أرخبيل شاغوس (Chagos Archipelago)، أو إقليم المحيط الهندي البريطاني (British Indian Ocean Territory):
هو مستعمرة بريطانية وقاعدة حربية أمريكية مشتركة (إقليم)، عبارة عن جزر صغيرة تقع في المحيط الهندي، أكبرها العاصمة دييغو غارسيا، وقد تم التهجير القسري والسري للمواطنين الأصليين الذين كانوا في هذا الإقليم بالقوة عن طريق الحكومة البريطانية عام 1967، وكان عددهم يقدر بحوالي 2000 نسمة، لكي يتم السماح للولايات المتحدة باستئجار تلك المنطقة كقاعدة عسكرية.
وفي عام 2000 قررت المحكمة العليا في المملكة المتحدة إعطاء المواطنين الأصليين لتلك الجزر حق العودة إليها، وفي عام 2010 أعلنت الحكومة البريطانية عن رغبتها في تأسيس محمية مائية مساحتها 544,000 كلم2 حول إقليم المحيط الهندي البريطاني، بحيث تمنع فيها كل أنشطة الصيد، وردَّ التشاغوسيون على ذلك بأنه في حال عودتهم إلى ديارهم سيُحرمون من مصدر عيشهم الوحيد إذا نفذ هذا المشروع.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019، وبأغلبية ساحقة، قراراً يطالب بريطانيا بإنهاء إدارتها لجزر شاغوس، وتسليمها لموريشيوس، وصوت لصالح هذا القرار 116 دولة، فيما عارضته 6 دول، وامتنعت 56 دولة عن التصويت، ودعا القرار إلى تأييد الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، والذي يقضي بتخلي بريطانيا في غضون 6 أشهر عن جزر شاغوس، وإعادة توطين الشاغوسيين وغيرهم من مواطني موريشيوس في هذه الجزر، كما دعا القرار وكالات الأمم المتحدة المتخصصة إلى الاعتراف بأن أرخبيل شاغوس جزء لا يتجزأ من موريشيوس.
أما تاريخيًّا، فقد كانت للملاحين المالديفيين معرفة جيدة بجزر تشاغوس، حيث كان أهل المالديف يطلقون عليها اسم «فولهافاهي» (Fōlhavahi) أو «هولهافاي» (Hollhavai) والاسم الثاني كان منتشراً في جزر المالديف الجنوبية، ويقال إن المالديفيين لم يهتموا باستيطان هذه الجزر على مر القرون لأنهم رأورا أنها بعيدة للغاية عن المالديف بحيث لا يستطيعون حكمها وإدارتها والعيش فيها باستمرار.
وقد ادعت فرنسا سيادتها على هذه الجزر في القرن الثامن عشر، حيث عدتها إحدى ممتلكات موريشيوس، واستوطن البشر هذا الأرخبيل لأول مرة في القرن الثامن عشر بعدما قام الموريشيون الفرنسيون باستقدام العبيد الأفارقة والمتعاقدين الهنود ليقيموا مزارع لجوز الهند، ومع مرور الوقت تحول العبيد الأفارقة بالجزر إلى موظفين لدى مالكي جوز الهند، وكان يتم تحويلهم من جزيرة إلى جزيرة حسب ظروف العمل، كما استولت المملكة المتحدة على موريشيوس عام 1810 بعدما تنازلت فرنسا عنها في معاهدة باريس.
وقامت المملكة المتحدة عام 1965 بفصل تبعية أرخبيل تشاغوس عن موريشيوس، وفصل جزر ألدابرا وفاركوار وديروش عن سيشل، لتشكل إقليم المحيط الهندي البريطاني، وكان هدف المملكة المتحدة من إنشاء هذا الإقليم هو تشييد منشآت عسكرية تستفيد منها هي والولايات المتحدة، وبالفعل استخدمت القوات الأمريكية هذه القاعدة في عدد من حروبها المعروفة في هذا العصر.
تأسست هذه الجزر رسميًّا بتاريخ 8 نوفمبر 1965 باعتبارها إقليم ما وراء بحار تابع للملكة المتحدة، وأعيدت جزر ألدابرا وفاركوار وديروش إلى سيشل في 23 يونيو 1976، مع نيل الأخيرة لاستقلالها، وهكذا أصبح إقليم المحيط الهندي البريطاني يتألف فقط من ست مجموعات من الجزر الرئيسية، والتي تشكل جميعها أرخبيل تشاغوس.
ولا يوجد في هذا الإقليم سكان دائمون، كما لا يوجد فيه حاكم يمثل بريطانيا، ويقيم فيه حوالي 3000 عسكري، وعمال الإنشاءات والخدمة، وتعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للإقليم، ولا تتوفر معلومات عن وجود للمسلمين هناك أو عن أعدادهم ونسبتهم.