الرحلات العلمية من وإلى المغرب العربي ودورها في تنشيط الحركة العلمية والتعليمية بالمغرب العربي

كتب
صافية كساس

نبذة

لقد ظلت الرحلة في طلب العلم مظهراً مشرفاً ونبيلًا في الثقافة العربية الإسلامية، حيث ظل الناس يتبادلون الرحلات للنهل من ينابيع المعرفة، والسماع من أكابر العلماء والمفكرين ومجالساتهم ومناقشاتهم، ولقد كان المتعلمون أو طلاب العلم يلتمسون مشافهة الرجال والاتصال بهم شخصيًّا، وكانوا يفتخرون بذلك ويتباهون، فكان طلاب المغرب العربي يتركون بلداتهم بعد أن يحصّلوا ما لدى علمائها، فيتوجهون إلى مراكز العلم المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي، ويكابدون مشاق السفر وأخطاره التي يعجز المرء عن وصفها، مما أبقى لهم ذكراً رفيعاً في أغلبها، ومن هنا فقد بات المثقف المغربي لا يعد نفسه مثقفاً مكتمل الثقافة إلا إذا قام بالرحلة إلى بلد المشرق ليحج، ويتصل بعلماء المشارقة، ولقد ظلت هذه السيرة قائمة إلى النصف الأول من القرن العشرين، فما أصل هذه الرحلات وما فائدتها؟ وإذا كانت أسباب هجرة ورحلة علماء المغرب إلى المشرق لاستكمال ما فاتهم من علوم أو للحج والعمرة، وتحصيل العلوم الإسلامية، فما هي الأسباب التي وقفت وراء رحلة المشارقة إلى بلاد المغرب وهم الذين لديهم فضل السبق في جل العلوم الإسلامية والدراسات اللغوية؟ وما غاياتهم من هذه الهجرة والرحلات إلى بلد حديث العهد بالإسلام، وبالعلوم الإسلامية واللغوية على السواء؟ سيجيبك هذا البحث عن هذه الأسئلة المهمة وغيرها.


المحتوى