تعليقات الأمير شكيب أرسلان على كتاب "مائة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية".
علَّق الأمير شكيب أرسلان على كتاب "حاضر العالم الإسلامي" لستودارد، وتكلَّم عن التعصُّب الأوروبي، وردَّ على تهمة التعصُّب الإسلامي، ونقل عن كتاب "التسامح الإسلامي" وكتاب "تاريخ البابوات"، وذكر أقوال بعض الأوروبيين في العرب والمسلمين وتسامحهم، ثم عرَّج على واقع النصارى في البلاد الإسلامية، وكيف أنهم عاشوا في أمان وسلام دون أيِّ أذًى.
وكنموذج على تعصُّب النصارى الأوروبيين، ذكر كتاب "مائة مشروع لتقسيم تركيا"، وعَرَضه عرضًا وافيًا، وهو دراسة وثائقية لحقبة طويلة من الصراع بين الإسلام وأوروبا.
والكتاب ليس كتاب تاريخ بقدر ما هو كتاب سياسي يخبرك عن مكنون العقل الغربي، وكيف يفكِّر ويدبِّر، وكيف يتابع مشاريعه الكَرَّةَ بعد الكرَّة حتى يصل إلى أهدافه.
وقد أحصى مؤلِّف هذا الكتاب مائة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية، في الفترة الممتدَّة ما بين (1281م-1913م) حوالي ستة قرون، تقدَّم بها سياسيون وقساوسة ومفكِّرون وأطباء يقترحون كيفية تقسيم بلاد الإسلام، وكانت أوروبا في أَوْج صراعاتها الداخلية عندما خطَّطت لهذه المشاريع، فكيف لو كانت موحَّدةً، أو تعيش بدون صراعات؟!
إن أول ما يلفت النظر في هذه المشاريع هذا الدأب الذي لا يمَلُّ ولا يكِلُّ، وهذا الإصرار رغم الفشل الذي أصاب الكثير منها، وهذه ميزة تُحسب لهم وإن كانت سيئةً بالنسبة لنا.
ومن الغرائب في هذه المشاريع أن بعض مقترحيها من المفكرين أو الفلاسفة الذين قد يُظنُّ لأول وهلة أنهم من الداعمين لحرية الشعوب ونصرة العدل.
ولم يكن المستهدَف في هذه المشاريع الدولة العثمانية فحسبُ؛ بل كان العالم الإسلامي بأسره؛ فإقليم مراكش - على سبيل المثال - لم يكن تابعًا للدولة العثمانية؛ ولكنه داخل في غنائم أوروبا. والأمير شكيب أرسلان لم يترجم هذا الكتاب ترجمة حرفية؛ بل لخَّصه وصاغه بأسلوبه المعهود المشهور؛ حيث إنه مولع بالتفاصيل التي يحشد فيها عشرات الأسماء والقصص.
والكتاب سيتيح الفرصة للقارئ لاكتشاف طريقة هؤلاء القوم في العمل من خلال متابعته للمشاريع الصليبية.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.