الأقلية المسلمة في السويدمقالات

موقع الإسلام

المصدر: شبكة الألوكة، 15/ 11/ 2012، نقلًا عن: موقع الإسلام.

 

إحدى دول شمال أوروبا، ومن البلدان الإسكندنافية وتجنبت بحيادها الحربين العالميتين، ومن أبرز دول غربي أوروبا تقدماً وارتفاعاً في مستوى الدخول، وتبلغ مساحتها 449.964 كم2، وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م (8.438.000) نسمة، والعاصمة (استكهولم) وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م (1.600.000) نسمة، ومن أهم مدنها جوتنبورج، و(مالمو)، و(فستروس)، وتنقسم إداريا إلى 25 قسماً، والسويد رابعة البلدان الأوروبية مساحة.

الموقع:

تشغل السويد القسم الشرقي من شبة جزيرة إسكندنافيا تحدها النرويج من الغرب وفنلندا من الشمال والشمال الشرقي، وبحر البلطيق وخليج يثنيه من الشرق، ومن الجنوب الغربي مضيق كاتيجات، وطول أرضها من الشمال إلى الجنوب 1570كم، وتمر بقسمها الشمالي الدائرة القطبية الشمالية، ويبلغ طول سواحلها المعرجة حوالي 8.000 كيلومتر.

الأرض:

تنقسم أرض السويد إلى قسمين رئيسيين: الأول في الشمال ويعرف بإقليم (نورلاند)، ويشغل أكثر من نصف مساحة البلاد، ويضم نطاقاً ضيقاً من المرتفعات الغربية، ويضم منخفض (جامت لاند)، وينحدر نحو البحر البلطي شرقاً، ويحتوي القسم الشمالي أيضاً السهل الساحلي المطل على بحر البلطيق، وتنحصر الزراعة في أشرطة ضيقة تغطيها الرواسب النهرية، والقسم الجنوبي من أرض السويد يشمل منطقة السهول والبحيرات، وتعرف هذه المنطقة بوسط السويد وتنتشر بهذه المنطقة بحيرات عديدة، وتتخللها تلال قليلة الارتفاع، ويضم القسم الجنوبي أيضاً هضبة "سمالاند" وتلي منطقة البحيرات جنوبًا، ثم يضم سهول "سكانيا"، وهي شبه جزيرة مثلثة الشكل.

المناخ:

يتأثر مناخ السويد أحياناً بالهواء القادم من الأطلنطي وبالهواء البارد الآتي من سيبيريا، كما يتأثر بالحاجز الجبلي الواقع في غربه حيث يحرم البلاد من تأثيرات الأطلنطي، ويزداد التدني في درجة الحرارة كلما اتجهنا نحو الشمال، ودائما تكون الحرارة في الشتاء دون الصفر، ويختلف المناخ باختلاف مناطقها، فالشتاء بارد بصفة عامة خصوصا في الشمال وتتراكم الثلوج، والقسم الجنوبي أدفأ بسبب تأثيرات الماء أما الصيف فمعتدل في الجنوب، ويتساقط المطر بكميات كبيرة على المرتفعات ومعظمه يسقط في الصيف، وتغطي الغابات أكثر من نصف مساحة البلاد، ويقل طول النهار في فصل الشتاء بينما يزداد في فصل الصيف.

السكان:

تعتبر السويد من أقل البلدان الأوروبية سكاناً، وفي القسم الشمالي تعيش جماعات اللاب، وهذا القسم قليل السكان، فرغم كونه يضم أكثر من نصف مساحة السويد، إلا أن سكانه حوالي عشرين في المائة من جملة السكان، أما القسم الجنوبي فأكثر كثافة، ويضم ثمانين في المائة من سكان السويد، وهناك عناصر مهاجرة من فنلندا يصل عددهم إلى قرابة نصف مليون نسمة، ومن العناصر المسلمة المهاجرة الأتراك واليوغسلاف والعرب والباكستانيون، وهؤلاء يشكلون الأقلية المسلمة.

النشاط البشري:

تشكل الغابات موردا هاما للسويد، وتسهم بخمسة وأربعين في المائة من صادراتها، حيث تصدر منتجات الأخشاب المصنعة محلياً، مثل لب الأخشاب والورق والأثاث والسليولوز والفحم النباتي والأصباغ وبعض الكيميائيات، ويسود هذا النمط من النشاط الاقتصادي الإقليم الشمالي، حيث تنتشر ورش الخشب على طول الأودية، والأراضي الزراعية تشغل حوالي عشر مساحة السويد، والسويد تكتفي ذاتيا من المواد الغذائية الرئيسية وأخصب أراضي السويد في سهول (اسكانيا)، ويزرع القمح، والجودار والشوفان والشعير والبنجر، وتهتم السويد بتربية الثروة الحيوانية، وتتركز التربية في الجنوب، وقد استغلت الطاقة الكهربائية من المساقط أحسن استغلال، وتضم ثروة معدنية متنوعة، أما الصناعة فتشمل الحديد، وهو من أجود الأصناف ويفيض عن حاجتها، وتنتج 8% من الإنتاج العالمي، كما تنتج النحاس والرصاص والزنك والمنجنيز، ومن الصناعات الهامة المنسوجات وتكفي السوق المحلي، وصناعة السيارات، والمواد الكيميائية، والمواد الغذائية من اللحوم والأسماك والألبان، وصناعة السفن.

كيف وصل الإسلام إلى السويد؟

لقد ظهرت مملكة السويد في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تضم مناطق أوسع من مساحة السويد حاليا، وأول المسلمين هجرة إلى السويد تتار روسيا، وبقيت أعداد المسلمين ضئيلة بالسويد حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم أخذ بعض السويديين يعتنقون الإسلام، وكثر عدد المسلمين في السنوات الأخيرة نتيجة هجرة العمال المسلمين للعمل في الصناعة وفي الأعمال اليدوية وليس لهم حقوق العامل السويدي ويعاملون على أنهم عمال غير مهرة، وكان عدد المسلمين في السويد في أعقاب الحرب العالمية الثانية حوالي ألف مسلم، وفي سنة (1392هـ - 1972م) وصل عدد المسلمين بالسويد إلى ثمانية عشر ألف مسلم، موزعين بين جنسيات مختلفة، فمنهم من أصل سويدي، ومن أصل تركي وتتري، ومن أصل عربي ومن أصل يوغوسلافي ومن جنسيات أخرى، أما عدد المسلمين حاليا فيقدر عددهم في السويد بحوالي 103 آلاف نسمة، وفي العاصمة وحدها حوالي 45 ألفاً.

مناطق المسلمين:

وينتشر المسلمون في مدن (استكهولم) و(جوتنبرج) و(مالمو)، ولقد اعترفت الحكومة السويدية بالمسلمين السويديين، وأصبح الإسلام ديناً معترفاً به في السويد، ومن حق المهاجر إذا أمضى 3 سنوات أن يتمتع بحقوق المواطن السويدي في بعض الامتيازات، ويعمل المسلمون في حرف مختلفة بالسويد.

الهيئات الإسلامية:

لقد قام (علي بك) أحد مسلمي فنلندا بأول جهد لتنظيم المسلمين بالسويد وساعده في ذلك (علي زاكروف)، فأسسا أول جمعية إسلامية في سنة 1368هـ - 1948م وسميت بالجامعة الإسلامية السويدية، واشتملت الجمعية على مسجد، ولم تستمر طويلاً، ثم أسس (محمد إسماعيل اريكس) أحد مسلمي السويد نادياً إسلامياً على حسابه، وفي سنة 1393هـ - 1973م تأسست جمعية إسلامية جديدة، واستطاعت هذه الجمعية أن تنجح في إقناع حكومة السويد بالاعتراف بالمسلمين بها، وأنشأت مركزاً إسلامياً، ومدرسة بـ(استكهولم) وأخرى في مدينة (مالمو)، وهكذا أصبح للمسلمين مركز في (استكهولم)، ومركز في (فالنجاي)، وجمعية ومركز إسلامي في (مالمو)، وفي الآونة الأخيرة تكونت الرابطة الإسلامية في (استكهولم).

اتحاد الجمعيات الإسلامية في السويد:

كان يضم هذا الاتحاد 21 جمعية إسلامية بالسويد، ولكن انفصلت 3 جمعيات وتبقى 18 جمعية تشكل هذا الاتحاد، وللاتحاد عدة أهداف منها:

1- جمع المسلمين وتحقيق وحدتهم.

2- الحفاظ على الهوية الإسلامية.

3- العناية بأبناء المسلمين.

4- بث الدعوة الإسلامية.

5- الاحتفال بالمناسبات الإسلامية وإقامة الشعائر.

6- تقديم دروس أسبوعية.

7- عقد المؤتمرات وإقامة المخيمات.

المركز الإسلامي في (مالمو):

بدأت المرحلة الأولى من المشروع في مدينة (مالمو) على الساحل الجنوبي للسويد، واستغرق المشروع ثلاث مراحل، ويتكون المشروع من مسجد، ومنارة المسجد ترتفع إلى 40 متراً، كما يضم مكتبة، وملجأ للعجزة، ومدرسة ودار حضانة، ويحوي المركز قسما تجاريا لبيع اللحوم المذبوحة حسب الشريعة الإسلامية، وقدرت تكاليف المشروع بمبلغ يتراوح بين 25 و30 مليون كرون. وقد تكونت الرابطة الأوروبية للشباب المسلم في مدينة (مالمو)، وتتبنى الرابطة مشروع مجلس أوروبي إسلامي أعلى.

القرآن الكريم:

صدرت ترجمة لمعاني القرآن الكريم في سنة (1291هـ ـ 1874م) والأمر يحتاج إلى المزيد من الكتب الإسلامية المترجمة، كما يقتضي الأمر مراجعة ما صدر من تراجم.

التعليم الإسلامي:

تواجه الأقلية المسلمة بالسويد العديد من المشاكل، ذلك أنهم ينتمون إلى مجموعات لغوية متباينة، لذلك تنقصهم الوحدة، والتعليم الإسلامي قاصر على بعض الفصول الملحقة بالمراكز الإسلامية. وبالسويد مركزان إسلاميان في (استكهولم) و(مالمو)، وأربع مؤسسات إسلامية في مناطق متفرقة، وبهذه المراكز يتلقى أبناء المسلمين تعليما ضعيفا ولساعات أسبوعية محدودة ومن خلال لغات مختلفة، وبعد اعتراف السويد بالأقلية المسلمة أصبحت الفرصة مهيئة لمزيد من المؤسسات الإسلامية، لا سيما وأن الضرائب التي تؤخذ من المسلمين (1% من الدخل الفردي) أصبحت توجه للأقلية المسلمة، وسوف تتاح فرص تعليم الدين الإسلامي بالمدارس السويدية التي يوجد بها طلاب مسلمون، لذا يحتاج الأمر إلى دعم الأقلية المسلمة بمدرسين مسلمين لتلقين أبناء المسلمين قواعد دينهم بلغة البلاد أو باللغات المختلفة للأقليات المساهمة وهي العربية والتركية والأردية.

توزيع مناطق الهيئات والمؤسسات الإسلامية:

توجد في السويد حوالي 17 منظمة إسلامية تنتشر في معظم المدن السويدية، منها في مدينة جوتنبرج اتحاد الطلاب المسلمين في (إسكندنافيا)، وفي مدينة (ليوند) مقر الطلاب المسلمين، وفي مدينة (ليوند) منظمة الطلاب المسلمين، وفي مدينة (مالمو) المركز الإسلامي، وفي (مالمو) منظمة اتحاد الطلاب المسلمين في أوروبا، وفي (مالمو) هيئة علوم الإسلام، وفي (مالمو) اتحاد الجمعيات الإسلامية، وفي مدينة (مولندال) اتحاد الطلاب المسلمين، وفي (استكهولم) الجمعية الإسلامية، وفي (استكهولم) جمعية مسلمي منطقة البحر المتوسط والشرق الأدنى، وفي (استكهولم) اتحاد الجمعيات الإسلامية، وفي (استكهولم) الرابطة الإسلامية، وأخيراً تكون اتحاد الجمعيات الإسلامية بالسويد.

التحديات:

يعاني المسلمون في السويد من بعض التحديات منها:

1- حالة الذوبان في المجتمع السويدي ومشكلات الزواج المختلط.

2- الأمية الدينية وجهل البعض بتعاليم الإسلام.

3- الخلاف بين القوميات وهذا مرض اجتماعي والإسلام لا يعرف التفرقة.

4- انشقاق بعض الجمعيات الإسلامية وخروجها على وحدة الصف.

5- المعاناة من الفرق الضالة والتحديات المحلية.

المتطلبات:

المسلمون في السويد في حاجة إلى:

1- دعاة ملمين بالإسلام وبأوضاع المسلمين في هذه البلاد ويجيدون لغة أهل البلاد.

2- الحاجة إلى بعض المدارس الإسلامية لتدريس العلوم الإسلامية.

3- العمل على وحدة الصف.

4- الحاجة إلى الكتب الإسلامية باللغة المحلية.

5- تخصيص بعض المنح الدراسية لأبناء المسلمين بالسويد.

6- تكملة مشروع المركز الإسلامي في (استكهولم) والمركز الإسلامي في (مالمو).