• الرمز الدولي MM
• رمز الاتصال الهاتفي 95
• العلم
• العاصمة Naypyidaw

جمهورية اتحاد ميانمار، وتعرف أيضاً باسم بورما: هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا، عاصمتها نايبيداو، وتحدها من الشمال الشرقي الصين، ومن الشمال الغربي الهند وبنغلاديش، ومن الشرق خليج البنغال، ومن الجنوب الشرقي تايلاند ولاوس، وقد كانت في الماضي ضمن المستعمرات البريطانية التي ارتبطت بحكومة الهند البريطانية، وحصلت على استقلالها عنها عام 1937، ثم استقلت عن بريطانيا عام 1948، وتبلغ مساحتها الإجمالية 676577.2 كم²، فيما يزيد عدد سكانها على 54.41 مليون نسمة.
وقد غيرت الحكومة البورمية العسكرية الترجمات الإنجليزية للكثير من مناطق بورما عام 1989، وغيرت أيضاً اسم الدولة من بورما إلى ميانمار، ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها باللغة البورمية، ومن بين الجماعات المتعددة المكونة لبورما: جماعات أراكان ذات الغالبية المسلمة.
تنقسم بورما إلى ثلاث مناطق برية رئيسة، وهي: سلاسل الجبال الشرقية، والحزام الجبلي الغربي، والحزام الأوسط، ويعد نهر إيراوادي أطول نهر في بورما (2170 كلم)، أما مناخ معظم مناطق بورما فهو مداري، وتتعاقب على بورما ثلاثة مواسم: ممطر وبارد وحار.
وبورما بلد زراعي، تعيش نسبة كبيرة من قاطنيه على الزراعة، وأبرز حاصلاته هي الأرز، وهو الغذاء الأساسي لمعظم السكان، وتغطي الغابات نحو نصف مساحة بورما، وهي تعتبر من أهم مصادر أشجار التيك ذات الجودة العالية، ويتم أيضاً صيد الأسماك والصدفيات في أنهار بورما ومياهها الساحلية، ويربي الكثير من البورميين الأسماك في أحواض خاصة بها في القرى.
مرت ميانمار بالعديد من الحقب التاريخية والسياسية المبكرة، أما تاريخ ميانمار المعاصر فتتخلله الحقبة الاستعمارية (1824-1948)، وفيها واجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي مما جعل بريطانيا تتخوف من وجودهم وقوتهم، فبدأت حملتها للتخلص من نفوذهم بإدخال الفرقة بين المواطنين من الديانات المختلفة لتشتيت وحدتهم وإيقاع العداوة بينهم، فأشعلت الحروب بين المسلمين والبوذيين، وتمثلت تلك المؤامرات في عدة مظاهر، وأهمها: طرد المسلمين من وظائفهم وإحلال البوذيين مكانهم، ومصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين، وإغلاق المعاهد والمدارس والمحاكم الشرعية وتدميرها، وتحريض البوذيين ضد المسلمين، ومدهم بالقوة حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحتهم عام 1942، حين فتكوا بحوالي 100 ألف مسلم في أراكان.
وبعد الحقبة الاستعمارية بدأت حقبة الحروب الأهلية، وجاءت بعدها حقبة الحكم العسكري (1962-2011)، ثم الحقبة الحديثة، وقد عاني المسلمون في جميع هذه الحقب من التشريد والتهجير والإبادة بأيدي الجيش والبوذيين، وعانوا كذلك من التضييق الاقتصادي والثقافي، ومصادرة أراضيهم، وتدمير وطمس المعالم الإسلامية، وإلغاء حق المواطنة ليصبحوا بلا جنسية، وحبس عشرات الآلاف في ولاياتهم ومنعهم من الخروج منها، وتسخير رجالهم ونسائهم في أعمال تخص الجيش، وتوطين البوذيين بينهم، وكان كل ذلك في سبيل تذويب المسلمين قسراً في المجتمع البوذي وإبادتهم وتهجيرهم، ومن الأمثلة على ذلك أنه بعد انقلاب عام 1962 طُرد أكثر من 300 ألف مسلم من بورما إلى بنغلاديش، وفي عام 1978 طُرد أكثر من نصف مليون مسلم في أوضاع قاسية جدًّا، ومات منهم قرابة 40 ألفاً من الشيوخ والنساء والأطفال، وطُرد مثلهم انتقاماً عام 1991 بعد إلغاء نتائج الانتخابات العامة، أما أكبر نزوح في تاريخ بورما فقد حدث في أحداث التطهير العرقي والديني الذي نفذه الجيش البوذي في أغسطس 2017، وقد نزح فيه أكثر من 655 ألف مسلم إلى بنغلاديش هرباً من مذابح البوذيين.. وتستمر معاناة مسلمي ميانمار حتى اليوم، فإن بنغلاديش وحدها تستضيف نحو مليون و200 ألف لاجئ روهينجي يعيشون في ظروف قاسية، وما يزالون يحلمون بالعودة إلى وطنهم.
وترجع بدايات مآسي مسلمي بورما إلى ما قبل عام 1784، حيث كان إقليم أراكان المسلم (راخين) منعزلًا عن بورما البوذية، وكان الإسلام قد وصل إلى أراكان في وقت مبكر، ثم انتشر فيها بشكل كبير على أيدي التجار المسلمين في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقد استمر انتشار الإسلام في أراكان حتى تأسست مملكة أراكان الإسلامية عام 1420م، وحكمها 48 ملكاً مسلماً لمدة تزيد على 350 سنة، وقد امتد الوجود الإسلامي أثناء ذلك إلى أماكن من بورما أيضاً، ثم سقطت هذه المملكة سنة 1784، وتحولت إلى إقليم محتل من قبل بورما البوذية، ففي عام 1784 بدأت مخاوف البوذيين من انتشار الإسلام في مناطقهم، فقام الملك البوذي بوداباي باحتلال أراكان لتصبح ضمن الدولة البورمية، وبدأ باضطهاد المسلمين اضطهاداً شديداً، وأخذ أموالهم، ونهب خيراتهم، وفي عام 1824 تعرضت بورما ومعها أراكان للاحتلال البريطاني، الذي قام بدعم البوذيين لاستئصال المسلمين كما ذُكر، وفي عام 1948 خرجت بريطانيا من بورما، ليواصل البورميون البوذيون جرائمهم ضد المسلمين، فاتبعوا سياسة "بَرمنة الدولة" وجعلها بوذية، بهدف القضاء على الوجود الإسلامي هناك، وبعد أن فشلوا في إبعاد المسلمين عن دينهم بمختلف الطرق، قرر البوذيون القضاء التام على المسلمين واستئصالهم من بورما، فواصلوا جرائمهم ضد مسلمي الروهينجا، وخاصة بعد سيطرة العسكرية الفاشية على بورما 1962، يضاف إلى ذلك ما فعلته الميليشيات العسكرية وشبه العسكرية والعصابات البوذية من جرائم ضد شعب الروهينجا المسلم، من قتل واغتصاب وحرق وهدم قرى بأكملها ومحوها بالجرافات لإخفاء أدلة الجرائم.
ويعد المسلمون من أفقر مواطني ميانمار وأقلهم تعليماً بسبب ما يتعرضون له من اضطهاد في جميع جوانب حياتهم، وليس لهم أي تمثيل سياسي، وعند البحث عن نسبتهم من إجمالي السكان سوف نجدها مختلفة في المصادر، ومن أسباب الاختلاف في تعدادهم ونسبتهم: تهجير نسبة كبيرة منهم خارج الوطن، والتغييرات الديموغرافية التي حدثت في مناطقهم، والكراهية الرسمية لهم واعتبارهم لاجئين غير شرعيين؛ ولذلك لم يشملهم أي إحصاء رسمي، وتبدأ النسب والتوقعات من 3%، ثم 4% (2 مليون) أو 4.2%، ثم 7%، ثم 15%، وتصل لدى بعض الباحثين إلى 16% (8 مليون تقريباً مع مسلمي بورما في دول الشتات)، ويرى أ.د. محيي الدين عفيفي أن نسبة المسلمين في ميانيمار تتجاوز 20%، ويعتبرهم الطائفة الثانية بعد البورمان، ويذكر أن مسلمي ميانمار يقدر عددهم بـ10 ملايين نسمة (أزمة الروهينجا في ميانيمار بين غفلة المسلمين وغياب الضمير العالمي)، أما غالبية سكان بورما فهم بوذيون بنسبة تصل إلى 80% أو أقل بقليل في بعض المصادر، وهناك نسبة من النصارى تقدر بـ7.8%، وأتباع ديانات شعبية بنسبة 5.8%، وهندوس بنسبة 1.7%، إضافة إلى أتباع ديانات أخرى بنسب قليلة.