بدأ الباحث حديثه في هذه الدراسة بأن النظرياتِ الإلحاديةَ الغربية نشأت في مواجهة الكنيسة، وأصبحت دراستها من صميم دراسات اللاهوت المسيحي الحديث أو المعاصر، وموضوع الدراسة فيه هو التمييز بين المواضيع الكبرى في اللاهوت: الله، المسيح، الكنيسة، الإنسان، نقد الماضي، نقد اللاهوت المدرسي، نقد اللاهوت الليبرالي.
وأشار الباحث إلى أن ميدان النظريات الفلسفية بشكل عامٍّ يتمحور حول أربعة اتجاهات، وهي: العلم والدين والمنطق والأخلاق، ثم تقوقع مفهومها حول الآلهة والبشر والطبيعة والوجود.
ثم تحدَّث الباحث عن تعريف النظريات الإلحادية بالتفصيل قديمًا وحديثًا، واختار في دراسته التعريف الذي يتمحور حول أقوال الملاحدة من أن الكون وُجِد بلا خالق، وأن المادَّة أَزَلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت، وأن المذاهب الدينية كلها أوهام، وأصبحت القاعدة العامة لدى الملاحدة: أن ما لم تُثبته التجربة العلمية يكون خاطئًا وتافهًا ومنقوصًا من أساسه.
ثم تحدَّث عن مراحل نشأة الإلحاد وتطوُّره في المجتمع الغربي، فتحدَّث عن النظريات الإلحادية في العصر اليوناني، وظهور الفرق الغنوصية في العصور الأولى للمسيحية، وظهور الشذرات الشكية في العصور الوسطى المسيحية، وظهور الدراسات النقدية وانتشارها في أواخر العصور الوسطى للمسيحية منذ القرن الرابعَ عَشَرَ، وانتشار المذهب اللاأدري، وظهور الإصلاح الديني.
ثم تحدَّث عن ظهور النظريات المادية والعقلية الإلحادية في المجتمع الغربي، وهو طور الإلحاد الأخير، وجَمَع السماتِ العامَّةَ لفكر النظريات الإلحادية الحديثة في أربعة أمور، هي: إنكار وجود الخالق، وأن وسائل المعرفة تنحصر في العلم التجريبي والحسِّي، وأنه لا وجود لغير المادَّة، وأنه يجب تنحية الدين في توجيه السلوك الإنساني وإحلال العلم أو العقل محلَّه للقيام بذلك.
واختتم الباحث دراسته بذكر أهمِّ النتائج والتوصيات.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.