دراسة عن ارتفاع نسبة المسلمين في أوروبامقالات

مترجم من مقال باللغة التركية

مقال مترجم من اللغة التركية

تمّ نشر المقالة يوم 30/2/2019م

بمرور الوقت، بات من الملحوظ ازدياد عدد المسلمين في أوروبا؛ ففي الثلاثين عامًا المقبلة - حتى وإن لم يكن هناك لجوء إلى أوروبا - فإنه من المنتظر ازدياد عدد المسلمين بنسبة قدرُها على الأقلِّ 4.6% . وفي المقابل فإن الأغلبية العظمى من الشعب الأوروبي من النصارى، وعددُهم في تناقص مستمرٍّ؛ بسبب أنَّ نسبة الولادات لديهم قليلة؛ لذلك فإن أوروبا بحاجة إلى استقطاب الهجرة إليها، وفي المقابل فإن الهجرة إلى أوروبا تُحضر معها تحدِّيات الاندماج والتوظيف.

وحسب مركز بيو للدراسات – الذي يُعَدُّ من المراكز الرائدة في مجال دراسة أحوال الشعوب - فإنّ عدد المسلمين في أوروبا خلال الثلاثين عامًا القادمة سوف يزداد بنسبة (4.6 - 7.4) بالمائة؛ وذلك وَفْقًا لبحثهم الْمُعَنْوَن بـ "ارتفاع نسبة المسلمين في أوروبا"، ومستقبل ازدياد عدد المسلمين في أوروبا، وقد انقسمت دراستهم إلى ثلاثة أقسام:

1-  تأثير الهجرة المتوسِّطة.

2- تأثير الهجرة العالية.

3- عدم الهجرة.

وأكبر سبب لازدياد عدد المسلمين في أوروبا حاليًّا هو أنّ غالبية المسلمين من الشباب، ونسبة الولادات لديهم كبيرة؛ فبالنسبة للسيناريو الثاني للبحث، فقد ذكر أنه إذا استمرَّت الهجرة المتوسِّطة إلى أوروبا، فإن نسبة المسلمين في أوروبا ستزيد بنسبة 11.2%، وبالنسبة للسيناريو الثالث، فإنه إذا استمرَّت الهجرة الكبيرة، التي حصلت بين أعوام 2014 و 2015م، فإنه سيزداد عدد المسلمين بنسبة 14%، وسوف تكون هناك علاقة مباشرة بين الهجرة المستقبلية وازدياد عدد المسلمين في أوروبا.

وإذا أخذنا ألمانيا مثالاً، فإنّ المسلمين هناك - ونسبتهم 6% - سوف يزداد عددهم بنسبة 20%، واعتمادًا على هذه النسبة، فإنّه بين كل خمسة أشخاص سيكون هناك شخص مسلم بينهم. واعتمادًا على الدراسة، فإنّ وجهة المسلمين الأولى هي ألمانيا، ونسبة أقلِّ ولادات في أوروبا هي ألمانيا، حيث نسبةُ الولادات فيها 1.5، وفي المقابل فإنّ نسبة ولادات المسلمين عالية، وهذا التحوُّل الذي من المرجَّح أن يحدث على المدى الطويل لصالح المسلمين في التركيبة السكانية الألمانية، يكشف عن أهمية قبول الحقيقة الإسلامية في ألمانيا.

وبالعودة لبحث مركز بيو للدراسات، وبين سنوات 2010 و 2017م، فإنّ 3.7 مليون مسلم قد هاجروا إلى أوروبا، و 2.5 مليون شخص منهم من فئة العمَّال والطلبة... إلخ، وكلهم من فئة المهاجرين النظاميين، وبالعودة إلى المهاجرين النظاميين فإنّ البلد الأكثرَ شعبيةً هي إنجلترا، كما أنّ 700 ألف من الذين هاجروا في هذه الفترة هم من اللاجئين، بالإضافة إلى ذلك يؤكِّد التقرير أنّ حوالي 160 ألف مسلم ذهبوا إلى أوروبا في السنوات السبع المذكورة قد غيَّروا دينهم وأصبحوا نصارى أو ملحدين.

    في حين أن عدد السكان المسلمين في أوروبا في تصاعد، فإن عدد السكان الأوروبيين المقيمين يتناقص تدريجيًّا بسبب معدَّل الولادات البالغ 1.6، ويجب أن يكون معدَّل الولادات على الأقل 2.1% حتى يتمَّ تحديث جغرافية المنطقة بدون هجرة، ومعدَّل الولادات لدى المسلمين في أوروبا هو 2.6%، ومن هذا المنطلَق فإن انخفاض معدَّل الولادات في أوروبا يسبِّب زيادة في مصاريف التقاعد، مع شيخوخة السكان، وانخفاض الإنتاج والعمالة.

ووَفْقًا لتقرير الشيخوخة الذي نشرته المفوضية الأوروبية؛ فإنّ معدَّل الإعالة للمسنِّين في أوروبا سيزداد مستقبلًا، واليوم فإنّ نسبة مقابلة السكان العاملين إلى العجائز، هي أربعة شباب مقابل كل شخص متقاعد، وهذا ما يجب أن يكون؛ ولكن التخمينات تشير إلى أنه في عام 2050م، فإنه لكل متقاعد سيكون هناك اثنان من العاملين.

وتشير الإحصاءات إلى أنّ أوروبا تحتاج إلى الشباب، في حين أنّ معدَّل الولادات في القارة الأوربية منخفضة للغاية، وتُعتبر الهجرة هي المخرجَ الوحيد الذي يُنعش التركيبة السكانية، ويجلب روحًا جديدةً للحياة.

وفي الواقع تُسهم ظاهرة الهجرة أيضًا في نموِّ النظام الاقتصادي الوطني بشكل عام على المدى الطويل، وتستند الادِّعاءات بأن المهاجرين يتركون السكان المحليين عاطلين عن العمل أيضًا بحيث لا يمكِنهم الحصول على عمل ثابت، ومع ذلك لا يوجد عدد محدَّد من الوظائف في المشاركة الاقتصادية كي يلتزم فيه الجميع بالعمل، فالمهاجرون لا يَسرقون وظائف السكان المحليين؛ بل هم في الواقع يزيدون الحجم الاقتصاديَّ في البلد. ومن الواضح في هذه المرحلة أن السكان المسلمين المقيمين والمهاجرين يمثِّلون فرصة مهمة لأوروبا، وفي الواقع مرة أخرى في دراسة مركز بيو للأبحاث يتبيَّن أن هناك وجهةَ نظر سلبية تُجاهَ المسلمين في المناطق التي يوجد فيها عدد قليل منهم، وأنّ النظرة لهم تكون إيجابية في المناطق التي يعيشون فيها بعدد أكبر.      وفي البحث لوحظ أيضًا وجود نظرة سلبية تُجاه المسلمين، وخاصةً في دول أوروبا الشرقية والجنوبية، والمجر وإيطاليا، وبولندا واليونان؛ أي: في المناطق التي يكون فيها عدد المسلمين منخفضًا نسبيًّا، وفي المناطق حيث يعيش معظم المسلمين في أوروبا - مثل فرنسا وألمانيا - يُرى أن النظرة السلبية التي تستهدف المسلمين أقلُّ نسبةً، على الرغم من مواجهة العديد من الأحداث المتطرِّفة

في أوروبا زيادة عدد السكان المسلمين يعني المزيد من النفوذ الإسلامي إلى حدٍّ ما، والزيادة في النفوذ الإسلامي يجلب معه امتحانًا جديدًا، ويحمل هذا الامتحان شعار (الوحدة في التنوُّع).

 وفي الحقيقة المسلمون هم ثاني أكبر مجموعة دينية في أوروبا، واليوم 5% من أوروبا مسلمون، ووَفْقًا لنتائج دراسة بيو، فإنّ هذا المعدَّل سوف يزداد تدريجيًّا في المستقبل، وسوف ينخفض عدد سكان أوروبا، الذين يبلغ عددهم حاليًّا 495مليون إلى 463مليون، وبعد 30 عامًا سيتضاعف عدد السكان المسلمين في أوروبا، والذي يبلغ 25 مليون نسمة إلى 75 مليون نسمة.

والهجرة هي حقيقة في العالم الحديث، وحقٌّ من حقوق الإنسان، فيجب على أوروبا إما رفع معدَّل المواليد، أو تحديد الهجرة على الأقلِّ بوضع سياسة هجرة متوسِّطة سليمة.

1 شخص قام بالإعجاب


شاهد أيضاً