تابع محتوى الدولة
بورتوريكو (بالإسبانية: Puerto Rico أي: الميناء الغني): إقليم منظم غير مدمج تابع للولايات المتحدة الأمريكية، يقع في شمال شرق البحر الكاريبي، شرق جمهورية الدومينيكان, وغرب كل من جزر العذراء البريطانية والأمريكية، عاصمتها سان خوان، ومساحتها 9104 كلم2، وتتألف هذه الدولة من أرخبيل يشمل جزيرة بورتوريكو الرئيسة وعددٍ من الجزر الصغيرة، أكبرها جزيرة فيكويس وكوليبرا ومونا, وجزيرة بورتوريكو الرئيسة هي أصغر جزر الأنتيل "الكبرى" في البحر الكاريبي من حيث المساحة.
كانت تقطن بورتوريكو مجموعات من السكان الأصليين، من شعبه الكاريبي، معروفين باسم شعب التاينو، وهم من الهنود الحُمر الذين عاشوا قروناً في تلك المنطقة، ولكن عندما استولى كريستوفر كولومبوس عليها خلال رحلته الثانية إلى الأمريكتين عام 1493، قام بضمها إلى أراضى إسبانيا، ثم تم استعمار الجزيرة من قبل الإسبان، واستُعبد سكانها الأصليون قسراً وأُبيدوا مع التوسع الاستيطاني للمهاجرين الإسبان، وجُلب العبيد من إفريقيا لاستغلالهم في الإنتاج الزراعي، ويدَّعي الغربيون أن من أسباب فناء السكان الأصليين للجزيرة ضعف مقاومتهم للأمراض الأوروبية المعدية التي جلبها المستعمر معه، وظلت بورتوريكو مستعمرة إسبانية من سنة 1509 إلى سنة 1898م، ورغم محاولات الفرنسيين والهولنديين والبريطانيين الاستيلاء على بورتوريكو، تنازلت إسبانيا للولايات المتحدة عنها وعن الفلبين أيضاً عام 1898، نتيجة لهزيمتها في الحرب الأمريكية الإسبانية، وفقاً لأحكام معاهدة باريس عام 1898، واعتُمد دستور بورتوريكو وصادق عليه الناخبون في عام 1952، وقد حصلت بموجبه بورتوريكو على استقلال داخلي، واليوم لا يسمح لسكان الجزيرة ذوي الجنسية الأمريكية بالتصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأنها إقليم غير مدمج وليست ولاية، والوضع الحالي لهذه الدولة، بما في ذلك إمكانية تحويلها إلى ولاية أو استقلالها، هو موضع جدل على نطاق واسع في بورتوريكو.
وتعتبر الزراعة الحرفة الأولى لسكان هذا الأرخبيل، ويعمل بها حوالي 31% من القوة العاملة، وفيها اليوم حوالي 1000 مصنع، معظمها بأموال أمريكية، وبها صناعات نفطية أيضاً، وبمقارنة بورتوريكو مع غيرها من الولايات المتحدة يتبين أنها الأكثر فقراً من بينها، حيث تعيش نسبة كبيرة من السكان تحت خط الفقر، أما عند مقارنتها بأمريكا اللاتينية فتتميز بورتوريكو بامتلاكها لأعلى إجمالي ناتج محلي للفرد في كل المنطقة، وقد صُنف اقتصاد بورتوريكو على أنه اقتصاد عالي الدخل.
وتتمتع بورتوريكو بمناخ استوائي نظراً لموقعها قربَ خط الاستواء، حيث ترتفع المعدلات الحرارية السنوية، غير أن موقعها الجزري يلطف من حدة الحرارة، وتتأثر الجزيرة بموسم أعاصير المحيط الأطلسي، حيث تهب على القسم الشمالي منها رياح شمالية شرقية تسقط معها أمطار وفيرة، على العكس من القسم الجنوبي الذي يسوده الجفاف النسبي وتقوم فيه الزراعة على الرَّي، وهي جزيرة مضرَّسة السطح (ذات نتوء وتضاريس)، فأغلبها جبلي، وفي وسطها سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها بين (900 - 1200م)، وتتكون من الصخور البركانية والمتحولة، وتنتشر التلال الجيرية عند سفوحها، وتنتشر فوق مرتفعاتها جيوب من الغابات المدارية، كما توجد سهول ساحلية ضيقة في الجنوب والشمال من الجزيرة، حيث يتركز العمران البشري.
تضاعف عدد سكان هذا الأرخبيل في القرن العشرين، وفاق الآن 3.264 مليون نسمة، ولذلك يعتبر من أكبر مناطق الكاريبي ازدحاماً، والغالبية العظمى من سكانه هم من البِيض، من نسل إسباني قادم من جزر الخالدات (جزر الكناري - أرخبيل جزر تابعة لإسبانيا في المحيط الأطلسي)، ومعظمهم من نسل من سكنوا أو استعمروا الجزيرة سابقاً، من الإسبان (75.8%) ثم الأفارقة (12.4%) وغيرهم، أما اللغات الرسمية فهي الإسبانية والإنجليزية، واللغة الإسبانية هي اللغة الأساسية هناك.
والديانة النصرانية هي الديانة السائدة في بورتوريكو، ويشكل الكاثوليك حوالي 69.7% مقابل حوالي 25.1% بروتستانت من مجموع السكان، وقد وصلها الإسلام قديماً مع الموريسكيين، ولكن تلك الموجة تلاشت في خضم الأحداث الاستعمارية، وذابت أمام قسوة محاكم التفتيش التي كانت تلاحق أولئك المسلمين، ثم تكونت أول جماعة كبيرة من المسلمين في بورتوريكو من الفلسطينيين الذين وصلوا إليها بين 1958 و1962، وإضافة إلى ذلك يسكن فيها العديد من العرب المسلمين من سوريا ولبنان، ويشكل المسلمون القادمون من بلاد الشام معظم الأقلية المسلمة في بويرتوريكو، ويشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة من بينهم، وهناك القليل من مسلمي بوروتوريكو السود، والقليل من مسلمي جنوب إفريقيا، ويعيش معظم مسلمي بورتوريكو في الجزيرة الرئيسية، ولهم سمعة طيبة بين السكان، كما أن لهم ارتباطاً وثيقاً بالقضايا الإسلامية، والكثير منهم يعملون في مجال التجارة، ومن بينهم مجموعة من الطلاب وأساتذة في جامعة بويرتوريكو، وهناك حوالي 10 مساجد ومراكز خاصة بالمسلمين، وتوجد هناك مجموعة من أتباع الديانة الأحمدية.
ويشير مقال بعنوان "Muslims in Puerto Rico" إلى ارتفاع عدد سكان بورتوريكو المسلمين من الصفر في عام 1940، إلى 2000 (0.07%) في عام 1970، وأن عددهم قدِّر بِـ3000 مسلم (0.09%) في عام 1980، و4500 (0.13%) في عام 1990، و5000 (0.13%) في عام 2010، وعلى افتراض أن نسبة المسلمين ستستمر في الزيادة بمقدار 0.01% لكل عَقد، فمن المتوقع أن يصل عدد السكان المسلمين إلى 5300 أو 0.14% عام 2020، ثم 6200 أو 0.17% بحلول عام 2050، كما يشير المقال إلى أن أول مسجد أنشئ في هذا الأرخبيل عام 1981 في ريو بيدراس، وأن المسجد الثاني أنشئ عام 1992 في فيجا ألتا، وهو أكبر هذه المساجد، ثم يستمر في سرد تواريخ بناء المساجد حتى المسجد التاسع عام 2011 في لويزا، وهو مسجد صغير يتسع لعشرين شخصاً.
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.