معالم في الحكمة في أساليب الدعوةمقالات

المستودع الدعوي الرقمي

من الأمور المهمة التي ينبغي على الداعية إلى الله تعالى أن يضعها نصب عينيه: تحقيق قوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فإذا سلك مسلك الحكمة في دعوته، فسيكون لذلك عظيم الأثر في نجاح دعوته واكتسابه الحكمة، والوصول إلى الغاية المطلوبة بإذن اللَّه تعالى.

والنبي صلى الله عليه وسلم هو أُسوتنا وقدوتنا، وإمام الدعاة إلى اللَّه، وقد سلك هذا المسلك، فنفع به العباد، وأنقذهم به من الشرك إلى التوحيد، وكان لسياسته الحكيمة عظيم النفع والأثر في نجاح دعوته، وإنشاء دولته، وقوة سلطانه، ورفعة مقامه، ولم يعرف في تاريخ السياسات البشرية أن رجلاً من الساسة المصلحين في أي أمة من الأمم كان لـه مثل هذا الأثر العظيم، ومَن مِن المصلحين المبرزين – سواء كان قائداً محنكاً، أو مربياً حكيماً – اجتمع لديه من رجاحة العقل، وأصالة الرأي، وقوة العزم، وصدق الفراسة، ما اجتمع في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ ولقد برهن على وجود ذلك فيه: صحة رأيه، وصواب تدبيره، وحسن تأليفه، ومكارم أخلاقه، صلى الله عليه وسلم.

وهذه ومضات تتضمن بيانًا لأصول عامة، وقواعد كلية، يكون بها الداعية إلى الله تعالى سالكًا سبيل الحكمة في الدعوة:

المَعْلَم الأول: الداعية إلى الله تعالى يتحرى أوقات الفراغ والنشاط عند المدعويين:

فإنه بذلك يمنع وصول مكدرات الملل والسآمة إلى نفوسهم، فيفوتهم من الإرشاد والتعليم النافع، والنصائح الغالية الشيء الكثير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة كراهة السآمة عليهم، فعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا). أخرجه البخاري برقم (68، 2821).

قال النووي: (في هذا الحديث الاقتصاد في الموعظة لئلا تملها القلوب فيفوت مقصودها). (شرح النووي على مسلم) (17/164).  

وقال العيني: (كان صلى الله عليه وسلم يتعهدهم ويراعي الأوقات في وعظهم ويتحرى منها ما كان مظنة القبول، ولا يفعله كل يوم لئلا يسأم). (الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع) (2/57).   

ولهذا طبق الصحابة هذه السياسة، فقد كان عبد اللَّه بن مسعود يذكِّر الناس في كل خميس، فقال لـه رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا. أخرجه البخاري برقم (70).

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يجعل يوم الخميس من كل أسبوع موعدًا ثابتًا له للتحدث إلى الناس. (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/57).

ولم يتفرد ابن مسعود وأبو هريرة رضي الله عنهما دون الصحابة بهذا، بل كان ذلك سمة بارزة فيهم، رضوان الله عليهم أجمعين، فهذا عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: (أيها الناس لا تبغضوا الله إلى عباده، فقيل كيف ذاك أصلحك الله؟ قال يجلس أحدكم قاصًا فيطول على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه، ويقوم أحدكم إمامًا فيطول على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه).

وقالت عائشة رضي الله عنها لعبيد بن عمير: (إياك وإملال الناس وتقنيطهم). (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/128).

وكان الزهري يقول: (إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب). (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/128).

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تُنَفِّروا). أخرجه البخاري برقم (69)، ومسلم برقم (1734).

وينبغي للداعية أن يتفرس في وجوه الحاضرين فإذا رأى إقبالًا تكلم، وإلا أمسك، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (حدث القوم ما أقبلت عليك قلوبهم، فإذا انصرت قلوبهم فلا تحدثهم، قيل له: ما علامة ذلك؟ قال: إذا حدقوك بأبصارهم فإذا تثاءبوا، واتكأ بعضهم على بعض فقد انصرفت قلوبهم فلا تحدثهم). (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (1/330).

المَعْلَم الثاني: الداعية إلى الله تعالى يراعي قاعدة المصالح والمفاسد (لكل مقام مقال):

إن الداعية إلى تعالى كالطبيب إن رأى موضعًا للدواء أعطى، وإلا أمسك، وإن تفاوت عقول الناس ومداركهم يحتمان على الداعية أن يراعي ذلك في مخاطبته للمدعويين، فلا يخاطبهم بما لا تحتمله عقولهم، وتدركه أفهامهم،  وكما يقال: رعاية مقتضى الحال قاعدة الحكيم.

إن موضوعًا من المواضيع قد يتطرق له دعاة كثيرون ترى لكلام بعضهم صدى في القلوب وأثرًا في النفوس، والبعض الآخر لا ترى لكلامه وزنًا ولا أثرًا، بل إن بعضًا منهم قد يشوش على العقول بما يحدث لهم من بلبلة في الأفكار، وتصادم في الآراء، ما السبب الذي أدى إلى اختلاف النتيجة؟

السبب معروف! وهو أن الداعية الأول قد دعا إلى الموضوع بأسلوب جميل، وخاطب الناس على قد ما تحتمله عقولهم، وراعى في ذلك ظروفهم، وأحوالهم وبيئتهم، وعرض الموضوع بطريقة مناسبة ملائمة.

إن من أول ما يجب على الداعية مراعاته في مخاطبة الناس أن يخاطب كل قوم بما يعقلون ويفهمون، حتى تستوعب عقولهم ما يقوله لهم، وحتى لا يحدث فتنة وخللا، وحتى لا تحدث أمور لا تحمد عقباها.

قال الله تعالى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ). قال البخاري: (الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره).

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام اجتناباً لفتنة قوم كانوا حديثي عهد بجاهلية، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (يا عائشة، لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت لـه بابين: باباً شرقيّاً، وباباً غربيّاً، فبلغت به أساس إبراهيم). البخاري برقم (1586)، ومسلم برقم (1333).

وفي رواية: (إن قومك قصرت بهم النفقة)، قلت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: (فعل ذلك قومك لِيُدخِلوا من شاءوا، ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه بالأرض) البخاري برقم (1584)، ومسلم برقم (1333).

وهذا يدل الداعية على أن المصالح إذا تعارضت، أو تعارضت مصلحة ومفسدة، وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بُدِئَ بالأهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن نقض الكعبة وردها إلى ما كانت عليه من قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم مصلحة، ولكن تعارضه مفسدة أعظم منه، وهو خوف فتنة بعض من أسلم قريباً، وذلك لما كانوا يعتقدونه من فضل الكعبة، فيرون تغييرها عظيماً، فتركها صلى الله عليه وسلم لدفع هذه المفسدة.

وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة).

وقال أيوب السختياني: (لا تحدثوا الناس بما لا يعلمون فتضروهم).

وقال وهب بن منبه: (ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطباخ الحاذق يعمل لكل قوم ما يشتهون من الطعام).

المَعْلَم الثالث: الداعية إلى الله قدوة للناس وأسوة فهو يقابل السيئة بالحسنة:

الداعية إلى الله تعالى يتألف الناس بالعفو في موضع الانتقام، والإحسان في مكان الإساءة، وباللين في موضع المؤاخذة، وبالصبر على الأذى، فكان يقابل الأذى بالصبر الجميل، ويقابل الحمق بالحلم والرفق، ويقابل العجلة والطيش بالأناة والتثبت.

وهذا من أعظم ما يجذب المدعوين إلى الإسلام والاستقامة والثبات، وبمثل هذه المعاملة الحسنة جمع النبي صلى الله عليه وسلم قلوب أصحابه حوله، فتفانوا في محبته والدفاع عنه، وعن دعوته بمؤازرته ومناصرته.

وقد مدح اللَّه رسوله، وأمره بالعفو والصفح والاستغفار لمن تبعه من المؤمنين: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).

إن للقدوة في عملية التربية أثرًا عظيمًا، فهي من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وأكثرها فاعلية، ذلك أن لسان الحال أفضل من لسان المقال، فالقول إن لم يصدقه العمل، وخاصة من الدعاة الذين نصبوا أنفسهم لهذا المقام السامي يعتبر في الحقيقة تضييعًا لقيمة هذا القول أيًا كان مبناه، واستخفافًا بالمعاني التي حواها ذلك القول، ولو كانت من عيون المعاني وكرائمها.

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). قال قتادة: (أي: قادة في الخير، ودعاة هدى، يؤتم بنا في الخير).

وقال ابن القيم: (علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا! قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقًا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطاع الطرق). (الفوائد) (ص61).

المَعْلَم الرابع: الداعية إلى الله يستر وينصح ولا يهتك ويُعيِّر:

إن النصح بالتعريض دون التصريح أحد العوامل الحساسة المهمة لنجاح الداعية في دعوته، فالنفوس البشرية مجبولة على الأنفة والكبر والاعتداد بالذات، فهي لا تحب أن يواجهها أحد كائنًا من كان بعيوبها صريحةً مكشوفةً، لأنها تعتبر ذلك إهانة لها وتحقيرًا فتلجأ إلى العناد والمحادة والمشاقة، ولا سبيل إلى كسر هذا إلا التعريض في النصح، فإن التعريض في النصيحة يكون أوقع في النفس، وأكثر إرضاء لغرور المدعو وأنفته وشعوره بكرامته، وأوفق لظروف الحال، فيقبل النصيحة، ويعمل بها، لأنه أخبر بعيبه بطريقة غير مباشرة، وبدون أن يفطن به أحد، فيحاول علاج نفسه وإصلاحها.

قال الزركشي: (ووجه حُسْنِه  - أي التعريض - ظاهر، لأنه يتضمن إعلام السامع على صورة لا تقتضي مواجهته بالخطاب المنكر، كأنك لم تَعْنِه، وهوأعلى محاسن الأخلاق، وأقرب للقبول، وأدعى للتواضع). (البرهان في علوم القرآن) (3/313).

وقال الطيبي: (ووجه حسنه: إسماع من يقصد خطابه الحق على وجه يمنع غضبه إذا لم يصرح بنسبته للباطل، والإعانة على قبوله إذ لم يرد له إلا ما أراد لنفسه). (معترك الأقران) للسيوطي (2/292).

فالتعريض إذًا يؤدي الغرض المطلوب والهدف المقصود من النصيحة، وهو قبول النصيحة مع تأليف القلوب وعدم نفرتها، ولذا فلا عجب أن قال الزمخشري: (يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح). (الكشاف) للزمخشري (3/116).

هذا وقد جعل الإمام الغزالي: (من دقائق صناعة التعليم أن يزجر المتعلم عن سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن ولا يصرح، وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ، فإن التصريح يهتك حجاب الهيئة ويورث الجرأة على الهجوم بالخلاف ويهيج الحرص على الإصرار). (إحياء علوم الدين) (1/52).

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلك هذا الأسلوب الحكيم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه، فيتنخع أمامه، أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد فليفعل هكذا)، ووصف القاسم فتفل في ثوبه، ثم مسح بعضه على بعض. أخرجه مسلم برقم (550).

وفقد صلى الله عليه وسلم ناساً في بعض الصلوات، فقال: (والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم أخالف إلى رجالٍ يتخلفون عنها فأحرق عليهم بيوتهم). البخاري رقم (644)، ومسلم رقم (651).

وقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة)، فاشتد قوله في ذلك حتى قال: (لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم). أخرجه البخاري برقم (750).

وصنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد اللَّه، ثم قال: (ما بال أقوام يتنزهون عن شيءٍ أصنعه، فواللَّه إني لأعلمهم باللَّه وأشدّهم لـه خشية). البخاري برقم (6101)، ومسلم برقم (2356).

وقال: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). مسلم برقم (1401).

وبلغه شرط أهل بريرة رضي الله عنها أن الولاء لهم بعد بيعها، ثم خطب الناس فقال: (ما بال أناس يشترطون شروطاً ليست في كتاب اللَّه، من اشترط شرطاً ليس في كتاب اللَّه فليس لـه، وإن شرط مائة مرة، شرط اللَّه أحق وأوثق). البخاري (2561)، ومسلم (رقم (1504).

وهذا يدل الداعية على أن من الحكمة عدم مواجهة الناس بالعتاب ستراً عليهم ورفقاً بهم، وتلطفاً.

والداعية يستطيع أن يوجه العتاب عن طريق مخاطبة الجمهور إذا كان المدعو المقصود بينهم ومن جملتهم، وهذا من أحكم الأساليب.

فهذه أصول يجدر بالداعية إلى الله تعالى أن يراعيها بدعوته، رجاء أن يصيب أمر الله تعالى إذ قال: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لذلك.

المراجع:

  1. الحكمة والموعظة الحسنة وأثرهما في الدعوة إلى الله: أحمد المورعي.
  2. مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة: سعيد بن وهف القحطاني.
  3. مفهوم الحكمة في الدعوة: د. صالح بن عبد الله بن حميد