خمس حقائق حول الجالية الإسلامية في أوروبامقالات

كونراد هاكيت

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

خمس حقائق حول الجالية الإسلامية في أوروبا[1]

كونراد هاكيت[2]

 

مما لا شك فيه أن الجالية الإسلامية تشكل أقلية صغيرة نسبيًا في القارة الأوروبية، حيث تشكل حوالي 5٪ فقط من التعداد السكاني للقارة الأوروبية. ويمكن القول أن النسبة الأكبر من الجالية الإسلامية تتركز في بعض الدول مثل فرنسا. وتؤكد العديد من الدراسات نمو الجالية الإسلامية في الغرب في المستقبل القريب، حيث من المتوقع أن تزيد نسبة المسلمين - بأكثر من الضعف - في القارة الأوروبية، وفقًا لتوقعات "مركز بيو للأبحاث" المختص بمتابعة نمو الديانات في العالم.

وقد أدت هذه التحولات الديمغرافية إلى اضطرابات سياسية واجتماعية في العديد من الدول الأوروبية، لا سيما في أعقاب وصول الملايين من طالبي اللجوء في السنوات الاخيرة، خاصة وأن أغلبيتهم من المسلمين. فعلى سبيل المثال، كانت قضية الهجرة واللاجئين – ولا سيما المسلمين منهم- ضمن القضايا الساخنة في الانتخابات الوطنية الأخيرة في فرنسا وألمانيا.

وبالنظر في أحدث التقديرات السكانية لمركز بيو للأبحاث، إليك خمس حقائق حول الجالية الإسلامية في القارة الأوروبية:

  1. إنَّ أعلى نسبة للمسلمين في أوروبا هي في دولتي فرنسا وألمانيا، وفي منتصف عام 2016 ، كان هناك 5.7 مليون مسلم في فرنسا (8.8٪ من إجمالي التعداد السكاني) و 5 ملايين مسلم في ألمانيا (6.1٪ من إجمالي التعداد السكاني). وبالنظر في نسبة المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، يمكن القول أن دولة قبرص تأتي في المقدمة حيث يشكل المسلمون فيها أكبر نسبة من التعداد السكاني بنسبة تبلغ (25.4٪) من إجمالي السكان، ومعظمهم من القبارصة الأتراك الذين هاجروا قديماً، أي أنهم ليسوا حديثي الهجرة.

 

  1. تتزايد نسبة المسلمين من إجمالي التعداد السكاني في أوروبا بشكل تصاعدي وستستمر في النمو في العقود القادمة. ومن منتصف عام 2010 إلى منتصف عام 2016، ارتفعت نسبة المسلمين في أوروبا بأكثر من نقطة مئوية واحدة - من 3.8٪ إلى 4.9٪ (من 19.5 مليون إلى 25.8 مليون) - ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تزيد نسبة المسلمين بحوالي الضعف، حيث ستبلغ حوالي 11.2٪ أو أكثر، بحسب سياسة الهجرة التي ستتبناها دول الاتحاد الأوروبي في السنوات القادمة. وحتى في حالة توقف الهجرة بشكل كلي، وهو أمر غير وارد تقريباً، فإن الجالية الإسلامية ستستمر في النمو لتبلغ حوالي 7.4٪، بسبب معدلات الخصوبة المرتفعة عند المقيمين المسلمين في أوروبا.

 

  1. بالنظر إلى معدل الأعمار، يلاحظ أن معدل أعمار المسلمين تقل عن معدل أعمار الأوربيين، كما أن للمسلمين أطفال أكثر من غيرهم من الأوروبيين. وفي عام 2016 ، كان متوسط أعمار المسلمين في جميع أنحاء أوروبا 30.4 عامًا، أي أصغر بـ 13 عامًا من متوسط أعمار الأوروبيين الآخرين الذي كان حوالي (43.8) عاماً. وبالنظر إلى هذه القضية من زواية أخرى، فإن 50٪ من المسلمين الأوروبيين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، في حين أن فقط 32٪ من غير المسلمين في أوروبا تقل أعمارهم عن 30 عامًا. بالإضافة إلى ذلك ، فإن معدلات الولادة لدى المرأة المسلمة تبلغ (2.6) ولادة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمعدل ولادات المرأة غير المسلمة والتي تقدر ب(1.6( ولادة.

 

  1. كانت الهجرة هي العامل الأكبر الذي دفع إلى نمو الجالية الإسلامية في أنحاء أوروبا خاصة بين منتصف عام 2010 وحتى 2016، حيث يقدر عدد الواصلين الجدد من المسلمين إلى أوروبا بنحو 2.5 مليون شخص أغلبهم من طالبي اللجوء والبعض الآخر جاؤوا لأغراض عمل أو دراسة. ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 1.3 مليون مسلم حصل على حق اللجوء في الدول الأوروبية، بمعنى أنه من حقهم البقاء في أوروبا. كما يقدر عدد المسلمين الذين غادروا القارة الأوروبية خلال هذه الفترة بنحو 250000 مسلم.

وقد كان النمو الطبيعي هو العامل الثاني لنمو الجالية الإسلامية في أوروبا، حيث زاد عدد الولادات عن الوفيات بحوالي 2.9 مليون شخص خلال هذه الفترة. وبالنظر في قضية التحول الديني، نجد أن أقلية من المسلمين فقط على استعداد لتغيير ديانتهم والتحول إلى الديانات الأخرى، حيث قدر عدد هؤلاء بحوالي 160.000 شخص فقط.

  1. تختلف الآراء حول الجالية الإسلامية بشكل كبير في الدول الأوروبية. وقد وصل استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2016 في 10 دول أن الآراء السلبية حول المسلمين سادت في شرق وجنوب أوروبا، في حين أن غالبية المشاركين في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والسويد وهولندا كان لديهم انطباع إيجابي عن المسلمين في أوروبا. ويمكن القول أن الآراء حول المسلمين هي مسألة أيديولوجية، فعلى سبيل المثال، صرح حوالي 47٪ من الألمان من اليمين السياسي بأن وجود المسلمين في القارة الأوروبية أمر سلبي، في حين أن 17٪ فقط من اليسار كان لهم نفس الرأي.
 

[1]  الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: إضغط هنا

[2] مدير مساعد - مركز بيو للأبحاث.