الأقلية المسلمة في رومانيامقالات

موقع الإسلام

إحدى دول أوروبا الشرقية، تقع شمالي شبه جزيرة البلقان، يحدها الاتحاد السوفيتي "سابقا" من الشمال والشمال الشرقي، وبلغاريا من الجنوب، والمجر من الغرب، ويوغسلافيا من الجنوب الغربي والبحر الأسود من الشرق.



تبلغ مساحة رومانيا 237.500كم، ووصل عدد سكانها سنة 1408 هـ - 1988م 23.20.000 نسمة وعاصمتها بخارست، ومن مدنها براسوف، وكلوج، وقنسطنطة.



 



الأرض:

أرض رومانيا تتكون من جبال الكربات وهي كتلة تمتد وسط رومانيا، وفي الغرب أحواض سهلية أبرزها حوض ترانسلفانيا، وتجري خلاله بعض روافد نهر الدانوب، وفي القسم الجنوبي من رومانيا سهل والاشيا ويشرف على نهر الدانوب، حيث الحدود الفاصلة بينها وبين بلغاريا، وتتوسطه العاصمة بخارست، في القسم الشرقي من رومانيا سهل مولدافيا وتملؤه البحيرات والمنخفضات، ويطل على البحر الأسود.



 



المناخ:

مناخ رومانيا يتميز بشتاء طويل، وتنخفض درجة الحرارة إلى ما دون التجمد، ويتساقط الثلج، وتغزوها رياح باردة من الشمال، بينما تمنع جبال الكربات وصول الرياح المعتدلة إلى بعض المناطق في الشمال والوسط، وترتفع الحرارة في الصيف في المناطق المنخفضة، ويتساقط المطر وتزداد كميته في الغرب.



 



السكان:

يعيش معظم سكان رومانيا في المناطق السهلية في الجنوب والغرب وتقل كثافة السكان في جبال الكربات، وفي السهول الشرقية حيث المستنقعات، وتزداد الكثافة كذلك في مناطق الصناعة عند سفوح جبال الكربات، ويتكون السكان من عناصر عديدة، منهم الصرب، والكروات، واليونانيين، وأقليات تركية، وتترية، وألبانية، كما توجد بعض العناصر الأخرى من الأوكرانيين، والألمان والمجريين، والألبان، وينتشر الإسلام بين العناصر التركية، والتترية، والألبانية.



 



النشاط البشري:



تنتج رومانيا البترول والغاز الطبيعي، وكذلك الفحم، وإلى جانب هذا يستخرج النحاس والرصاص والزنك، وقد ساعد هذا على قيام العديد من الصناعات المتطورة مثل: الصناعات الحديدية، والمعادن الأخرى، والصناعات البتروكيميائية، وكذلك الصناعات الغذائية وصناعة المنسوجات، والإنتاج الزراعي يشغل مساحات واسعة، وإنتاجها من الحبوب يشمل القمح والشعير والذرة والأرز، غير أن الدولة كانت تسيطر على جميع عناصر الإنتاج، شأنها في ذلك شأن البلدان الشيوعية، وتوجد بها ثروة حيوانية لا بأس بها من الأبقار والأغنام.



 



كيف وصل الإسلام إلى رومانيا؟



بدأت الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة بجهود فردية، قام بها الأفراد في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وكان معظم الدعاة من العناصر التركية، وكان أول استقرار لأميرين من أمراء الأتراك السلاجقة عز الدين وساروسلطين سنة 661هـ - 1262م، وأقاما مع جيوشهما في بلدة باباداغ وباشرا الدعوة للإسلام في النطاق الساحلي الشرقي من رومانيا، وظلت الدعوة قائمة على جهود الأفراد مدة قرنين من الزمان، هاجر خلالهما العديد من الأتراك المسلمين إلى ما يعرف حاليا باسم رومانيا. وفي سنة (1814هـ - 1411م) استولى العثمانيون على منطقة دبروجة التي تشكل ساحل رومانيا، ثم فتح العثمانيون والاشيا في سنة (819هـ - 1416م) ثم ترانسلفانيا.



هكذا أصبحت الأراضي الرومانية تحت النفوذ العثماني، وذلك في حركة توسعية شملت البلقان وما يجاورها.



وأخذ الإسلام ينتشر بين سكان المناطق المفتوحة في معظم شرق أوروبا، وتغلب تسامح الإسلام على عصبية المسيحية، وتحولت أُسَر بل قرى ومدن بأكملها إلى الإسلام، وشهد القرن الهجري العاشر نهوضا بالدعوة الإسلامية في شرقي أوروبا، نتيجة تسامح الأتراك المسلمين، ونتيجة حرية العقيدة، ولقد فضلت شعوب هذه المنطقة الخضوع لحكم الأتراك على المسيحيين، وقد قبل ذلك أهل ترانسلفانيا في رومانيا، ففضلوا الحكم التركي الإسلامي على الخضوع لحكم أسرة هابسيرج المسيحية المتعصبة، وكذلك فعل أهل المجر، وشهد بذلك مقاريوس بطريق أنطاكية عندما شهد أعمال القسوة الفظيعة التي أوقعها البولنديون الكاثوليك بالمسيحيين الأرثوذكس، فذكر أن ضحايا هذه الأحداث كانوا ثمانين ألفا، وختم مقاريوس ما كتبه بقوله: (أدام الله بقاء دولة الترك، فهم يأخذون ما فرضوه من جزية ولا شأن لهم بالأديان)، هذه شهادة بطريق أنطاكية، وهي دليل واضح على تسامح المسلمين، لهذا اعتنق العديد من شعوب جنوب وشرق ووسط أوروبا الإسلام طواعية، برغم ما كتب من تشويه مغرض عن تاريخ الإسلام في هذه البلدان.



وهكذا ظل الإسلام في رومانيا بعد أن فتحها الأتراك في نهاية القرن التاسع الهجري وحتى الحرب العالمية الأولى، وبعد هزيمة الأتراك فيها تعرض المسلمون لألوان عديدة من الاضطهاد فهاجرت الآلاف منهم إلى تركيا هروبا من الاضطهاد العنصري حتى أصبح عدد المسلمين في رومانيا سنة (1346هـ - 1927م) مائتين وعشرين ألفا، ثم وصل عددهم بعد ذلك إلى مائتين وستين ألفا قبل الحرب العالمية الثانية، وبعدها عادت هجرة المسلمين من رومانيا مرة أخرى بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم واستيلاء روسيا وبلغاريا على أجزاء من رومانيا حتى وصل عددهم في سنة (1391هـ - 1971م) إلى 90 ألف نسمة، ويتكون المسلمون من الأتراك والتتار والغجر، ويقدر عددهم الآن بحوالي 160 ألف نسمة.



 



مناطق المسلمين:



يوجد المسلمون في شرقي رومانيا في منطقة دبروجة على ساحل البحر الأسود في مقاطعتي قنسطنطة، وتولسية وفي مدينة بخارست، وللمسلمين مفت في مدينة قنسطنطة غير أنه مسلوب النفوذ، وأهمل التعليم الإسلامي في ظل الحكم الشيوعي، ويعاني المسلمون في رومانيا كثيرا من المضايقات والتحديات، بسبب تمسكهم بعقيدتهم، وكانت أحوالهم قبل الحرب العالمية الثانية أفضل، حيث كانت لهم جريدة تصدر في مدينة قنسطنطة، ولقد حافظت بعض المناطق على أوضاعها الإسلامية وأسمائها مثل مدينة المجيدية في جنوب رومانيا على البحر الأسود، وباباداغ في الشمال.



 



المساجد:

في رومانيا 72 مسجدا من المساجد الأثرية القديمة منها مسجد هونكيار بني سنة 1278هـ - 1861م، ومسجد انادولكيوي، ومسجد باباداغ، ومسجد عصمهان، ومسجد همزجا.



 



التحديات:

تبرز عدة تحديات متمثلة في هيمنة الشيوعيين على الحكم، ومحاربتهم للعقيدة الإسلامية، بل للأديان عامة، فلقد صادر الشيوعيون أراضي الأوقاف، وألغوا المحاكم الشرعية، وأغلقوا المساجد والمدارس ثم التعصب المسيحي، فما زالت ظلاله تسيطر على العديد من أهل رومانيا، كذلك العداء التقليدي للأتراك، والمتطلبات تتمثل في بذل النفوذ السياسي من الدول الإسلامية التي لها صلة برومانيا لتحسين أحوال المسلمين، ثم إرسال الفقهاء لتبصير المسلمين بدينهم، ودعم الجالية الإسلامية ماديا وعلميا، وتقديم بعض المنح التعليمية لأبناء المسلمين، ولن يتحقق هذا إلا بعد الحصول من رومانيا على وعود بتحسين أحوال المسلمين وذلك بالطرق الدبلوماسية.



 



الجمعيات الإسلامية:



يرأس الطائفة الإسلامية المفتي ويساعده المجلس الإسلامي "سواري إسلام" ويتكون من 23 عضوا ومقر دار الافتاء والمجلس في مدينة قنسطنطة، وعدد الأئمة 140 إماما والمطلوب 170 إماما.



توجد جمعيات إسلامية بالمعنى المتعارف عليه في مناطق الأقليات المسلمة، والمساجد مغلقة بسبب عدم وجود الأئمة وتزيد على 30 مسجدا.



 



انهيار النظام الشيوعي:



لقد انهار النظام الشيوعي في رومانيا، وقتل شاوسيسكو رئيس رومانيا، وتغير الوضع في رومانيا، بل في الكتلة الشرقية، ونأمل أن يتحسن وضع المسلمين في ظل النظام الجديد.



 



الملتقى الأول لمسلمي أوروبا الشرقية:



عقد هذا الملتقى في 24/ 2/ 1412 هـ - 3/ 9/ 1991م، في مدينة سراييفو في جمهورية البشناق والهرسك في يوغسلافيا، وهو أول مؤتمر إسلامي من نوعه يعقد في أوروبا الشرقية وحضره عدد كبير من رجال الدين من أوروبا الشرقية ومن خارجها، وناقش المؤتمر مشاكل المسلمين في شرقي أوروبا خصوصا بعد سقوط النظام الشيوعي واتخذ الملتقى عدة قرارات وتوصيات منها:



1- يوصي الملتقى المسلمين في شرقي أوروبا بالتمسك بهويتهم الإسلامية.



2- يوصي الملتقى الهيئات الإسلامية في شرقي أوروبا بالعمل على تعميق أواصر الأخوة بين المسلمين في هذه البلاد.



3- يناشد الملتقى دول العالم والمنظمات العالمية العمل على وقف الحرب الدائرة في بعض مناطق يوغسلافيا.



4- يناشد المؤتمر الدول الإسلامية فتح قنصليات لها في مناطق تجمع المسلمين في دول البلقان.



5- يوصي الملتقى المنظمات الإسلامية والإنسانية مساعدة الشعب الألباني المسلم.



6- يوصي الملتقى جميع المنظمات بالاهتمام بمسلمي كوسوفو في محنتهم.



7- يدعو الملتقى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تمثيل المسلمين في كل دول شرقي أوروبا بعضوية المنظمة بصفة مراقب.



8- يناشد الملتقى جامعة الإمام محمد بن سعود بفتح معهد لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية لمسلمي شرقي أوروبا.



9- يدعو الملتقى المنظمات الإسلامية في المملكة العربية السعودية بفتح مكاتب لها في جمهورية البشناق والهرسك.



10- يدعو الملتقى المستثمرين والبنوك الإسلامية إلى المساهمة في إعمار المناطق الإسلامية في شرقي أوروبا، وتنمية أحوالها الاقتصادية.



11- يناشد الملتقى اليونسكو بإعادة إعمار وترميم التراث الثقافي والمعماري الإسلامي.



 



من قرارات المؤتمر:



1- مطالبة حكومات شرقي أوروبا بإعادة الأوقاف الإسلامية.



2- نقل المجلس الإسلامي لدول شرقي أوروبا إلى مدينة سراييفو.



3- العمل على فتح مكتب إعلامي لتوفير المعلومات عن المسلمين في شرقي أوروبا.



4- جعل هذا الملتقى مؤتمرا سنويا لمسلمي شرقي أوروبا.



5- تسمية أمانة دائمة للمؤتمر.



6- تكون مدينة سراييفو مقر الأمانة الدائمة للمؤتمر.



7- الإسراع بترجمة معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية إلى لغات دول شرقي أوروبا.

8 شخص قام بالإعجاب