كلية التربية في زنجبار: صرح علمي للارتقاء بأبناء المسلمين في إفريقيامقالات

مجلة الكوثر

المصدر: مجلة الكوثر، العدد 7، السنة الأولى، محرم - صفر 1421هـ.

 

منذ إنشائها عام 1981 أولَت لجنة مسلمي إفريقيا - جمعية العون المباشر - اهتمامًا كبيرًا بالتعليم في مواقع عملها في إفريقيا، خصوصًا إذا عرفنا أن أغلب المثقفين من الأفارقة هم من المسيحيين أو ممن تربوا في أحضان الكنيسة، والذي يضيف إلينا معلومة مهمة أن معظم رجال السلطة العليا في بلاد إفريقيا من المسيحيين، رغم أن الأغلبية قد تكون من المسلمين في هذه البلاد، وكان التعليم الجامعي على رأس أولويات اللجنة، على الرغم من اهتمامها بكل مراحل التعليم، فقد أثبتت دراسات اللجنة التي اعتمدت فيها على إحصاءات حكومية، ندرة الحاصلين على مؤهل جامعي من المدرسين، وعلى سبيل المثال دلت الإحصاءات التي أجرتها وزارة التعليم في زنجبار عام 1998 على أن 51 معلمًا من أصل 5309 هم الحاصلون على شهادات جامعية في حين أن 962 معلمًا من الحاصلين على دبلوم، أما البقية فمؤهلاتهم أدنى من ذلك بكثير.

ومن ثم حرصت اللجنة على تبني وتوفير الدراسة الجامعية لأبناء المسلمين، فكان مشروع (كلية التربية في زنجبار)، الحلم الذي طالما انتظره أبناؤنا المسلمون في شرق إفريقيا.

والكلية وهي بذرة الجامعة في المستقبل بمشيئة الله، تهدف إلى إعداد نخبة من الشباب الإفريقي جامعيًّا في كافة التخصصات، محصنًا بالعلم الشرعي ليشارك في بناء وطنه والرقي بأمته.

مرافق الكلية:

تحتوي الكلية على العديد من المنشآت والمباني التي تم الانتهاء منها في المرحلة الأولى، وهي التي تعمل الآن وتشمل هذه المنشآت:

  • مبنى القاعات الدراسية: يتكون من 16 فصلًا دراسيًّا فضلًا عن قاعتين كبيرتين.
  • مبنى الإدارة: يضم مكتب العميد والسكرتارية ومكتب المسجل.
  • سكن الطلاب: يتكون من وحدتين سكنيتين تتسع كل وحدة ل 80 طالبًا.
  • المطعم: يتسع ل 250 طالبًا في وقت واحد، ويقدم وجبات الطعام لجميع الطلاب يوميًا مقابل رسوم رمزية.
  • سكن أعضاء هيئة التدريس: يتكون من ثلاث وحدات، كل وحدة تضم أربع شقق سكنية.
  • مركز خدمة المجتمع: تم إنشاؤه عام 1999 وذلك لتقديم خدماته التربوية في زنجبار بشكل خاص وتنزانيا بشكل عام، وقد بدأ خدماته بعقد دورات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، اشترك فيها 60 شخصًا من زنجبار، ومن المخطط له أن تتوسع خدماته لتشمل عقد دورات في العلوم الشرعية والحاسب الآلي، بالإضافة إلى تأليف مقررات اللغة العربية والعلوم الشرعية للمدارس الحكومية، والمدارس الإسلامية في مختلف مراحل التعليم العام.
  • المكتبة العامة: تحتوي على أكثر من 5000 كتاب ومرجع باللغات العربية والإنجليزية والسواحيلية، ويستفيد منها الطلاب وهيئة التدريس، كما تعتبر أحد المصادر الرئيسية للباحثين والدارسين في زنجبار، وتشغل المكتبة إحدى القاعات الدراسية الكبيرة مؤقتًا، ريثما يتم بناء المقر الدائم لها.
  • جامع مريم بنت عمران: ويتسع ل 1200 مصل حيث تقام فيه، إضافة إلى الصلوات الخمس دروس شرعية ومحاضرات وندوات وخطب الجمعة والعيدين.
  • مركز الهاجري الطبي: يقدم خدماته الطبية لمنسوبي الكلية ولأهالي المنطقة المجاورة وبأسعار رمزية تمكنه من تغطية تكاليف تشغيله.
  • مطبعة الكلية: توجد في الكلية مطبعة تؤمن جميع مطبوعاتها إضافة إلى أنها تقدم خدماتها لمؤسسات القطاع الخاص والحكومي وذلك كرافد من روافد الدعم المالي للكلية، وقد تم تركيبها في مبنى مؤقت داخل الكلية، ريثما يتم تنفيذ المبنى الدائم لها.

الكلية دراسة ونظم:

بدأت الدراسة رسميًّا في الكلية بتاريخ 1/2/1998 وينتظم فيها الآن 70 طالبًا من سبع دول إفريقية يمثلون الدفعة الأولى والثانية، والكلية الآن مهيأة لاستقبال الدفعة الثالثة والمتوقع أن يصل عددها إلى 60 طالبًا.

  • مدة الدراسة: مدة الدراسة في الكلية أربع سنوات، منها سنة تمهيدية مقررة على جميع الطلاب، تشمل مناهج اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وبعدها يبدأ الطالب بالتخصص الذي يرغب فيه، وإذا ما أتم المناهج المقررة بنجاح، فإنه يحصل على درجة البكالوريوس.
  • التخصصات المتاحة: طلاب الدفعتين الأولى والثانية مسجلون في قسمي اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وسيكون لطلاب الدفعة الثالثة خيار ثالث وهو قسم العلوم الاجتماعية الذي تم اعتماده في خطة العام 2000، وفي الأعوام الثلاثة اللاحقة سيتم إضافة تخصصات الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الحاسب الآلي.
  • أعضاء هيئة التدريس: وتضم حاليًا تسعة أعضاء معظمهم من حملة الدكتوراه، وبعضهم يحمل لقب الأستاذية.

النظام الأساسي:

تم وضع نظام أساسي ولوائح تنفيذية للكلية وفق المواصفات المعترف بها دوليًا، ويشرف على تطبيقها مجلس الكلية المكون من عميدها ورؤساء الأقسام فيها، ويخطط للكلية ويضع سياساتها مجلس أعلى يرأسه أمين عام لجنة مسلمي إفريقيا د. عبدالرحمن حمود السميط، وقد حازت الكلية على الاعتراف الأكاديمي من جامعة إفريقيا العالمية، والهيئات التعليمية الحكومية في زنجبار، ووزارة التعليم العالي بدار السلام.

  • الخريجون: ستخرج الكلية بمشيئة الله عام 2001 أول دفعة عددها 30 طالبًا، الأمر الذي سيساعدهم في الحصول على وظائف جيدة، في قطاع التعليم والهيئات الحكومية، أو القطاع الخاص وبالتالي سيؤدي إلى تنمية دولهم، ورفع مستوى معيشة مجتمعاهم، وعند اكتمال منشآت المرحلة الثانية سيتم قبول 375 طالبًا سنويًّا في ثمانية تخصصات.

زيارة:

قام فخامة رئيس دولة زنجبار، يرافقه فضيلة الأمين العام للجنة ورئيس المجلس الأعلى للكلية وعدد كبير من المسؤولين بزنجبار، بزيارة للكلية في شهر يوليو 1998 اطلعوا على مرافقها وسير دراسة الطلاب فيها.

المرحلة الثانية:

سيكون التركيز خلال هذه المرحلة على منشآت المرافق والخدمات التي من شأنها أن ترفع وترتقي بالمستوى الذي يليق بمقام الكلية.

وقد تم تصميم وتخطيط هذه المباني في مكتب هندسي متخصص، وسيقوم هذا المكتب بدور الاستشاري عند تنفيذها والذي من المخطط له أن يتم خلال الأعوام 2000 إلى 2002 بإذن الله تعالى.