد، فمن المتوقع أن تزداد النسبة من 14.9٪ من إجمالي سكان الهند في عام 2015 إلى 19.4٪ (أو 333 مليون شخص) في عام 2060. وستشهد نيجيريا نفس السيناريو، حيث يتمتع المسلمون هناك بخصوبة عالية، فمن المتوقع أن تنمو الفئة المسلمة وتصبح هي الغالبية بنسبة تتجاوز (60.5 ٪) من إجمالي سكان نيجيريا بحلول عام 2060.

ومن الجدير بالذكر أنه لن يكون للتحول الديني تأثير سلبي على نمو المسلمين، حيث إن تغيير الديانة ليس منتشراً بين أفراد الفئة المسلمة في مختلف بقاع العالم.