جمهورية سلوفينيا: هي دولة أَلبية ساحلية، تقع في وسط القارة الأوروبية، عاصمتها ليوبليانا، وتحدها إيطاليا من الغرب، والنمسا من الشمال، وكرواتيا من الشرق والجنوب، ولها شريط ساحلي قصير من جهة الجنوب الغربي على خليج البندقية الذي هو جزء من البحر الأدرياتيكي، وتبلغ مساحتها 20,273 كم².
كانت الأراضي الحالية لسلوفينيا جزءًا من تشكيلات دول مختلفة، كالإمبراطورية الرومانية وملكية هابسبورغ، وأصبحت بعد الحرب العالمية الأولى جزءًا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، وخلال الحرب العالمية الثانية تغلبت ألمانيا وإيطاليا على سلوفينيا وتقاسمتاها مع المجر، ثم سيطر الشيوعيون بعد الحرب على مقاليد السلطة في يوغوسلافيا السابقة، فأصبحت سلوفينيا إحدى الجمهوريات الست الموجودة داخل يوغوسلافيا، ثم أعلنت جمهوريتا سلوفينيا وكرواتيا استقلالهما في يونيو 1991.
وقد كانت سلوفينيا تتمتع بأقوى اقتصاد بين الجمهوريات الست اليوغوسلافية، ولكن اقتصادها ضعف تحت حكم الشيوعيين، ولا سيما في الثمانينيات، وبعد تسلُّم غير الشيوعيين للسلطة سنة 1990، بدأت سلوفينيا بتطبيق أنظمة السوق الحرة، ويعمل حوالي 46% من الأيدي العاملة السلوفينية في الصناعات الخدمية، و46% أخرى في المصانع، ويعمل البقية في مجال الزراعة، ومن المنتجات الصناعية الرئيسة في سلوفينيا: السيارات والكيميائيات والسلع المعدنية والنسيج والمحاصيل الزراعية.
تتقابل أربع مناطق جغرافية في سلوفينيا: جبال الألب، والجبال الدينارية، وسهول بانون، والبحر الأبيض المتوسط، وتغطي الغابات حوالي نصف مساحة البلاد، جاعلةً سلوفينيا ثالث بلد في أوروبا (بعد فنلندا والسويد) من حيث نسبة مساحة الغابات إلى المساحة الكلية، ويختلف مناخ سلوفينيا من منطقة إلى أخرى، فهو مناخ متوسطي على الساحل، وألبي في الجبال، وقاري في الهضاب والأودية.
ويبلغ عدد سكان سلوفينيا 2.1 مليون نسمة، يشكل السلوفينيون من بينهم 89%، ويشكل الكروات والصرب والبوسنيون وغيرهم 10%، والمجر والطليان 0.5%، وبذلك تكون هذه الدولة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية.
اللغة الرسمية لسلوفينيا هي السلوفينية، وهي فرع من اللغات السلافية الجنوبية، لكنها تكتب بالأحرف اللاتينية وليس السلافية، ويتحدث السكان بسبع لهجات متأثرة بدرجات متفاوتة بالألمانية والإيطالية، وتعتبر النصرانية الديانة السائدة هناك، بنسبة تصل في إحصائيات إلى 77.8% من مجمل السكان، والكاثوليك هم أكبر جماعات النصارى السلوفينيين (73.4% من إجمالي السكان)، أما الأرثوذكس فيشكلون 3.7%، وهناك طوائف أخرى تشكل 1% من السكان.
يبلغ عدد المسلمين في سلوفينيا 47.488 نسمة، حسب تعداد سنة 2002، وهم يشكلون 2.4% من مجموع السكان، وقد حصلت نسبة كبيرة منهم على جنسية الدولة، وقد أجرت الجمعية الإسلامية في سلوفينيا إحصائية تختلف كثيراً عن هذا الرقم، فهي تتحدث عن وجود قرابة 80.000 مسلم في سلوفينيا، وهي تقديرات تنبني على عدم اكتمال وضوح الخارطة الإثنية للشعب السلوفيني، وتنبني كذلك على تردد أو خشية الكثير من المسلمين المهاجرين إلى سلوفينيا من الإعلان عن أصولهم المسلمة، وتشير إحصائية أخرى إلى أن نسبة المسلمين هي 3.9%، مقابل 77.2% للنصارى، و18.8% للادينيين، وهناك أتباع لديانات أخرى، وفي لقاء أجري مع الدكتور نجاد جرابوس مفتي سلوفينيا (2014) ذكر أن عدد مسلمي سلوفينيا هو 150.000 مسلم تقريباً.
يشكل البوشناق (البوسنيون) 90% من المسلمين في سلوفينيا، ويتوزع باقي المسلمين على الإثنيات الألبانية والتركية، إلى جانب المهاجرين العرب الذين اختاروا البقاء في سلوفينيا للعمل والاستقرار فيها مع أُسرهم، ولم يكن الاتصال المباشر الأول للمجتمع السلوفيني مع المسلمين مشابهاً لوصول الإسلام إلى الدول المجاورة له، فقد حدث ذلك متأخراً مع بدايات القرن الماضي، وتحديداً أثناء الحرب العالمية الأولى، عندما كانت سلوفينيا والبوسنة والهرسك تخضعان لسلطات الإمبراطورية النمساوية-المجرية، حيث كانت هناك مجموعة من البوشناق في صفوف الجيش الإمبراطوري على الجبهة النمساوية-الإيطالية، وكان ذلك في المعارك التي شهدتها سهول وادي سوتشا، حيث تم بناء مسجد في قرية صغيرة في منطقة الألب تُدعى "لوغ بود مانغارتوم" Log Pod Mangartom ليؤدي فيه المقاتلون البوشناق صلواتهم.
ولم تعرف المدة التي بين الحربين العالميتين هجراتٍ جماعية كبيرة للمسلمين نحو سلوفينيا، وتظهر وثائق أن عدد المسلمين الذين كانوا يعيشون في عاصمة سلوفينيا عام 1931 لم يتجاوز 927 مسلماً، وأن المسلمين كونوا جماعة كان لها إمام يرعى شؤونهم الدينية.
ثم كان اللقاء الثاني بين المسلمين والسلوفينيين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما كانت سلوفينيا ضمن يوغوسلافيا الاشتراكية، عندها قدم المسلمون إلى سلوفينيا كعمال في المصانع وورش البناء، وبسبب المستوى المعيشي والاقتصادي الأكثر تطوراً، ولتقارب اللغة والثقافة، قررت غالبية المسلمين الاستقرار النهائي في سلوفينيا، حيث شهدوا سقوط يوغوسلافيا واستقلال سلوفينيا.
أما اللقاء الثالث والأكثر ثراءً بين المسلمين والسلوفينيين، فقد جد في ظروف مغايرة، أصبح فيها مسلمو سلوفينيا مواطنين سلوفينيين وأوروبيين.. وهكذا فإن الجيلين الثاني والثالث من المسلمين تمكنا من الاندماج في المجتمع دون أن تسلب هويتهم، في ظل السماح لجمعيتهم الرئيسة بالعمل، ومع ذلك، لم يخلُ الأمر من تجاهل ورفض لبعض حقوقهم واحتياجاتهم كما سيأتي.
ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فإن الجيلين الثاني والثالث من مسلمي سلوفينيا ينتميان إلى الطبقة الاجتماعية السلوفينية الوسطى، ويعمل معظمهم في المصانع، مع تزايد ملحوظ في أعداد المسلمين الذين يتم توظيفهم في إدارات المؤسسات الحكومية وقطاعات الصحة والتعليم، هذا، إلى جانب ازدهار عدد المؤسسات والشركات الصغرى التي يمتلكها مسلمون.
لقد عاش مسلمو سلوفينيا أكثر من 50 عاماً تحت وطأة الشيوعية المعادية للأديان، ولم يسمح لهم بإعادة بناء أكثر من 80 مسجداً طالتها يد التدمير، فقد كانوا وما يزالون يعانون من قلة المساجد الخاصة بهم، وبعد عقود طويلة من الانتظار والمحاولات الكثيرة لبناء مسجد في العاصمة، افتتح عام 2020 مسجد ومركز Ljubljanska mošeja لخدمة المسلمين واستيعابهم، حدث ذلك في ظل مضاعفة سعر الأرض التي بني عليها، ومعارضة الكنيسة الكاثوليكية وتيارات أخرى لبنائه، وهناك مساجد قليلة غيره، وقد عُدَّ بناء هذا المسجد انتصاراً لمسلمي سلوفينيا على مد الإسلاموفوبيا المتزايد من حولهم، ويذكر أنه بين عامي 1916 و1920، كان هناك مسجد واحد في سلوفينيا، وهو مسجد لوغ بود مانغارتوم المذكور، ولكنه هدم أثناء الاحتلال الإيطالي للمنطقة، ولم يبق منه إلا بعض الصور المحفوظة لدى المسلمين، ثم أصبح مكانه دير للنصارى، ثم صار مسرحاً.
ويعاني البوشناق المسلمون في سلوفينيا من عدم الاعتراف الرسمي بهم كأقلية دينية وعرقية مستقلة يجب أن يكون لها حقوق، وهم يواجهون مشكلات مثل عدم تمكنهم من استخدام وتعلم لغتهم الأم، وعدم المشاركة في الشؤون العامة للدولة، كما يواجهون استبعاداً اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ويعود ذلك جزئيًّا إلى التحيز والتمييز الخفي ضدهم على نطاق واسع، إضافة إلى أن بعض المسلمين لا يملكون أوراق إقامة، وبالتالي لا يحصلون على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية.
شريحة الدخل incomeLevel
المساحة (كيلومتر مربع) AG.SRF.TOTL.K2
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان سلوفينيا 2,063,531 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
تبلغ مساحة سلوفينيا 20,270 كيلو متر مربع بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2016
يبلغ عدد المسلمين في سلوفينيا 70,000 شخص وبنسبة 3.6% من إجمالي السكان