بدأ المؤلف حديثه عن الميادين الثلاثة التي تعمل فيها الدعوة الإسلامية، وهي:
1) دعوة الخلق إلى الحق، وذلك بتقديم جوهر التوحيد، ومسؤولية الإنسان والتزامه الأخلاقي، وجزائه الأخروي إلى كل إنسان.
2) تصحيح المفاهيم ودحض السموم المطروحة في الفكر الإسلامي بهدف تقديم مفهوم غير كامل وغير جامع إلى المسلمين أنفسهم، وذلك بالكشف عن حقيقة الإسلام بوصفه دنيا ونظام مجتمع.
3) العمل على تحرير الأقليات الإسلامية وحماية الجماعات الإسلامية المتناثرة في مختلف الأقطار والقارات.
ثم تحدث عن أنه رغم نقص المقدَّرات اللازمة لنشر الدعوة وتقصير المسلمين في البذل من أجل إعلاء كلمة الله في سائر الآفاق، فقد انتشر الإسلام بقوَّته الذاتية خلال القرن الرابع عشر حتى وصل إلى مختلف الأراضي البعيدة في القارات الخمس، فأثبت ذلك حاجة الإنسانية وتطلُّعها إلى ذلك الضوء الكاشف بعد أن فشلت الأيديولوجيات في أن تحقق للبشرية شيئا ذا بال، وعلى المسلمين الآن أن يعملوا بجدٍّ لنقل هذه الجماعات التي أسلمت إلى فهم الإسلام حق الفهم، وتطبيقه تطبيقًا صحيحًا.
وتحدَّث المؤلِّف عن أن المسلمين جميعًا مكلَّفون بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن على الدعاة البررة المخلصين أن يبذلوا جهودهم لنشر الإسلام ودفع الشبهات عنه، وإيصال صوت الإسلام إلى كل مكان؛ لا سيما أن الجو مهيأ الآن لدعوة الناس إلى الإسلام، وإلى القرآن معجزته المستمرة، وأن تشريعه صالح لكل عصر، وعظمته في عقيدته ونظامه، وقدرته على التفاعل والتأثير والعطاء المتجدِّد، بعد أن فشلت المناهج الغربية والماركسية في بلادها قبل أن تفشل في محاولة تطبيقها في بلاد الإسلام، حتى إن كثيرًا من مثقَّفي الغرب يتطلَّعون إلى أفق جديد من آفاق الضوء الكاشف، بعد أن عجزت المسيحية والبوذية وغيرها على أن تقدِّم لهم ذلك الضوء.
وقد حثَّ المؤلِّف الدعاة في آخر كتابه على الاهتمام بالشباب المسلم، ودعم ثقافته الإسلامية، وإعداده بالعلم والمعرفة، وتوجيهه توجيهًا صحيحًا؛ ليكون عضوًا مؤثِّرًا في المجتمع، ولَبِنة صالحة في الوطن.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.