دولة ساموا المستقلة (ساموا الغربية، أو ساموا الألمانية سابقاً): هي دولة تضم القسم الغربي من جزر ساموا في جنوبي المحيط الهادئ، نالت استقلالها عن نيوزيلندا عام 1962، والجزيرتان الرئيسيتان فيها هما أوبولو وسافاي، وهما من أكبر الجزر البولينيزية، وتقع عاصمتها أبيا ومطار فاليولو الدولي على جزيرة أوبولو، وقد كانت جزر ساموا جميعها - مع ساموا الأمريكية - تدعى بجزر الملاحين من قبل المستكشفين الأوروبيين قبل القرن العشرين، بسبب مهارة السامويين الملاحية، وتبلغ مساحة ساموا المستقلة 2842 كلم2، ويتجاوز عدد سكانها 218,764 نسمة، وهي تنقسم إلى ضواحٍ بدأ العمل بنظامها قبل مجيء الاستعمار الأوروبي، ولكل ضاحية منها "قرية عاصمة" تقوم بإدارة شؤونها.
حدث أول تواصل بين السامويين والأوروبيين في القرن الثامن عشر، وكان الهولندي جاكوب روجفين أول أوروبي أبصر جزر ساموا سنة 1722, ثم تبعه المستكشف الفرنسي لويس أنتون دي بوجانفيل، واستمر تواصل الأوروبيين مع هذه الجزر بشكل محدود حتى عام 1830 حينما بدأ المنصرون والتجار الإنجليز بالقدوم إليها، وقد بدأ العمل التنصيري هناك في نهاية عام 1830، بقيادة جون ويليامز المنتمي إلى جمعية لندن للتبشير، ومع استمرار المنصرين في عملهم انتشرت ديانتهم في تلك المناطق، وتم تنصير معظم سكان ساموا.
وحدثت في القرن التاسع عشر حرب أهلية في ساموا، استمرت 8 أعوام، وقد أرسلت بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة القواتِ والعتاد إلى محالفيهم السامويين في تلك الحرب، وكان نشوب حرب واسعة النطاق يبدو أمراً وشيكاً، إلا أن عاصفة دمرَت جميع السفن، مما أدى إلى إنهاء الصراع العسكري.
ومع مطلع القرن العشرين، قسمت جزر ساموا إلى قسمين وفقاً لمعاهدة ترايباتيت، فتم إعطاء القسم الشرقي من الجزر للولايات المتحدة، وهي تعرف الآن باسم جزر ساموا الأمريكية، أما القسم الغربي، والذي تفوق مساحته الجزء الشرقي بنسبة كبيرة، فقد أصبح يعرف بساموا الألمانية بعد أن تخلت بريطانيا عن جميع حقوقها في ساموا مقابل تنازل ألمانيا عن حقوقها في جزر تونغا وعن مناطق معينة في غرب إفريقيا وجزر سليمان، ثم أصبحت نيوزيلندا وصية على ساموا بعد إنشاء عصبة الأمم، حيث عدت ساموا دولة خاضعة للانتداب.
ساموا أرخبيل مثمر وخصب ومنتج، ومناخها استوائي موسمي، مع متوسط درجات حرارة سنوية 26.5 درجة مئوية، ويرتكز اقتصادها على المعونات الإنمائية والتحويلات المالية العائلية الخاصة من الخارج والصادرات الزراعية، وتستخدم الزراعة ثلثي القوى العاملة، وتوفر 90% من الصادرات، إضافة إلى مصنع كبير للأسلاك.
ويتشارك شِقَّا ساموا في اللغة الساموية والعرق، إلا أن ثقافتهما اتخذت مسارين مختلفين؛ حيث يهاجر الكثير من سكان ساموا الأمريكية إلى هاواي وأراضي الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية ويتأثرون بثقافتهم وتقاليدهم، أما السامويون الغربيون، فقد نزعوا إلى الهجرة إلى نيوزيلندا وتأثروا بهم.
وتبلغ نسبة أحفاد السكان الأصليين 92.6% من إجمالي سكان ساموا، إضافة إلى 7% من اليورونيزيين (نسب مختلط أوروبي بولينيزي)، و0.4% من الأوروبيين، ويعيش حوالي ثلاثة أرباع السكان في الجزيرة الرئيسية أوبولو، ومنذ أن تم تنصير غالبية السكان مع قدوم المستعمرين، ما تزال النصرانية هي الديانة التي يتبعها غالبية السكان حتى اليوم، بنسبة 98%، وهم يتبعون كنائس متعددة، ويجمعون بين النصرانية وبين معتقدات السامويين وطقوسهم القديمة، وعلى الرغم من دعم حرية الانتساب إلى الأديان في هذه الدولة، بالتوازي مع عدم تفضيلها للتعليم الديني، فإن سياسة التعليم هناك تجعل تعليم الديانة النصرانية إلزاميًّا في المدارس الابتدائية العامة، واختياريًّا في المدارس الثانوية العامة، ويسمح لكل مجموعة دينية بإنشاء مدارسها الخاصة.
وفي ساموا المستقلة أعداد صغيرة من الهندوس والبوذيين والبهائيين واليهود، وهناك مجتمع صغير من المسلمين، له مسجد واحد، ويعود تاريخ وصول الإسلام إلى ساموا إلى ما قبل عام 1985، عندما قدم إليها عدد من العمال المسلمين للعمل في مؤسسات الحكومة أو برنامج الأمم المتحدة، ولكن عددهم كان ضئيلًا فلم يؤثروا على السكان المحليين، وفي منتصف الثمانينيات بدأت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالعمل الدعوي في المحيط الهادئ، فاعتنق بعض السامويين الدين الإسلامي، ووفقاً لتعداد عام 2001، كان عدد مسلمي ساموا 48 مسلماً، أو 0.03٪ من مجموع السكان، ثم ارتفع هذا العدد إلى 61 مسلمًا (0.04٪) وفقاً لتعداد عام 2006، وذكرت التوقعات أن عددهم سوف يصل إلى 73 مسلماً بحلول عام 2020.
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان دولة ساموا المستقلة 193,228 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
يبلغ عدد المسلمين في دولة ساموا المستقلة <10,000 شخص وبنسبة < 1.0% من إجمالي السكان