الحوار وسيلة مثلى للدعوة إلى الله تعالى، شرعها الله في كتابه الكريم، وذكر فيه صوراً كثيرة من الحوار، إذْ حاور هو سبحانه بعضاً من خلقه حواراً مباشراً كحواره الملائكةَ الكرامَ بشأن خلق آدم، وحواره لإبليس بشأن السجود لآدم عليه السلام
إن الحوار وسيلة مثلى للدعوة إلى الله تعالى، شرعها الله في كتابه الكريم، وذكر فيه صوراً كثيرة من الحوار، إذْ حاور هو سبحانه بعضاً من خلقه حواراً مباشراً كحواره الملائكةَ الكرامَ بشأن خلق آدم، وحواره لإبليس بشأن السجود لآدم عليه السلام، وحواره مع إبراهيم عليه السلام بشأن إحياء الموتى، ومع موسى عليه السلام بشأن رؤيته سبحانه، ثم قصّ ذلك في القرآن الكريم ليأخذ منه المؤمنون العبرة والنفع في دينهم ودنياهم. إن الحوار سنة إلهية وفطرة فطر الله تعالى عليها خلقه، فلا يهمله إلا مخالف للفطرة التي فطره الله عليها، ونعني بالإهمال هنا عدم استنفاد الوسع في حل المشكلات بالحوار واللجوء قبل ذلك إلى القوة، كما حدث ولا يزال يحدث في هذا العالم المليء بالصراع، الخاوي من ثقافة الحوار والتسامح في كثير من صراعاته وخلافاته المتزايدة يوماً بعد يوم، خاصة مع تعقد المصالح وتشابكها وزيادة القوة الفتاكة في أيدي الناس، وهي أخطار تهدد البشرية تهديداً خطيراً. وقد شرع الله تعالى لأنبيائه عليهم السلام على مرّ التاريخ محاورةَ أقوامهم بالحسنى، وقصّ بعضاً من ذلك في كتابه الكريم، وتضمنت تلك الحوارات أسس العقيدة الوحيدة التي شرعها الله لعباده أولهم وآخرهم، إنسهم وجنهم وهي عقيدة الإسلام الذي لا يقبل الله من الناس يوم الحساب غيره. وذكر الله تعالى أطرافاً من حوارات الخير والشر على مرّ التاريخ، كالحوار بين المؤمنين والكافرين، والحوار بين المؤمنين والمنافقين وغير ذلك.. وهكذا نجد أسلوب الحوار وسيلةَ دعوة إلى الله، وقد جاء واضحاً بيّنَ المعالم في القرآن الكريم. والحوار أنواع وفنون، ولكن أصله أن يكون ثمة طرفان يتداولان الحديث حول مسألة ما أو قضية، فيجري بينهما كلام حول تلك المسألة أو القضية، هذا الكلام هو الحوار، أيّاً كان موضوعه أو أطرافه، إنه عملية لغوية تواصـلية. ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الحوار أساساً لنشر دعوته، إذْ خرج إلى الناس يكلمهم ويحاورهم، ولقي من الأذى ما كان حرياً أن يمنع كثيراً غيرَه من الاستمرار في الدعوة، لكنه كان مكلفاً بذلك مأمـوراً بالصبر واحتمال الأذى، وهكذا حاور قريشاً رجالاً ونساء، أفراداً وجماعات، ثم حاور من لقي من العرب خارجاً إليهم في المواسم عارضاً نفسَه عليهم ليحموه حتى يبلّغ عن الله تعالى، وبعد هجرته صلى الله عليه وسلم اتسع نطاق محاوراته. الحوار وسيلة مثلى للدعوة إلى الله تعالى، شرعها الله في كتابه الكريم، وذكر فيه صوراً كثيرة من الحوار، إذْ حاور هو سبحانه بعضاً من خلقه حواراً مباشراً كحواره الملائكةَ الكرامَ بشأن خلق آدم، وحواره لإبليس بشأن السجود لآدم عليه السلام
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.