إمارة لِيخْتِنْشْتاين (ليشتِنشتاين): هي دولة غير ساحلية، نظامها ملكي دستوري يرأسه أمير، تقع بكاملها في جبال الألب في أوروبا الوسطى، وتحدها سويسرا من الغرب والجنوب، والنمسا من الشرق، وهي تشمل معظم النصف الشرقي من وادي نهر الرايِن (الرَّين) بين النمسا وسويسرا، وبذلك يكون نهر الراين جارياً على امتداد الحدود الغربية لهذه الدولة، وتبلغ مساحة ليختنشتاين 160.475 كم²، ويتجاوز عدد سكانها 39.000 نسمة، وعاصمتها هي فادوتس (Vaduz)، و"شان" هي أكبر بلدياتها أو مناطقها الإدارية.
اسم هذه الدولة مشتق من منزل "ليختنشتاين" الذي كان رئيساً لها حين تأسست عام 1719، ويعود لقب "الإمارة" أيضاً إلى تاريخ تأسيسها، وقد كانت جزءًا من "الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية"، وهي تكتل سياسي قروسطي في أراضي أوروبا الوسطى والغربية، ظهر خلال العصور الوسطى المبكرة، وتم حلُّه رسميًّا سنة 1806، وقد نالت هذه الدولة استقلالها عن الاتحاد الألماني عام 1866.
وتتميز ليختنشتاين بجمال طبيعتها، ومناخها قارِّي، فهو شديد البرودة وغائم في فصل الشتاء الذي يتخلله هطول أمطار وتساقط ثلوج، ومعتدل وغائم ورطب في الصيف، ويتنوع مناخها حسب تضاريسها المختلفة ما بين وادي الراين وجبال الألب.
يرتكز اقتصاد ليخشتنشتاين على نطاقي الخدمات (خصوصاً الخدمات المالية) والصناعة، وعلى شيء من الزراعة، وهي مشتركة في اتحاد جمركي مع سويسرا، وعملتها الرسمية هي الفرنك السويسري.
اللغة الرسمية لهذه الإمارة هي الألمانية، وهي تعتبر أصغر دولة تتحدث بها، ويتبع غالبية سكانها الديانة النصرانية (قرابة 85%)، ومعظم هؤلاء من الكاثوليك، ويليهم البروتستانت بنسبة صغيرة، وهناك نسبة من اللادينيين تصل إلى 7%، إضافة إلى أتباع ديانات أخرى، أما المسلمون فقد وصلت نسبتهم إلى 5.9% في تعداد عام 2015، وقد كانت نسبتهم 5.4% في تعداد 2010، وكانت في عام 2000 قريبة من 4.8%، ويتألف المسلمون هناك أساساً من مهاجرين من البوسنة والهرسك وتركيا وصربيا وغيرها.
وقد أسست حكومة ليختنشتاين في سنة 2004 مجموعة عملٍ هدفت إلى إدماج المسلمين في مجتمع الإمارة بشكل أفضل، وتعاونت مجموعة العمل هذه مع المكتبة الوطنية لتيسير وصول الجمهور إلى الكتب المؤلفة باللغة التركية وإلى كتب الدين الإسلامي، وللمسلمين هناك جمعية اسمها: الجمعية الإسلامية لإمارة ليختنشتاين - Islamische Gemeinschaft des Fürstentums Liechtenstein - IGFL.
ونستقي المعلومات التالية من تقرير مطول أعده أربعة باحثين باللغة الألمانية، ونشر عام 2017 بعنوان: ISLAM IN LIECHTENSTEIN، وقد استفادوا في إعداد هذا التقرير من بعض التقارير الرسمية:
- في البدايات المبكرة للوجود الإسلامي في إمارة ليخشتنشتاين، أظهر تعداد عام 1970 أن هناك 8 مسلمين من الذكور في هذه الدولة، ثم أخذ هذا العدد في الازدياد حتى وصل في عام 2015 إلى 2215 مسلماً.
- البيانات التي تتعلق بحياة المسلمين هناك فيها ضعف وتباين، ونسب مشاركة المسلمين في الاستبانات قليلة.
- بلغ عدد المسلمين الذين يحملون جنسية ليختنشتاين 537 مسلماً (قرابة ربع مسلمي الدولة) في عام 2015.
- السكان المسلمون ليسوا متجانسين من حيث التوجهات الدينية والأعراق، ولكنهم راضون عموماً عن قدرتهم على ممارسة دينهم كما يريدون في هذه الدولة.
- في مسح أُجري عام 2008، ومن بين 60 مشاركاً من المسلمين وغيرهم، صرَّح 41% من المسلمين أن المدرسة الإلزامية دون تعليم إضافي كانت أعلى مستوى تعليمي لديهم.
- وأظهر المسلمون في هذا المسح روابط مع مؤسساتهم الدينية، أوثق من روابط النصارى بمؤسساتهم، وهم بشكل عام أكثر تمسكاً بدينهم من غيرهم.
- وأظهر 21% منهم أنهم يقضون الكثير من الوقت لمتابعة أمور دينهم وأداء عباداتهم، وأفاد 33% أنهم يخصصون القليل من الوقت لذلك.
- ومن جانب اللغة والثقة أظهر 65% من المشاركين المسلمين أنهم يرتاحون أكثر في النقاش بين أفراد أسرتهم.
- وذكر 23% من هؤلاء المسلمين أنهم شاركوا في أعمال تطوعية.
- يتساءل بعض مسلمي ليختنشتاين عن: إمكانية الاعتراف بالدين الإسلامي من قبل الدولة، وإمكانية الجمع بين الجماعات المسلمة تحت مظلة واحدة، وإمكانية زيادة الدعم الحكومي لأنشطتهم.
- يعتبر التعليم الديني الإسلامي في المدارس الابتدائية حديثاً، فهو موجود كمشروع متكامل في هذه الإمارة منذ العام الدراسي 2007 - 2008، ويلتحق به قرابة نصف الطلاب المسلمين في هذه المرحلة.