تحديات التعليم العربي الإسلامي في بوركينا فاسو.. حلول مقترحةمقالات

عبدالرحمن علاوي

المصدر: قراءات إفريقية 31/ 7/ 2017م.

 

الحديث عن المشروع التعليمي العربي في بوركينا فاسو لا يتأصل بشكل علمي وموضوعي إلا إذا أخذنا في الاعتبار البعد التاريخي للنشاطات التعليمية في هذه المنطقة، وذلك يستدعي تلميحات وإشارات طفيفة إلى أهم تلك الأعمال التعليمية في الممالك الإسلامية (مملكة مالي، ومملكة صنغاي) التي وصل نفوذها في المناطق التي تعرف ببوركينا فاسو اليوم.

المبحث الأول

لمحة تاريخية عن المؤسسات التعليمية في منطقة غرب إفريقيا:

تعد المؤسسات التربوية والتعليمية من أهم الأعمال الدعوية وأجلها؛ لأنها بمثابة القاعدة الأصلية التي تصنع الشخصيات الدعوية التي ستحمل عبء الدعوة والإرشاد، وجميع الأعمال الدعوية والنشاطات الاصلاحية في المنطقة.

إن الاهتمام النبوي بالبحث عن مكان آمن في مرحلة الدعوة السرية في فجر الإسلام يجتمع فيه حديثو العهد بالإسلام، ليدل دلالة واضحة على أهمية المؤسسة التربوية والتعليم في صناعة النواة الأولى والصفوة المؤمنة للدعوة الإسلامية وقد جاء في السيرة النبوية لابن كثير :" و كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب و استخفوا بصلاتهم من قومهم فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر يصلون بشعاب مكة إذ ظهر عليهم بعض المشركين فناكروهم و عابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلا من المشركين بلحى جمل فشجه فكان أول دم هريق في الإسلام (1)، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم اتخذ بعد ذلك؛ دار الأرقم بن أبي الأرقم مقراً للقاء بالمهتدين الجدد ويتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جديد من الوحي، ويستمعون له -عليه الصلاة والسلام- وهو يذكرهم بالله، ويتلو عليهم القرآن، ويضعون بين يديه كل ما في نفوسهم وواقعهم فيربيهم، عليه الصلاة والسلام على عينه. كما تربى هو على عين الله عز وجل، وأصبح هذا الجمع هو قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم (2).

بدأ التعليم العربي الإسلامي في المنطقة منذ أوج فترة مملكة مالي الإسلامية، وهذا هو تاريخ بدايته في بوركينا فاسو باعتبارها إحدى مقاطعاتها. وقد ازدهر التعليم العربي الإسلامي وتطور في المملكة المذكورة حتى صارت لها المراحل العليا.

كانت في مملكة مالي وصنغاي مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، وجامعات ، وقد كان نظامها التعليم فائق ؛ لأنها كانت بمثابة مركز الشعاع الفكري المعرفي، ومنارة للعلوم الإسلامية ،منها تنطلق الحركات والبعثات الدعوية إلى أرجاء القارة السمراء، تحمل رسالة نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتطهير قلوب الأفارقة من دنس عبادة الأصنام ،والخضوع لما لا ينفع ولا يضر، وتعليم اللغة العربية، وغرس القيم الإسلامية، والأخلاق العليا (3).

يقول ابن بطوطة في رحلته المشهورة في معرض ذكر ما استحسنه من سلوكيات شعوب مملكة مالي:" ومنها عنايتهم بحفظ القرآن العظيم، وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه! ولقد دخلت على القاضي يوم العيد وأولاده مقيّدون، فقلت له: ألا تسرحهم؟ فقال: لا أفعل حتى يحفظوا القرآن! ومررت يوما بشاب منهم، حسن الصورة عليه ثياب فاخرة ،وفي رجله قيد ثقيل، فقلت لمن كان معي: ما فعل هذا؟ أقتل؟ ففهم عني الشاب وضحك وقيل لي: إنما قيد حتى يحفظ القرآن" (4).

وكانت جامعاتها تضم في أحضانها مراحل دراسية عديدة، كالمرحلة الابتدائية ،والمرحلة الإعدادية والثانوية، ومرحلة الدراسات العليا (5).تبنت تلك الجامعات في دراسة المرحلة الابتدائية مناهج تدريس القرآن الكريم، وحفظه ،وتدريس اللغة العربية، ومبادئ العلوم الإسلامية المختلفة (6) ، وفي المرحلة الإعدادية والثانوية علوم القرآن ،والتفسير، والفقه الإسلامي، والحديث النبوي ،والفكر الإسلامي والأخلاق الإسلامية والأدب والطب، والجراحة، وعلم الفلك والرياضيات، والفيزياء والكيمياء واللغات والتجارة، وكانت بالجامعات محلات تجارية دورها توفير التدريب العملي، والتطبيق الواقعي للمبادئ والنظريات التي تلقاها الطلاب في التجارة والنجارة والخياطة وصيد الأسماك والبناء ،وصناعة الأحذية والملاحة والعمل الزراعي (7).

ومن الجدير بالذكر أن هذه التدريبات المهنية كانت تعد من لوازم الأئمة والدعاة والقائمين على الشؤون الدينية، وأن لكل واحد من هؤلاء مهنته الخاصة، زيادة على وظيفة التدريس والتعليم ؛وذلك لكي يحتلوا مكانتهم بكل إنصاف وصدق، ويلتزموا العدل والمساواة في القضاء والفصل في النزاعات ،ويكونوا بعيدين عن تأثير الأغنياء وأصحاب الجاه والسلطة (8).

وأما ما يتعلق بمرحلة الدراسات العالية، فالمناهج فيها تتسم أكثر بالتخصص والتعمق والتدقيق العلمي، فأغلب الدراسات تنصب على البحث العلمي الجاد، والمناقشات والمناظرات العلمية العالية ،حيث يكلف الطالب بالبحوث والدراسات في مسائل شتى، يشرف عليها أساتذة مرموقون ،وتتم مناقشة كل أطروحة بواسطة لجنة علمية مكونة من هؤلاء الأساتذة والعلماء البارزين ؛لتقييمه تقييماً علمياً نزيهاً، ويمنح الطالب بعد ذلك درجة علمية في حالة تفوقه، ونجاحه في المناقشة، وتتمثل الدرجة في عمامة مزينة بالعقد والدوائر التي ترمز إلى أسماء الله الحسنى .وأما العمامة فهي تدل على تعلم صاحبها ،وتفوقه في تحصيله للحكمة والمعرفة ،والتزامه بالأخلاق الحسنة (9) .

وكانت الكتب التي تنفذ بها هذه المناهج تعد من أهم أمهات كتب التراث في جميع المجالات الدراسية، فعلى سبيل المثال كانت الكتب المقررة في الفقه المالكي المدونة لابن القاسم ،ومختصر الخليل، ورسالة القيرواني، وتحفة الحكام وغيرها (10) .

وفي مادة التوحيد كتاب الصغرى للسنوسي، والأخضري وغير ذلك من الكتب العقدية، وفي مادة الحديث كانوا يدرسون صحيح البخاري وصحيح مسلم والشفاء والقرطبية والحكم، وفي مادة النحو ألفية ابن مالك والخزرجي (11).

المؤسسات التعليمية في بوركينا فاسو:

بدأ التعليم العربي الإسلامي في الظهور في هذا القطر الإفريقي(بوركينا فاسو) منذ أن طرق الإسلام أبوابه، فلا غرابة في ذلك؛ فطبيعة هذا الدين مرتبطة بمبدأ التحصيل العلمي المعرفي، ومتعلقة بالحياة الفكرية والثقافية للشعوب المعتنقة للإسلام. فمن المعلوم أن تعليم الدين الإسلامي وأحكامه وشرائعه لا تدخل في حيز تنفيذ مقبول إذا خلا من العلم الصحيح بأصول الدين وأركانه الذي يساعد المسلم في تطبيقه والعمل لنيل رضى الله سبحانه وتعالى؛ الأمر الذي دفع الآباء وأولياء الأمور إلى بعث أولادهم إلى المراكز الإسلامية والمدارس الدينية في مدينة جيني ومدينة تمبوكتو ومدينة ولاتة وغيرها من المدن التي كانت بمثابة منارات تشيع بالعلم والمعرفة الدينية في ذلك الوقت ؛لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم؛ فكان ثمار هذه الجهود - بعد رجوع هؤلاء الموفدين إلى مناطقهم- الإنذار المتمثل في ظهور كتاتيب وحلقات قرآن ومجالس علمية في المساجد في عديد من المدن في بوركينا فاسو ،ظلت مؤسسات تعليمية تربوية تنشر العلم والمعرفة في ربوع البلاد بإمكانياتهم البسيطة والمحدودة إلى وقت مجيء الاستعمار في عام 1895م؛ فقد مهدت هذه الجهود المباركة في المدارس التعليمية النظامية فيما بعد (12).

المبحث الثاني

أصناف التعليم العربي الإسلامي في بوركينا

توجد في بوركينا فاسو أصناف عديدة من التعليم العربي الإسلامي، أسهمت بشكل ملفت للنظر في ازدهاره وتقدمه العلمي في العصور الحديثة، وتتمثل في الآتية:

1- الكتاتيب:

هي مدرسة تقليدية غير نظامية تعقد في أماكن مناسبة كالمسجد، وتحت الأشجار أو في سطوح أحد المباني، لتعليم أطفال بوركينا مبادئ القراءة والكتابة وحفظ أجزاء من القرآن الكريم. تعد الكتاتيب من أقدم مؤسسات التعليم ومراكز التحصيل العلمي المعرفي في بوركينا فاسو، ويلتحق بها التلاميذ في سن مبكرة جداً، وفي أحيان كثيرة قبل الالتحاق بالمدرسة، ومنهم من يواصل التعليم فيها حتى يتم حفظ القرآن، ومنهم من يتوقف ويكمل تعليمه في المدارس النظامية. ويتم التعليم فيها بصورة تقليدية والمعلم هو كل شيء في هذه الكتاتيب، ولا يفتقر في الغالب إلى إعداد وتأهيل فيكفي إتقانه للقراءة والكتابة وقدرته على تلاوة القرآن الكريم وحفظ أجزاء منه. وبالرغم من انتشار المدارس التعليمية النظامية إلا إن الكتاتيب لا تزل تؤدي دورها في بعض القري في البلاد (13).

2- التعليم العربي النظامي في بوركينا:

تمثله المدارس العربية الإسلامية التي تعني بتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية بمناهج تعليمية محددة .فقد ظهرت في خمسينات القرن العشرين، بجهود من اتحاد الجاليات السنغالية التي كانت تقيم في غرب البلاد (UCM) (الاتحاد الثقافي الإسلامي) -حركة إسلامية للإصلاح في إفريقيا- الذي أسهم - بشكل كبير- في تأسيس المدارس العربية الإسلامية النظامية في بوركينا فاسو المعاصرة ،تحديداً في قسمها الشمالي الغربي المتاخم لجمهورية مالي.

لقد أحست هذه الحركة بخطر النظام التعليمي العلماني الذي تبنته حكومات المستعمرات في المنطقة، والنظام التعليمي النصراني الذي كان يحظى بدعم كبير ومساعدات متنوعة من الحكومة المركزية؛ الأمر الذي دفع الحركة الاصلاحية الإفريقية إلى التفكير في تطوير المؤسسات التعليمية وإنشاء المدارس والمعاهد التي ستدرس –بالإضافة إلى العلوم الدينية- العلوم الطبيعية والإنسانية كالتاريخ والعلوم والرياضيات والجغرافيا؛ لكي لا تتعرض للتهميش والاقصاء (14).

ولكن الباحثين والكتاب اختلفوا في تحديد السنة التي ظهرت فيها المدارس العربية النظامية وفي المكان الذي ظهرت فيه؛ فقد ذهب البعض إلى أنها ظهرت في كل من مدينة بوبو جولاسو في عام 1955م، ونونا ما بين عامي 1957 و1958م، وفي توغان ما بين عامي 1958م- 1959م (15). وفي المناطق الأخرى كوغادوغو 1959م،وواهيغويا 1965م (16).

وقد جاء في أطروحة الأستاذ سيسي أحاندو (احتياجات النمو المهني المستدام لمعلمي المرحلة الثانوية بالمدارس العربية في بوركينا فاسو من وجهة نظرهم) أن التعليم العربي النظامي استأنف أعماله تحديداً في عام 1949م في قوله:" وفي عام 1949م افتتحت أول مدرسة إسلامية نظامية في مدينة بوبو جولاسو على يد الشيخ باموي جينيبو، ثم المدرسة المحمدية في عام 1957م،وأسس الشيخ محمود سانوغو مدرسة السلام" (17).

ويستطرد قائلاً: "وفي عام 1958م افتتحت أول مدرسة إسلامية نظامية في واغادوغو، وكانت في أول أمرها روضة للأطفال يحفظون فيها القرآن الكريم، ويتعلمون القراءة والكتابة وكان مدرسوها من جمهورية مالي والسنغال، وبمساعدة من الجزائر..." (18).وهكذا تباينت الآراء ووجهات النظر في تحديد بداية ظهور المدارس النظامية في بوركينا فاسو.

انتشار المدارس العربية الإسلامية النظامية في بوركينا

يمكن تقسيم الأسباب التي أسهمت في انتشار المدارس العربية الإسلامية إلى أسباب عديدة منها:

1- الأسباب الدينية:

تكمن في شعور بعض العلماء بالمسؤولية الدينية التي أنيطت بهم في نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، والدفاع عنها بكل ما يملكون من القوة، و محاربة المد التنصيري الاستعماري منذ بداية التعليم العربي الإسلامي ؛ فامتثلوا بأوامر الشريعة الغراء في الدعوة إلى الله تعالى، كقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (19) ،وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون} (20).

وقد دفعت – بعضهم - مكانة العلم والتحصيل المعرفي في الدين الإسلامي إلى الاهتمام بتأسيس المدارس الإسلامية العربية؛ لأن الله تعالى يقول: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (21)،وقوله أيضاً:{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} (22). ومن الأحاديث النبوية التي تؤكد على مكانة العلم في الإسلام ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ" (23).

وزاد أبو الدرداء" وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر " (24)

2- الأسباب المادية: وتتحدد فيما يأتي:

ا- الرغبة في الارتزاق وجمع الأموال في تأسيس المؤسسة التربوية التعليمية؛ وذلك بالطمع والتركيز على المساعدات من الدول العربية، والمنح الدراسية التي تقدمها الدول العربية أدت بالكثير إلى التفكير في فتح المدارس العربية؛ لأنها تسهم في ازدياد عدد المسجلين في مدارسهم؛ مما يزيد في دخل المؤسس.

ب- الرغبة في محاربة البطالة ومنع تعطيل المتخرجين عن العمل مادام ليس لهم حظ كبير في التوظيف لدى حكومة الدولة.

ج- وكما أسهمت - في ازدياد المدارس العربية الإسلامية - مبادرة جمعية الدعوة الإسلامية الإنسانية الليبية في توظيف عدد ضخم من المدرسين المتخرجين من كلية الدعوة الإسلامية وفروعها، ومن غيرهم (25).

د- وكما أسهمت المساعدات الغذائية (الكاتويل Catwell) التي توفرها الحكومة للمدارس عامة في ازدياد عدد المدارس العربية الإسلامية، علماً أن أغلب هذه المساعدات الغذائية من المؤسسات التنصيرية العالمية.

3- الأسباب القانونية:

سببت الانقلابات العسكرية التي تعاقبت في الدولة في التقليل من سيطرة الكنيسة والقوى الاستعمارية على الحكومة، وارتفاع عدد المسلمين في البلد من نسبة(9.86%) في عام 1945م إلى65% في عام 1999م،ودور خريج الجامعات العربية الإسلامية الفعّال في دفع عجلة التعليم الإسلامي، وفي تطوير المؤسسات التي تديرها، كل هذا شكلت عوامل مهمة في جعل الحكومة تتقبل أمر الواقع، وتضطر إلى الاعتراف بالمدارس العربية الإسلامية - ولو شكلياً- فأعطت التصريحات الرسمية لفتحها وأنشأت قسماً خاصة بها في وزارة التعليم (26).

4- الأسباب الاجتماعية:

يمكن شرح هذه الأسباب بظاهرة التنافس القبلي، والتسابق بين سكان المدن والقرى إلى إنشاء المدارس؛ من أجل كسب سمعة (أول من أسس المدرسة الفلانية هو القبيلة الفلانية)،أو سمعة (ثاني من أسسها هو قبيلة كذا) أو(أو أقدم المدرسة في المنطقة هي مدرستنا)؛ ومن أجل تحقيق هذه الغاية في بعض مناطق بوركينا فاسو ،تم إنشاء مدارس عديدة في مدن وقري (27) ، ومثال ذلك ما حدث في إحدى قرى غرب البلاد، يقال إن القرية لم تكن بها مدرسة عربية إسلامية نظامية؛ بالرغم بأن سكان القرية كانوا- بالأغلبية - يدينون بالإسلام، ولحسن الحظ هاجر إليها شخص ،فأسس مدرسة إسلامية نظامية، وبدأت المدرسة في التطور والازدهار، وعندما رأى ذلك سكان القرية الأصليون ،بادروا إلى إنشاء مدرسة أخرى باسمهم، وانتقل أبناؤهم إلى المدرسة الجديدة التي بنوها، وهكذا أصبحت القرية التي كانت خالية من المدرسة النظامية تمتلك مدرستين نظاميتين (28) .

أهم المدارس النظامية في بوركينا فاسو:

ومن أهم المدارس التي تضطلع بالجهود التعليمية في بوركينا فاسو اليوم:

1- مدارس أهل السنة والجماعة في بوبو جولاسو.

2- مدرسة السلام في بوبو جولاسو.

3- مدارس الجمعية الإسلامية.

4- معهد ابن تيمية في واغادوغو.

5- معهد الإمام مالك في بوبو.

6- معهد النور للتعليم والتربية الإسلامية جيبو وواغادوغو.

7- المعهد العلمي في واغادوغو.

8- مدرسة عمر بن الخطاب في بوبو جولاسو.

9- مدرسة المنار في بوبو جولاسو.

10- مدرسة الرشادية الإسلامية بانفورا.

11- ومدرسة عقبة بن نافع في بوبو جولاسو .

12- المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم في واهيغويا.

13- المدرسة الإسلامية الحديثة في واهيغويا.

14- مدرسة البر والتقوى في واهيغويا.

15- مدرسة الهداية في ياكو.

16- مدرسة النجاح في ياكو.

17- مدرسة النهضة الإسلامية في بوبو جولاسو.

وغيرها من المدارس التي اضطلعت بعبء التعليم والتربية الإسلامية في ربوع البلاد.

وقد كان تأسيس المدارس العربية الأولى بالإذن الرسمي من وزارة الداخلية والأمن، وظلت تحت رعايتها إلى أن انتقلت إلى رعاية وزارة التربية والتعليم بالمرسوم الصادر رقم 74/135/(EN/PAS) بتاريخ:06/04/1974م المنظم للتعليم الخاص في فولتا العليا حينذاك (29).

لقد عرفت المدارس العربية الإسلامية تطوراً غير مسبوق في السنوات الأخيرة وذلك بعد الاعتراف الرسمي الذي حظيت به من الحكومة ؛ فقد سجلت إدارة الدراسات والتنظيم لوزارة التربية الوطنية، وإدارة التعليم الخاص(DEP) في الدفتر الإحصائي السنوي حوالي(1682) مدرسة عربية فرنسية إسلامية من إجمالي (2540) مدرسة خاصة في الدولة ما تعادل نسبة 54,45% من المدارس الخاصة، وحصلت (766) منها علي الإذن والتصريح الرسمي، و(916) الأخرى لا تملك التصريح، وسجل في هذه المدارس الخاصة في العام الدراسي2010-2011م حوالي(219255) تلميذ، منهم (124455) في المدارس العربية الفرنسية، ما يعادل نسبة(38.98%) من مجمل تلاميذ المدارس الخاصة، ويقوم بتدريسهم حوالي 6400 مدرس (30).

إن العمل الإسلامي الذي ينطلق من أرضية إيمانية متأصلة ،بجهود - ولو قليلة - غالباً ما يصل إلى تحقيق الأهداف التي يريد أن يحققها القائمون عليه بسرعة ممكنة؛ فهذه المسلمات قد تنطبق على العمل التعليمي التربوي في بوركينا فاسو، فقد عرفنا أن أساسياته المنتظمة وأنظمته المنهجية لم تر النور إلا في بداية ستينيات القرن العشرين على أرجح الأقوال؛ فإن كون البعثة العلمية الأولى التحقت بالمعاهد والجامعات في العالم العربي لمواصلة دراساتها الإسلامية قبل انقضاء نفس الستينية؛ تعد من الجهود التي يجب أن تشكر ،كما قال متوكل فياما ويعقوب سعيد جابي: "وفي الستينيات التحق مجموعة من الشباب بجامعة الأزهر، وتبعتها مجموعات إلى الجامعات السعودية، ثم توالت جموع الطلبة إلى كل من الكويت وقطر والإمارات والجزائر وسوريا وتونس وليبيا والسودان وغير ذلك ونال كثير منهم الألقاب العلمية المختلفة. ويوجد في بوركينا عدد كبير من هؤلاء الذين يقومون بخدمة الإسلام والمسلين في مجالات التدريس والخطابة والإمامة والوعظ والفتوى.." (31).

وقد بدأ التعليم العربي في مرحلتي الإعدادية والثانوية في المؤسسات التربوية التعليمية في بوركينا فاسو مع قدوم طلاب العلم الذين التحقوا بالجامعات في العالم العربي الإسلامي وذلك منذ سبعينات القرن العشرين، وتطورت المدارس العربية وأخذت تتدرج في مناهج مرحلتي الاعدادية والثانوية العلوم الإنسانية والطبيعية كالأحياء والرياضيات والجغرفيا والتاريخ...الخ، مما أعطي تلك المدارس أهمية كبري؛ فأصبحت تنافس بصورة غير مباشر لمدارس الحكومية، مما شجع كثيرين لمواصلة دراساتهم الجامعية وفوق الجامعية باللغة العربية حتي أصبحوا علماء ومربيين في مجال شتى (32).أما عدد مرحلتي الإعدادية والثانوية فلا يعرف حتى الآن (33).

3- المدارس المسائية:

هي التي تقوم بتدريس العلوم العربية والشرعية في الفترة المسائية لطلابها الذين يلتحقون في الفترة الصباحية بالمدارس الحكومية العامة، والتجار والعاملون الذين لا يجدون فرصة الالتحاق بالمدارس العربية النظامية كما هو الحال في مدرسة السلام في بوبو جولاسو، ومدرسة عمر بن الخطاب الذي ينظمه منتدى شباب أهل السنة في بوبو جولاسو وغيرهما.

4- تعليم نهاية الأسبوع:

يتمثل تعليم هذا الصنف في جهود بعض الجمعيات الإسلامية في تقديم التعليم الإسلامي لأعضاء جمعياتها ،وتغتنم إجازة نهاية الأسبوع والتي تكون في يومي السبت والأحد، أو إجازات نهاية العام الدراسي أو منتصفه ؛ لتقدم دروساً دينية، لأعضائها كما تعمل جمعية التلاميذ والطلاب المسلمين في بوركينا فاسو، وجمعية دائرة الدراسة والبحث للموظفين المسلمين .

5- المدارس النسائية:

لم تبق النساء المسلمات منعزلة عن الإسهام والمشاركة في القطاع التعليمي البوركيني؛ فقد شعرن وأحسسن بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهن في طلب العلم الشرعي، وأداؤه والإسهام في تربية الجيل المسلم؛ لأن الأم هي المدرسة الأولى التي تضطلع بمهمة التربية والحضانة وإعمار البيت بالآداب الإسلامية والقيم الإيمانية. ولذا لم تخل أي مدينة من مدن بوركينا فاسو من تلك المدارس النسائية، وأريد أن آخذ كمثال دار الرقم بن أبي الأرقم في مدنية بوبو جولاسو توخيا للاختصار.

دار الأرقم بن أبي الأرقم في بوبو جولاسو:

إن تاريخ هذا التجمع التربوي التعليمي النسائي وبدايته ترجع بنا إلى العام 1981م، إثر عودة عائلة جيبو من المملكة العربية السعودية؛ حيث أحست المعلمة جيبو(مؤسسة الدار) بمسؤوليتها تجاه النساء وشعرت بأهمية تعليمهن أمور دين الإسلام وتربيتهن تربية إسلامية صحيحة، وقد بدأت في تلك السنة بالاتصال بنساء الحي، فكانت الاستجابة قليلة جداً ، منذ ذلك الوقت فبدأت النساء يلتحقن بالتجمع التعليمي، وتتوافدن عليه .

وأدى تزايد عدد الملتحقات وضخامة عدد الدارسات إلى التنبه بأهمية طلب التصريح من الحكومة؛ فقد تحصلت عليه في العام 1992م باسم دار الأرقم بن أبي الأرقم.

يبلغ عدد الدارسات في دار الأرقم وفروعها 700 دارسة، وتتوزع فروعها في المناطق الآتية: نيناتا- ييغري -بينديغوسو- بوليبانا- حارة 24- سنسوري بوغو.

وبهذا العدد الضخم أصبحت دار أهل جيبو ضيقة لا تتسع بالدارسات، وبدأت فكرة شراء قطعة أرضية تراود المعلمات منذ ذلك الوقت، وبجهود الدارسات وبعض المتبرعين المحسنين تم شراء قطعة وشيد عليها ثلاثة فصول. وفي رمضان السنة الماضية(2015م) بنى مندوب إحياء التراث الإسلامي ستة فصول دراسية.

لقد كانت دار الأرقم بن أبي الأرقم منذ التأسيس تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها:

1- تربية الأم تربية إسلامية صحيحة.

2- نشر الوعي الديني في أوساط النساء .

3- تخريج زوجة صالحة لزوج صالح.

4- صناعة جيل نسائي مسؤول ومدرك لما له وما عليه من الحقوق والواجبات تجاه دينه وزوجه وأسرته وكل من تحته. وغيرها من الأهداف.

وفيما يتعلق بنظام التعليم في دار الأرقم ؛ فلم يكن هناك نظام تعليمي رسمي محدد، وقد كانت الأيام: الجمعة والسبت والأحد الثلاثاء أيام الدراسة في دار الأم في حي كولما، ويوما الاثنين والأربعاء في الفروع. والمواد المقررة هي القرآن الكريم والأدعية والوعظ والإرشادات (34).

6- مراكز تحفيظ القرآن الكريم:

المراكز القرآنية مؤسسات تعني بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة، وترتيلاً .وقد بدأت في الشيوع والانتشار في مدن بوركينا فاسو منذ عقود، وبخاصة مديتي واغادوغو وبوبو جولاسو وغيرها من المدن البوركينية ومن هذه المراكز:

-مركز الفاروق لتحفيظ القرآن الكريم في بوبو جولاسو:

-مراكز تحفيظ القرآن الكريم لأهل السنة في بوبو جولاسو:

-دار القرآن في وغادوغو أسست عام2000م.

-دار الفرقان في وغادوغو أسست عام 2007م.

-مركز الهدى في وغادوغو أسس عام 2008م.

-مركز النور في وغادوغو أسس عام 2010م.

-مركز السعادة في وغادوغو أسس عام 2011م.

-مركز عمر بن الخطاب في وغادوغو أسس عام 2012م.

-مركز البيان في وغادوغو أسس عام 2013م.

-مركز نور الدين في وغادوغو أسس عام 2013م.

-مركز الفردوس في وغادوغو أسس عام 2014م.

-مركز سالم موسى أبي حذيفة في وغادوغو أسس عام 2014م.

-مركز عمار الإسلام في وغادوغو أسس عام 2015م.

-مركز سلمان الفارسي في وغادوغو أسس عام 2013م.

-مركز المنير في وغادوغو أسس عام 2015م.

-مركز أبي بن كعب في وغادوغو أسس عام 2011م.

-مركز عثمان بن عفان في وغادوغو أسس عام 2014م.

مركز عاصم للقرآن في وغادوغو أسس عام 2014م.

-مركز الرحمة في وغادوغو أسس عام 2014م.

-مركز الإحسان في وغادوغو أسس .

-حلقة عمر بن الخطاب في جيبو.

-دار القرآن في واهيغويا (35).

-معهد نشر الإسلام لتحفيظ القرآن الكريم في بويتنغا: وقد أسسه الشيخ الحاج موسى كومباوري عام 2006م في مدينة بويتنغا. وقد خرّج هذا المعهد من تأسيسه إلى اليوم تسعا وخمسين حافظاً (36).

-مركز تحفيظ القرآن الكريم لأهل السنة في واهيغويا.

7- التعليم الجامعي:

لقد عرفت البلاد في السنوات الأخيرة تعليماً جامعياً يعد –بحق - تجربة محدودة وجزئية للتعليم العالي الجامعي الإسلامي في بوركينا فاسو لكنها تمثل إنجازا يستحق الوقوف عنده:

ا- المركز الجامعي للتخصصات المتعددة:

مؤسسة تعليمية جامعية أسسها الدكتور أبوبكر الدكوري في عاصمة البلاد، وذلك في 2004م بترخيص رقم(2004-288/MESSRS/CAB) من وزارة التعليم الثانوي والتعليمي العالي والبحث العلمي (37). يضم المركز - حسب تقرير الأستاذ نابالوم موسى - كلية العلوم التربوية، وكلية العلوم التقنية، وفي المستقبل كلية العلوم الإدارية، ولغة الدراسة في الكليتين الأخيرتين هي الفرنسية (38).

ب- جامعة الهدى:

أسس هذا الصرح الجامعي في واغادوغو عاصمة البلاد الناشط ورئيس جمعية عبد الله بن مسعود الحاج يونس كنازوي في عام 2006م ؛والجامعة لم تدخل في حيز التنفيذ الرسمي إلا في العام الجامعي 2007-2008م بحصولها على الأوراق اللازمة التي تجعلها من الجامعات المرخصة لها (39). في الجامعة كليتان هما كلية الشريعة وكلية العلوم المهنية (المعلوماتية والإدارة) (40).

ج- كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية:

مؤسسة أكاديمية تقدم برامج تعليمية وتربوية فوق الثانوية ، وفق هدي الشريعة الإسلامية من خلال الأنظمة التعليمية التي تعتمدها في مدينة بوبو جولاسو. افتتحت في يوم السبت: 5/11/1430هـ الموافق: 24/10/2009م .

وتتمثل رسالة الكلية في نشر الإسلام والعقيدة الصحيحة عبر مؤسسة تربوية أكاديمية تتيح الفرصة للدارسين في كسب معلومات أساسية في المجال التربوي والدعوي. وتسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:

1ـ أن يتمكن الدارس من فهم الإسلام من منابعه الأصلية (الكتاب والسنة).

2ـ أن يلم الدارس باللغة العربية لغة القرآن الكريم .

3- أن يبلغ رسالة الإسلام إلى العالم عن طريق الدعوة والتعليم

4ـ أن يتمكن من معرفة الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

5ـ أن يتعرف على نظريات التدريس والتربية ووسائل التعليم .

6ـ أن يقوم بخدمة وطنه ومجتمعه في مجال التربية والتعليم .

7ـ أن يكون قادراً على حل ما يعرض للمسلمين من مشكلات في شئون دينهم ودنياهم على هدى الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح.

تكمن أهمية الكلية في كونها تقع في مدينة بوبوجولاسو التي يوجد فيها كثير من المعاهد الثانوية والمدارس العربية ، وكثير من خريجي هذه المعاهد تنقطع بهم السبل في مواصلة دراساتهم الجامعية لانعدام الكليات الإسلامية في المنطقة وقلة المنح الدراسية التي ترد إلى الدولة من الدول العربية .. إضافة إلى بروز بوادر كليات الرافضة في الدولة مما يدعو إلى ضرورة اتخاذ خطوات مهمة للتصدي لخطرهم واحتواء الشباب السني وتقديم البدائل الصحيحة لهم في هذا الجانب، فكل هذه العوامل تجعل لوجود هذه الكلية في المنطقة أهمية علمية كبرى ومنافع تربوية غير محدودة.

ويتخصص طلاب الكلية في الدراسات الإسلامية والتربوية، وفق المنهج الآتي:

1/ المواد الدينية:(القرآن وعلومه، الحديث وعلومه، العقيدة والأديان والفرق، الفقه وأصوله, السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي).

2/ المواد التربوية (التربية الإسلامية، طرق التدريس ، علم النفس التربوي، إدارة الذات، مناهج البحث).

3/ المواد اللغوية والتقنية: (النحو والصرف، البلاغة، اللغة الفرنسية، الحاسب الآلي).

تقوم الكلية بأنشطة علمية وثقافية ودعوية شتى من خلال المحاضرات والندوات والمسابقات والأمسيات الثقافية التي تحتضنها الكلية لتوسيع آفاق تحصيل طلابها العلمي وتنمية مهاراتهم واستكمالا لدورها التعليمي والتربوي وتحقيقا لأهدافها.

وللكلية مكتبة عامة تحتوي على أهم المراجع العلمية في مختلف التخصصات، والتي تساعد طلاب الكلية وجميع روادها في تحصيلهم العلمي وتسهل لهم مهمة البحث العلمي والاطلاع على التراث.

ولا زالت المكتبة بحاجة ماسة إلى التزويد بأمهات الكتب فنهيب بأهل الخير واليسار إلى المساهمة في استكمال نواقص هذه المكتبة الفريدة من نوعها والوحيدة في محلها، لتفي بجميع متطلبات روادها فتؤدي رسالتها وتؤتي ثمارها (41).

 

المبحث الثالث

تحديات العمل التعليمي التربوي على الصعيد الداخلي

أقصد بالتحديات مختلف الظروف المحيطة بالقطاع التعليمي والتي تشكل عقبات وعراقيل أمام بلوغ العمل التعليمي أهدافه ومقاصده التي تسعى إليها. ولا يخلو أي عمل جاد من الصعاب والعراقيل والتحديات التي تجعل بلوغ الأهداف بعيدة المنال، وقد يجعل المنال مستحيلاً ،وهذه التحديات كثيرة ومتشعبة في العمل التعليمي على الصعيد الداخلي والخارجي.

لقد كانت الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها تلك المؤسسات التعليمية في بوركينا فاسو كثيرة ومتعددة ،وهي لا تخرج من ضمن جملة الأهداف التربوية التي رسمها الإسلام في إطار نظامه التربوي التعليمي الكلي يتمثل بعضها في الآتي :

- نشر العلوم الشرعية.

-تكوين فرد مسلم تكوينا إسلامياً صحيحاً.

-إنشاء مجتمع مسلم.

-نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية.

- الحفاظ على الهوية الدينية للمتعلم البوركيني. وغير ذلك من الأهداف؛ ولكن حالت جملة من التحديات دون تحقيق أغلب تلك الأهداف، وهذه التحديات إما متعلقة بالمناهج التعليمية، وإما متعلقة بالقائمين على العملية التعليمية، وإما متعلقة بالوسائل التعليمية وفيما يأتي عرض لبعض تلك التحديات:

 

أولاً/تحديات المناهج التعليمية في بوركينا فاسو:

إذا كان المنهج هو الطريق البين والمسلك الواضح لتنفيذ أي مشروع مهم؛ فإن أهميته تتأصل أكثر في العمل التعليمي التربوي ؛وذلك لأن أهم أركان العمل التعليمي كالكتاب والمعلم والوسيلة التعليمة تعتمد اعتماداً كلياً على قوة المنهج ووضوحه وحسن تخطيطه، إذا أراد نجاح تحقيق أهدافها المرسومة، ومن تلك التحديات ما يأتي:

1-سوء المنهج التعليمي في أغلب المدارس العربية والمؤسسات التعليمية الإسلامية في بوركينا فاسو؛ وذلك ناتج عن عدم وضوح الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فتجد بعض مدارس إسلامية أبعد ما تكون عن الأهداف الإسلامية ؛نتيجة تأثرها بالمناهج العلمانية، فلا تكاد تفرق بين طلابها وطلاب المدارس العلمانية التي اعتمدتها الدولة .

2-فقدان الصلة بين المنهج التعليمي وحياة المتعلم ؛وذلك خطأ كبير في العملية التعليمية؛ فمن المنطقي صياغة مفردات المنهج بما يتلاءم مع بيئة المتعلم وحياته. فأغلب المناهج التعليمية في بوركينا فاسو إما سعودية أو مصرية أو ليبية أو جزائرية أو غير ذلك.

3-عدم وحدة المناهج في بلد واحد(بوركينا فاسو)؛وذلك لا يكون غريباً في بلد تعمل المدارس العربية فيه بمناهج تعليمية عديدة من دول عربية مختلفة.

4-قصور المناهج التعليمية في بوركينا فاسو؛ وذلك لعدم احتوائها لبعض مسائل مهمة في حياة المسلم البوركيني، كتاريخ الإسلام فيه، ودراسة حياة الرجال الأفذاذ الذين أسهموا في صناعة التاريخ الإسلامي فيه.

5-عدم اهتمام المناهج التعليمية بالعلوم العصرية والتكنولوجيا والعلوم التقنية (42).

 

ثانياً/التحديات المتعلقة بالقائمين على العملية التعليمية في بوركينا:

يقول الأستاذ أبو بكر فوفانا- وهو داعية من ساحل العاج: "لم يكن مؤسسو هذه المدارس على مستوى فهم المشاكل التربوية التي كانت تواجه المسلمين في تلك الفترة الانتقالية بين نظام الحكم الاستعماري ونظام الحكم الوطني، إضافة إلى جهلهم بواقع بلادهم واتجاهاته السياسية والثقافة السائدة فيها" (43).

ويقول أيضا: "تعلمون أن المدارس الإسلامية الحديثة نشأت في أواخر الخمسينات على أيدي الجيل الأول من خريجي الدول العربية من مصر والمغرب وتونس والسعودية، فلم يكن تكوينهم العلمي على أساس إنشاء هذه المدارس وإدارتها، كما أنهم لم يكونوا على مستوى التحدي فيؤخذ على هذه المدارس أنها: لم تكن محددة الأهداف، فهل تستقطب كل أبناء المسلمين أم بعضهم؟، لم تكن معالم منهج هذه المدارس محددة فهي تختلف من مدرسة لأخرى، لم يكن لها نظام تربوي شامل ..." (44)؛ فيمكن تحديد بعض تلك التحديات في النقاط الآتية:

1-عدم تأهيل جل مدرسين المدارس العربية في بوركينا فاسو تأهيلاً تربوياً ما يجعله يؤدي عمله التعليمي على أحسن وجه.

2-ضعف مستوى المؤسسين والمشرفين في الإشراف والمتابعة؛ والذين- غالبا ما - لا هم لهم في العملية التربوية إلا ملء جيوبها فقط.

3-عدم كفاءة أغلب المعلمين علمياً؛ وبخاصة مدرسي المراحل الأساسية.

4-عدم خضوع المدرسيين والمعلمين للتفتيش الدوري اللازم (45).

 

ثالثاً/ التحديات المتعلقة بالمتعلم:

المتعلم هو المستهدف الأول والأخير في العملية التربوية؛ فهو بهذه المكانة لم يسلم من عراقيل وصعوبات متعددة، في النظام التعليمي التربوي في بوركينا فاسو، ومن هذه العراقيل ما يأتي:

1-ضعف المستوى التحصيلي لديه، وذلك ناتج عن ضعف عزيمته، وفتور همته في أغلب الأحوال.

2-صعوبة انخراط الدارس العربي في المجتمع البوركيني؛ لأنه لا يملك ما يساعده في تحقيق ذلك، كاللغة الفرنسية المفروضة على الشعب من قبل الاستعمار.

3-شعور الدارس العربي بالعقدة النفسية، والتي أدت بدورها إلى شعوره بالدونية؛ فتراه يتهم نفسه وما تعلمه بالهراء والعبث، والعجز عن مواكبة تطور المجتمع البوركيني، كما يعمل زميله الدارس الفرنسي. وهذا وغيرها من معوقات الدارس العربي في بوركينا فاسو.

 

رابعاً/ تحديات الوسائل التعليمية:

لا تخفى أهمية الوسائل التعلمية وفوائدها في تفعيل العمل التعليمي التربوي؛ بخاصة في هذا العصر الذي يمتاز بتدفق المعلومات والمعارف عبر الوسائل التكنولوجية عالية الجودة ،وقوية في أداء مهامها؛ والحالة مغايرة ومختلفة في بوركينا فاسو؛ فكثير من المدارس العربية التقليدية مازالت تعتمد على الوسائل التعليمية التقليدية في نقل المعلومات إلى المتعلمين. ومازالت المدارس النظامية في صعوبة؛ لمواكبة التطور المطلوب على صعيد القطاع التعليمي؛ فأغلبها مفتقد للكثير من الوسائل التعليمية الفعالة التي تجعل العملية التعليمية مؤدية دورها على أحسن وجه (46).

وزيادة على ذلك ما تعاني منها أغلب مؤسسات التعليمي العربي الإسلامي من تحديات على مستوى العُدد والمعدات ومستلزمات التعليم والتجهيزات اللازمة من المباني والأثاث والكراسي والطاولات والسبورة المناسبة.

 

المبحث الرابع

تحديات العمل التعليمي التربوي على الصعيد الخارجي

من التحديات التعليمية في بوركينا فاسو على الصعيد الخارجي تدابير الكنيسة التعليمية الماكرة، والتعليم العلماني الحكومي، وفيما يأتي عرض لأهم الأفكار الموضحة لكليهما:

 

أولاً/ تحديات الكنيسة التعليمية:

بدأت مبادرات التعليم النصراني في بوركينا فاسو مع بداية النشاط التنصيري، منذ قدوم الرجل الأبيض الأوربي المنصر إلى بوركينا فاسو، في نهاية القرن التاسع عشر، إلى بداية القرن العشرين. وفي عام 1922م صدر قرار تنظيم التعليم الخاص في غرب إفريقيا الفرنسية من قبل إدارة المستعمرات. ومنذ ذلك الوقت بدأ المبشرون يكثفون جهودهم رسميا في التربية ،من المدرسة؛ بحسب احتياجات التبشير. وبفضل مؤتمر برزافيل تم قرار الموافقة على دعم التعليم الخاص ومساندته في المستعمرات الفرنسية ؛الأمر الذي ساعد بشكل غريب في تقدم النشاط التعليمي في بوركينا فاسو (47).

فقد كانت الكنيسة الكاثوليكية هي الرائدة الأولى والمنظمة الفعلية، والمسيطرة على العملية التعليمية في بوركينا فاسو. وظلت تنظم القطاع التعليمي وتضعف جهودها في تربية وتعليم أبناء بوركينا فاسو على أساس مبادئ التعليم الكاثوليكي، بمساندات الدولة والدعم الحكومي؛ مما جعلتها تشكل أعلى نسبة من نسبة تلاميذ الدولة في ذلك الوقت، والتي كانت تبلغ 40.7 % (48).

تعد مدرسة كوبيلا koupela)) أول مدرسة كاثوليكية في بوركينا أسست عام 1900م،وتليها مدرسة واغادوغو التي أسست 1901م(49). ولم يدخل نشاط التعليم البروتستانتي حيز الوجود إلاّ بعد أكثر من أربعة عقود من الزمان، وذلك بولادة أول مدرسة بروتستانتية عام 1949م،وقد ازدادت إلى سبع مدارس في 1960م، عام استقلال الدولة (50).

لقد بدأت هذه النسبة في الهبوط والانحطاط بدخول ستينات القرن العشرين، وذلك ناتج عن تخلي الحكومة المستمر عن دعم التعليم الكاثوليكي و البروتستانتي ؛ من أجل الضغوطات التي كانت تمارس من قبل مؤيدي المدارس العلمانية التي تحمل المبادئ العليا للدولة العلمانية، وفقد استطاعت الحكومة العلمانية سحب العملية التعليمية من الكنيسة الكاثوليكية في عام 1969م، فأعلن أساقفة بوركينا فاسو في 12/02/1969م قرار تخليهم عن تنظيم التعليم الابتدائي الكاثوليكي الخاص، وبمرسوم 19/09/1969م حولت الحكومة البوركينية جميع المدارس الابتدائية الكاثوليكية إلى الدولة. وبهذا القرار دخل بعض أشخاص في مجال القطاع التعليم الخاص واتخاذ مجال الارتزاق وجمع الأموال (51).

وإلى ذلك أشار الباحث البوركيني ماكسيم كومباوري قائلاً:" إن أزمة التعليم الابتدائي الكاثوليكي الخاص التي أدت إلى تبني الدول التام للتعليم في الدولة، هي التي أسهمت في دفع بعض أشخاص إلى الدخول في القطاع التعليمي إلى جانب الدولة. وبإنشاء المدارس الأولى الخاصة وغير الدينية ينتهي باحتكار الدولة والكنيسة للتعليم في فولتا العليا" (52).

عودة الكنيسة إلى التعليم الأساسي في بوركينا:

لقد راجعت الكنيسة الأوضاع وأعادت النظر إلى الظروف المحيطة بالبيئية التعليمية في بوركينا فاسو، بعد أن فقدت الأرضية منذ عام 1969م،و تبينت أنها فيما بين عامي 1969م-1990م لم تكن تشارك في القطاع التعليمي إلا عن طريق التعليم الثانوي الذي كان ينظم من قبل الجمعيات الرهبانية، ؛ومن أجل متابعة المفاوضات مع الحكومة قام رؤساء المؤسسات التعليمية بإنشاء الاتحاد الوطني للمؤسسات الكاثوليكية للتعليم الثانوي في عام 1969م (53).

وبالرغم من العراقيل التي كانت تواجهه؛ فقد استمر هذا الاتحاد في مفاوضة الدولة في مسألة التعليم الأساسي، واستطاعت في عام 1990م أن تسترجع ما قد سلب منها، وأعادت موقفها تجاه مسألة التعليم في بوركينا فاسو، على أمل انطلاق جديد وقوي نحو تحقيق أهداف تعليمية أكثر عقلانية؛ وبعد حوالي غياب ثلاثة عقود في قطاع التعليم الأساسي؛ نعود الكنيسة بطموحات جديدة (54).

لقد دفعت الكنيسة الكاثوليكية إلى إعادة توطيد موقفها في قطاع التعليم الأساسي في بوركينا فاسو أمور أهمها:

1- تقديم المجمع الفاتيكاني الثاني التعليم الأساسي للنصارى باعتباره واجب الكنيسة الكاثوليكية، ودعوة الكهنة إلى مضاعفة الجهود في تطويره.

2- الرغبة في إنشاء جو تسوده روح تنصيرية من الحرية والرأفة في التجمع الطلابي.

3- مساعدة المراهقين في تنمية شخصياتهم.

4- العمل على جعل المراهقين يؤمنون بأنه تم خلقهم من جديد بالتعميد.

5- العمل على حث رواد الثقافات الإنسانية على إعلان خبر الخلاص، حتى تضيء المعرفة المكتسبة تدريجيا حياة الرجل.

6- التأكيد على أن التعليم سيظل وسيلة للتنصير؛ لأن الكنيسة كانت قبل تخليها عن التعليم الأساسي شريكة ملزمة في الإسهام في تكوين عدد كبير من النخبة البوركينية الكاثوليكية وغير الكاثوليكية.

7- البيان بأن قرار الأساقفة القاضي بالتخلي عن تنظيم التعليم الأساسي لم يلق قبولاً عند المواطنين؛ لأن ذلك يعد انقطاعاً وفتوراً. من أجل ثقة عدد كبير من آباء التلاميذ بالمدارس التعليمية الكاثوليكية؛ فقد اعتبروه انقطاعاً تربوياً خطيراً.

8- من أجل الصعوبات التي تواجه الدولة البوركينية في مهمتها التربوية؛ فقد شهد التعليم الحكومي انحطاطاً ملحوظاً في نسبة معدل التعليم وتقدماً بطيئاً: 33.8٪ في عام 1994 و 40٪ عام 1997 و 42.7٪ في 2000 4 مع هذا المعدل، فإن البلد لا يزال بعيدا عن تحقيق هدف" التعليم للجميع "التي ينادي بها المؤسسات الدولية والجهات الفاعلة السياسية والاجتماعية (55).

استراتيجية إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا

لقد اتخذت الكنيسة؛ لإعادة مكانتها في قطاع التعليم الأساسي، بعد انقطاع دام حوالي ثلاثة عقود سياسات واستراتيجيات مهمة تمثلت في تبني أساقفة بوركينا فكرة مشاورة وطنية، والدعوة إلى مناقشة مسألة إعادة موقف الكنيسة في التعليم الأساسي في بوركينا فاسو؛ ومن أجل ذلك فقد تم تكوين لجنة وطنية للنظر في الأمر. وفي الجلسة الحوارية التي عقدت عام 1995م،استطاعت الكنيسة أن تجمع معلومات ساعدت في معرفة توجهات أتباعها في مسألة التعليم الأساسي في بوركينا فاسو. ومن أجل إشراك أكبر عدد من العاملين في القطاع التربوي؛ لمواكبة هذه الرؤية الجديدة ،ولإعادة توجيه التعليم الكاثوليكي الوطني في بوركينا فاسو؛ قررت هيأة الأساقفة البوركينية الدعوة إلى عقد ندوات علمية وطنية للتعليم الكاثوليكي.

لقد جمعت تلك الجلسات الحوارية التي نظمت في تاريخ 16-20/10/1996م، وفود مختلف أسقفيات بوركينا فاسو، وممثلي عاملين في قطاع التعليم والتربية، وشركاء فنيين، وممولين، وممثلي التعليم الكاثوليكي لإفريقيا، ولفرنسا. وناقش المشاركون كيفية إعادة النظر في النظام الأساسي للتعليم الابتدائي الكاثوليكي، وقد نتج عن هذه الجلسات ما يأتي:

1- إعداد مذكرة من خلال البيان الختامي اعتمده المؤتمر الأسقفي في بوركينا فاسو في 10/03/1997م.

2- توعية جميع نصارى البلاد بأهمية التعليم والتربية الكاثوليكية في جلب كثيرين إلى النصرانية.

3- إشراك الإعلام الوطني في عملية التوعية، وفي التغطية الإعلامية الواسعة لأعمال الجلسات التشاورية.

4- إعادة النظر إلى التعليم الكاثوليكي، وعدم اعتباره تعليماً تقليدياً ،كما كان سائداً منذ 1960م.وهي الرسالة التي بعثها هيأة الأساقفة التي جاء فيها: "لم تعد مدرسة التبشير المدرسة التي كانت توجه وتدار من قبل الأساقفة والقساوسة؛ بل أصبحت مدرسة المجتمع النصراني في مجملها" (56). ومنذ ذلك الوقت أصبح بعض العلمانيين يؤسسون المدارس بدعم القساوسة والمتدينين والمتدينات في الأديرة والصوامع، وينظمون النشاط التربوي للكنسية الكاثوليكية. وأصبحت المدارس التي أسسها أناس عاديون تتبنى تعليم القيم والمبادئ الكاثوليكية في مناهجها التعليمية.

5- اعتبار كل مؤسسة شبه الكاثوليكية مدارس كاثوليكية ، وقد ورد بالنص الآتي: " أي مدرسة لها الإلهام الكاثوليكي تحت سلطة الأسقف الأبرشي، يجب أن يذوب مشروعه التعليمي في قيم الإنجيل والعقيدة المسيحية..

6- ضرورة تنفيذ مشروع تطوير التعليم الكاثوليكي الجديد ، وبخاصة في قطاع التعليم الأساسي الذي جرى توطينه في عام 1969.

7- جعل التعليم الأساسي من أولوية الكنيسة الكاثوليكية.

8- التركيز على إحياء التعليم الابتدائي ؛ ليشمل عددا من الإنجازات: تأسيس الهيئات المسؤولة، ووضع خطط التعليم المستمرة ؛لتنظيم المعلمين ومديري المدارس والمؤسسات والمديرين.

9- وفي ختام المؤتمر أصدرت الجلسات جملة من القرارات منها:

ا- إنشاء هيئات الإدارة.

ب- إنشاء المجلس الوطني للتعليم الكاثوليكي.

ج- تعيين أمانة التربية الوطنية الكاثوليكية في عام 1997، في مختلف الأبرشيات.

د- وتنصيب المجالس الأسقفية للتعليم الكاثوليكي.

هـ- انتشار تعيين مدراء الأبرشيات بين عامي 1997 و 1998.

و-تنظيم أمور أخرى في قطاع التعليم الكاثوليكي كرابطة الآباء والمعلمين، وغير ذلك (57).

واقع التعليم الكاثوليكي في بوركينا:

المدرسة الكاثوليكية البوركينية عضو في المكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي (OIEC) الذي مقرها في باريس بفرنسا، المكون من خمسة الأمانات الإقليمية، واحدة لأفريقيا ومدغشقر. والتعليم الكاثوليكي الذي بلغت نسبة المسجلين في عام 1996 10٪ في نظام التعليم في بوركينا فاسو يتمتع بسمعة طيبة ؛ لما حققه من نتائج جيدة في الامتحانات المدرسية؛ لجودة نوعية التعليم والكفاءة المهنية للمعلمين، في جميع مراحل الدراسة في الدولة(مرحلة ما قبل المدرسة والتعليم الابتدائي والثانوي، ومراكز محو الأمية)؛ وفقاً للمبادئ التوجيهية المحددة في المؤتمر الوطني للتعليم الكاثوليكي (58).

إن التعليم الابتدائي اليوم هو أولوية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية في بوركينا فاسو. وإحياء جهود التعليم الكاثوليكي في بوركينا، مطلوب للإنشاء الفعلي للهيئات الإدارية؛ وفقا للبيان الختامي لجلسات المؤتمر. ومن ثم المبادرة بفتح مدارس جديدة واسترداد المدارس القديمة التي تحولت إلى ملكية الدولة في عام 1969. ومن خلال جهود المؤتمر الوطني وحركاته المتواصلة ؛ وجد التدريس الكاثوليكية- بفضل شراكة مع المؤتمر الأسقفي الإيطالي- ضمان تمويل بناء 22 مدرسة جديدة، تبنى مدرستان بستة فصول في كل أبرشية (59).

لقد قررت الكنيسة فتح مدارسها بالاعتماد على مواردها الذاتية،؛لئلا تقع فيما وقعت فيه في 1969م .وبقانون نظام التعليم غير مدعومة أصبحت التعليم الكاثوليكي أي بالرسوم الدراسية، والتي تختلف من مدرسة لأخرى، ويعد حده الأقصى 30،000 فرنك سيفا في المناطق الحضرية و 000 15 فرنك سيفا سنويا في المناطق الريفية (60).

وأمام تزايد ضغوط الكاثوليك، ومؤيدي التعليم الكاثوليكي؛ عملت الكنيسة على مواجهة فقدان القيم الأخلاقية، وضعف مستوى التعليم، وقام الأساقفة باتخاذ قرار بشأن التزام الكنيسة الكاثوليكية البوركينية بالاهتمام بالتعليم ودعمه ؛لأن الكنيسة التي تدعو إلى تطوير التعليم الكنسي ،بإدخال التعليم المهني والتدريب في برامج تعليمها، لا يمكن أن تبقى في الواقع خارج نظام التعليم في بوركينا فاسو، مهما كانت الصعوبات (61).

وهذا فيما يتعلق بالتعليم الأساسي؛ فتدابير الكنيسة البوركينية الماكرة في قطاع التعليم العالي كبيرة كذلك، فهي في المراحل الاعدادية والثانوية، والمرحلة الجامعية نشيطة وفاعلة. ومن تدابيرها الملحوظة في الدراسات العليا، إنشاؤها لجامعة في مدينة بوبو جولاسو، وهي إحدى وحدات الجامعات الكاثوليكية في غرب إفريقيا.

الجامعات الكاثوليكية في غرب إفريقيا

أسست الجامعات الكاثوليكية بقرار أساقفة المؤتمر الأسقفي لإقليم غرب إفريقيا، في عام 2000م بمدينة كوناكري الغينية وتضم سبع وحدات جامعية في عدد من دول غرب إفريقيا وهي كالآتية:

1- الوحدة الجامعية في أبيدجان للعلوم الإنسانية والدينية (sciences humaines et théologie)ساحل العاج.

2- الوحدة الجامعية في كوتونو للعلوم الزراعية والإلكترونية (agronomie et électronique)بنين.

3- الوحدة الجامعية في بوبو جولاسو للعلوم الزراعية الغذائية(agroalimentaire) بوركينا فاسو.

4- الوحدة الجامعية في ياموسوكرو للعلوم الطبية(sciences de la santé) في ساحل العاج.

5- الوحدة الجامعية في كوناكري للعلوم السياسية والعلوم الأساسية sciences politiques et sciences) (fondamentales في غينيا كوناكري

6- الوحدة الجامعية في باماكو للعلوم التربوية(sciences de l’éducation) مالي.

7- الوحدة الجامعية في زيغينشور للعلوم الاقتصادية والإدارية(économie et gestion) السنغال.

8- الوحدة الجامعية في لومي للعلوم التكنولوجية(sciences technologiques) توغو(62).

حسب الإدارة الوطنية للتعليم الكاثوليكي، تم تأسست تلك الوحدات الجامعية في إقليم غرب إفريقيا الذي يبلغ تعداد سكانه 72 مليون نسمة، والتي بلع عدد طلابها عام 2010م5819 ؛ من أجل سد احتياجات في القطاع التعليمي في المنطقة، ولتوفير التعليم العالي النوعي لسكان الإقليم. ولمساندة دول الإقليم في تدعيم التعليم العالي فيه. وكيف لا ، والكنيسة تملك تجربة طويلة مؤكدة في قطاع التعليم الأساسي والثانوي الجيد الذي كانت رائدة، وستظل قوية في ذلك (63).

جامعة توماس الأكوين

جامعة توماس الأكوين: مؤسسة تعليمية جامعية كاثوليكية خاصة، أسسها المجلس الوطني للتعليم الكاثوليكي في عام 2004م ،وتقع في سانبا ،ضاحية من ضواحي مدينة واغادوغو. والجامعة تضم عدة كليات ومعاهد منها:

1- كلية الطب.

2- كلية العلوم القضائية والسياسية.

3- كلية العلوم الاقتصادية والإدارية.

4- كلية العلوم والتقنية.

5- معهد العلوم والمهن الثانوية.

ثانياً/ تحدي التعليم العلماني:

يقول دستور بوركينا فاسو في الباب الثاني، المادة الحادي والثلاثين:" بوركينا فاسو دولة ديمقراطية موحدة ،علمانية ..." (64). والعلمانية مبدأ يدعو إلى فصل الدين عن الدولة.

وقد استقلت دول غرب إفريقيا في بداية النصف الأخير من القرن العشرين، بما فيها بوركينا فاسو ،بعد نضال مرير، ومقاومة شديدة قام بهما المفكرون والباحثون والفلاسفة الأفارقة في الخارج وفي الداخل في سبيل ذلك، فقد رحل الاستعمار أخيراً، وخلّف وراءه استعماراً جديداً ،وفرض هذا النظام على تلك المجتمعات

وكلف الاستعمار - بناء على الاتفاقيات الرسمية المبرمة بين الطرفين - بإكمال أعماله المتبقية ،وعلى أساس ذلك فقد بقى التواصل بينهما مستمرا، ظل الاستعمار القديم يمد الاستعمار الجديد بالمدد، والمساعدات اللازمة ؛لكي يبقى على الدرب الصحيح، ويبقى ذات نفوذ سياسي يبث سموم الإلحاد والعلمانية في المجتمع الإفريقي (65).ولمؤسسات الدولة التعليمية أدوار بارزة في تنفيذ هذا المشروع العلماني، وسنشر إلى بعض مؤسساتها الجامعية.

جامعة واغادوغو:

أسست جامعة واغادوغو عام 1974م،لتضطلع بمهمة التعليم الجامعي لأبناء الوطن، وأبناء دول غرب إفريقيا؛ وذلك لاستمرارية فكرة التعاون المشترك الذي أصلها إدارة المستعمرات الفرنسية بين المؤسسات التعليمية للدول التي استعمرتها فرنسا. فتحت الجامعة فروعا لها في بعض أجزاء الدولة ،وذلك لسد حاجة الطلاب الملحة إلى قطاع التعليم الجامعي، بعد أن شهدت جامعة واغادوغو ازدحاماً منقطع نظير بطلاب أقاليم أخرى في الدولة ،والطلاب الوافدين من دول إفريقيا. الأمر الذي أدى إلى فتح جامعة علوم التقنية في مدينة بوبو جولاسو عام 1995م،ومعهد كودوغو ؛لتأهيل المدرسين في عام 1976م، والذي أصبح –بعد ذلك- جامعة كودوغو (66).

من أجل أداء دور أساسي في دعم القطاع التعليمي، وفي دفع عجلة التنمية الاقتصادية والتربوية والثقافية؛ فقد ضمت جامعة واغادوغو سبع وحدات أساسية للتأهيل والبحث وثلاثة معاهد وتتمثل الوحدات الجامعية في الآتية:

1- وحدة اللغات والفنون والاتصال.

2- وحدة العلوم الإنسانية.

3- وحدة العلوم القضائية والسياسية.

4- وحدة العلوم الاقتصادية والإدارية.

5- وحدة العلوم التامة والتطبيقية.

6- وحدة العلوم الطبية.

7- وحدة علوم الأحياء والأرض (67).

وتتمثل المعاهد التابعة لها فيما يأتي:

1- المعهد البوركيني للفنون والمهن.

2- المعهد العالي لعلوم السكان.

3- المعهد الوطني الإفريقي للدراسة والبحث عن وسائل الإعلام والإخبار والاتصال (68).

جامعة فاسو:

جامعة فاسو : مؤسسة تعليمية للدراسات الجامعية أنشئت في واغادوغو، وهي الآن تقع في مقاطعة بركوندوبا(Barkoundouba) في ومنطقة زينياري على بعد 52كلم من واغادوغو عاصمة البلاد. ولها فرع في العاصمة المذكورة، تحديدا في حي بروزي زاكا (Projet ZACA) . والجامعة تسعى من أجل تحقيق أهداف كثيرة منها: توفير كوادر عالية ومتخصصة تسهم في تقدم القارة الإفريقية وتطورها.

لجامعة فاسو أقسام عديدة تتمثل في: قسم اللغة الإنجليزية، وقسم الأدب المعاصر، وقسم اللسانيات، وقسم الإعلام، وقسم الجغرافيا، وقسم التاريخ، وقسم علم الاجتماع، وقسم العلوم التربوية. والنظام التعليمي المتعامل به في الجامعة هو نظام الليسانس والماجستير والدكتوراه.

 

ثالثاً/ تحدي العصر ومصيبة العمر:

وأقصد بتحدي العصر ومصيبة العمر تبني الدولة البوركينية المستقبلي تنظيم عمل التعليم العربي الإسلامي ،والقيام بوضع المناهج التعليمية للمدارس العربية الإسلامية، فقد أخذت الدولة عهداً على نفسها في ذلك، عن طريق مشروع دعم التعليم الابتدائي المزدوج العربي الفرنسي(PREFAبريفا: Projet d'appui à l'Enseignement primaire bilingue Franco-Arabe) الذي تبنته وزارة التربية الوطنية ومحو الأمية بدعم البنك الإسلامي للتنمية.

إن للمشروع طموحاً وآمالاً مستقبلية كبيرة للتعليم العربي الفرنسي في بوركينا فاسو حسب زعم الحكومة البوركينية، فالمشروع يعمل على تكوين مدرسي اللغة العربية وتدريبهم تدريباً علمياً وتربوياً من أجل الأداء الجيد للعملية التعليمية والتربوية ، وتقديم الدعم المعنوي والمادي للقائمين على تنظيم الدراسة العربية في بوركينا فاسو، وإنشاء مدارس عربية حكومية.

وعلمانية الدولة تقتضي أن ينظم أفراد جميع التجمعات الدينية والعقدية أمورها بنفسها، حسب مقتضيات أصولها ومبادئها الخاصة بها، وتهتم بأنظمتها التعليمية وغير التعليمية بحرية تامة، ولا تتدخل فيها الدولة، وماذا يعني تدخلها في تنظيم التعليم لدى المسلمين؟ لربما يبرر ذلك، قصور القائمين على التعليم العربي، فقد بدأ التعليم العربي الإسلامي في أغلب الدول الإفريقية منذ حوالي ستة عقود، أي أكثر من نصف قرن، بالرغم من الجهود المبذولة ؛ إلا أنها لم تكن مؤثرة، لأنها مبعثرة وغير منظمة، وهي جهود أقل ما توصف بها أنها فوضوية وغير مسؤولية. وجدير بنظام تعليمي جاد مرت على استئنافه هذه العقود الطويلة أن يفعل فعلته في المجتمع، وأن يعمل على انخراط أفلاذ أكباده التي صنعها وربها في أجهزة الدولة ، وإداراتها المختلفة من أجل النهوض بمسؤولية إصلاح الأمة وتوجيهها توجيها صحيحاً نحو مستقبل إنساني مشرق، الأمر الذي لم يقع، وليس هناك رؤى مستقبلية تبشر بذلك في جهود معربي ببوركينا فاسو. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا يكون مصير التعليم الإسلامي في بوركينا فاسو ،إذا أصبح بيد الحكومة العلمانية؟ أترك للسادة الفضلاء الإجابة عن هذا السؤال.

 

المبحث الخامس

التصدي لتحديات القطاع التعليمي في بوركينا

إن التصدي لتحديات القطاع التعليمي البوركيني لا يتأتى إلا بوضع خطط محكمة وبرنامج منظم مستنبط من أصول الإسلام الإصلاحية، والعمل على تنفيذها بكل إخلاص ومسؤولية وتقوى الله عز وجل. إن الذي يجب على المربين والمسؤولين في القطاع هو أخذ عبر ودروس من المناهج التربوية والأساليب التعليمية التي سار عليها السلف الصالح، وبخاصة في العصر النبوي، لبناء أرضية تربوية قوية، ولوضع تخطيط عملي أساسه العلم والحكمة؛ وذلك لوضع حد حاسم لمختلف التحديات التي تواجه العمل التعليمي في بوركينا فاسو، والأخذ بيد الإنسان البوركيني في هذا العصر؛ لتجاوز محنة الانحطاط العقائدي، والهبوط الإيماني اللذين أديا بدورهما إلى الانحلال القيمي الخلقي لديه، إنه لأحوج إلى مناهج فعالة ومؤثرة.

 

أولاً/ التصدي لظاهرة غياب المسلمين في ساحة صناعة القرار:

بالرغم من أن علمانية الدولة هي سمة بارزة في اللوائح الداخلية لبوركينا فاسو؛ إلا أن الكنيسة تسهم في صناعة أغلب القرارات التي تتخذ في هذه البلاد؛ وذلك لا يخفى على كل من يلاحظ الأمور ويفهمها بعد قراءات تأملية وتحليلية لقضايا دولة تفوق نسبة المسلمين فيها 60 %؛ فقد أدى ذلك إلى سيطرة الأقلية النصرانية على مؤسسات الدولة سياسياً وإدارياً واقتصادياً وإعلامياً؛ وذلك ناتج عن عوامل عديدة منها:

1- قصور المنهج التعليمي الذي تلقى به أغلب المعربين تعليمهم على تعلم الشرعية الإسلامية؛ فقد أدى ذلك إلى جهل الكثير بأمور تسيير الدولة؛ وقد انعكس ذلك على المناهج الوطنية؛ فأصبح تلك المناهج تصنع نموذج المتخرج الذي جاء من مصر والمملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا وغير من جامعات العالم العربي، ولم يكن لديه برنامج إصلاحي شامل ،منذ أصبح يلتحق بالجامعات ويتخرج منها، في مدة وتحدد بأكثر من نصف قرن .

2- عدم فهم اللغة التي تتعامل بها الدولة(اللغة الفرنسية التي فرضها الاستعمار)؛ الأمر الذي سبب غياب الدارس العربي عن ساحة صناعة القرار.

3- دعوة بعض الدعاة والمصلحين إلى عدم ممارسة السياسة، واعتبار ذلك من الأمور المحظورة؛ الأمر الذي أدى إلى اقصاء الفكر الإسلامي، وإبعاده عن تحقيق أهدافه الأساسية ومقاصده الحقيقية، والتي منهم التمكين والتثبيت في بوركينا فاسو.

وإذا أرادت المؤسسات التعليمية تجاوز هذه التحديات المميتة؛ فيجب عليها إعادة النظر، والنقد الذاتي بقراءة الأحداث والوقائع قراءة واعية ومدركة، ومستنبطة دروس وعبر من أصول الإسلام الإصلاحية، وقواعده الأساسية في وضع الحلول للمشاكل والعراقيل وذلك من خلال تنفيذ الأمور الآتية:

1- ضرورة الاهتمام بالعلوم العصرية ، إلى جانب العلوم الدينية، وإدراجها في المناهج التعليمية في الجامعات التي تقبل الطلاب الأفارقة الوافدين، وفي المناهج الوطنية؛ وذلك من أجل وضع الحد على هذه المشكلة التي قد تضع الإسلام في قفص الاتهام أمام من يجهل حقيقة الإسلام.

2- الاهتمام باللغة الفرنسية، للدارسين في العالم العربي؛ وذلك إما بالجهود الشخصية ،كأن يهتم كل متخرج بالدورات المكثفة في اللغة الفرنسية، أو بالجهود الجماعية المنظمة، كأن أن نطلب من جهة إنشاء معاهد مخصصة في الدول التي درس فيه المتخرج، أو دولهم؛ وذلك بهدف تأهيل المتخرجين في اللغة السائدة في بلادهم .

3- الاهتمام بالسياسة وممارستها في الحدود التي رسمها الشارع، وعدم الامساك عنها بحجة أنها حرام، أو أن الوقت لم يحن لذلك بعد. كيف تكون السياسة حرام، وهي تعني -في الأصل- رعاية أمور الناس وإصلاحها، والقيام على ضبطها وتقويمها. وقد أوافق الكاتب البوركيني الحاج داو سياكا إمام مسجد قطاع رقم 25 في مدينة بوبو جولاسو الذي ألف كتاباً بعنوان: (أيمكن للمسلم ممارسة السياسة في دولة علمانية؟). وقد ذهب إلى أن ممارسة السياسة أمانة ومسؤولية على أعناق المسلمين؛ لأنهم أمة الاصلاح والإحسان والخير، ولا يتم دورها بالإمساك عن الانتخاب والتشاور والملتقيات التي يقرر فيها مصير الدولة (69).

وقد أكد على ذلك أحد الباحثين بقوله:" الخيارات الملّحة هي أن نفكّر ملياً وبجدّ في مسألة المشاركة في صنع القرار في (بوركينافاسو)، وندرسها جيداً بما لا يتعارض وديننا الحنيف، لنحدّد موقفنا من المشاركة مِن عدمه، ولندرس تبعاتها، وكيف نردّ عليها، لحماية ديننا من القرارات الغربية الجارفة على المسلمين في أفريقيا؟." (70).

 ثانياً/ التصدي لعشوائية المناهج التعليمية:

إن التصدي لمشكلة المناهج التعليمية وعجزها عن صناعة الأكفاء ورجال الفكر في بوركينا فاسو، يجب أن ينطلق من رسم رؤية تربوية شاملة، وسياسة تعليمية موحدة ، يسهم في تحقيق أهدافها ومقاصدها المتخصصون التربويون، والعاملون في القطاع التعليمي، والآباء وأولياء أمور التلاميذ وغير ذلك من الذين لهم الصلة بالعملية التعليمية؛ وذلك بوضع جملة من الأمور موضع تنفيذ، ومنها:

1- القبول بفكرة توحيد الجهود التعليمية في بوركينا فاسو؛ ولا يتحقق ذلك إلا بانتظام التعليم العربي تحت مظلة إدارة تعليمية واحدة؛ الأمر الذي يمثل قوة وتمكيناً أمام التحديات المختلفة في القطاع التعليمي.

2- القبول بفكرة تطوير المناهج بما يتناسب مع البنية الثقافية والاجتماعية والسكانية للبلاد، وبما يواكب مع تطورات العصر ؛ وذلك يستدعي إعادة النظر في السياسات التعليمية ،وأوضاع القائمين عليها، ونظمها ومناهجها (71).

3- ضرورة الاندماج العلمي المنطقي بين المنهج التعليمي الحكومي والمنهج التعليمي الإسلامي يقوم بها لجنة تربوية متخصصة؛ بعد دراسة المنهجين التعليميين دراسة علمية معمقة .

4- تكثيف الدورات التكوينية والتدريبية لمعلمي التعليم العربي الإسلامي، وتبصيرهم بكل ما هو جديد في القطاع التربوي التعليمي، وعلم النفس التربوي، وطرائق التدريس الحديثة، وتثقيفهم في مجال الحاسوب والإنترنيت وغير ذلك من الوسائل التعليمية المعاصرة (72).

5- إبقاء إشراف التعليم العربي الإسلامي على يد إدارة تعليمية إسلامية مرشحة من قبل المجتمع الإسلامي؛ ولا دخل للحكومة العلمانية فيها؛ للتباين الواضح الذي يوجد بين المؤسستين.

6- وضع الحد أمام كافة تحدي العشوائية والفوضوية التي أدت بالحكومة البوركينية إلى التفكير في تنظيم التعليمي الإسلامي الذي لها مبادئ مناقضة لمبادئها العلمانية.

7- الشعور التام بالمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتق الدعاة والمصلحين والتربويين المسلمين، وأنهم سيسألون أمام الله يوم القيامة؛ إذا هم قصروا في العملية التربوية.

 

ثالثا/ التصدي لتحديات الكنيسة:

للتصدي الفعلي لتلك قوى المكر والكيد يلزم تضافر جهود الجمعيات الإسلامية المبنية- بعد تحلي جميع الدعاة بتقوى الله والتوكل عليه وطلب العون منه بنية الأخذ بالأسباب، والانضباط الشرعي- على الإخلاص والشعور بالأمانة والمسؤولية، وحضورها الحقيقي في قلب الأحداث والوقائع التي تجرى في البلاد؛ بقراءتها قراءة واعية ومدركة وشاملة، للسياسات التي تنطلق منها جهود المنصرين على اختلاف شرائحها؛ من ثم وضع خطط علمية شاملة تكمن أهمها في:

1- تجنب ردة الفعل العشوائية؛ فإن ذلك لا تؤدي بنا، إلا إلى المزيد من الخسارة والهزيمة. فلا بد من ردة فعل جماعي منظم، ينطلق من مؤسسة دعوية إسلامية مسؤولة.

2- العمل على الحفاظ على الذات المسلم بالتربية الإسلامية الصحيحة؛ كيما لا يتأثر – مهما كان- بالمغريات النصرانية ومكائدها المتنوعة.

3- التركيز على إثارة التناقضات التي تحويها نصوص الكتاب المقدس، والعمل على نقدها وإبراز الأساطير والخرافات المتعلقة بالعقائد النصرانية.

4- عرض الإسلام للناس عرضاً علمياً صحيحاً، ومحاولة نقد الشبهات المثيرة من قبل الأعداء والمستشرقين والعلمانية ومن نحا نحوهم.

5- إيجاد فريق متخصص؛ لرصد الجهود التنصيرية في نطاق عملها الجغرافي والنوعي؛ سواء أكان في القطاع الدعوي أو التعليمي أو الصحي أو الاجتماعي أو غير ذلك.

6- دراسة تجربة المنصرين دراسة علمية، والعمل على الأخذ بالقيم والمواقف العملية التي تساعدها في نجاح أعمالهم التنصيرية، كالإدارة الناجحة القوية، والعاطفة الجياشة، والجهد المتميز، والذكاء الوقاد؛ فالحكمة ضالة المؤمن، فهو أحق الناس بها حيث وجدها.

7- التخطيط من أجل العمل الفعلي؛ فذلك من دواعي النجاح وعوامل الانتصار. أي أنه يجب تجاوز مرحلة حمل الأفكار والنظريات والتصورات إلى الواقع العملي والتطبيق الفعلي، وترجمة هذه الأفكار إلى العمل والجهد والفعل على أرض الواقع،(73) قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (74).

 خاتمة الدراسة

بعد هذه الرحلة العلمية مع التعليم العربي الإسلامي في بوركينا فاسو ومشاكله المختلفة، وحلولها، أصل في هذه الخاتمة إلى المحصلة النهائية، والنتائج الأخيرة لهذه الدراسة، وسألخصها في النقاط الآتية:

* بدأ التعليم العربي الإسلامي في المنطقة منذ أوج فترة مملكة مالي الإسلامية، وهذا هو تاريخ بدايته في بوركينا فاسو باعتبارها إحدى مقاطعاتها. وقد ازدهر التعليم العربي الإسلامي وتطور في المملكة المذكورة حتى صارت لها المراحل العليا.

 * ظهرت المدارس العربية الإسلامية في خمسينات القرن العشرين، بجهود من اتحاد الجاليات السنغالية التي كانت تقيم في غرب البلاد (UCM) (الاتحاد الثقافي الإسلامي) -حركة إسلامية للإصلاح في إفريقيا- الذي أسهم -بشكل كبير- في تأسيس المدارس العربية الإسلامية النظامية في بوركينا فاسو المعاصرة ،تحديداً في قسمها الشمالي الغربي المتاخم لجمهورية مالي.

 * إن التحديات التي تواجه العمل التعليمي التربوي في بوركينا فاسو كثيرة ومتشعبة ومعقدة ،كما رأينا سابقاَ، ولا يتأتى التصدي لها إلا بمعرفة حجم كل تحدي وقدره معرفة حقيقية، تسهم في استئصاله وقطع جذوره من منبعه الأصلي.


 قائمة المصادر والمراجع:

1. القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم

2. احتياجات النمو المهني المستدام لمعلمي المرحلة الثانوية بالمدارس العربية في بوركينا فاسو من وجهة نظرهم/سيسي أحاندو/رسالة علمية قدمت لنيل درجة الماجيستير/جامعة الملك سعود، كلية التربية/1435هـ،2014م.

3. آدم سيديبي أستاذ مادة علم النفس التربوي، والمناهج التعليمية وطرق التدريس في كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية ببوبو جولاسو بوركينا فاسو.

4.أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة السنغهاي الإسلامية/فاي منصور علي/ط1/منشورات كلية الدعوة الإسلامية/طرابلس ليبيا.

5. أيمكن للمسلم ممارسة السياسة في دولة علمانية؟/ الحاج داو سياكا/ط2015م/ بوركينا فاسو.

6. البداية والنهاية /ابن كثير/ط6/دار المعرفة/بيروت لبنان/1422هـ2001م.

7. بطاقة دولة بوركينا فاسو/بيير أبادي/http://www.pierreabadie.com/

8. البيان/مواجهة التنصير/فيصل بن علي البعداني/ع:154/جمادى الآخرة1421هـ/سبتمبر2000م.

9. تاريخ أفريقيا السوداء/كي زربو/.

10.تصور مقترح لإنشاء جامعة إسلامية في بوركينا فاسو/نابالوم موسى /رسالة علمية قدمت لنيل درجة الدكتوراه/جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد البحوث والدراسات العربية، قسم الدراسات التربوية /القاهرة مصر/1432هـ،2011م.

11. التعليم الإسلامي العربي في أفريقيا/الشيخ محمد بن عبدالله الدويش/ تاريخ الإضافة: 3/10/2013 ميلادي - 28/11/1434 هجري http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828

12. تقرير إدارة كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية/مدينة بوبو جولاسو/ بوركينا فاسو.

13. دراسة المجلس الوطني للسكان لوزارة الاقتصاد والنفقات في بوركينا فاسو عام 2000م بعنوان السياسة الوطنية للسكان في بوركينا/ ديسمبر 2000م.

14. دستور بوركينا فاسو/الباب الثاني/المادة الحادي والثلاثون/27-1-1997م.

15. دور الجمعيات الإسلامية في تعليم الأقليات المسلمة في بوركينا فاسو/ ثالث إبراهيم بإشراف فضيلة الدكتور / عيد حجيج الجهني كلية الدعوة وأصول الدين الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة salissouibrahim.blogspot.com/2014/12/blog-post.htm//www.http:

16. دولة وأقلية دينية نماذج الكاثوليك في بوركينا والسنغال/إسماعيل كان/رسالة مقدمة في كلية الدراسات العليا وقبل الدكتوراه في إطار متطلبات منهج الدكتوراه في العلوم السايسية/جامعة أوتاوا كنادا/2015م.

17. سنن الترمذي

18. السيرة النبوية/علي الصلابي/ط1/مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة/مصر القاهر/1426هـ 2005م

19. الفكر الإلحادي في غرب إفريقيا ومنهجية التصدي له/ عبدالرحمن علاوي شيتو/أطروحة مقدمة لنيل درجة التخصص الدقيق (الدكتوراه)/ كلية الدعوة الإسلامية/ليبيا/1435هـ1436هـ /2015م2016م

20. قراءات إفريقية/ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

21. قراءات إفريقية/ /ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

22. مادة (بوركينا) في الموسوعةEncarta ® 2009. © 1993-2008 Microsoft Corporation. Tous droits réservés

23. ماكسيم كومباوري كراسات الدراسات الإفريقية أخبار، 169-http://etudesafricaines.revues.org/191

24. مجلة البيان /ع:174/إبريل-مايو 2002م.

25.المدارس العربية الإسلامية في بوركينا فاسو مالها وما عليها/إدريس جالو/ الأربعاء 01 محرم 1429 هـ09 يناير 2008 م http://www.meshkat.net/node/12862

26. مذكرة التعليم العربي الإسلامي/إعداد لجنة التعليم بجمعية الفرقان الإسلامية/ بوبو جولاسو بوركينا فاسو/1433هـ2013م.

27. المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ وحضارة/ محمد فاضل علي باري وغيره/ 106/ط1/دار الكتب العلمية/ بيروت لبنان/2007م.

28. معاذ كوناتي خريج كلية الدعوة الإسلامية فرع بينين،وأمين السر المساعد في رابطة خريجي كلية الدعوة وفروعها فرع المنطقة الغربية.

29. الموسوعة العربية العالميةط2/مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع/الرياض المملكة العربية السعودية/1419.

30.النمو في القطاع التعليمي في بوركينا فاسو بين التعددية والخصخصة/مارك فيون/وزارة التعليم الأساسي ومحو الأمية في بوركينا فاسو/تقرير برنامج سولدار السويسري.

المواقع على الانترنيت

31. http:// www.al-forqan.net

32. http://etudesafricaines.revues.org/191

http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3vdfli8sa

 

الإحالات والهوامش:

(*) أستاذ ومحاضر في كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية بمدينة بوبو جولاسو بوركينا فاسو

(1) البداية والنهاية /ابن كثير/2/42/ط6/دار المعرفة/بيروت لبنان/1422هـ2001م.

 (2)السيرة النبوية/علي الصلابي/1/132/ط1/مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة/مصرالقاهر/1426هـ 2005م

 (3) ينظر: أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة السنغهاي الإسلامية/فاي منصور علي/215/ط1/منشورات كلية الدعوة الإسلامية/طرابلس ليبيا.

 (4) رحلة ابن بطوطة/ابن بطوطة/4/ 265/د.ط/ أكاديمية المملكة المغربية/ الرباط المغرب/1417 هـ

 (5) ينظر: المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ وحضارة/ محمد فاضل علي باري وغيره/ 106/ط1/دار الكتب العلمية/ بيروت لبنان/2007م.

 (6) ينظر: أسكيا محمد وإحياء مملكة السنغهاي/215/ مرجع سابق.

 (7) ينظر: المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ وحضارة/106/مرجع سابق.

 (8) ينظر: المرجع السابق/107.

 (9) ينظر: المرجع السابق/107.

 (10) ينظر: أسكيا محمد وإحياء مملكة السنغهاي/215/ مرجع سابق.

 (11) ينظر: المرجع السابق/216.

 (12) ينظر: مجلة البيان/بوركينا فاسو.. وآمال المستقبل/متوكل فياما ويعقوب سعيد جابي/70/ع:174/إبريل-مايو 2002م.

 (13) ينظر: التعليم الإسلامي العربي في أفريقيا/الشيخ محمد بن عبدالله الدويش/ تاريخ الإضافة: 3/10/2013 ميلادي - 28/11/1434 هجري http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828

 (14) ينظر: النمو في القطاع التعليمي في بوركينا فاسو بين التعددية والخصخصة/مارك فيون/154/ وزارة التعليم الأساسي ومحو الأمية في بوركينا فاسو/تقرير برنامج سولدار السويسري.

 (15) ينظر: المرجع السابق.

 (16) ينظر: المرجع السابق.

 (17) احتياجات النمو المهني المستدام لمعلمي المرحلة الثانوية بالمدارس العربية في بوركينا فاسو من وجهة نظرهم/سيسي أحاندو/13/رسالة علمية قدمت لنيل درجة الماجيستير/جامعة الملك سعود، كلية التربية/1435هـ،2014م.

 (18) المرجع السابق.

 (19) سورة آل عمران:104.

 (20) سورة آل عمران:110.

 (21) سورة المجادلة:11.

 (22) سورة الزمر:9.

 (23) سنن الترمذي/كتاب العلم/باب فضل العلم/حديث الرقم:2646.قد صححه الألباني.

 (24) المرجع السابق/كتاب العلم/باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة/حديث الرقم:2682. صححه الألباني.

 (25) آدم سيديبي أستاذ مادة علم النفس التربوي، والمناهج التعليمية وطرق التدريس في كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية ببوبو جولاسو بوركينا فاسو.

 (26) ينظر: مذكرة التعليم العربي الإسلامي/إعداد لجنة التعليم بجمعية الفرقان/ الإسلامية بوبو جولاسو بوركينا فاسو/1433هـ2013م.

 (27) آدم سيديبي أستاذ مادة علم النفس التربوي، والمناهج التعليمية وطرق التدريس في كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية ببوبو جولاسو بوركينا فاسو.

 (28) معاذ كوناتي خريج كلية الدعوة الإسلامية فرع بينين، وأمين السر المساعد في رابطة خريجي كلية الدعوة وفروعها فرع المنطقة الغربية.

 (29)ينظر: مذكرة التعليم العربي الإسلامي/ إعداد لجنة التعليم بجمعية الفرقان الإسلامية/ بوبو جولاسو بوركينا فاسو/1433هـ2013م.

 (30) ينظر: مذكرة التعليم العربي الإسلامي/ إعداد لجنة التعليم بجمعية الفرقان الإسلامية/ بوبو جولاسو بوركينا فاسو/1433هـ2013م.

 (31) ينظر: مجلة البيان/بوركينا فاسو.. وآمال المستقبل/ متوكل فياما ويعقوب سعيد جابي/70/ع:174/إبريل-مايو 2002م.

 (32) ينظر: المدارس العربية الإسلامية في بوركينا فاسو مالها وما عليها/إدريس جالو/ الأربعاء 01 محرم 1429 هـ09 يناير 2008 م http://www.meshkat.net/node/12862

 (33) آدم سيديبي أستاذ مادة علم النفس التربوي، والمناهج التعليمية وطرق التدريس في كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية ببوبو جولاسو بوركينا فاسو.

 (34) من خطاب مؤسسة دار الأرقم بن أبي الأرقم في مناسبة افتتاح مركزها/بتاريخ04-06-2016م/بوبو جولاسو بوركينا فاسو.

 (35) من رسالة الشيخ إبراهيم كندو مؤسس مركز السعادة لتحفيظ القرآن الكريم/بتاريخ09-09-2016م.

 (36) من رسالة الشيخ موسى كومباوري مؤسس مركز نشر الإسلام لتحفيظ القرآن الكريم/بتاريخ20-07-2016م.

 (37) ينظر :احتياجات النمو المهني المستدام لمعلمي المرحلة الثانوية بالمدارس العربية في بوركينا فاسو من وجهة نظرهم/سيسي أحاندو/13/رسالة علمية قدمت لنيل درجة الماجيستير/جامعة الملك سعود، كلية التربية/1435هـ،2014م.

 (38) ينظر: تصور مقترح لإنشاء جامعة إسلامية في بوركينا فاسو/نابالوم موسى /117/رسالة علمية قدمت لنيل درجة الدكتوراه/جامعة الدول العربية ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد البحوث والدراسات العربية، قسم الدراسات التربوية /القاهرة مصر/1432هـ،2011م.

 (39) ينظر: المرجع السابق.

 (40) ينظر: المرجع السابق.

 (41) تقرير إدارة كلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية/مدينة بوبو جولاسو/ بوركينا فاسو.

 (42) ينظر: قراءات إفريقية/معوقات التعليم العربي الإسلامي في غرب إفريقيا/د.علي يعقوب/ص:21-32/ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

 (43)ينظر: http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3vdfli8sa

 (44) ينظر: المرجع السابق.

 (45) ينظر: قراءات إفريقية/معوقات التعليم العربي الإسلامي في غرب إفريقيا/د.علي يعقوب/ص:21-32/ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

 (46) ينظر: قراءات إفريقية/معوقات التعليم العربي الإسلامي في غرب إفريقيا/د.علي يعقوب/ص:21-32/ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

 (47) ينظر: ماكسيم كومباوري، "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو،" كراسات الدراسات الإفريقية [أخبار]، 169-170 | 2003 وضعت على الانترنت 20 ديسمبر 2006، بالرجوع إليه في 27 يناير 2016. URL: http://etudesafricaines.revues.org/191

 (48) ينظر: النمو في القطاع التعليمي في بوركينا فاسو بين التعددية والخصخصة/مارك فيون/154. وزارة التعليم الأساسي ومحو الأمية في بوركينا فاسو/تقرير برنامج سولدار السويسري.

 (49) ينظر: ماكسيم كومباوري، "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو،مرجع سابق

 (50) ينظر: النمو في القطاع التعليمي في بوركينا فاسو بين التعددية والخصخصة/154مرجع سابق.

 (51) ينظر: ماكسيم كومباوري "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو،مرجع سابق

 (52) ينظر: النمو في القطاع التعليمي في بوركينا فاسو بين التعددية والخصخصة/154مرجع سابق..

 (53) ينظر: المرجع السابق.

 (54) ينظر: ماكسيم كومباوري "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو/ مرجع سابق.

 (55) ينظر: ماكسيم كومباوري "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو/ مرجع سابق.

 (56) ينظر: ماكسيم كومباوري "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو/ مرجع سابق.

 (57) ينظر: ماكسيم كومباوري "إن إعادة بناء التعليم الكاثوليكي في بوركينا فاسو/ مرجع سابق.

 (58) ينظر: المرجع السابق.

 (59) ينظر: المرجع السابق.

 (60) ينظر: المرجع السابق.

 (61) ينظر: المرجع السابق.

 (62) ينظر:. URL: http://etudesafricaines.revues.org/191

 (63) ينظر: المرجع السابق.

 (64) دستور بوركينا فاسو/الباب الثاني/المادة الحادي والثلاثون/27-1-1997م.

 (65) الفكر الإلحادي في غرب إفريقيا ومنهجية التصدي له/ عبدالرحمن علاوي شيتو/ 316/أطروحة مقدمة لنيل درجة التخصص الدقيق (الدكتوراه)/ كلية الدعوة الإسلامية/ليبيا/1435هـ1436هـ /2015م2016م

 (66) www.univ-ouaga.bf

 (67) المرجع السابق

 (68) المرجع السابق

 (69) ينظر: أيمكن للمسلم ممارسة السياسة في دولة علمانية؟/ الحاج داو سياكا/81/ ط2015م/ بوركينا فاسو.

 (70) http:// www.al-forqan.net

 (71) ينظر: قراءات إفريقية/حول التعليم الإسلامي في إفريقيا /د.أبوبكر عبد الله شعيب/ص:101-102/ع:12/ربيع الأول 1433هـ/المنتدى الإسلامي/خرطوم السوادان.

 (72) ينظر: المرجع السابق.

 (73) ينظر: البيان/مواجهة التنصير/فيصل بن علي البعداني/ع:154/جمادى الآخرة1421هـ/سبتمبر2000م.

 (74) سورة التوبة:105.