تابع محتوى الدولة
جزر توركس وكايكوس: مجموعتان من الجزر التي يبلغ عددها نحو 30 جزيرة (8 كبيرة مأهولة، وأكثر من 22 صغيرة)، تقع في منطقة جزر الهند الغربية، على مسافة 145كلم من جمهورية الدومينيكان، وحوالي 1000 كلم من ميامي الأمريكية، وهي متاخمة جغرافيًّا لجزر الباهاما، ويفصل ممر كايكوس جزر كايكوس عن أقرب جزر الباهاما إليها، ويفصل جزر توركس عن جزر كايكوس ممر جزيرة توركس.
وتشكل مجموعتا الجزر هاتان محميةً ضمن رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، وعاصمتها كوكبرن تاون، ويزيد عدد سكانها على 45000 نسمة، يعيش أكثر من أربعة أخماسهم في ثلاث جزر: كايكوس الجنوبية، وغراند ترك، وبروفيدنسياليس (بروفو)؛ وهي أكثر هذه الجزر اكتظاظاً بالسكان، إذ يزيد تعداد سكانها على 23.700 نسمة.
يقال إن مكتشف جزر توركس الكبرى هو كولوموبس عام 1492م، ومع ذلك يرجح البعض أن مكتشف هذا الأرخبيل هو المستكشف الإسباني خوان بونثي دي ليون عام 1512، وقد بقيت زمناً طويلًا خالية من السكان، بسبب استعباد السكان الأصليين من قبل الإسبان وتهجيرهم للعمل لصالح مشاريع إسبانيا الاستعمارية، وجاء بعد العبودية سبب آخر وهو انتشار بعض الأمراض الخطيرة في هذه الجزر، وقد أصبحت خالية من السكان منذ عام 1513 وحتى القرن السابع عشر.
ومنذ منتصف القرن السابع عشر، بدأ جامعو الملح البرموديون بزيارة هذه الجزر بشكل موسمي، ثم استقروا فيها لاحقاً مع عبيدهم الأفارقة، ولعدة عقود في مطلع القرن الثامن عشر؛ كانت هذه الجزر مخابئ شهيرة للقراصنة، واستولى الفرنسيون عليها خلال الحرب الأنجلو-فرنسية (1778-1783)، ولكن تم التأكيد لاحقاً على أنها مستعمرة بريطانية بموجب معاهدة باريس (1783)، كما جُلب الكثير من العبيد الأفارقة إليها بعد حرب الاستقلال الأمريكية (1775-1783) للعمل في زراعة القطن، ثم في صناعة الملح، ومع العمل الذي كان يقوم به العبيد الذين تم جلبهم قسراً من إفريقيا أو جزر الكاريبي؛ سرعان ما تجاوزت أعدادهم وأهاليهم أعداد المستوطنين الأوروبيين، وفي عام 1799 ضمت بريطانيا مجموعات جزر توركس وكايكوس لتكون جزءًا من جزر البهاما، وفي عام 1959 تم تعيين هذه الجزر كمستعمرة منفصلة يحكمها حاكم مستعمرة جامايكا البريطانية، ثم أصبحت مستعمرة تابعة للتاج البريطاني.
تتميز هذه الجزر بمناخ السافانا الاستوائية، فعادة ما يكون الطقس فيها مشمساً وجافًّا نسبيًّا، ولكنها تعاني من الأعاصير المتكررة، ومن مواردها الطبيعية الأساسية: جراد البحر الشوكي والمحار، وهي تعتبر نقطة تنوع بيولوجي، ففيها أنواع مهمة من السحالي والثعابين والحشرات والنباتات والكائنات البحرية، إضافة إلى كونها منطقة لتكاثر الطيور البحرية.
اشتق اسم كايكو "Caico" من عبارة Lucayan caya hico التي تعني "سلسلة من الجزر"، أما اسم توركس "Turks" فهو مأخوذ من اسم أحد أنواع الصبار القزم Turk's cap cactus / Melocactus intortus، وهذا النبات يشبه رأسُه الأحمر الطربوشَ الذي كان يرتديه الأتراك العثمانيون، وكان السكان الأوائل لهذه الجزر هم شعب التاينو من الهنود الحمر (الأراواك) الناطقين بلغة الأراواك، والذين عبروا إليها من هيسبانيولا في وقتٍ ما بين سنة 500 وسنة 800م.
من الناحية العرقية، ينقسم شعب هذه الجزر إلى غالبية من الأفارقة (87%)، وأوروبيين (7.9%)، ومختلطين (2.5%)، إضافة إلى (1.3%) من مناطق "الهند الشرقية"، و0.7% غيرهم، واللغة الرسمية لها هي الإنجليزية، ولكن السكان يتحدثون أيضاً بلغة كْرِيول تشبه لغة الكريول الباهامية.
أما من الناحية الدينية، فإن غالبية السكان يتبعون عدة طوائف نصرانية (86%)، والبقية يتبعون أدياناً أخرى، وعدد المسلمين هناك قليل جدًّا، إذ يشير مقال بعنوان "Muslims in the Turks & Caicos Islands" إلى أن هناك ما يقدر بنحو 50 مسلماً يعيشون فيها، وإلى أنهم من خلفيات ثقافية متنوعة، والعديد منهم من القارة الإفريقية، وأن هناك تواصلًا مع جميع المسلمين والمهتمين بالإسلام في هذه الجزر.
ويصل عدد مسلمي هذه الجزر في موقع جمعية المسلمين في جزر توركس وكايكوس "Turks and Caicos Muslim Association" إلى 60 مسلماً، وأوضح الموقع أنهم قادمون من إفريقيا والشرق الأوسط وإندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى المسلمين المحليين، وقد بدأت صلاة الجماعة على هذه الجزر منذ شهر رمضان 1430هـ، وذلك بإقامة صلاة الجمعة في أحد منازل المسلمين، وفي عام 2021 قدم أحد ملسمي الجزيرة مكاناً في الطابق العلوي من مقر عمله لاستخدامه كمسجد، وهو يعتبر المسجد الوحيد في هذه الجزيرة، وقد التزم السكان المسلمون بممارسة شعائرهم، وبدؤوا بالاجتماع في المسجد الجديد بعد تخصيصه للمسلمين.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.