سينت مارتن: دولة تابعة لهولندا، تشمل النصف الجنوبي من الجزيرة الكاريبية سانت مارتن، في حين أن الجزء الشمالي منها يتبع فرنسا، عاصمتها فيليبسبورغ، وكانت تعرف قبل 10 أكتوبر 2010 باسم جزيرة أرض سينت مارتن، وهي جزء من خمس جزر تسمى بجزر الأنتيل الهولندية، وقد وصل تعداد سكانها إلى 42,846 نسمة، وتبلغ مساحتها 34 كلم2.
تاريخيًّا، أصبحت هذه الجزيرة محوراً لتنافس القوى الأوروبية، ولا سيما فرنسا وبريطانيا وهولندا، بينما أراد الفرنسيون استعمار الجزر الواقعة بين ترينيداد وبرمودا، وعندما وجدها الهولنديون في منتصف الطريق بين مستعمراتهم، كانت أعداد السكان الأصليين (الهنود الحمر) قد بدأت تنخفض بشدة، وكانت وفياتهم تزداد بسبب بعض الأمراض، وقد بنى الهولنديون حصن أمستردام على هذه الجزيرة عام 1631، ثم بدأت شركة الهند الغربية الهولندية بتعدين الملح هناك، ولتعزيز عمل مزارع القطن والسكر وغيرهما؛ بدأ الفرنسيون والهولنديون في جلب أعداد كبيرة من العبيد الأفارقة الذين سرعان ما تجاوزوا عدد الأوروبيين الذين أصبحوا مالكي هذه الأرض، وقد تعرض أولئك العبيد للمعاملة القاسية، فقاموا بحركات تمرد، وقد كانت أعدادهم الكبيرة تجعل من المستحيل تجاهل مخاوفهم، ثم ألغى الفرنسيون العبودية في مستعمراتهم بما في ذلك الجانب الفرنسي من سانت مارتن عام 1848، فاحتج العبيد في الجانب الهولندي من الجزيرة، وهددوا باللجوء إلى الجانب الفرنسي، فقامت السلطات الهولندية المحلية بتحرير عبيد المستعمرات، وفي عام 1863 ألغى الهولنديون العبودية في جميع مستعمراتهم، وتتحمل هولندا اليوم مسؤولية العلاقات الخارجية والدفاع وقانون الجنسية الهولندي في أجزاء البحر الكاريبي التابعة لها.
من حيث المناخ، تتمتع سينت مارتن بمناخ السافانا الاستوائية، وهي أكثر جفافًا من معظم أجزاء شمال شرق الكاريبي بسبب ظل المطر (Rain shadow) من جبال الجزيرة، مما يؤدي إلى جفاف الرياح التجارية، وفي عام 2017 تعرضت هذه الجزيرة لإعصار إيرما من الفئة الخامسة، والذي تسبب في أضرار واسعة النطاق وكبيرة للمباني والبنية التحتية، وبعد مرور عام وأشهر قليلة تعافت صناعة الرحلات البحرية فيها.
وقد كانت سانت مارتن مأهولة قديماً بالهنود الحمر لقرون عديدة، وهناك اكتشافات أثرية تشير إلى وجود بشري على الجزيرة في وقت مبكر قبل ذلك، وتعتبر اللغة الإنجليزية اليوم لغة التواصل اليومية في هذه الدولة، ويتحدث السكان بشكل غير رسمي بمجموعة متنوعة من لغات الكريول الهجينة، ويتعلم الكثير منهم باللغة الهولندية كلغة ثانية، ويستخدمونها فقط عند التواصل مع الهولنديين، ووفقاً لتعداد عام 2001، كان عدد المتحدثين باللغة الإسبانية في هذه الجزيرة أكثر بكثير من المتحدثين بالهولندية، ويتبين من ذلك أن مجتمع سينت مارتن متعدد اللغات، وأن معظم سكانه ثنائيو اللغة، وقد كانت اللغة الهولندية لغة ميتة في هذه المنطقة قبل ذلك.
ثقافة هذه الجزيرة تحمل مزيجاً من التأثيرات الإفريقية والأوروبية والأمريكية الشمالية، فهناك عدة هويات مجتمعية على هذه الجزيرة الكاريبية، وهي تفتقر إلى الهوية الثقافية الهولندية، ويغلب على سكانها اتباع الديانة النصرانية بطوائفها المتعددة، وهناك نسبة منهم لم تحدد ديانتها (3.1%)، إضافة إلى الهندوس بنسبة (6.6%)، وأتباع ديانات أخرى بنسبة (1.4%)، وتجمع الإحصائية المتاحة بين المسلمين واليهود في نسبة واحدة وهي (1.3%)، وفي إحصائية أخرى (1.1%) لكليهما.