جمهورية سلوفاكيا: تقع في وسط أوروبا، ويحدها من الشمال الغربي التشيك، ومن الشمال بولندا، ومن الشرق أوكرانيا، ومن الجنوب المجر، ومن الجنوب الغربي النمسا، عاصمتها براتيسلافا، ومساحتها 49,035 كلم²، ويزيد عدد سكانها على 5.447 مليون نسمة.
استوطن السكان الأصليون السلاف الهندو أوروبيون، المهاجرون من روسيا، معظمَ أراضي سلوفاكيا الحالية في القرن الخامس الميلادي، وأصبحت سلوفاكيا جزءًا من إمبراطورية سامو السلافية في القرن السابع، وأصبحت دولة مستقلة في القرن التاسع فيما عُرف بمورافيا الكبرى، وأصبحت جزءًا من "مملكة المجر" بين القرنين 11 و14، ثم من "الإمبراطورية النمساوية المجرية" حتى العام 1918؛ وعندها انضمت سلوفاكيا إلى بوهيميا وجارتها مورافيا لتشكيل ما عرف بتشيكوسلوفاكيا، وفي عام 1938 تم تقسيم تشيكوسلوفاكيا وفق معاهدة ميونخ إلى تشيكيا، التي منحتها بريطانيا لهتلر، وسلوفاكيا التي أصبحت تحت حكم الموالين لألمانيا النازية، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعيد توحيد تشيكوسلوفاكيا، ولكن سُرعان ما أصبحت عرضة لضغوط الاتحاد السوفيتي الذي تمكن من فرض الحكم الشيوعي عليها، وبعد انتهاء الحكم الشيوعي لها في "الثورة المخملية" عام 1989، انتهت أيضاً تشيكوسلوفاكيا، وانقسمت إلى جمهورية سلوفاكيا وجمهورية التشيك، وفي عام 2004 أصبحت سلوفاكيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، وقد أدى ذلك إلى إحداث تغييرات في نواحٍ متعددة هناك، ولاحقاً تم استبدال الكرونة السلوفاكية باليورو.
وتحتل سلوفاكيا المرتبة 62 بين أكبر الاقتصادات في العالم، ومن الثروات الطبيعية فيها: الليجنيت (فحم بنِّي، من أنواع الفحم الحجري) وكميات قليلة من خامات الحديد والنحاس والمنغنيز والملح، وتصنع فيها المواد المعدنية والآلات ومركبات النقل والمنتجات المطاطية والبتروكيميائية والورق والنسيج وغيرها.
ويتسم مناخ سلوفاكيا بصيف معتدل ماطر ذي رطوبة عالية، وبشتاء بارد مع هطول ثلجي كثيف، وتتميز هذه الدولة بطبيعتها الجبلية، وتمتد على مساحة واسعة منها سلسلةُ جبال الكاربات (Karpaty)، وجبال تاترا (Tatry) وهي أعلى سلسلة جبال في جبال الكاربات، وتمتد جبال تاترا في سلوفاكيا وحدها عبر 600 كلم، وتشتهر هذه الجبال بمناطق الثلوج والبحيرات والوديان ذات الطبيعة الخلابة، ومن أهم معالمها الطبيعية نهر الدانوب الذي يمر في عاصمتها.
اللغة الرسمية التي يتحدث بها معظم السكان هي السلوفاكية (قريبة من التشيكية وبدرجة أقل من البولندية)، وتتوزع الأعراق في هذه الدولة على النحو التالي: 80.7% سلوفينيون، 8.5% مجريون، إضافة إلى سكان من عرقيات أخرى.
وتعود بدايات دخول الديانة النصرانية إلى سلوفاكيا إلى نهاية القرن الثامن الميلادي، وتعتبر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أكبر المذاهب الدينية في سلوفاكيا، ويتبعها 59.8% من السكان، وهناك أتباع لطوائف نصرانية أخرى (9%)، وأتباع لديانات أخرى (1.2%)، وغير منتسبون إلى أي ديانات (23.8%)، وغير معلنين لدياناتهم (6.5%)، وقد حوربت الكنائس خلال مدة الحكم الشيوعي وسياسة إلحاد الدولة، ثم عُرف السلوفاك بتعصبهم الشديد لهويتهم النصرانية، وهو أحد أسباب ما نراه اليوم من مناهضة للوجود الإسلامي في سلوفاكيا.
أما عن وصول المسلمين إلى سلوفاكيا تحديداً فهو يبدأ من معركة كوبلكت (بالتركية: Gbelce Muharebesi، وبالهنغارية: Köbölkút) التي حدثت عام 1663، وكانت جزءًا من الحرب العثمانية-النمساوية، وقد جرت أحداثها بالقرب من كوبلكت (بلدية وقرية في جنوب غرب سلوفاكيا)، وانتهت بانتصار العثمانيين، وبعد خضوعها لهم أقام فيها بعض المسلمين، واعتنق بعض سكانها الإسلام، فلما أُجبر العثمانيون على الانسحاب وتبعت المنطقة للنمسا، بدأ الصليبيون بالضغط على المسلمين ومحاربتهم، فهاجر كثيرون منهم، وتحمل الأذى والضغط من بقوا هناك، ولكن أزيلت مساجدهم ومدارسهم الإسلامية ولم يبق فيها سوى مسجد واحد، وهذا المسجد أصبح اليوم متهدماً ومتداعياً ولا تعترف به الدولة (وينظر كتاب: التاريخ الإسلامي: ج 22، التاريخ المعاصر - الأقليات الإسلامية).
وسلوفاكيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ليس بها مساجد في مبانٍ مستقلة، فبناؤها غيرُ مسموح به، ولكن فيها مصليات صغيرة قليلة جدًّا، ومنها: مسجد مركز قرطبة الإسلامي (Islamic Center Cordoba)، والمسجد التركي (Türk Camisi)، وهناك مجموعة من المحلات التي تقدم الطعام الحلال.
لا يُعترف بالإسلام من بين الديانات الرسمية في سلوفاكيا، وتشير عدة مصادر إلى أن نسبة المسلمين هناك هي 0.1%، بما يعادل 6000 مسلم، وهذه النسبة كانت في عام 2010، وتصل نسبتهم إلى أقل من 0.5% في مصدر آخر، وفي مصدر آخر: 10.000 مسلم، ويعيش معظم هؤلاء المسلمين في العاصمة، وهم يتنوعون ما بين ألبان وأتراك وبوسنيين وعرب وأفغان.
وقد عرفت سلوفاكيا جهوداً دعوية لبعض المثقفين المسلمين وبعض دعاة المجَر، وجهوداً للطلاب المسلمين في الجامعات التشيكية إبَّان الاتحاد مع سلوفاكيا، واستمرت هذه الجهود حتى اليوم بترجمة الكتب الإسلامية، وإقامة معارض للتعريف بالإسلام، والرد على الاستفسارات والفتاوى، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السلوفاكية، وتحاول بعض المنظمات والجمعيات الإسلامية أن تدعم نشاط الأقلية المسلمة هناك، وتقدم العون لأبنائها، وذلك لتحسـين ثقافتهم الدينية، ولتنمية وعيهم بقضايا أُمتهم، وقد سعى بذل الدعاة هناك لانتزاع اعتراف رسمي بالديانة الإسلامية في هذه الدولة، ولكن جهودهم لم تنجح بسبب الرفض الرسمي للاعتراف به.
وكان بعض العرب قد أسسوا قبل عام 1989 جمعية "أصدقاء الثقافة العربية"، وهي جمعية ذات طابع ثقافي بحت، وأسهمت هذه المجموعة لاحقاً، مع مهاجرين ألبان، في استئجار مكان للصلاة، كما استأجر أحد الألبان جزءًا من مقبرة لمدة 50 سنة، ليكون مقبرة لدفن موتى المسلمين، وفي سنة 1992 أنشئ اتحاد الطلبة المسلمين في تشيكوسلوفاكيا.
وترفض سلوفاكيا استقبال المهاجرين واللاجئين، ما عدا القليل من اللاجئين النصارى، وقد أعلن رئيس وزرائها أنه لا مكان للإسلام في بلده، واعتمد البرلمان السلوفاكي مشروع قانون يتطلب ألا يقل عدد أتباع الديانة عن 50.000 للاعتراف بها ولتأهلها للحصول على إعانات حكومية وإنشاء مدارس خاصة بها، وهذا العدد كان سابقاً 20.000، ولكن تم تغييره بهذا القانون؛ مما سيجعل من الصعب تسجيل الإسلام كديانة معترف بها.
وتساعد وسائل الإعلام السلوفاكية أيضاً على نشر الصور النمطية السلبية عن المسلمين وتقديم المعلومات المضللة عن الإسلام؛ ومما يزيد من ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع أيضاً: نشر خطاب الكراهية عبر الإنترنت ضد الأقليات الدينية، وخاصة التي يمثلها اللاجئون، وغالباً ما تتبنى الأحزاب اليمينية هناك أفكاراً معادية للإسلام والأعراق المغايرة.
وعن المسلمين السلوفاك الجدُد، قال محمد صفوان، مدير مؤسسة قرطبة (2017): "لدينا حوالي 500 مسلم جديد، أغلبهم يعيش في أوروبا الغربية، بعضهم يسلِم عن طريق القراءة، وآخرون عن طريق العلاقة الشخصية، وبعضهم عن طريق ارتباط بمسلم أو مسلمة، ونحن نتواصل مع حوالي 300 منهم تقريباً عبر الواتساب والإيميل وغيرها من التقنيات الحديثة"، وذكر أن مؤسسة قرطبة ترجمت عشرات الكتب، كقصص الأنبياء وقصص الأطفال وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، ولديها برامج تعليمية تستقطب المهتمين بالإسلام والمسلمين الجدد والصحفيين.
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان سلوفاكيا 5,423,801 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
يبلغ عدد المسلمين في سلوفاكيا <10,000 شخص وبنسبة < 1.0% من إجمالي السكان